إغاثة من مرض الوسواس القهري
جئت إليكم بعد أن ضاقت بي الأرض بما رحبت وضاقت بي نفسي فأنا أعاني من وسواس الشذوذ الجنسي منذ6سنوات، لكن منذ 4سنوات وأنا أعالج بالعقاقير لكن من دون فائدة للأسف، لا أعرف ماذا أفعل؟ ومن أين أبدأ؟ فأنا شاب في أول عمري لكن همومي أكثر من سني.
أحيانا أحس بأنني على قرب الوقوع في فاحشة اللواط، وأحيانا أحس بأنني سأعتدي على ابن أختي الصغير فأصبح في حالة هيستيرية جدا، وأصبح أتلفظ بكلمات مثل أنا أحب ابن أختي لا يمكن أن أعتدي عليه، وأعادل الفكرة باللعب معه واختبار نفسي. وأحيانا أحس بأنني سالب نظرا لوجود مشاعر جسدية تسلطية كقشعريرة الدبر، تعبت في سرد معاناتي والتنقل بين الأطباء. صدقوني أنا مبتلى خصوصا لما قرأت مقالا لأحد الدكاترة المختصين في علاج المثلية حيث قال: انه من لم يمارس المثلية قد يمارس المثلية لأول مرة حتى وهو في آخر منتصف العمر، وهذا ما جعلني أصاب بانتكاسة كبرى ورعب شديد فأنا أكره الشذوذ هل يمكن يأتي يوم وتتغير فيه نظرتي له وأمارسه وأقع فيها -أعوذ بالله-.
ساعات تأتيني أفكار انتحارية وأحيانا تذهب. شيء يحيرني هو أنني أثار جدا للجنس المعاكس جنسيا وعاطفيا وكل شيء، ولا يعجبني أي رجل بل عندما تأتيني أفكار شاذة أذهب لمحاولة القيء. صدقني أصبحت تأتيني مشاعر جسدية تسلطية حتى في المكالمة الهاتفية مع الأصدقاء مما يجعلني في حيرة وأصاب بنوبة هلع كبرى، هل معقول أن أثار من مكالمة تلفونية عادية ليس فيها أي إيحاء جنسي ما هذا؟ في أي كوكب أنا؟
صدقوني لم أعد أستطيع أن أجلس مع أصدقائي للتسامر، فأحس بأنهم يا إما سيعتدون علي أو أنا أطلب منهم أن يمارسوا علي، فأقوم بالهرب وأقول في نفسي: إنني لو لم أهرب لكنت وقعت في الفاحشة، مما تسمونه عندكم انطباق الفكرة الفعلة. أنا يائس مهموم محزون، فأنا لا أستطيع العمل ولا حتى الدراسة، أنقذوني بالدعاء، أنا مسكين، صرت أتهم الناس بأنهم اعتدوا علي في الليل جنسيا فأذهب للتحقق عند طبيب المسالك البولية من سلامة فتحة دبري اااااااااااااااه، من أين أبدأ وأين أنتهي هل ممكن أن أمارس الشذوذ في لحظة ضعف أو أعتدي على الأطفال أو ما شابه؟
ساعات أفكر أني لو ذهبت للبحر سوف يتحرش بي أحدهم وأنا أتركه يفعل ما يشاء، حتى المواصلات لم أعد أستطيع الركوب فيها. الطبيب الذي يعالجني قال لي: إن مشكلتي هي في الأفكار وليست السلوك، ما هو الحل؟ علمًا أن عقاقير الأنافرانيل لم تقدم لي شيئا فقام الطبيب باستبدالها بعقار سيرونيل ماذا أعمل؟
سأجن! علما أني خضعت للتحليل النفسي لكن من غير فائدة، ذهبت إلى اثنين من المحللين النفسيين، ذهبت إلى أربعة أطباء معرفيين لكن من غير نتيجة، لا الوساوس ذهبت ولا القلق ولا الخوف. ما هو حل قشعريرة الدبر؟ وما هو حل الوسوسة؟ وهل يمكن أن أعمل اللواط سواء بالطريقة السالبة أو الموجبة والعياذ بالله؟ آسف على الإطالة.
12/05/2011
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا "محمد"، وأسأل الله تعالى لك هدوء البال وسلامة الصدر من كل منغّص ومكدِّر...
لا شكّ أن معاناتك مؤلمة وصعبة، وأعلم أنك تكوى بأفكارك ليل نهار، ولكن الخطورة لا تكمن في الفكرة التي تدور في رأسك بقدر ما تكمن في تقييمك لها وخوفك منها، ماذا يعني أن تأتيك فكرة بأنك يمكن أن تصبح شاذًا؟ لا شيء؟!!!
أسألك الآن: بعد ست سنوات من الوسوسة القاتلة، والأفكار القاتلة الملحة، هل مارست الشذوذ؟ لا!! فماذا تخشى بعدها؟
عملية حسابية بسيطة تبين لك الأمر:
6×365= 2190 يومًا
2190×24= 52560 ساعة
ولنفرض أنك تنام 8 ساعات يوميًا: ففي ستة أعوام تنام: 365×8×6= 17520 اطرحها من العدد السابق:
52560-17520= 35040 وهذا عدد ساعات الوسوسة عندك في ستة أعوام.
