السلام عليكم
أخي وائل كيف يعيش الإنسان بعد ماضيه؟!! أنا في صغري حتى 18 سنة مارست حاجات دميمة من اللواط... كن نتخده كلعب وعندما وصلت لسن المراهقة كنت أفرغ شهوتي في الأولاد أنا كنت مهذب وجميل لولا تعرضي لتحرش الجنسي لما وصلت إلى ما وصلت إليه الآن.
أنا من أسرة غنية والحمد لله، أنا متزوج وأسكن بهولندا وعندي بنتين، حجيت 3 مرات والحمد لله مداوم على الصلاة وعندي عدة مشاريع خيرية في هولندا ونحن شغالين على بناء مسجد.
لكن دائما أفكر في تلك الأشياء لا أقدر أعيش أقول إن الله يغفر كل شيء طيب دخلت الجنة برحمة الله كيف سأعيش بماضي اللواط أكثر من 3 سنوات مارسته لأكثر من 100 مرة لم أكن شاذا ولا أميل للرجال طبيعي لكن حصلت تلك الأشياء في سن المراهقة فقط.
وعدت إلى طبيعتي وأكملت دراستي واشتغلت هنا بهولندا وأنا الآن في الأربعين من عمري. أخي وائل هل أنت أيضا في صغرك مارست أشياء محرمة... أو... أحس بأني مختلف عن الناس
R03;وشكرا.
11/06/2010
رد المستشار
حضرة الأخ "أياد" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لقد قال تعالى في محكم كتابه: بسم الله الرحمن الرحيم
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (الزمر:53) صدق الله العظيم
هذا قوله تعالى وليس بقولنا. وفي الحديث عن الإمام زين العابدين بن علي عليهما السلام: بأنه دخل عليه ذات يوم أحدهم وقال: "السلام عليكم، فأجابه علي بن الحسين عليهما السلام: وعليكم السلام. قال له إني ممن شارك في قتل الحسين بن علي، فماذا عليّ أن أفعل لكي يغفر لي الله؟
أجابه الإمام عليه السلام: قل أستغفر الله.
فعاود عليه السؤال: إني ممن شارك في قتل الحسين وأولاده وترويع الأطفال وحرق الخيام وسبي النساء...
فأجابه الإمام زين العابدين عليه السلام: قل أستغفر الله.
عندها خرج الرجل متعجباً وهو يردّد: قال أستغفر الله؟!!!
عندها نظر الإمام زين العابدين عليه السلام إلى مَن حوله وقال: لو قال أستغفر الله لغفر الله له.
يا أخ "أياد": أنت لم تقتل أحد ولكنك ربما تكون ممن أسرف على نفسه، والله سبحانه وتعالى يأمرك بعدم القنوط والثقة برحمته الواسعة. كما أنك تقول بأنك قد حجّيت، وربما يكون هنالك من الذنوب ما لا يُغفَر إلا في المدينة، أو في مكة المكرّمة أو في عرفات، وقد فعلتَ هذا كله، وأنا أكيد بأنك قد استغفرتَ الله مراراً وتكراراً، فلا تشك في الله وفي رحمته لحظة واحدة، إنه هو أرحم الراحمين. ولربما تكون قد بكيت على ذنبك من خشيته، فالله سبحانه وتعالى لا يروّع عيناً بكت خشية منه.
أخ "أياد" لقد قال السيد المسيح عليه السلام: "مَن منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر" وأصغر خطيئة أمام جلالة وعظمة الله كبيرة جداًًً. فلا تستصغرنَّ ذنب، لعل فيه سخط الله وأنت لا تعرف. كما ولا تستصغرنَّ دعاء لعل فيه عفو الله وأنت لا تعرف، ولا تستصغرن عمل لعل فيه رضى الله وأنت لا تعرف، ولا تستصغرنَّ عبد لعله ولي الله وأنت لا تعرف.
أخ "أياد": كُن على ثقة بربك، فحسن الظن برحمته من أهم أنواع العبادات، فها هو الشاعر يقول:
فعسى من لهُ أعفّر وجهي سيرى فاقتي إليه فيرحَمْ
فشفيعي إليه: حُسنُ ظنوني ورجائي له، وأنيَ مسلمْ
ويقول أيضا:
* لا قوّةٌ لي يا ربي فأنتصرُ ولا براءةٌ من ذنبي فأعتذرُ
فإن تعاقبْ فأهلٌ للعقاب وإنْ تغفر فعفوكَ مأمولٌ ومنتظَرُ
إنك في خطر أن تذنب ذنباً أكبر مما فعلت حتى اليوم، وهو إساءة الظن برحمة الله، فإذا اعتقدتَ بأنه غفر لك، فلا تعودنَّ لما قدمت يداك، وامضِ إلى عفو الله ورحمته، فنهر جوده يروي كل مَن يردُ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته