أنا وأهلي وغروري: زواج المواصفات
السلام عليكم؛
أنا فتاة عمري سأتم 24 بعد بضع شهور. تكمن مشكلتي في عدم الرضا بحالي وتغير بعض صفاتي للأسوأ. وذلك بسبب تفكيري بالارتباط والخطوبة والمال والمستوى الاجتماعي والسن.
كان عمري لا يتعدى 20 عاما وبدأ طرق العرسان لبابي طرقا كثيرا ولكن لم أخطب إلا لخطيبي الحالي. وهنا الصراع بين صفاتي كما أراها وبين صفاته كما أراها أنا وأهلي وغروري.
صفاتي: جميله متعلمة، أب وأم مراكز وظيفية مرموقة، مال يكفي معظم احتياجاتنا ولا يفيض، أسكن بالمدينة صفاته: وسيم صغير الحجم خلوق مكافح كريم على قدر المسئولية، حنون مهذب هادئ متعلم أب مركز وظيفي فوق المتوسط، أم ربة منزل، أخواته وأزواجهم يوجد منهم من يعملون بحرفة بجانب وظيفته حتى هو لكني اشترطت عليه بلا بعد خطوبتنا_ ليكفوا باحتياجات أسرتهم ولكنهم باختصار أهل كرم ومكافحين هو وأهله يسكنون بقرية.
ولكن كما يراها الأهل والغرور فهي غير ذلك: مستوى اقتصادي واجتماعي لا يناسبنا وعليّ إن ارتضيت به زوجا أن أتنازل عن بعض الأشياء لأتكيف. مهر بسيط إمكانيات غير قوية جسمه صغير أطول مني بقليل جدا .أسكن بالقرية كان علي أن أنتظر لأخذ الأفضل إمكانيات وأنسب اجتماعيا حتى أما تقدم لي واحد بعد خطوبتي بأقل من شهر أختي قالت يا ليتك ما تسرعت كان نفسي أقول للعريس أنك لسه متخطبتيش لأنه إمكانياته ومستواه عالي وكل شويه تندمي على قولي نعم على خطيبي هي رفضاه كنسب ولكن أخلاق لا ولكن أهلي أيضا يحترمون صفاته وأخلاقه الطيبة.
خلاصة قولهم هما ناس على قد حالهم بس طيبين ومكافحين والحرفة مش عيب واحنا وافقنا عشان كده زائد احنا مش أغنياء المراكز لا تعني الكثير بدون المال نحن فقراء مثلهم فلا تنغري بالوظائف وياما جالك كثير بس محصلش نصيب وأنت كبرت بالسن ومفيش زواج الآن وهو مستقبله حلو قدام خاصة لو سافر بالخارج.
توافقنا كشريكين من خلال ما تبين لي في الخطوبة والتي استمرت لأكثر من ست شهور: أننا متوافقين فكريا وعاطفيا ويحرص على إرضائي أكثر مني بكثير ولكن ما يشوب هذا التوافق هو إصراري على نشوب خلافات بينا قد تصل إلى أن أقول له فيها يبدو أننا مش متفقين يبقى لازم نفكر ولو فسخ الخطوبه أفضل لنا فأنا مستعدة وهذا يحصل مني عندما أفكر فيه كشريك لا يناسبني حيث أنا وحيث أن كل بنات العائلة نفس المستوى وأقل وخطابهم وأزواجهم أفضل منه ماديا ونسبا وأقول كان نفسي في حد أحسن وقوام جسدي أحسن وأسكن بالمدينة ومش أروح قرية.
ووقت خلافاتي معه أزن وأطلب من أمي فسخ الخطوبة تقول لي لا وأنت مش بترضي وبتبصي على غيرك ملكيش دعوة بحد رغم أني بيكون عندي حق وبقولها بجد أنا تسرعت أنتم في الأول كلكم مكنش عاجبكم وأنا كمان أعطيتموني حرية رفضه وقبوله على أن أتنازل وأتواضع له وأنا وافقت لأني قلقت من ارتفاع سني وعدم حصول نصيب مع من سبقوه من المتقدمين لي.
