غشيان المحارم: الإنترنت، والخيال المريض
في البداية أحب أن أشكر جميع القائمين على هذا الموقع جعله الله في ميزان حسناتكم.
أنا شاب تزوجت في سن مبكر جدا في بداية دخولي للجامعة وذلك لظروف مرض والدتي لأني أكبر الأبناء ولا يوجد لنا أخت ترعى شؤون المنزل، كنت في السابق ملتزم جدا بديني وأبعد كل البعد عن ما يغضب الله ورزقني الله بولدين وبنتين وما زلت على هذا الالتزام إلى أن دخلت عالم الإنترنت فتغير حالي جذبتني جدا القصص الجنسية فكنت مداوما على قراءتها وخاصة قصص المحارم كانت تجذبني بشدة، وظللت على هذا الحال فترة طويلة إلى أن تأثرت بشدة بهذه القصص فكنت أجامع زوجتي وأتخيل نفسي أجامع أحد من محارمي إلى أن جاء الوقت الذي هون لي الشيطان فعل المعصية وتحرشت بطفلتي ذات العشر أعوام.
هذه الفعلة الشنيعة سودت الدنيا في وجهي فأصبحت أكره نفسي بشده ولجأت إلى الله وتبت عن هذا الإثم العظيم وأتمنى أن يتوب الله علي ولكن للآن أنا محطم نفسيا لأبعد الحدود. مشكلتي الآن في نقطتين:
الأولى: كيف أحرر نفسي وتفكيري من حب غشيان المحارم؟
ثانيا: كيف أتعامل مع طفلتي بعد هذه الفعلة الشنيعة؟
مع العلم أنه لم يتغير طريقة معاملتها معي نهائيا وكأن شيء لم يكن مع العلم أنها كانت مستيقظة وقت التحرش كيف أكون لها الأب المثالي بعد الآن أنا لا أستطيع النظر في عينها للآن اللهم اغفر لي ذنوبي
05/05/2010
رد المستشار
أدعو الله أن يغفر ذنبك، ويقبل توبتك، وأن يعفو عنا أجمعين فيما نسينا أو أخطأنا، وكل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.
أما كيف تحرر نفسك من حب غشيان المحارم فخلاصة الأمر أن خيالك الجنسي قد تشوه بما تكرر عرضه واستعراضه من قصص غشيان المحارم، حتى حدث له ما يشبه البرمجة على هذا الاختيار البائس، والصورة المنكرة، ولا بأس أن تبذل وقتا وجهدا في بناء مخيلة أخرى حول خيالات جنسية أخرى تدعمها بالتفكير، وربما بكتابة القصص هذه المرة، لا قراءتها، والإنترنت وغيرها من الوسائط يمكن أن تمدك ببدايات أفكار تبعث خيالا مختلفا عن غشيان المحارم، والأصل أنه لا مشكلة في الخيال الجنسي، ولا مؤاخذة شرعية على الخيال مهما كان كما سبق لي أن قلت في إجابة سابقة ولكن تكرار خيال معين مثل حالتك، والتلذذ به، وحصر الممارسة والاستمتاع فلا يحصل إلا بهكذا خيال يتصور محرما، ويبحث عن استحضار صورته ليستمتع، هذا يخرجنا من دائرة الخيال العفوي، وربما يدخلنا في نطاق الوسواس القهري في إلحاح صورة هذا الخيال المرفوض على خلفية ثقافتك وتدينك، ورغم ذلك يتكرر بشكل يمكن أن يصبح قهريا بعد فترة، لو لم يكن قد أصبح لديك بالفعل!! وهنا أدعو إخواني من المتخصصين لدراسة دور الإنترنت في تحويل صور معينة من خيال جنسي إلى وسواس.
على كل حال.. لا تستحضر هذه المخيلة، وتجاوزها إذا خطرت لك، وابدأ بناء مخيلة أو مخيلات أخرى، وتعاون مع زوجتك في هذا بسؤالها عن مخيلتها الجنسية هي الأخرى، ربما تجد لديها ما يساعدك في مسعاك للتخلص من هذه الصور.
أما بالنسبة لابنتك فأعتقد أن عدم تكرار الأمر، وأعني تحرشك بها، وأنت لم تذكر صفته، ولا هيئته، وهل تكرر عدة مرات أم كان مرة واحدة؟! ودرجة عمقه؟!
في كل الأحوال فإن توقفك عن تكرار هذه الممارسة المجرمة هام لتجاوز الموقف ويمكنك بعد عدة أشهر أن تبدأ في تعليم ابنتك ـ أنت وزوجتك ـ عما يخص جسدها، وعن الجنس عامة، كنوع من التحذير لها، أو المعرفة التي تحميها من التحرش، وتجاوبا مع نموها النفسي، وأفضل من أن تعرف عن جسدها، وعن الجنس من مصادر غير أمينة!!! وهذه توصية عامة للآباء والأمهات.
وأنبهك إلى أمر آخر، وهو في حالة إذا انفتحت سيرة تحرشك بالابنة في حديث لاحق معها، أو مناسبة تحصل مستقبلية فيسعك الإنكار بشدة، ولا تفكر أن تعترف أو تعتذر لها، بك يمكنك القول بأنك قصدت تعليمها أو ما شابه، وهذا طبعا مرتبط بهيئة التحرش!! التي لم تذكرها، ولا أعرف لماذا لم تفعل؟!!
أشكرك على ثقتك بنا، وتابعنا بأخبارك، ولعل قصتك تكون درسا للعديد من الآباء ليفهموا أنفسهم، وما يمكن أن تتطور إليه بعض حماقاتهم الإلكترونية بحثا عن المتعة والغرابة على الشبكة العنكبوتية!!