عصبية قاتلة
الحقيقة لا أشكو من مشكلة معينة بل أنا أحس بأني بأحسن حالاتي بعد ما خلعت نصف الرجل الذي كنت أتزوجه؟ لكن لدي عصبية قاتلة قد أقذف كل ما أجده أمامي إن غضبت؟ في الواقع طردت من عملي نتيجة..... عصبيتي وقيامي بتحدي مديري وبل أغلظت له في الكلام؟
لا أدري قد تراني وتعتقد بأني سيدة ذات ملامح هادئة بلا حول ولا قوة لكن صدقني يفضل الجميع تحاشي السيدة المجنونة كما يدعون؟ أريد التخلص من كم العصبية والغضب القاطن في؟
للتذكير فقط سبب طلاقي من عديم الرجولة ذلك هي نوبات الغضب التي تأتيني ولكن تطورت قليلا في آخر مرة السيدة المجنونة لم تتوارى عن استخدام سكين لطعن الزوج المسكين ولولا أني ابنة العائلة لكنت في السجن؟ كيف أعالج ما لدي؟ الأسوأ قادم لدي طفل وتركت تربيته لأمي؟
في مجال عملي ناجحة جدا ومتميزة وأطور نفسي من لغات ودورات لكن على الصعيد الشخصي أنت تعلم؟؟؟؟؟
ليس لدي أي علاقات اجتماعية أو أصدقاء حتى داخل العائلة فأنا من خلعت زوجي ومن هم مثلي لا يلقون ترحيبا للجرأة التي أمتلكها؟ هل من سبيل لترتيب أمور السيدة المجنونة؟
04/06/2011
رد المستشار
سيدتي العزيزة؛ أهلا ومرحبا بك علي موقعنا، ترين مشكلتك فقط في نوبات العصبية التي تنتابك وأهملت أشياءً أخري اسمحي لي أن أعيدها عليك (بتحدي مديري وبل أغلظت له في الكلام؟ سيدة ذات ملامح هادئة، يفضل الجميع تحاشي السيدة المجنونة كما يدعون، استخدام سكين لطعن الزوج المسكين، لدي طفل وتركت تربيته لأمي، ناجحة جدا ومتميزة وأطور نفسي من لغات ودورات، ليس لدي أي علاقات اجتماعية أو أصدقاء)؛
سيدتي ألا يلفت انتباهك هذا التناقض الموجود بشخصيتك.
سيدتي ما تعانين منه نطلق عليه نحن المختصون اضطرابات الشخصية، ويعتبر موجودا إذا شذ شخص عن المقومات الطبيعية للمحيطين به.
لقد عرفت منظمة الصحة العالمية اضطرابات الشخصية بالتالي:
«هو نمط من السلوك المتأصل السيئ التكيف، والذي ينتبه إليه عادة في مرحلة المراهقة أو قبلها. ويستمر هذا السلوك في معظم فترة حياة الرشد، وإن كان في الغالب يصبح أقل ظهوراً في مرحلة وسط العمر، أو السن المتقدمة. وتكون الشخصية غير طبيعية إما في انسجام وتوازن مكوناتها الأساسية، أو في شدة بعض هذه المكونات، أو في اضطراب كامل عناصر الشخصية، ويعاني بسبب هذا الاضطراب، إما صاحب هذه الشخصية، أو الذين من حوله، ولذلك تكون هناك آثار سلبية لهذه الشخصية المضطربة على الفرد، أو على المجتمع من حولها»
واضطرابات الشخصية سيدتي لا تعيق صاحبها عن الاستمرار في حياته الاجتماعية والعملية وإن كانت تحدث بعض الصعوبات لمن حوله أكثر مما هو له.
والعوامل المسببة لاضطرابات الشخصية:
1 – الاستعداد الوراثي.
2 – تجارب الطفولة المعززة للسلوك المنحرف عند الطفل ومن أسباب ذلك:
أ – مكافأة الطفل على سلوك خاطئ (نوبة غضب أو سلوك عدواني).
ب – طفل الطاعة العمياء .
جـ – نمط الأسرة السائد: "أبوان مستبدان، متسلطان، متسيبان".
