وسواس قهري أم مخاوف
السلام عليكم...
عزيزي المستشار، لا أعلم إن كنت ما أعاني منه وسواس قهري كما قال طبيب المستشفى الحكومي أم أنه مجرد مخاوف كما قال طبيبي الخاص. سأحكي لك حكايتي من البداية وأتمنى الرد عليها في أسرع وقت ممكن.
كنت طفلة صغيرة في عمر 6 سنوات عندما كنت أغسل يدي قبل الطعام ولا أقوم بفتح أو لمس مقبض الباب خوفا من تلوث يدي بالجراثيم. ولم أعاني من أي اضطرابات بعد توقف هذه الحالة ولكن في سن المراهقة في عمر14 سنة جاءتني فكرة غريبة وهي أن سائق الحافلة يضع حيواناته المنوية على كراسي الطالبات!! ليصبحن حوامل بعدها..... وذلك بعد معرفتي بأن التقاء حيوان منوي مع بويضة يؤدي إلى حدوث حمل!
للعلم بأني قد تعرضت للتحرش الجنسي في عمر11 سنة. فكنت أخاف من الجلوس على كراسي الحافلة وأقوم بشد ملابسي إلى الأسفل كل ثانية حتى لا يدخلني حيوان منوي. كما أنني كنت أقلق من تأخر الدورة الشهرية وخوفي الشديد بأن أكون حامل بسبب التحرش الذي حدث لي قبل أن أبلغ بأعوام! يا لها من أفكار مضحكة وغريبة... فكنت كلما أعود من المدرسة أقوم بغسل يدي بالصابون إلى أن تشققت يداي وجفت وفي تلك الفترة كان أبي قد سافر للعلاج من مرض السرطان علما بأن والدتي قد توفيت بنفس المرض وأنا في سن7 من العمر.
وفي عمر15 سنة في ليلة رمضان حيث كنت نائمة استيقظت قبل صلاة الفجر فجأة وسمعت صوت داخلي أي من داخل نفسي يسب الإله. فخفت وقمت بالبكاء الشديد وظننت بأني أصبحت كافرة وفي تلك الفترة كانت تراودني أحلام بأن الله عز وجل مجرد حيوان كبير!!
لم أخبر أحدا ولكن كنت أزداد حزنا عندما أسمع صوت الأذان وصوت داخلي يسب الله والنبي. فذهبت إلى أختي وأخبرتها بذلك فذهبنا إلى شيخ فلم يعرف كيف يحل المشكلة ولم يقل لنا أنها مجرد وساوس بل كل ما فعله أنه أعطاني ماءً قرأ فيه القرآن لأشربه.
وفي عمر 16 سنة ازداد مرض أبي وكان قريبا من الموت وكانت مجموعة مختلفة من الوساوس تراودني لا أذكرها كل ما اٌذكره أنني كنت أعتقد بأنني غير مسلمة!! وهكذا، وأنا أعاني من الوساوس المختلفة التي تأتي في العقيدة وتارة في الأخلاق وتارة في الناس إلى أن أصبح عمري 22 سنة حيث ازدادت الوساوس العقدية وكنت أشعر بالاكتئاب والضيق الشديد وأعجز عن قراءة القرآن حتى كنت أٌفكر في الانتحار لأن الله لن يغفر لي ذنوبي ولكن رحمة الله وسعت كل شيء، فلجأت إلى أختي التي قامت بنصحي بالاستغفار وعدم التفكير في الانتحار.
وكنت أحس بالموت المفاجئ فكنت أخاف كثيرا وتزداد دقات قلبي ولا أستطيع التنفس وأتصبب عرقا لمدة ربع ساعة بعدها يذهب عني هذا الشعور. المهم أخيرا لجأت إلى المستشفى الحكومي وقيل لي بأني مصابة بالوسواس القهري... وصرف لي الدواء حيث كنت أتناول risperidone=1mg anafranil=20mg ولم تظهر الآثار الجانبية للدواء كزيادة الوزن واستمريت على هذا النحو مدة سنة و8 أشهر وبعدها انتكست حالتي بسبب وفاة زميلتي فقام الطبيب بزيادة الجرعة risperidone=2mg>>> anafranil=25mg ولكن ما يضيق صدري الآن هو زيادة وزني حيث أصبح 74kg وطولي 169cm ففكرت أن أتوقف عن الدواء بسبب زيادة الوزن ولكني أخاف من رجوع الوساوس ولكني قمت بالرياضة والرجيم بدون جدوى.
