السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أبعث إليكم بهذه المشكلة عسي الله أن أجد حلا لها عندكم وفي البداية أرجو منكم عدم نشر العنوان البريدي الخاص بي وباقي البيانات الشخصية.
فأنا شاب أبلغ من العمر 24عاما، وقد بدأت المشكلة من قبل أن أبلغ حيث أني كنت دائم محاولة الاستثارة للعضو ولا أتذكر في الواقع سبب محاولاتي تلك، وبعد البلوغ كنت مدمنا للعادة السرية فترة من الوقت وأنا في المدرسة الثانوية، ثم أخذت في التقطع عنها ولكني وفي ثاني سنة لي في الكلية عدت إليها بعد انتكاسة شديدة كانت بسبب إصابتي بإصابة شديدة في الركبة، مما أقعدني عن الرياضة تماما وأقعدني في المنزل لمدة تقارب الشهر وكانت العودة مصحوبة بتصفحي للمواقع الفاضحة علي الشبكة.
وظللت فترة طويلة من الوقت أكافح هذه العادة وأغالبها، وتزامن هذا مع تديني، ولكنه لم يكن انقطاعا تاما عنها، ففي بعض الأحيان كنت أري ما يثيرني في الشارع أو الكلية حيث أن المنطقة التي أسكن بها فيها أحد المولات المشهورة والأسواق الكبيرة ويحدث أن يثيرني أحد المواقف فأعود للعادة وبمجرد عودتي، تغالبني الشهوة فتتطلب مجهودا أكبر وأحاول القيام بها أكثر، وأتصفح المواقع من علي الشبكة لتساعدني علي إثارة نفسي....
ولفترة طويلة أخذت أدرب إرادتي علي المقاومة، فلا أعود إليها مهما حدث قبل فترات زمنية، تطول تدريجيا، وأعاقب نفسي بالصدقات والصيام حتى لو أتممت تلك الفترة علي أني عدت إليها من الأصل، والحمد لله نجحت في ذلك تدريجيا حتى أنني انقطعت عن المداومة عليها، وأصبحت بفضل من الله أكثر قدرة في السيطرة علي نفسي حتى لو رأيت ما يستثيرني ولما أحتمل وعدت إليها، فتكون لمرة واحدة فقط ولا تكون انتكاسة طويلة مثلما كان يحدث لي في الماضي....
أسمعك الآن تتساءل يا سيدي، إذن ما هي المشكلة! المشكلة أني في خلال الفترة التي انقطعت فيها، كانت أكثر عوداتي إليها أثناء نومي!!! إن من النصائح العلاجية الأساسية لممارسي العادة السرية هي ألا ينام علي بطنه أو وهو عاري، وقد طبقت تلك النصائح وأستعين بالأذكار قبل النوم ولكن في بعض الأحيان أقوم من الليل لأجدني مستثارا وأكون ممسكا بالعضو وأمارسها، ورغم أن إفاقتي هذه تعيد لي الإدراك إلا أنني أكون ضعيف الإرادة فلا أتوقف حتى يتم الإنزال، وقد يتم وأحاول أن أقوم بها ثانية وهذه المرة أبدأها وأنا مستيقظ.
وفي الأول كانت هذه العودة تصيبني بانتكاسة لمدة بضعة أيام، وكانت غالبا سببها وسوسة الشيطان أني قد أنزلت وأنا متيقظ، أن أفعلها قبل أن أتوب مرة، فأخري وهكذا، ولكني الآن عندما يحدث هذا لا تستمر الانتكاسة أكثر من مرة، وهي تلك التي تلي استيقاظي أو وأنا أغتسل بعد النوم، وفي بعض الأحيان أقوم بعملها أكثر من مرة في هذا الوقت دون أن أنتظر، ثم أعود فأجاهد نفسي وأتوب إلي الله وأدعوه أن يعينني عليها...
نظرا لطبيعة دراستي العملية فقد حاولت أن أبدأ بتحديد أسباب تلك المشكلة، أو إيجاد علاقة منطقية بينها وبين ما كنت أفعله قبل النوم مثلا من طعام أو استثارة أو أي شيء آخر ولكني لم أجد علاقة واضحة بين أفعالي قبل النوم، إلا في مرة واحدة وكانت بعد رؤيتي لمنظر مثير في الشارع أثناء عودتي للمنزل...
