أكاد أجن
السلام عليكم أنا شابة في 31 من عمري لم يحدث قط أن أحببت كنت أعجب فقط والأمر لا يتعدى ذلك الحمد لله مسلمة ولكن ومنذ أن كان عمري 28 سنة وفكرة الزواج تراودني أصبحت مشغولة بها كثيرا يمكن أن يكون تأثري بصديقاتي اللواتي تزوجن جميعا وأنجبن الأولاد
المهم كنت مرة مع ابنة عمي فاقترحت علي التسجيل في أحد مواقع الزواج رفضت في البداية ثم تقبلت الفكرة
سجلت في أحد المواقع وكان ما أردت العشرات من الشباب الراغبين في الزواج كانوا يتصلون بي ولكني لم أحتمل أي واحد منهم
مضى الوقت وتعرفت عن طريق الموقع بأحدهم عمره 42 سنة ولم يتزوج واتضح أني أعرفه ويعرفني فقد التقينا منذ 10 سنوات في إحدى المناسبات (عرس) وقد ركبت معه في السيارة عندما ذهبنا لإحضار العروس
المهم بعد أن تعرفنا جاءني إلى مقر عملي فرحت كثيرا ووقعت في حبه أحببته كثيرا التقينا بعد المرة الأولى 3 مرات كانت كافية لأن أغرم به غراما شديدا ملكني واستحوذ على قلبي أفكر به ليلا ونهارا أحببته كثيرا
عرضت مشكلتي في إحدى المنتديات التي كانت لي عضوية فيها ونظرا لأني لم أخف في عضويتي شيئا من معلوماتي الشخصية فقد تنبه أخي إلى موضوع مشكلتي فخفت كثيرا أن يشك في فقررت تحريف المشكل وكتبت في موضوعي أن الذي أحبه قد تكلم مع أخي مع أنه لم يكلمه حتى أبعد عني أي شك من جهة أخي
قرأت إحدى العضوات مشكلتي ولا أعرف كيف عرفت بأنه نفس الشخص الذي عرفته يوما وقد حدثني عنها وقال أنه تعرف بإحداهن وهو يحدثها في الوقت الراهن بصفتهما صديقين
المهم قرأت مشكلتي وتفاصيل أحداثها وأخبرته بها ولكن لم تقل له أنها قرأتها على النت وقالت له أنه تقدم لي وطلبني من أخي فأخبرها أنه لم يقم بذلك
ومنذ ذلك اليوم وهو يعتبرني كاذبة ومختلقة للأحداث أكلمه لا يرد علي أتصل به يغلق هاتفه في وجهي لم أكلمه منذ ذلك الحين لا يسمعني أحبه ولا أستطيع نسيانه تركت عملي لأجله لأنه كان أحدهم يضايقني في عملي وعندما رآني مع من أحب ظن بي السوء فأصبح يتحرش بي فتركت العمل
دراستي أهملتها لم أعد أدرس أفكر فقط به أحبه مرضت لأجله ودخلت المستشفى
أصابني الاكتئاب منذ أن تركني أبكي فقط لا أفعل أي شيء
أمي لما رأت حالتي هكذا لم تحتمل ومرضت هي أيضا
الآن أنا أريد أن أموت أمي مريضة بسببي وإن حصل لها مكروه لن أسامح نفسي أبدا وفي نفس الوقت أحب حبيبي كثيرا كثيرا لم أستطع نسيانه
ما العمل أرجوكم ؟؟
ساعدوني أرجوكم
22/5/2011
رد المستشار
ترددت في أذني فور الانتهاء من كلماتك صوت "الست" وهي تقول حب إيه اللي أنت جاي تقول عليه؟، ورأيت عالم المحبين مكان توهج دوماَ يدخله المحمومون ويخرجون منه أشخاصا في حالة إعياء شديد، والكل يلعن ويسب الحب وسنينه!، والدراسات كل يوم تؤكد أن قصص الحب لا تنتهي بالزواج إلا ما ندر، وما ندر هذا يصبح مثل أي زواج قد ينجح وقد يفشل ولا أكتمك سراَ أن معظمه يفشل، ولكن في نفس الوقت الحب هو "إكسير" الحياة؛ يجعلها تنبض بعد طول رقاد، يجعلها أحلى وأكثر رونقاَ، بل يهب المُحِب طاقة يتعجب من شدتها، ويوسع الصدر ليدخله الهواء الكثير المنعش، إذن ما القصة؟، وأين الخلل؟، أين المشكلة؟