سؤالي هل يمكن أن أستخدم دواء بديلا لا يسبب السمنة؟؟ وما اسم هذا الدواء؟؟
وهل هو صحيح بأن زيادة الوزن تكون في الأشهر الأولى فقط؟؟؟
وهل تعتقد بأن فترة علاجي كافية بأن أتوقف؟؟ وهل يساعد العلاج السلوكي في عدم الانتكاسة؟؟
أتمنى أن أحصل على دواء لا يسبب السمنة...
وشكرا لكم وعذرا على الإطالة.
26/05/2011
رد المستشار
الأخت الفاضلة؛
أهلا ومرحبا بك على الموقع وأعزك الله بالشفاء من معاناتك المرضية....
أختاه من خلال سردك يتضح أنك تعانين من اضطراب الوسواس القهري، حيث أن مواصفاته تتوفر لديك، فالوساوس المسيطرة Obsessions تتميز بأربعة أشياء:
0 فكرة معينة تسيطر على التفكير. (خوفا من تلوث يدي بالجراثيم، سائق الحافلة يضع حيواناته المنوية على كراسي الطالبات)
0 هذه الأفكار لا تكون لها صلة بالمشاكل التي يتعرض لها المريض.
0 محاولة مجاهدة النفس لتجاهل هذه الأفكار ونسيانها وعدم تكرار الفعل مما يشكل ضغطا نفسيا عليه (حيث يدرك مريض الوسواس أن هذه الأفكار لا أساس لها من الصحة، بعكس مريض الفصام الذي يعتقد بصحة أفكاره).
0 يعي المريض تماماً بأن هذه الأفكار نابعة منه هو وليس لأي شخص آخر دخل بها، والفعل الإجباري (القهري) Compulsions
0 تكرار هذا الفعل لعدة مرات على الرغم من رغبة المريض بإيقاف هذا الفعل، مثل تكرار غسيل اليدين عدة مرات على الرغم من نظافتها أو تكرار عد رقم معين وإعادته في العقل لمرات عديدة دون ضرورة لذلك.
0 يحاول المريض أن يتخلص من هذه الأفكار بصفة مستمرة وكلما أجبر نفسه على إيقاف هذا الفعل يتعرض لضغط نفسي عنيف مما يؤدي به إلى معاودة الفعل مرة أخرى.
وما تعانين منه هو وسواس الأفكار، حيث يتم فيها سيطرة فكرة معينة على ذهن المريض وغالباً ما تكون فكرة غير مقبولة (كنت أعتقد بأنني غير مسلمة!! وهكذا، وأنا أعاني من الوساوس المختلفة التي تأتي في العقيدة وتارة في الأخلاق وتارة في الناس). وتميل أعراض الوسواس القهري إلى التراجع والضعف مع مرور الوقت (يحدث لحوالي 10% إلى 20% من المرضى). وبعضها لا يعدو كونه بعض الخواطر الخفيفة التي لا تعيق التفكير والعمل.
تتحسن حالة 80% من المصابين بمرض الوسواس القهري بشكل كبير مع تناولهم العلاج المناسب من العلاج الطبي والعلاج السلوكي. وقد تحدث حالات انتكاس أو عودة إلى السلوكيات والأفكار غير المرغوبة.
