السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لقد خوفني البعض من الذهاب إلى الطبيب النفسي لغرض العلاج من الوسواس القهري، وقالوا لي بأنهم علموا بأن الوسواس القهري سببه خلل في الناقلات العصبية للدماغ أو ما شابه، وعندما ستذهب إلى الطبيب النفسي فسوف يعطيك مادة كيميائية من أجل تنظيم عمل الناقلات، وربما تكون الوصفة غير ناجحة، أو الدواء غير جيد، أو كل العلاج غير صحيح؛ فيؤثر ذلك على عمل الناقلات بشكل صحيح.. ولا تعلم ما يمكن يصير أيضاً، فدع نفسك هكذا أفضل من أن "يخربطوا" لك ناقلاتك و"يخبصّوا" فيك وفي دماغك.
فما نصيحة سيادتكم الصادقة إليّ؟ ماذا أفعل؟ وما رأيكم (العلمي) التفصيلي لكلامهم؟
وجزاكم الله عني خيرا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
5/2/2004
رد المستشار
من المهم أولاً أن أعرف ما نوعية الأعراض التي تعاني منها؛ فقد لا يكون ما تعاني منه وسواسًا قهريا، وإن كان ما تعاني منه بالفعل وسواسًا قهريا فإن من المهم أيضًا أن نعرف ما إذا كانت الأعراض التي تشتكي منها هي الوساوس أو الأفكار التسلطية فقط؟ أم أن هناك أفعالا قهرية أيضًا؟ وذلك لأن الأفكار التسلطية يمكن أن تتحسن بمجرد العلاج الدوائي الذي سأفصل لك أمره بعد قليل.
وأما إذا كانت هناك أفعال قهرية أيضًا فإنك تحتاج إلى جلسات علاج معرفي وسلوكي يقوم به متخصص بناء على نوعية أفعالك القهرية، صحيح أن أحد أهم الأسباب المطروحة علميا لاضطراب الوسواس القهري في الوقت الحاضر هو اضطراب في عمل أحد الناقلات العصبية الموجودة في وصلات المخ العصبية، ويسمى بالسيروتونين.
وصحيح أن العقارات التي ثبت بالتجارب والأبحاث العلمية المتعددة في كل بقاع الدنيا تقريبًا أنها تساعد مريض الوسواس القهري على الشفاء.. كل هذه العقارات تقوم بتوفير كمية أكبر من السيروتونين في الوصلات العصبية، وذلك من خلال تثبيطها لاسترجاع السيروتونين ضمن ما تقوم بتثبيط استرجاعه من ناقلات عصبية أخرى؛ أي أنها تعمل كمثبطات لاسترجاع السيروتونين، أو باختصار عربي: (م.ا.س).
ومنها مجموعة أدوية أحدث تنتقي السروتونين فقط، وتسمى مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية أو (م.ا.س.ا) هذه العقارات تحسن بالفعل من أعراض اضطراب الوسواس القهري عندما يتناولها المريض بانتظام ومواظبة لفترة طويلة، وإن كان التحسن يبدأ بفضل الله خلال الشهر الأول من استعمال العلاج.
وأما من ناحية الآثار الجانبية المحتملة لهذه المجموعة من الأدوية فإنها عابرة وبسيطة تحدث في بداية العلاج إن حدثت، وتتمثل في بعض الاضطرابات المعوية كليونة البراز وبعض الخلل العابر في وظائف المعدة، ومن المحتمل أن تثبط الشهية لفترة عابرة أيضًا، وكذلك تقلل من عدد ساعات النوم.
أما أن يكون لها تأثير على الوظائف العقلية أو المعرفية، فإن هذا التأثير تأثير طيب من حيث إنها تعالج الاكتئاب والوسوسة وغيرها الكثير، ونصيحتي لك في النهاية هي أن تتوكل على الله سبحانه وتعالى، وأن تلجأ لأقرب طبيب نفسي لكي يصف لك ما تحتاجه حالتك من العلاج.
وفي النهاية، نرجو منك مراجعة إجابات سابقة كثيرة لنا عن الوسواس القهري، منها:
مسلم يعاني من الوسواس القهري: ماذا عن العلاج؟
الوسواس القهري والاكتئاب
الوسواس القهري جنة أم جهنم
الوسواس القهري في الأفكار، علاج معرفي!
في نطاق الوسواس القهري: رحلة العذاب