هل نُقْسِم بأن الحب "شغل أفلام"، أم أن القصة قصة غباء إنساني وتعجل أخرق، أم القصة ليست في معدن الحب وإنما في معدن المحبين؟، ولولا قصص الحب الحقيقية القليلة، ولولا قصص الحب الناجحة القليلة، لأقسمت أنها مشاعر تختلق لنجعل الحياة ذات بريق في أيام تحدياتها التي تصل للون الأسود!، فالحب حقيقة، والحب سر من أسرار الله العلي العظيم وضعها في قلوب البشر لتكسر حدتها وتعيننا على مواجهة تحدياتها، ونوّع الله عز وجل الحب ليذوق القلب كل ألوانه فلا نضيق علينا واسعاَ فلا نهتم ولا نفعِل إلا حب الرجل للمرأة، ولكن تصطدم حقيقة الحب تارة في معدن المحبين الزائف؛ فلا نجد سوى طبقة حديد قاسية صدئة تحت بريق الأصفر الشفاف عند الاختبار؛ وتارة بأن نكون ضحايا احتياجاتنا ونظن أنفسنا أننا نحب، فها أنت قلت أنك من قبل ظهور "الفارس الزائف" كنت تطعمين وجدانك وتفكيرك بالحب والزواج وتتحسرين على نفسك، فكنت رغم احتكاكاتك الطبيعية بالرجل-دراسة، عمل، مواقع الزواج- مثل "الصائم" لا يقبل على أي طعام حتى يأتي الموعد المناسب ولكنك كنت في حالة شحن وتأهب، واستبد بك الجوع والعطش وظهر هذا الشخص في هذا التوقيت الحرج وكانت التوابل زائدة عن الحد؛ فهو لم يكن غريباَ تماماَ، فهو شخص تعرفينه -على أي أساس لا أعلم-، وهو ناضج... إلخ،
وجاء الاختبار فسقط قناع الحب عنه، وتصورت زيفاَ أنك تحبينه وما تشعرين تجاهه هو في الحقيقة "احتياج شديد" وللأسف تجرين معك والدتك في تلك التجربة دون داع حقيقي، أعلم أنك ستتصورينني بلا قلب؛ فلا أعرف الحب ولا حتى أقدّره عند الآخرين ولكنه غير صحيح؛ فالحب تبادل ومسؤولية تجاه من أحبه وتجاه العلاقة، الحب يجعل المُحِب يتصيد أي مبرر ليصدق محبوبه، الحب يجعل المُحِب يحبو وراء رضا المحبوب، فما الذي اقترفتيه ولا يمكن تجاوزه لدرجة تجعله "قادر" على أن ينعتك بالكاذبة؟، أين الفرصة التي يتصيدها المُحِب ليغفر لك؟، ألم يرى قط مبررا أنك غيرت من الحقيقة حتى تتفادي شك أخوك فيك؟، وما هي تلك الدرجة من الصداقة التي تجعله يغدر بمشاعرك وبتلك القسوة الغير مبررة؟، أين الحب لديه تبخر؟، أين مسؤوليته عن العلاقة بينكما؟، ولماذا فعلا لم يتقدم للزواج بعد أن سمح لنفسه أن يستمتع بحبك له؟، أين كل هذا؟، أم كان ينتظر أي شيء ليفر من تلك العلاقة؟،
ضاعت الحقائق أمام احتياجك الشديد وعدم تصورك لغيابه والرجوع لما كنت عليه من قبل أليس كذلك؟، أفيقي من غيبوبتك التي تخترعينها وتلونين بها الحقائق لتعيشي مأساة؛ فأنت أولى بعافيتك وعمرك والحياة مع من يحبونك بصدق بدلاَ من التمتع بإحساس الخيبة واللوعة، فلو كان يستحق ذلك لقلت لك غير كلامي هذا، تذكري أنه لم يحبك بصدق، تذكري أنه يمثل لك احتياج أكثر من أي شيء آخر، تذكري أن لك حياة تستطيعين أن تعيشينها بألف طريقة لو أردت، فما مات أحد من فراق أحد، وما تشوّه الحب رغم صدأ معادن المحبين، وما يجدر بالصائم حين يفطر أن يفطر على بصلة، قاومي مشاعر الإحباط وقيّمي تجربتك بصدق وضعي يديك على الحقائق واعتبريها فرصة للتعرف على نفسك عن قرب، وعودي للحياة حتى وإن كرهت ذلك في البداية، وتأكدي أن الله يحبك؛ لأنك لا تستحقين إلا رجل يقدر مشاعرك ويستحق قلبك.... فانتظريه.
التعليق: أحب أن أقول لك أنه من المهم أن ترتبطي بصديقة أو قريبة ثقة في هذه الفترة تخبرينها بأحزانك وهمومك وقلقك وآلامك بعد انتهاء العلاقة فهذا سيساعد كثيرآ بشرط ألا تكتمي آلامك وأحزانك وألا تنغلقي على نفسك حتى لا تدخلي في دائرة يصعب عليك الخروج منها وإن لم توجد من هي مناسبة لذلك فاذهبي لطبيبة نفسية وستساعدك ولكن يجب أن تعلمي أن لحياتك قيمة أكبر من أن تتمني الموت لفراق من لا يستحق حبك.
بداخلك مشاعر وعاطفة امنحيها لأمك والأيتام بالملاجىء حتى يقدر لك الله الزوج والحبيب الصالح.
وتأكدي أن العطاء يسعد أكثر من الأخذ. وينبغي أن تعملي على تقوية نفسك حتى لا تهزمك الأحداث فإن مبدأ الدنيا هو الفناء والفراق..لا يوجد استمرار إلا في الجنة إن شاء الله تعالى فلا تحزني بل حاولي استيعاب الدروس المستفادة.
وفقك الله تعالى لكل خير وفرج كربك وكرب المكروبين وكشف همك وهم المهمومين