35040×60= 2102400 دقيقة وسوسة، ولنفرض أن الفكرة تأتي في ثانية:
2102400×60= 126144000 ثانية، إما أن توجد فيها الوسوسة، أو القلق من الوسوسة أو احتمال ورود الوسوسة!
126144000 ثانية ولحظة مرت عليك تحت تهديد الوسوسة والقلق وخوف الشذوذ، ومع هذا كله لم تصبح شاذًا بعد، وما زال الأمر في حيِّز الوساوس والأفكار الخارجة عن الإرادة التي لا يحاسبك الله تعالى ولا المجتمع عليه!!!
أبعد هذا الزمن الطويل كله تخشى أن تمارس الشذوذ فعلًا؟!!
إن الذي أمضى كل هذا الوقت صابرًا لا تستطيع أفكاره أن تغلبه وتجره إلى المعصية، إنسان عظيم لن تستطيع أي فكرة أن تتغلب عليه إلى منتهى أجله بإذن الله تعالى... فكر معي كم حسنة كسبت طوال هذه الفترة: كل ثانية تمرُّ عليك تأتيك فكرة تدعوك إلى المعصية فلا تستجيب لها، تكسب حسنة لعدم استجابتك، إذن قد حصّلت (126144000) حسنة طوال هذه السنوات الست!!! وحريٌّ بمن كانت أفكاره تجلب له كل هذه الحسنات أن يفرح بها لا أن يقلق منها!!
كلما أتاك الوسواس تخيّل هذا العدد الكبير من الحسنات، وأضف عليه حسنة أخرى! سجل هذا الرقم عندك على ورقة، وأضف رقمًا عند كل خاطر وسواسي...، وانظر آخر اليوم كم كسبت من هذا الوسواس...، إذن: ينبغي عليك أن تفرح عند هجوم كل فكرة وسواسية، لأنها تضيف حسنة إلى حسناتك. فكرة تدعوك إلى المعصية، وتلح عليك 126144000 مرة، لكنك لم تستجب، ولن تستجب حتى لو قُطِّعت إرْبًا...، كم أنت عظيم يا هذا!
فلماذا الحزن والقلق؟ هذا مدعاة للفخر والسعادة الغامرة...، قل للفكرة عندما تأتي: أهلًا وسهلًا، ومرحبًا بمن يسكب الحسنات عليّ سكبًا، ويرفع درجتي عند الله تعالى...، هذا ما ينبغي أن تستقبلها به يا محمد...، أنت لا تحسن استقبال الضيوف!!
أما ما تهلوس به من قشعريرة الدبر، فهو طبيعي بالنسبة لواحد مثلك يستقبل ضيفه الغالي بكل هذا القلق والخوف، ألا ترى أن الذي يجلس في بيت مخيف في الليل وحده، يصبح يسمع الهمسة والنسمة، ويظنها لصًا خطيرًا، حتى عند انعدام الصوت والحركة يحس باللص يزحف، أو بشبح من الجن يتسلل... بينما لو كان في نفس البيت لكنه منشغل مع حبيبة له -مثلًا- فإنه لن يشعر بشيء، ولن يسمع شيئًا، بل لن ينتبه لشيء حتى لو أصبح اللص خلفه!!
إذن مشاعرك هذه هلوسة لا أكثر لشدة قلقك من وسواسك الجميل مسبب الحسنات، فتشاغل عن تلك المشاعر بفكرة محببة لديك، أو بعمل أو حديث مع آخرين، وستذهب بعد فترة.
وإياك إياك من الهروب من مجالسة أصدقائك، أو من ركوب الحافلات، فخير دواء لك أن تواجه هذه الأماكن، واشغل نفسك مع صديقك بحديث أو نشاط أو شاهد معه فلمًا رائعًا عن الطبيعة الغنّاء، أو الطيور الرائعة...
ثمّ...؟ لماذا هذا أصلًا؟!
أنا قلت لك أن المشاعر والأفكار التي تأتيك هي ضيف غالٍ له أفضال عليك، يزيد حسناتك ودرجاتك عند الله تعالى...، إذن لا مانع أن تأتيك وأنت جالس مع أصدقائك وأقربائك! سجل في ذهنك: 1...، جاءت مرة أخرى! لا بأس، سجل: 2...، وهكذا...
قم واحتفل بكل هذا الكم الهائل من الحسنات، وافرح وابتسم حتى يؤلمك خدّك من الابتسام...، لديك ابتلاء نعم...، لكنه يخفي في داخله نعمة ما بعدها نعمة...، فقل الحمد لله، أخرجها من صميم قلبك...
اللهم إنا نسألك العفو والعافية، والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة...
ويضيف د. وائل أبو هندي الابن الفاضل محمد أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك أ. رفيف الصباغ إلا أن أحيلك إلى مقالنا عن علاج وسواس الشذوذ الجنسي وأهم ما أود تنبيهك له هو أن تحاشيك لأصدقائك يزيد الطين بلة ويساعد في إبقاء المشكلة فعليك تنفيذ ما تجده مكتوبا في ذلك المقال وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.
واقرأ أيضًا:
نفسجنسي: وسواس الشذوذ الجنسي OCD Homosexual Anxiety
التعليق: اراح الله صدرك يا أخي الكريم ولكن أنصحك بتوجيه عقلك إلى أشياء أخرى
حاول الارتباط بفتاة صالحة وتزوج