كلما أتوب أعود!... في الدبر وفي الأعماق!
أحب أن أشارك في الرد على رسالتك...
في رأيي أن تقييم الإنسان لنفسه لا يكون فقط من خلال تصرفاته العادية، بل المهم تقييمه لنفسه من خلال انفعالاته، مثلاً عند الجوع الشديد، عند الغضب الشديد، عند الشهوة الجنسية الشديدة... عندما تتحكم فيه انفعالاته.. هل فعلاً هو قادر في التحكم في نفسه عندما تهب تلك العواصف؟
النقطة الأخرى هي القيم التي يؤمن بها الإنسان... فما مفهوم الجنس؟ وكيف يكون اللقاء الجنسي بين الزوج والزوجة؟ وما هي الحدود؟ وما هو مفهوم الدين الإسلامي الراقي في اللقاء الجنسي؟ وما هي الممنوعات والمحظورات للجنس في الإسلام؟
أنا آسف، لكن من خلال قراءتي لرسالتك أعتقد أنك تعاني من مشكلتين في النقطتين السابق ذكرهما:
أولاً: إن مفهومك للجنس ليس متوافقًا مع مفهوم الجنس في الإسلام بالرغم من اعتقادك بأنك مسلم صالح....
ثانيًا: واضح من رسالتك عدم تحكمك في انفعالاتك.
في رأيي أن علاجك في الآتي:
1. البحث والقراءة عن مفهوم الجنس في الإسلام،... وعن ما أباحه القرآن وما منعه،.. وعما قاله لنا سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم- في لقاء الرجل مع امرأته.. ثم الحكم على نفسك.
2. معرفة نفسك أفضل، معرفة انفعالاتك، ومعرفة مدى تحكمك في نفسك؟ هل تتحكم في نفسك عند الغضب؟ عند الشهوة؟ عند الجوع؟؟
3. تقيمك لنفسك يجب أن يكون أشمل من هذا، ما قلته في رسالتك هي رؤيتك لذاتك أنك إنسان كامل ماعدا أفلام الجنس, والجنس في الدبر مع زوجتك من خلال الاغتصاب.
وفي هذا أود أن أقول لك رأيي صراحة:
أولاً: هذا رأيك أنت، ولكن هل رأيك وتقييمك لنفسك سليم؟ هل ممكن تفترض للحظة أنك أعمى ولا تدري تقييمك صحيح أم لا؟ لماذا لا تأخذ رأي من حولك في نفسك وتعيد تقييمك لنفسك من خلال ما يرونه فيك وأنت لا تراه؟ لماذا لا تأخذ رأي زوجتك/والدتك/والدك/رئيسك في العمل/زملائك في العمل/مرؤوسيك في العمل/ أصدقائك، وتري هل فعلاً ما تراه أنت سليم، أم أنت ترى ما تريد أن تراه... (هذه هي الحالة في 90% من البشر للأسف الشديد).
ثانيا: ما تعاني منه ليس أمراض، بل هو أعراض لمرض أكثر فتكًا أنت لا تراه، فما هو هذا المرض؟ ما هي التصرفات والسلوكيات والقيم الخطأ التي تقوم وتعمل بها؟ ومن آثارها الأفلام الجنسية والجنس الخلفي واغتصابك لزوجتك.
أتمنى لك التوفيق في حياتك... ورأيي أخيرًا، حاول ولو ليوم واحد فقط (يوم واحد فقط) أن تأخذ بنصائحي، وأنت الحكم.
خالد
7/5/2010
رد المستشار
أهلاً بك يا أخ خالد، وبمشاركتك...
كلامك صحيح، فأفعال الإنسان الباطنة (مشاعر،تفكير واعتقاد) هي الأهم. وذلك أنها الأساس المحرك لأفعاله الظاهرة. وقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: ((أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ. أَلاَ وَهِىَ الْقَلْب)).
فإذا لم تكن أفعال الإنسان الظاهرة مبنية على أساس متين ملتزم من الأفعال الباطنة، فما أسهل أن ينهار هذا البناء عند أدنى هزةٍ.
ويكون إخضاعها لشرع الله عز وجل، أولًا: بالعلم: وهو ما أشرت به عليه من تصحيح قيمه، والمفاهيم التي عنده.
وثانيًا: بإخضاع مشاعره لله عز وجل: وهو ما أشرت إليه بضبط المشاعر.
ويكون إخضاعها بكثرة الذكر والتفكر، وسماع أحاديث الترغيب والترهيب، وقصص الصالحين...
وأظن أن الأخ صاحب المشكلة، عنده معرفة –ولو بسيطة- بحكم ما يفعل، فكانت مشكلته العظمى في ضبط مشاعره المحركة لتصرفاته بدءًا من عدم قدرته على كف نفسه عن الأفلام الإباحية، ثم ما ينجم عن ذلك من عدم قدرته على منعها من فعل الحرام.
وأتمنى -من الأخ السائل- أن يأخذ بنصيحتك، ويتعرف على أحكام ما يفعله مع زوجته بتوسع، ويعلم عقوبته. ثم يتفكر في عاقبة فعلته تلك عليه، وفي اطلاع المولى عز وجل على تصرفاته، ويوقظ خشية الله في قلبه، فهي خير رادع له عن أفعاله المنحرفة.
أشكرك على مشاركتك، وأرجو منك أن تعين الأخ السائل على نفسه بدعوة صالحة في ظهر الغيب، بأن يهديه ويعينه على ترك المنكرات، وفعل الطاعات.