ونأتي إلى العلاج وهو يتمثل في خطة علاجية عامة تشمل:
0 المكان: يعالج أغلب المرضى في البيت
0 العلاج الدوائي: وذلك عن طريق استخدام مضادات الاكتئاب ويحتاج المريض إلى استخدام نوع واحد من مضادات الاكتئاب، وفي الحالات الشديدة يستخدم أكثر من نوع مع بعض، ويبدأ أثر العلاج في الظهور بعد حوالي من 6-10 أسابيع من العلاج المنتظم، وقد يحتاج المريض إلى المطمئنات الصغرى ( Benzodiazepines ) مثل الألبرازولام Alprazolam (زانكس) والديازيبام diazepam , (فالينيل). وأظهرت معظم الأبحاث فاعلية الجرعات العالية من البنزوديازيبينات (6-10) ملجم/يوم من البرازولام. وتمتاز بالبداية والتأثير السريع كما أن التحسن الحاصل باستخدامها يكون أكبر من التحسن الحاصل باستخدام مضادات الاكتئاب في الأسابيع الأربعة أو الخمسة الأولى من المعالجة, إلا أنها تفقد تفوقها بعد الأسبوع الخامس.
يحتاج العلاج الدوائي لحدوث استجابة جيدة حوالي 8 – 12 أسبوعاً حتى تتوقف النوبات، وهنا يجب الاستمرار لمدة كافية (من 8-12 شهراً) مع العلاج حتى يتحقق التحسن ولضمان عدم عودة الأعراض لهذه الحالة المزمنة حيث يحدث ذلك في نسبة 60% من الحالات بعد التحسن.
العلاج النفسي بأشكاله المختلفة
0 العلاج المعرفي السلوكي ( Cognitive Behavior Therapy ( C.B.T : من أهم العلاجات المستخدمة والمفيدة، حيث يعيد تنظيم البنية المعرفية. ويؤدي فيها بعض التدريبات مثل التعرض التخيلي، ويكلف المريض ببعض الواجبات المنزلية، تدريبات التعرض في المواقف الحية، سواء بمعاونة المعالج أو على انفراد في البيئة الطبيعية. وفي العلاج يتم:
- إعادة تشكيل البنية المعرفية Cognitive Restructuring : يركز العلاج المعرفي على تصحيح التقييمات الخاطئة المتعلقة بالإحساسات الجسمية باعتبارها مصدر تهديد، وتطبيق الاستراتيجيات المعرفية والسلوكية.
- الاسترخاء العضلي: تتمثل أهمية الاسترخاء العضلي في أن المريض يقارن فيه بين العضو في حالة التوتر والعضو في حالة ارتخاء وراحة، ويخبر هذا الفرق بصورة واضحة عبر أعضاء الجسم المختلفة، ويتعلم المريض أنه قادر على جلب الاسترخاء لنفسه من خلال سلوكه.
- مراقبة الذات Self Monitoring : هي محاولة للتعبير الموضوعي الدقيق عن الحالة (مثل: مستوى قلقي في الدرجة 5، ولديَّ أعراض رعشة، وداور، وقد استغرقت هذه النوبة 10 دقائق)، بدلاً من استخدام كلمات عامة فضفاضة مثل: أشعر بالرعب الشديد، هذه أسوأ لحظات عمري.. ويتم ذلك من خلال سجل لنوبات الفزع، يتابع من خلاله المريض ما يجري له في يومه.
- التعرض التدريجي: يكون التعرض التدريجي للموقف المخيف وسيلة ملائمة للتخفيف من المخاوف. ويقاس النجاح في ذلك بالاستمرار في موقف التعرض حتى ينخفض القلق. وبالتالي أنصحك باستكمال البرنامج العلاجي حتى يتم الشفاء بإذن الله وتابعينا.
* ويضيف د. وائل أبو هندي الابنة الفاضلة أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل يه مجيبك د. علي إسماعيل عبد الرحمن إلا أن أرد على تساؤلك عن علاقة العقاقير النفسية بالسمنة بإحالتك إلى ما يلي من ارتباطات لمواضيع:
وسواس + ثناقطبي + عقاقير + بدانة
البدانة بسبب العقاقير النفسية
البدانة بسبب العقاقير مشاركة
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.