ولكن كانت العلاقة بين حالتي النفسية (المزاجية) وبينها هي الأوضح، فقد وجدت أنني أقوم بها معظم الأوقات في الأوقات التي أشعر فيها أني قد تغلبت علي أحد المشاكل التي تعوقني عن تحقيق النجاح في العمل أو في الحياة عموما، وكان هذا يخيفني جدا، لأني في معظم الأوقات عندما أغالب نفسي لأتغلب علي العادة السرية عامة وأثناء الاستثارة خاصة تكون عن طريق تذكر عقاب الله للمذنبين من ذهاب للعلم أو رفع للرزق وهكذا، وكانت تنجح في بعض الأحيان وقد لا تنجح في أحيان أخري، وخاصة أن هذا الذنب هو أوضح ذنب عندي، كما أنه من ذنوب الأسرار التي تعتبر أشد خطرا...
فعلا لم أستطع أن أعرف السبب، هل هو إدماني السابق لها لفترة طويلة، أم بسبب محاولاتي لاستثارة نفسي قبل البلوغ، أم أن السبب هو حالتي المزاجية (وإن كان هناك أحد الاستثناءات لهذا السبب أيضا) أم أني أبحث عن سبب أخشي أن يكون هو الحالة المزاجية فيقودني تفكيري لما له أم وهذا الأشد علي نفسي إني أخاف أن أكون ممن يعبدوا الله علي حرف، فإذا أمنت الفتنة (حل المشكلة أو المحنة التي في حياتي) انقلبت لتلك المعصية...
أرجو المساعدة في حل تلك المشكلة
وجزاكم الله خيرا...
29/02/2004
رد المستشار
الأخ العزيز، أهلا وسهلا بك مجانين، ونعتذر لتأخرنا في الرد عليك، فقد تعرض الموقع لفترة من الصعوبات التقنية التي بدأت بقرصنة صهيونية على خوادم مضيفنا الأول لأنه كان يضع مواقع لمنظمات وهيئات تؤيد منظمة حماس، المهم أننا تعطلنا وقصرنا في حق كثيرين من زوارنا لكننا نحمد الله أن تمكنا من استعادة نشاطنا، أما بعد.
عنوان مشكلتك يا أخي ظل يستفزني كثيرا، وفي البداية كنت أظنك تقصدُ الاحتلام الذي نعرف أنه ظاهرةٌ طبيعية، وتأكد لنا هذا الظن ونحن نقرأ إفادتك لأول مرة حين قلت: (بدأت المشكلة من قبل أن أبلغ حيث أني كنت دائم محاولة الاستثارة للعضو ولا أتذكر في الواقع سبب محاولاتي تلك)، ذلك أن استثارة الطفل الذكر لنفسه أمرٌ واردٌ وغالبا ما يحدث دون أن تكونَ هناك أسباب خارجية، بل مجرد اكتشاف الجسد والتعرف عليه يمكنُ أن يؤدي إلى ذلك.
المهم أننا بعد ذلك وجدناك تحكي لنا حكايةَ شابٍ مسلمٍ وقع في دوامة إدمان الاستمناء ومحاولة التخلص من ذلك الإدمان، وكنت رائع المثل في قصتك، لكنك والله أروع مثلا في كيفية تطويع سلوكك حسب ما يحبه الله ويرضاه، بارك الله فيك.
وتساءلت وأنا أقرأ -بالفعل مثلما خمنت يا أخي- أين المشكلة إذن، ثم رجعت ثانية إلى ظني الأول حين قلت: (المشكلة أني في خلال الفترة التي انقطعت فيها، كانت أكثر عوداتي إليها أثناء نومي!!!)، والحمد لله أنك لم تتركني أظن كثيرا، وفسرت ما تقصده بالاستمناء أثناء النوم، فإذا بي يملؤني الحزن على حال المسلمين، فأنت تصف لنا معاناةً غير مسبوقة في تاريخ المسلمين باستثناء من عذبتهم قريش في أيام الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم، أي صراعٍ هذا الذي يعيشه شبابنا الملتزمون؟ أولئك الذين تضع الأمةُ أملها فيهم، وأي مجتمع هذا الذي لا يوفر لأبنائه واحدةً من الحاجيات الأولية!