باختصار خطوبتي منه أشبه بنوبات قبول ورفض وللأسف مع عدم الاستقرار على أي منهما لأنهما في تضاد وتوزاي تام. فنوبة القبول تدعمها صفاته الطيبة وارتياحي لمعاملته الراقية والحنونة لي ومستقبله إن شاء الله و‘ن احنا هنساعد بعض ونكبر مع بعض معتمدين على الله ثم توفيقه ثم جهودنا؛ ونوبة رفض لأهله وبيئته وفقره الذي يحرمني من تأسيس شقة الزوجية مش هقول زي ما أحلم أقول زي المتعارف عليه في بيتنا وأهلنا.
ولكن بين كل نوبة وأخرى فترة استقرار يقنعني بإكمال الخطوبة لسني الذي قارب الأربعة والعشرين ولحظي الذي بان في فشل إتمام الكثير من الخطوبات لي رغم حدوث الاتفاق ولأنه حان الوقت لأستقر ببيت كباقي الأصدقاء ولكن هيهات من استمرارها فتأتيني لكي تعصف بها من جديد نوبة الرفض.
حائرة فهل لي من مجيب؟!!!!!!!!!!
14/1/2010
رد المستشار
أنتهز فرصة رسالتك لأنبه إلى أن اللغة والكلمات وحدها هي الرسول والترجمان بيننا وبينكم، وقليلا ما نتلقى كلاما منكم بلغة عربية سليمة الألفاظ، والتراكيب اللغوية نحوا، وإملاءا، وعلامات ترقيم!!
هل مطلوب أن تنعقد دورات في اللغة والتعبير الصحيح عن الأفكار حتى نفهمكم ونجيب على حقيقة ما تريدون السؤال عنه لا ما نتعثر في فهمه عنكم عبر كلمات متلعثمة نقضي وقتا، ونلعب نردا في فك شفراتها، وحدس احتمالات معانيها!!
أنا شخصيا أرى أن انحطاطنا العام في التفكير والمشاعر والممارسة يمكن فهمه وتفسيره جدا بوصفه تراجعا في اللغة تداولا واستخداما، واللغة المضطربة متلازمة مع التفكير المعوج، كلاهما يؤدي إلى الآخر، لذا لزم تكرار التنوية!!!
سأرد إذن على ما استطعت استخلاصه من رسالتك، والله أعلم، راجيا أن يكون هو نفس ما أردت أنت قوله، أو قريبا منه!!
تقولين: تكمن مشكلتي في عدم الرضا بحالي، وتغير بعض صفاتي للأسوأ، وذلك بسبب تفكيري بالارتباط والخطوبة والمال.
لا أدري ما المشكلة في أن تفكيري بالارتباط والخطوبة؟! فهل تقصدين أن مشكلتك تكمن في "طريقة" تفكيرك بهذه الأشياء؟!
أي أنك تفكرين بهذه الأشياء على نحو ترينه غير سليم، أو ليس مثاليا من وجهة نظرك؟!!
إذا كنت قد فهمتك فإنني أقول لك أن طريقتك في التفكير هي نتيجة طبيعية للأسلوب الذي به نعيش، وبه نتزوج، فما مصدر الدهشة؟!!
الناس في الدنيا الطبيعية الفطرية كما خلقها الله وفطرها يعيشون ويتواصلون في أنشطة الحياة المختلفة، وفي غمرة الحراك الاجتماعي والثقافي والسياسي والوظيفي يتلاقى الرجال والنساء ويتعارفون، ويحصل أن تتقارب الأفكار، والمشاعر، والأمزجة، والطباع، فيفكر الشاب، وتفكر الفتاة في أنهما يمكن أن يشكلا أسرة ناجحة، وبيتا مستقرا سعيدا، بمعنى أنه يرغب بمواصفاتها الإيجابية، وسيتحمل في المقابل مواصفاتها السلبية، وهي ستفعل المثل بالمقابل، ويتزوجان.
أما نحن وفي غفلة من العقل والشرع السليم دخلنا في متاهة بائسة مضحكة مبكية لا أنوي تفصيل شرحها، أو وصفها لك، فهذا تجدينه مثبوتا في كل ما أكتب، فقط أقول لك هنا أن من الطبيعي جدا والمتوقع والمشروع ـ طالما نفكر في الزواج، ونمارس الاستعداد له كما نفعل ـ أن تفكري في الارتباط والخطوبة والمال والمستوى.. إلخ، بطريقتك هذه!!
