السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا صاحب مشكلة: "م.ا.س وم.ا.س.ا..هل يخربطوا الدماغ" أستحلفكم بالله ألا تتأخروا في الرد عليّ؛ فقد سئمت هذا المرض، وأريد التخلص منه بأسرع وقت بعد أمر الله ثم معونتكم.
سيادة الدكتور وائل أبو هندي، جزاك الله خيراً، أشكرك جزيل الشكر على تكرمك بالإجابة على سؤالي السابق حول الوسواس القهري، فلقد أرحتني وشجعتني كثيرًا للذهاب إلى الطبيب، ولكن هناك أمرًا واحدًا أحب أن أسأل سيادتك عليه، وأسألك بالله ألا تتأخر بالرد عليه وهو أن سيادتك ذكرت بأن أدوية الوسواس القهري ليس لها من الأعراض الجانبية ما يؤثر على الدماغ أو المخ.
وسؤالي الآن: هل تضر هذه الأدوية بالدماغ والمخ إذا أخطأ الطبيب -والخطأ وارد فأرجو أن نفرض هذا الفرض- في تحديد كمية الدواء فقام بإعطائي كمية أكثر بكثير أو أقل بكثير من الكمية الصحيحة التي يجب إعطاؤها؟ وماذا تضر إذا كانت إذا أخطأ؟
وجزاكم الله خيراً.
11/4/2004
رد المستشار
الأخ العزيز، أشكرك أولاً على استجابتك الطيبة، وأحب أن أطمئنك تماما من ناحية العقاقير المضادة للوسوسة، فليس هناك احتمال لحدوث ما تخاف منه لسبب بسيط هو أن جرعات الم.ا.س أو الم.ا.س.ا محددة ومعروفة إلى الحد الذي لا يسمح بالخطأ؛ ولأنك تريد مني أن أعتبر أن –احتمال الخطأ وارد- كما قلت في رسالتك، فسوف أذكر لك هنا عقاقير الم.ا.س.ا المتاحة في معظم البلاد العربية ووحدة الجرعة في كل منها:
أولاً: عقار الكلوميبرامين clomipramine ويوجد منه تركيزان في صورة أقراص، أحدهما 25 مجم والآخر 75 مجم، وعادة ما يبدأ الطبيب بالجرعة الصغرى 25 ثم يزيدها بالتدريج إلى أن يصل إلى 75، وهذا العقار هو الماس الوحيد غير الانتقائي أي أنه يعمل على ناقلات عصبية أخرى غير السيروتونين، وهو لذلك من أكثر أنواع مضادات الوسوسة إحداثًا للأعراض الجانبية العابرة، لكنه من أفضلها من ناحية نتائجه العلاجية.
ثانيا: عقار الفلوكستين Flouxetine، والجرعة المتاحة منه هي 20 مجم في صورة كبسولات، ويبدأ بها الطبيب، ويزيدها كل ثلاثة أشهر حسب الاستجابة، والحد الأقصى هو أربع كبسولات يوميا أي 80 مجم.
ثالثًا: عقار السيرترالين Sertraline، والجرعة المبدئية منه هي 50 مجم في صورة أقراص، ويمكن أن يزيدها الطبيب النفسي أيضًا كل 3 أشهر حسب استجابة المريض، وحدها الأقصى 5 أقراص يوميا أي 250 مجم.
رابعًا: عقار الفلوفوكسامين Flovuxamine، والجرعة المبدئية منه هي 50 مجم في صورة أقراص، وفي بعض الدول يوجد تركيز آخر 100 مجم في صورة أقراص أيضًا، ويبدأ الطبيب بـ 50 مجم يوميا، ويمكن أن يزيدها الطبيب النفسي أيضًا كل 3 أشهر حسب استجابة المريض، وحدها الأقصى 6 أقراص يوميا أي 300 مجم يوميا.
خامسًا: عقار السيتالوبرام Citalopram، والتركيز المتاح منه في البلاد العربية هو 20 مجم في صورة أقراص، وتمكن زيادته بنفس الطريقة حتى 80 مجم يوميا.
وفي جميع الأحوال إذا حدثت آثار جانبية للعقار فإنها تكون محصورة في الأسبوع أو الأسبوعين الأولين فقط، وتتمثل في بعض الاضطرابات المعوية كليونة البراز وبعض الخلل العابر في وظائف المعدة، ومن المحتمل أن تثبط الشهية لفترة عابرة أيضًا، وكذلك تقلل من عدد ساعات النوم. أما أن يكون لها تأثير على الوظائف العقلية أو المعرفية، فإن هذا التأثير تأثير طيب من حيث إنها تعالج الاكتئاب والوسوسة وغيرها الكثير.
كما أنه لكي تطمئن أكثر فإن الجرعة الزائدة جدًّا (أي شريط أو شريطين من الدواء دفعةً واحدةً) من مجموعة الم.ا.س.ا، أي كل ما ذكرت فيما عدا الأول (الكلوميبرامين)، مثل هذه الجرعة الزائدة مأمونة، ولا تسبب آثارًا ضارة طويلة الأمد على الإطلاق.
ولذلك سبب في الحقيقة وهو أن هذه العقارات أصلاً صنعت لعلاج اضطراب الاكتئاب، ولما كان بعض مرضى الاكتئاب الجسيم عرضة لمحاولة الانتحار باستخدام العقار فقد كان التحدي الذي يواجه شركات الدواء هو اختراع أدوية لا تسبب الوفاة إذا أخذ منها المريض جرعات عالية بغرض الانتحار!
أعتقد أن الأمر الآن واضح، ولا داعي الآن للقلق والوسوسة، يا أخي توكل على الله، وإن شاء الله يكون الشفاء قريبًا.