هناك يا بني في مرضى اضطرابات الأكل من ضحايا الحمية المنحفة ما يسمى باضطراب الأكل الليلي، Nocturnal Eating Disorder حيث يقوم المريض أو المريضةُ أثناء النوم ليأكل كمياتٍ كبيرة من ما حرم نفسه منه أثناء النهار وهذه واحدةٌ من صور هذا الاضطراب النفسي، حيث تضعف الضوابط المعرفية السلوكية أثناء النوم ويحدثُ انفلات لإشباع الحاجات البيولوجية للجسد الذي يسيءُ صاحبه التعامل معه، وما يحدثُ معك هو نفس الشيء تقريبا ولكن الاختلاف هو أنك غير مسئولٍ عن حالتك بنفس القدر الذي نراه لدى مريض اضطراب الأكل الناتج عن انخراطه في حمية منحفة، وبينما يسعى هو ليكونَ على المقاس إرضاء لأعين الناس، تسعى أنت لتكونَ كما يرضى الله، ويخذلك المجتمع المسلم الحديث مع الأسف.
لعلك تفهم من كلامي هذا أن الأمرَ إنما هو تعبير عن حاجةٍ بيولوجية للجسد لا يوفر لك المجتمع حتى الآن إشباعا لها بصورة سليمة ومقبولة شرعا، وبينما لا يوفر المجتمع الأوضاع اللازمة للعفة يطالب الناس أنفسهم بالتزام أحكام العفة، ويطالب كثيرون في مجتمعاتنا (بعيدون عن معمعة الشهوة غير المفرغة، والحاجة غير المؤداة) شبابنا بالتزام أحكام العفة، مع أن الإسلام لا ينزل الأحكام في أمرٍ ما إلا بعد أن يوفر الأوضاع التي تجعل التزام أحكام ذلك الأمر في مقدرة الناس، وخير مثال على ذلك هو إيقاف عمر بن الخطاب لتطبيق حد السرقة إلى أن تنتهي المجاعة التي ألمت بالناس، ألم يحدث ذلك؟
ولكنني لا أدري لماذا لم تشر إلى الزواج من قريب أو من بعيد؟ هل أصبح الزواج وهو الحل الوحيد المقبول شرعا لمشكلتك تلك، هل أصبح الزواج أمرًا بعيدًا عن تفكير الشباب في مثل سنك لأنك لا تستطيع الباءة كمعظم الشباب اليوم، ولأن الصوم في هذه الأيام لم يعد يكفينا وجاءًا؟ لماذا لم تشر إلى الزواج يا أخي إذا كنت كما ذكرت تعمل وفي بلدٍ خليجي؟ إن الزواج سيحل المشكلة كلها فبادر بالسعي إليه لكي تتفرغ لما هو أفضل وأدعى من مجرد الحرب مع الغريزة.
أما الجزء الأخير من إفادتك والذي يظهر فيه خوفك الشديد من عقاب الله عز وجل وشعورك العميق بالذنب، فإنني أدعوك أولاً إلى قراءة ما كتب على صفحتنا استشارات مجانين من قبل فيما يتعلق بالاستمناء وذلك تحت العناوين التالية:
الاستمناء وشماعة الجهل التي ذابت
الاستمناء والاحتلام والوسوسة
الرغبة الطبيعية وعقدة الجنس !
ولست أدري سببًا يحملك إلى حد التفكير في ذنوب الأسرار، والخوف من أن تكونَ ممن يعبدون الله على حرف إلا ذلك الشعور المتضخم بالذنب، وأحسب أن كل ذلك سينتهي بالزواج إن شاء الله، ولكن النقطة المتبقية هنا هي عن الإنجاز الذي تراه أنت لا شيء على الإطلاق، وهو قدرتك أولاً على وقف الاستمناء وأنت في حالة اليقظة الكاملة، وثانيا قدرتك على دحر الشيطان وقصر الانتكاسة على مرة واحدة تفعلها وأنت بين النوم واليقظة أي لست في يقظة كاملة!، أليس هذا إنجازًا وصلت إليه بالإيمان والالتزام؟ لماذا تصرُّ إذن على جلد نفسك بهذا الشكل؟
ومرةً أخرى أسألك عن الزواج؟ وأطمئنك في النهاية فيما يتعلق بإدمانك القديم لأقول لك لا تقلق بشأنه ولا تثقل نفسك بالذنب لأن الله سبحانه وتعالى يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل فيغفر له سبحانه، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار فيغفر له أيضًا
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بأخبارك.
ويتبع >>>>>>>>>> : الاستمناء أثناء النوم....نصيحة مجرب مشاركة