جمال لا ينجب سوى مشوهين
ولدت في عائلة كبيرة وكنت وما زلت مدللة أبي وتقدم لي الكثير ولكن أبي أصر على ابن شقيقته و رغم التشوه الواضح في وجهه إذ لديه شفة أرنب وافقت وبدأت الحياة كأي حياة ومنذ نبأ حملي بدأت أقرأ وأخطط لأسعد مرحلة في حياتي سأصبح أما... تسعة شهور من التعب اللذيذ وبعدما وضعت طفلي بدأت تفاصيل أسوأ كابوس في حياتي... الصغير ولد بتشوهات كبيرة ومخيفة ولم يلمح ذلك الطبيب النسائي أثناء الحمل وصحوت من التخدير وآلام العملية بمصيبة فالكل يرفض إعطائي معلومات وبدل كلمة الحمد لله على سلامتك حبيبتي سمعت من والد طفلي أنت طالق وتركني في المستشفى لوحدي أصارع بقايا الحياة وطفلي الوحيد لا يستطيع الرضاعة حتى!!
أسكن بعيدة عن أهلي مسافة 360 كم وكانت ولادتي مفاجأة ولم أرى أحدا من أهلي في اليوم الأول أصبت بانهيار عصبي وعندما جاءت أمي لم تجد غير دموعي وطفلي المريض ولم أخبر أحدا بطلاقي إذ كانت الطلقة الأولى وكظمت آهاتي ولكن الصغير يحتاج إلى ما يزيد عن 9 عمليات تجميل وزراعة أسنان وجلسات مكثفة من النطق وتركت بيت زوجي بعدما دست على آهاتي وتوجهت لبيت أهلي رحلة العلاج الطويلة بدأت وللأسف لوحدي الرجل الذي أشاركه حياتي اختفى وهرب بعيدا عني وعن ولدي... ووراء الكواليس تدبر زيجة للرجل وتسقط أوراقي بين بنات جنسي ويحكم علي بالإعدام فأنا من أنجبت مشوها ولا أصلح زوجة أو أما أو حبيبة, العار والفشل يلاحقني ونظرات الفضوليين والشامتين تخترق قلبي وقسوة زوجي الغير مبررة ومسلسل الحرمان من أبسط حقوق الإنسانية وهجرة الرجل لي خفية إنجابي طفلا مسخا كما يقول
وتحملت الألم وابتلعت القهر وصدر حكم الإعدام الثاني وهو حرمان ولدي الوحيد من العلاج ولم تقو شفاه الصغير حتى على الرضاعة فكنت أضمه وأبكي بالساعات وأجريت لوحيدي أول عملياته لوحدي بمساعدة أهلي وأصبت بالانهيار الثاني وكرهت الرجل وكرهت حتى أنفاسه وحرمته على نفسي وشعرت بتقزز منه ومن حتى لمسه لي (وهو لم يلمسني بعد ولادتي لطفله) وشعرت بتلوث واشمئزاز وبت أستحم عشرات المرات في اليوم الواحد وتوجهت لبيت أهلي وطلبت الطلاق واستجمعت قواي وعملت لأعيل ولدي الوحيد وما زالت المحاكم بيني وبين نصف الرجل ذلك ورجعت لأبي أنا وولدي ووجدت عندهم الدعم 100% ولكن أسمع الناس تنظر لي بعين الشفقة إذ لم أوفق في زواجي ولا حتى في إنجاب طفل سليم حتى وظيفتي التي كنت أحلم بها تركتها لاستحالة عملي وطفلي بهذه الحالة الصعبة وصرت أتجاهل الكلام لكن أول صورة لصغيري وهو مشوه لا تفارق مخيلتي وكلمات الطلاق لا أنساها وساعات الوحدة والحرمان لا أستطيع نسيان سيناريو الألم والقهر....
