السلام عليكم معشر مجانين
مشاركة في: تلاحقني التخيلات وأنا معه
تزوجنا مند3 سنوات ونصف, أحبه جدا ويحبني... هو طيب جدا.. متدين جدا ونعبد الله معا ما استطعنا والحمد لله، المشكلة بدأت معي من أول الزواج, كان لابد له أثناء الجماع أن يحكي لي قصصا جنسية وأنا أتخيل؛ لأني لم أكن أستطيع إن أقضي وطري بدونها.
زوجني يثيرني جدا ويمتعني جدا ولكن حتى أشبع لابد أن أتخيل.
المشكلة عندي للآن وأحس بتأنيب ضمير بعد كل جماع، تلاحقني التخيلات وأنا معه حتى أنتهي -لا أتخيلني مع شخص آخر أبدا أبدا, فقط أناس لا أعرفهم- أخبرته بهده المشكلة ولم يغضب, لكن أنا أحس بنوع من الخيانة, ماذا أفعل؟
أفيدوني أرجوكم..
وما حكم الشرع؟
13/5/2010
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك، وعلى إفادتك التي تفتح بابا واسعا للنقاش، ولست أهلا لإعطاء الفتوى أو إعطاء الحكم الشرعي وإنما أستطيع أن أجتهد بناء على ما رزقت من علم أسأل الله أن يكون نافعا، فأنت تفتحين محورين على الأقل للنقاش الأول هو ما حكم التخيلات الجنسية التي قد تكونُ لازمة عند البعض للوصول إلى الإرجاز (أي نشوة الجماع) أو ما عبرت عنه أنت تعبيرا ذكرني بوصف إمام الحرمين لعلامة نزول ماء المرأة كما تجدين مشروحا في مقال: الماء والنساء، ماء المرأة في الإرجاز، لكن هذا ليس موضوعنا فموضوعنا هو التخيلات الجنسية، وأذكرك هنا بأننا محاسبون على الفعل لا على تخيله، أي على السلوك الظاهر سواء بالقول أو بالفعل، ولكن كثيرين من الناس يعتبرون التخيلات الجنسية حرامًا ويسرفون في محاسبة أنفسهم عليها رغم أنه روى عن النبي عليه الصلاة والسلام –صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"عُفي عن أمتي ما حدّثت به نفوسها ما لم تتكلم به أو تعمل به" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى يقول للحفظة إذا همّ عبدي بسيئة فلا تكتبوها فإن عملها فاكتبوها" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ناقشت هذا المعنى من قبل في إجابة: تخيلات جنسية؟ أم استرجازٌ بالتخيل؟
وأما المحور الثاني فهو محور "الخيانة" والخيانة في أصلها عكس "الأمانة"، وفي المعجم.. "أن الخيانة تقع إذا تولى أحدنا أمانة فلم ينصح"، هكذا نصا، وبينما المعنى الشائع للخيانة الزوجية هو "إقامة علاقة خارج إطار الزواج"، فإن الحقيقة هي أن الخيانة ليست مشروطة بهذا، بل هي مشروطة بتضييع الأمانة وتضييع الأمانة هو حجر الزاوية في الخيانة، وما يظهر مما ذكرته لنا في إفادتك هو أنك منذ بداية زواجك واجهت تلك المشكلة وأشركته فيها معك أي أنك لا تخفين عنه شيئا بما يسقط أي شبهة لتضييع الأمانة أي أنني لا أرى خيانة فهل ما زلت ترينها خيانة؟
ثم أن التخيلات الجنسية سواءً كانت سويةً أو غير سوية هي أمر منتشر إلى حد كونه قريبًا من الطبيعي؛ ولذلك لا نحاسب عليه، لكن استسلامنا لتلك التخيلات وقيامنا بأفعال تغضب الله بسببها هو ما يحاسبنا الله عليه، والشيء نفسه بالنسبة لجميع أنواع الخيالات الجنسية؛ فالخيال شيء، والاستسلام له شيء آخر.
وأما مسألة أن الأمر –ولو على مستوى الخيال-يحدث عندك وأنت في الجماع مع زوجك فإن الرأي الفقهي الشائع هو أن من حقك أنت وزوجك أن تمارسا الجنس معا بأي طريقة وأسلوبٍ تريدانه وتتفقان عليه ليكون الجنس مشبعا، في حدود الشرع بالطبع (أي ما عدا الإتيان في الدبر أو أثناء الحيض)، وليس حراما أن تتخيلي خاصة وقد أخبرت زوجك شخصيا بذلك، إلا أن من المهم أن أضيف هنا أن بعض الناس تفلت منهم الأمور فتصبح التخيلات إما خارجة عن إرادتهم فتشمل أفرادا مثلا من المحارم أو تشمل أي شكل من أشكال الشذوذات الجنسية وهذه الحالة تستوجب التوقف تماما عن الاستسلام للتخيل وطلب المساعدة من المعالج إذا لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ببساطة إذا وجدت أن الأمر يتطور عليك بوقف تلك التخيلات واللجوء بعد الله إلى معالج نفسي صاحب خبرة…… هذا والله أعلم...
واقرئي على مجانين:
الزنا بالخيال... هل هذا ممكن؟!
التخيلات الجنسية: من الهاجس حتى العزم
وفقك الله وزوجك وجمعكما دائما في كل خير ووهبكما صالح الذرية، وتابعينا بأخبارك.
ويتبع>>>>>> : تلاحقني التخيلات وأنا معه مشاركة