إذن الأصل الطبيعي والفطري والإنساني والشرعي والعقلاني أن ترتبط الفتاة بمن تيسرت لها فرصة فهمه، والرغبة فيه زوجا وشريكا، هو بعيوبه قبل مميزاته، والاختيار في الأصل مفتوح بين بدائل متاحة وكثيرة في ظل نظام الفطرة والعقل، ولكن لأننا لا نعيش في إطار هكذا يكون مصيرنا كما نرى، وتدور طواحين عقلك في حسابات، ومخاوف، وأسئلة بلهاء غبية، ولكنها تبدو مفهومة جدا، ومشروعة جدا في إطار النظام الأبلة جدا، والغبي جدا الذي نفكر به إذا كنا أصلا نفكر تفكيرا يشبه تفكير من رزقه الله عقلا، وجعله زينة مميزة له عن الأنعام!!
طواحين الأسئلة والمقارنات والتردد بين ما تسمينه أنت أحيانا، ويسميه الناس غالبا: الرضا، وبين الطموح المشروع إلى الأفضل، ولكن في نظام مخنوق غبي أفسد على الناس فرصة اللقاء الطبيعي المفتوح، والانتقاء الطبيعي المحسوب دون خشية ضياع الفرصة لأن الفرص متاحة طوال الوقت!!
نوبات الرفض والقبول التي تمرين بها هي نتيجة طبيعية لإصرارك على أن تحافظي أو تحتفظي ببعض الحق الطبيعي في الاطمئنان لشريك الحياة، بينما لديك مخاوف وهواجس داخلية، ويدعمها أهلك، وكل المحيط من حولك وظروفك كما ترينها وتتصورينها كيف يمكن لي أن أشرح لك أن سنك ما تزال صغيرة نسبيا بحيث لا يبدو أنك مضطرة للمضي قدما في الزواج من إنسان قد تتحول حياتكما إلى جحيم بسبب نوبات عدم الرضا التي ربما تزداد بعد أن تعيشي في القرية.. و.. وأنا أضحك من شدة البلية يا عزيزتي لأن الأصل في الزواج أنه يجمع بين شخصين تتوافر لديهما رغبة واضحة حازمة ومستقرة أن يكونا معا، أما الزواج على طريقتنا الحالية فلا يبدو معنيا أو مستوعبا لأبسط بديهيات نجاح العلاقة الإنسانية بين رجل وامرأة، ولهذا نفشل باضطراد كما نرى ونسمع كل يوم، ثم نتساءل في بلاهة وغباء: ما الذي حصل لنا، وللأسرة وللزواج وللبشر؟!!
"حان الاستقرار ببيت مثل بقية الأصدقاء" هكذا تقولين، فهل أنت قادرة على مبادلة هذا الاستقرار الذي تطمحين له بغض الطرف عما ترفضينه أو تعتبرينه نقصا في رجلك وظروفه؟!
وكيف بالله عليك، والسؤال لنا جميعا، كيف يا ناس نفكر في الزواج على طريقة المواصفات، والمؤهلات، والمستقبل بالسفر، ونظرة المجتمع لحضرتك، وكل فتاة لم تنخطب بعد، ومكان الإقامة، وصفة العائلة، والشكل الجسماني، كيف نتناول كل هذه التفاصيل، ونغفل أهم شيء، وأول شيء، وهو توافر عاطفة، ورغبة واضحة وجازمة في أن أعيش مع هذا الإنسان بقية عمري؟!!
أمامك أن تفكري بنفس الطريقة الشائعة السائدة مثلما يفكر أهلك وغيرهم، وأغلب الناس، وتستمر حيرتك، ولا أستطيع أن أقدم لك أي شيء في هذه الحالة!!
وأمامك أن تفكري بشكل مختلف، هو الأصل الطبيعي الفطري الإنساني الغائب غالبا عن حياتنا، وممارستنا... فما هو اختيارك؟! ما هي الطريقة التي تريدينها للتفكير في شأن الزواج؟!
وهو سؤال مطروح على كل فتاة، وعلى كل إنسان يعيش في هذا المجتمع العربي الذي ربما يستعيد فرصة الحياة حين يقرر أن طريقته هذه في الحياة لم تعد تنفع!!
وسأنتظر متابعتك.
التعليق: المشكلة في أن الأهل بيبصوا لينا لما نتكلم عن عدم الارتياح والمشاعر والإحساس نبقي بندلع وتافهين وبنرفض الفرصة ودي فرصة كويسة ومش هتكرر وبيغفلوا تماما طبيعة إنسانة أو إنسان ما يقدرش يعيش بدون عاطفة واللي هي من وجهة نظرهم دلع