الفشل يلازمني ويلاحقني والانتقام فكرة تراودني وما زال شعور التقزز... أريد الخلاص من أفكاري أريد أن أكون أما ناجحة... فقدت الأمان والاستقرار ولازمتني أزمة نفسية لأن قضية طلاقي ما زالت في أروقة المحاكم والنضال مستمر في أروقة المستشفيات واستشارات الأطباء والأسوأ قادم وفقدت حتى إيماني.... كلمات الأمل غابت عن مصطلحاتي واقتصرت على كم من الغضب والقلق والألم والعذاب لا أدري هذا البركان الخامد متى يقذف حممه البركانية ويلقي اللعنة في كل مكان.... أتأمل حالتي وأحللها أحاول معرفة أخطائي في هذه الدنيا ما الجريمة التي اقترفتها؟ ما ذنبي؟ لماذا تجتمع نوائب الدهر علي؟ كأي فتاة لم تتعدى أحلامي سوى بيت دافئ وأطفال حولي يملئون حياتي سعادة بضحكاتهم البريئة وطفولتهم الجميلة لا أرى سوى التشوه حتى ولدي مشوه؟؟؟؟ لماذا؟؟؟؟؟؟
وبدأت أقتلع شيئا من شعري حتى خسرت جزءا كبيرا منه وجل وقتي أقضيه أمام شاشة النت أقلب صفحات النت أقرأ عن حالة ولدي الصحية وصور الأطفال المخيفة... أطفال في عمر الزهور شوهت وجوههم فشلت في الاحتفاظ بزوجي ولم أستطع إنجاب طفل سليم والفشل يصادفني في كل شيء في الثامنة والعشرين سأوقع أوراق طلاقي في الوقت الذي تزف فيه صديقاتي ويبدأن حياة سعيدة وأنهيها أنا شقائي مستمر ابتعدت عني صديقاتي وزميلاتي... نظرات الخوف الغير مبررة من امرأة جميلة وعلى شفير الطلاق؟ فجأة أصيح مصدر خطر على الجميع؟؟؟؟
كأن بي مشكلة ما؟ أجمع أشلاء ذاتي وأحاول دفع حياتي؟ ماذا أفعل أعطني أو أكتب لي اسم أي دواء ينتشلني من الكآبة أي شيء وأرجوك أرجوك لا تطلب زيارة معالج نفسي, لا تجعلني أضحوكة زوجي السابق وزوجته الجديدة تأخذ مكاني وتحمل طفلاً المفترض أن يكون طفلي؟؟.............. كفاني قهرا وأنا أريد حقا دواء؟؟؟؟؟ لدينا تاريخ مع المرض النفسي أصيب به شقيقي سابقا وخالتي عانت من ظروف طلاق صعبة وأخاف أن يصبح حالي كحالها نزيلة بمستشفى للأمراض النفسية؟؟؟؟
أريد الحل أرجوك
كلمات الموعظة لم تعد تلقى صدى في نفسي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
13/05/2011
رد المستشار
بل سأعظك، وسأقترح عليك التواصل مع طبيب نفساني كذلك؛ لأنك في حاجة إليهما شئت أم أبيت، تعجلت أو تأخرت، ولكن قبل الوعظ والطبيب أتمنى أن تري من الأمور ما يغيب عنك بجدارة منقطعة النظير، فكلماتك بعثتني لأرض مظلمة كفراء، لا يبدو من تربتها أي بارقة أمل في أي خضار، ووجدتك تجلسين القرفصاء في مكان رحب للغاية، وتتفقدين كل لحظة مدى إحكام سلاسل تقيدك خوفاَ من تراخيها!، وأتتبع تلك السلاسل فأجدك أنت من تحكميها لتُكَبِّلك!!