د – التمثل في انحرافات الشخصية بالوالدين أو بآخرين لديهم انحرافات مشابهة مثل الممثلين واللاعبين…
أما ما تعانينه أنت فيسمى اضطراب الشخصية الحدية أو البينية، والسمة الرئيسة في هذا الاضطراب هي نمط من تذبذب وتقلب سائد في المزاج وصورة الذات والعلاقات مع الأشخاص. ويبدأ هذا الاضطراب في سن الشباب الباكرة ويظهر في سياق العديد من التصرفات، ويستدل عليه بما يلي:
0 عدم استقرار في العلاقات الإنسانية، وعدم ثبات صورة الذات وعدم استقرار في الانفعالات مع اندفاعية شديدة .
0 يبذل الشخص مجهود كبير لتجنب مشاعر الهجر سواء كانت حقيقية أم متخيلة.
0 العلاقات الإنسانية لديه غير مستقرة وتتميز بالتذبذب بين إصباغ الكمال على الآخر (المثالية) والتحقير به.
0 اضطراب الهوية مع عدم استقرار صورة الذات، التوجه الجنسي، الأهداف المستقبلية أو الميول المهنية، نوع الأصدقاء، القيم والمبادئ.
0 اندفاعية تظهر في مسألتين على الأقل: (الإسراف، الجنس، تعاطي المخدرات، القيادة المستهترة، نوبات النهم في الأكل).
0 محاولات انتحارية متكررة أو تهديد بذلك أو سلوك يشوه به جسمه.
0 عدم استقرار انفعالي يظهر من خلال (اعتلال مزاجي شديد، سهولة الاستثارة، نوبات قلق شديد) تستمر لساعات فقط ونادراً لعدة أيام.
0 إحساس مزمن بالفراغ.
0 غضب شديد وغير مناسب للموقف مع صعوبة في التحكم فيه.
0 أفكار اضطهادية عابرة ومرتبطة بأوقات الاضطهاد والقلق، أو أعراض هستيرية شديدة.
وفي حالة توافر عدد مما سبق في حالتك يؤكد وجود الاضطراب وهو ما يستلزم العرض الفوري علي طبيب نفسي.
العلاج:
يوفر العلاج للمريض علاقة علاجية نفسية محدودة، ويجب على المعالج مع ذلك أن يكون متواجداً بشكل دائم. والهدف هو التكيف الاجتماعي التدريجي مرتكزا بشكل أساسي على التقنيات السلوكية المعرفية للتشجيع والتثقيف وإيجاد البدائل (حيث يطلب من المريض التعهد بإنقاص تصرفاته المؤذية للذات، ويشجع على بذل الجهود لفعل ذلك) كما يتم تثقيفه حول الطبيعة السيئة التي تستحث مثل تلك التصرفات.
وقد تفيد الأدوية المضادة للذهان أثناء النوبات الذهانية، وحالات الغضب والعدائية والشك والتفكير الزوري. ومثبتات المزاج قد تفيد في تذبذب الوجدان والحد من التهور. كما أن مضادات الاكتئاب قد تفيد أثناء نوبات الاكتئاب.
وفي النهاية أتمني لك التحسن والحياة الصحية السليمة وتابعينا
واقرئي على مجانين:
اضطراب الشخصية الحدية بكل تأكيد
الشخصية الحدية نتيجة عادية!
نانا تعاني... الشخصية الحدية
الموشكة على الانتحار، شخصية حدية: مشاركات
الشخصية البينية (الحدية): هل هذا هو النموذج؟
التعليق: أولا أحب أن أقدم جزيل الشكر للدكتور علي إسماعيل عبدالرحمن على توضيحه الوافي لمثل هذة المشكلة وأحب أن أضيف أيضاً أنه في رأيي المتواضع أن هذة السيدة قد تكون من أصحاب الإضطراب ثنائي القطب بمعنى أنها ترى نفسها على أنها مُشكلة وأنها غير مستقرة في حياتها ومن الواضح أنها تعترف أن لديها مشكلة وهذا شيء حسن وترغب في معرفة السبيل للخروج من هذه المشكلة.
وسؤالي هل من الممكن أن تعيد هذة السيدة بنفسها دون الرجوع إلى معالج أو طبيب نفساني للخروج من أزمتها لأنه في اعتقادي أنها مشكلة ليست بالذهانية.
وأوضح أن الأمر قد يكون بسيطا في تعلمها مثلاً المهارات الإجتماعية والمشاركة الفعالة مع المحيطين وتعلمها أيضاً تقبل النقد والرد عليه بشيء من الهدوء وأن تحاول أن ترفع من درجة ثباتها الانفعالي. وهذا فقط يحتاج إلى تدريب منها ليس أكثر