السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أعاني من سرعة القذف فقط، ونصحني الطبيب باستخدام "سيبرالكس"، ما هي مدة العلاج؟ وهل للدواء تأثير على القدرة الجنسية؟ مع العلم أنه وصف لي دواء "جنتالكس" المنشط جنسياً.
هل لسيبرالكس تأثير على المدى البعيد من النواحي النفسية أو الصحية؟.
29/4/2010
رد المستشار
الأخ السائل أهلاً وسهلاً بك على موقعنا، وشكراً على الثقة.
يستخدم بعض الأطباء عقار الإيستالوبرام Escitalopram أو السيبراليكس Cipralex لعلاج سرعة القذف، وهذا الاستخدام هو نوع من استخدامات العقاقير ليس لأجل أثرها العلاجي Therapeutic Effect الذي صنعت من أجله وإنما يستخدمونها لأجل أحد آثارها الجانبية Side Effects، ومن ذلك استخدام مضادات الهيستامينAntihistamines القديمة أو مضادات الحساسية القديمة لأجل أثرها المنوم... فزيادة النعاس هذه أثرٌ جانبي للعقار لكنه أحياناً يصبح أثراً علاجياً.
ومثل ذلك ينطبق على استخدام عقاقير الم.ا.س.ا لتأخير القذف علاجاً لسرعة القذف، وفي ذلك أصبح لتأثير عقاقير الم.ا.س.ا استخدام لعلاج أعراض جنسية مثل سرعة القذف، يعتبر السيبراليكس الذي اختاره لك طبيبك المعالج من أفضلها أثراً علاجياً وأقلها آثاراً جانبية.
والتأثير الذي تحدثه هنا وهو تثبيط الإثارة أو جعلها أبطأ أو أقل تصاعداً، ويحدث ذلك في نسبةٍ تصل إلى ما بين 30% و 50% من المنتظمين على العقار، ولعله يحدث مع استعمال الم.ا.س أو الم.ا.س.ا من عدة طرق:
- تأثير الم.ا.س.ا المثبط على الإنزيم المخلق لأكسيد النيتريك nitric oxide synthetase، ذلك الإنزيم اللازم لتحويل الحمض الأميني "الأرجينن Arginine" إلى أكسيد النيتريك، وهو أحد أحدث الاكتشافات المهمة كمرسال عصبي ذي تأثيرات في عمل الأوعية الدموية من خلال عمله على عضلاتها الجدارية، وفي الجهاز المناعي وأيضاً في الجهاز العصبي وإن لم يكن دوره ولا حتى آليات إحداثه لذلك الدور مفهومة بالكامل بعد، وفيما يتعلق بالعملية الجنسية فإن أكسيد النيتريك مسؤول عن إحداث الانتصاب في الذكور والتزليق المهبلي وانتفاخ الأعضاء التناسلية في الإناث أثناء مرحلة الإثارة، وكثيراً ما يصف الذكور والإناث الدرجات الخفيفة من تأثير الم.ا.س.ا هنا بأنه يشبه الخدر في الأعضاء الجنسية، ولنقل قلة الاستمتاع أو التلذذ، وبعض الذكور يرون ذلك أمراً لا بد منه لتأخير الوصول إلى مرحلة القذف، إلا أنهم يشتكون عندما يصل الأمر إلى التأثير على الانتصاب، وأما الإناث فإن تقليل حساسية الأعضاء الجنسية لا يمكن أن يكونَ مرغوباً، وأذكر من بين مرضاي من كان يؤكد امتداد قلة الإحساس إلى المرحلة التالية حتى أنه يصف القذف المصاحب لاستخدامه عقار الم.ا.س بأنه قذف قليل الطعم.
- ومن الممكن أيضاً مع استعمال عقاقير الم.ا.س.ا أن يحدث بعض الخلل في مرحلة الإثارة - من خلال تقليل الدوبامين وزيادة هرمون البرولاكتين بالتالي.
- أيضاً من الممكن تفسير التأثير المثبط لمرحلة الإثارة من خلال فرضية أن توفر السيروتونين بكثرة في الشق التشابكي العصبي يدفع مستقبلاته على العصبون بعد التشابكي إلى أن تخفض حساسيتها للسيرتونين، وينتج عن ذلك هبوط في قوة التحفيز العصبي لمراكز الإثارة في الحبل الشوكي وإن كان ذلك أكثر ظهوراً مع جرعات الم.ا.س.ا العالية، ويستجيب بالتالي لتقليل جرعة الم.ا.س.ا..... ويمكنك أن تقرأ أكثر عن الآثار الجانبية الجنسية لعقاقير الم.ا.س.ا بتتبع الارتباط التالي: حكاية الماس والماسا: الآثار الجنسية(2)
مدة علاج سرعة القذف في حالة استخدام العلاج العقاري فقط مفتوحة بمعنى باستمرار.... ونادراً ما تكون غير ذلك كما في حالات سرعة القذف العابرة. لكن ما ينصح به ليس الاعتماد على العقاقير سواءٌ الم.ا.س.ا أو غيرها للتعامل مع اضطراب نفسي جنسي يمكن أن ينجح العلاج المعرفي السلوكي معه... وبعض المرضى يستجيبون للعلاج المعرفي السلوكي وحده وتتحسن حالاتهم للأبد وآخرون يستسهلون استخدام العقاقير عند اللزوم... ولكن النتائج الطيبة متوقعة دائماً عندما يتم المزج بين العلاج العقاري والعلاج المعرفي السلوكي.
تأثير العقار على القدرة الجنسية؛ نعم قد يحدث تأثير مضعف للقوة الجنسية ولكن ذلك يحدث بعد استخدام جرعات عالية لفترات طويلة، حيث يتسبب في خلل هرموني ينتج عنه ضعف جنسي مؤقت يمكن علاجه أحياناً فقط بإنقاص جرعة العقار أو وقفه، أو استبدال آخر به من مجموعة الم.ا.س.ا أيضاً.. إذن فلا داعي للقلق حتى في هذه الحالة لأن كل شيء يعود طبيعياً بعد إيقاف العقار، وإذا أردت فكرة أكبر عن مناجزة آثار الم.ا.س.ا الجانبية الجنسية فاقرأ: حكاية الماس والماسا: علاج الآثار الجنسية
وعقار السيبراليكس عقار جديد نسبياً في السوق العالمي وليست عندنا حتى الآن بعد حوالي العقد من الزمان أو أقل قليلاً لا توجد أي إشارات ناهيك عن الدراسات على وجود تأثير لسيبراليكس على المدى البعيد من النواحي النفسية أو الصحية.
أهلاً وسهلاً بك وشكراً على ثقتك.