أعلم أنك تفهمين كلماتي وتتوافقين معها لأن بداخلك "كاتبة" تظهر رغماَ عنك في تعبيراتك وكلماتك، فهكذا أنت يا صديقتي تفعلين ما رأيته، أغلقت كل حياتك على تجربة وحيدة مررت بها مع رجل لم يعرف من صفات الرجولة شيء، فالرجولة مسؤولية، مروءة، احتواء، رعاية، تفكير عملي، تخطيط....، فلم يفلح إلا في امتحان الذكورة الذي جعلك أماَ لطفل، ولم تقفي لحظة واحدة أمام الاكتشاف الوحيد الصحيح في تجربتك وآثرت النحيب، فلو أن كل امرأة فقدت حياتها وقلصتها حول تجربتها المخيبة للآمال من رجل كانت تركن إليه وتتصور رجولته زيفاًَ لضاعت معظم النساء-إلا من رحم-، خنقتي نفسك به وظللت تدورين في دوائره تاركة عقلك ومشاعرك وطموحك ومسؤولياتك لتتفقدي تطوراته ومدى قسوته وما يدبرون له من زواج دون أن يدري، ومن غير حول له ولا قوة!، بل وتقولين سيرزق بطفل كان من المفترض أن يكون ولدك!!، تُضْعِفين من قوتك ومن سلامة تفكيرك وترتيبك لحياتك بالغرق الشديد في فكرة أن كونك زوجة له هي حقيقة أن تكوني أو لا تكوني، فليذهب بضعف تفكيره، وتخاذل أبوته وقسوة قلبه وافتقاره لصفات الرجولة إلى الجحيم، فلقد كانت تجربتك معه ورقة سوداء لا تستحق إلا إسدال الستائر عليها، وكذلك طفلك الوحيد؛
انظري كيف تنظرين لنفسك فيما يخصه فتقولين: لم أتمكن حتى من إنجاب طفل سليم!، وتنسي "العلم" واجتهاد العلماء الذين حذروا ويحذروا من زواج الأقارب وأنه حتى لو ضاقت علينا الدنيا واضطررنا للزواج من الأقارب فأقل شيء يحدث هو إجراء عدة تحاليل واختبارات تجعلنا نرى ما قد يحدث بالزواج، وتنسي قصة الحياة في الامتحان الذي غالباَ ما يأتينا في المساحة الصعبة أو الضعيفة لدينا ليكون اختباراَ بصدق، وتنسي أن القدر لا يمكننا أن نتفاداه أو نختاره؛ ولكننا نختار تماماَ رد فعلنا تجاهه؛ لذلك نجد أمهات ناضلن بأمل ونفسية ثابتة ليتعافى أبنائهن قدر الإمكان، ومنهن من تمكنّ من جعلهن شخصيات متميزة يشار لها بالبنان في كل مساحات الحياة رغم التشوه أو الإعاقة؛ فنجد نماذج نفخر بها في الطب والفيزياء والفلك والرياضة، فمن منا شعر أن طه حسين كفيف؟، من منا وقف أمام إعاقة عمار الشريعي؟، هل تدرين أن صلاح الدين الأيوبي الذي حرر بيت المقدس كان أعرجاَ؟،
فلتفيقي على حقيقة أن حياتك لم تنته، وأنك تحتاجين للشعور بالإنجاز والنجاح فلتبدئي بما في يديك فلتنهلي من الأمومة بنفسية الأم الرؤوم، التي تتحدى المشكلات ليتميز طفلها ولو بعد حين، وتنتبهين لعملك الذي كنت تحبين لتجدي ما تقدميه وتقللي من وطأة دعم أهلك لك بنسبة 100%، ولتحولي مرارة مشاعرك لقصص تكتبينها وستكون عميقة ومؤثرة لأنها تخرج من رحم تجربة، ورفهي عن نفسك بالتدرج، واقتربي من العظيم الذي لم يأمرنا بالزواج دون تفكير، والذي لم يأمرنا بالاستهانة بالعلم أو العقل، بل على العكس ذكرنا في آية الزواج بأن الزواج فيه آيات لقوم "يتفكرون" آية 71 في سورة الروم، وذكرنا بأهمية العلم واحترامه وتتبعه في كتابه العظيم وعلى لسان نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه، ومع تقصيرنا نحن في الفهم لا يخذلنا أبداَ ويمد لنا يد العون حين يرى مننا أولاَ جهد نبذله ورضا بأقداره، إذن نحن من يختار كيف سيحسن حياته، والتاريخ المرضي النفسي في عائلتك أجدر بأن تتواصلي مع متخصص نفسي حتى لا تنهار قوتك النفسية وتكوني ضحية نفسك، فما أغدر أن يخون الشخص نفسه.، وما أقبح أن يبرر لنفسه كل ضعفه وتنصله من تحمل مسؤولية نجاح حياته على شماعات بالية.
ويتبع>>>> : حقير بجد م
التعليق: السلام عليكم ورحمة الله حقيقة عندما قرأت كلماتك دمعت عيناي وانفطر قلبي .. مرة لأجل طفلك الرضيع ومرة لأجلك .. ولم أجد سوى أن أقول حسبنا الله ونعم الوكيل وعندما قرأت الرد على رسالتك كان الرد شافيا مثلجا للصدر فلم أجد اي زيادة تستحق أن تقال وكل ما أستطيع أن أقوله هو أن الله ابتلاك والمؤمنون أشد بلوى .. فاصبري واحتسبي لله ولا يأتي بعد المحن إلا المنح .. احملي طفلك بين أضلعك وسيري الطريق معه صابرة محتسبة وإن شاء الله لن تجدي جزاء عند الله إلا الجنة . ولا حول ولا قوة إلا بالله