وسواس النظر في عيون الناس
أنا لله الحمد أعتقد بأني ملتزم دينينا، وأعاني من عدة أشياء؛
1- شكاك زيادة عن اللازم، وعندي وسواس قهري نتيجة لبعض الظروف التي مررت بها أو التي قابلتها في حياتي بدون دخول في تفصيل، لأني استشرت طبيب نفسي وأعطاني زولام + ابكسدون + زولف
2- أريد أن أقول إن هناك أناس كثيرون لا أستطيع النظر في عيونهم حتى إخوتي، وهناك قليل من الناس الذي أستطيع النظر عادي، بمعنى أشعر أن هناك كيمياء بيني وبين الآخر، فإن حدَّقت النظر إلى عين المخاطب سبب له ارتباك ولي أيضا.
وأعتقد أن هذه المشكلة بدأت عندي وأنا في العشرين من عمري عندما قال لي صديق كنت قد قابلته مرة أو اثنتين (أن عيني دليكا) قلت له: ما معنى دليكا؟ قال لي: (يعنى حلوين وإني إذا سبلت لواحدة فسوف أشد انتباهها). ومنذ تلك اللحظة، وأنا أعتقد أني مريض بالتحديق وبالنظر في عيون الناس.
3- عندما أأم الناس في الصلاة أجد خوفا وهلعا ينتابني ودقات قلب تتزايد بطريقة أكاد أن أقع على الأرض وأرتعش ويرتعش صوتي، لا أدري لماذا مع العلم أنني عندما زرت الطبيب منذ ما يقرب من أسبوعين لم أذكر له إلا موضوع الوسواس القهري فقط.
أرجو تشخيص حالتي للفقرة الثانية والثالثة، وإعطائي العلاج مع العلم أني آخذ العلاج المذكور منذ أسبوعين.
17/02/2011
رد المستشار
عزيزي...
وصفت نفسك بأنك شكاكا وتعاني من وسواس قهري. ولم تذكر شيئا عن طبيعة الشك أو تفاصيل أكثر عن الوسواس القهري الذي يتمثل بتحديق العيون. وهذا شانك لأنك لا تريد الدخول بالتفاصيل.
كلنا نحدق في الأشياء ونحدق في جمال الطبيعة ونحدق في كل شيء جميل خلقه الله, وهذا شيء طبيعي. يبدو من رسالتك أنك تعاني فكرة وسواسيه منذ سنوات طويلة. هذه الفكرة التي عششت في ذهنك وسيطرت علي تفكيرك. ومرد هذه الفكرة إلى صديقك الذي أوحى لك إن سبلت بعينيك فقد تأسر الناظرات الحسان. واستهوتك الفكرة وشعرت بالغبطة. وترسخت الفكرة, حتى اعتقدت بأنك مريض بالتحديق وبالنظر في عيون الناس.
أما فيما يخص حالك, ربما سبلت بعينك كثيرا ولم يحدث ما كنت تتمناه أن تنتبه واحدة حسناء. وبالتالي حدث شيء ليريحك وهو أنك إذا حدَّقت النظر إلى عين المخاطب سبب له ارتباك وكذلك ارتباكا لك. ولا أريد أن أدخلك في تحليل للآلية التي تتم هذه العملية كنوع من الإخفاق لرغبة جذب الحسناوات.
ولكن ما أريد أن أطمئنك بان حالتك عبارة عن فكرة وسواسيه جعلتك تشعر انك مريض بالتحديق وبالنظر في عيون الناس. وهذه لا ترقى بان تكون وسواس قهري كما ذكرت.
أما الخوف والهلع الذي ينتابك فله علاقة بالفكرة الوسواسية وهو شعورك بالارتباك والحرج. فكان حريا بك أن تذكر ذلك للطبيب حتى يساعدك.
لك كل الاحترام
التعليق: حضرة المستشار أ.د نبيل نعمان
الخوف والهلع عندما يصلي بالناس أمر طبيعي وخصوصا إذا كان غير معتاد على هذه المواقف، فهو أمر طبيعي لكل البشر عندما يجد نفسه في المقدمة،
ولذلك أري أن العلاج السلوكي المعرفي أفضل من العلاج الدوائي.