زوجي والنت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
إني أريد أن يريحني أحد، بدأت حكايتي منذ ما يقارب 10 سنوات, فقد تعرفت على زوجي من أول عام في الجامعة، أحببته وأحبني وانتظرنا سنوات طوال حتى يجمعنا بيت واحد، نسبة إلى طبيعة دراسته -فهو طبيب- فقد انتظرت كثيرا خاصة وأننا في نفس السن، التزمنا دينيا في الجامعة -بعد تشجيع منه- وفضلنا أن نبتعد حتى يمن الله علينا بالحلال، كنا متمسكين جدا ببعض فتزوجنا في ظروف صعبة جدا بمساعدة أهلي....
المهم؛ بعد زواجنا بأيام حملت، وعلمت وأنا في الشهر 7 أن ابني به تشوهات عدة واحتمال بقائه ضعيف جدا... ثم ولله الحمد اكتشفت أن زوجي من مدمني الشات الجنسي، كدت أمووووووووت.. فمهما سمعت عن أحد وأثق في أحد ما يكاد حتى يقترب بثقتي في زوجي، حولت حياته لجحيم وللأسف فضحت سره أمام أهلي وأهله....
انهار تماما أمامي -علما بأن زوجي رجل قوي جدا, يحترمه الجميع, طبيب ما شاء الله في بداية مشواره ناجح جداااا, وسيم جدا, زوج حنون يعشقني, أب رائع, ملتزم دينيا- يأتي لما يتعلق بالنت يصبح إنسان مجرد من الأخلاق والدين.... فعلت به ما لا يتحمله بشر -مع العلم بقلة صبر زوجي تماما على أي شيء- لمدة 7شهور وهو يتحملني ويتمسك بي حتى عاد إلى الشات...
كان هذا من عامين رزقنا الله بطفل ما شاء الله يشبه الملائكة حفظه الله، انعدمت ثقتي فيه تماما، هو يقول -اقرأ بعد إذنك هذا الكلام كأنه من مريض آتي إليك- (على لسان زوجى) أنا أشعر أني مدمن للشات, لا أريد أن أفعل ذلك ولكني أفعل, أحب زوجتي جدا ولا أستطيع الحياة من دونها, أنا سعيد جدا مع زوجتي في حياتي الجنسية جدا, أحب عملي جدا, أعشق طفلي........ ما رأيك في هذا الكلام.... أصدقه؟؟ مع العلم أنه قد ذهب لطبيب نفسي عله يساعده ولم يجد معه ما كان يتوقعه.. قال لي لازم الطب النفسي في مصر لا يفيد أمثال حالتي...
يقول لي أن هذا ابتلاء من الله ولكل عبد ذنب يعاوده الفينة بعد الفينة وأن الله ابتلاني معه بهذا فقفي معي في أزمتي ولا تتخلي عني!!!! هل هذا حقا إدمان؟؟ يعني حصل له حاجة في مخه بتخليه يعمل كده... أنا خلاص مبقتش بعرف أنام من التفكير... بقوله أنت خاين بينفعل جدا ويقولي أنا لا يمكن أخونك ولا واحدة في الدنيا تهز شعرة في... أنا برغم اللي عملته عمري ما حسيت بأي حاجة تجاه أي أحد غيرك!!!!
دلوقتي أنا ثقتي في نفسي اتعدمت بالرغم من شدة جمالي وأنوثتي..... ثقتي فيه أصبحت العكس صحيح... أقف جنبه إزاي هي دي فعلا غصب عنه ومش خيانة؟؟ وهل ده ملوش دعوة بالواقع... يعني دي مش بداية خيانة حقيقية؟؟؟ بيقولي أنا لو عاوز أخونك كنت خونتك من زماااان قبل ما نتجوز... واللى عاوز يعمل حاجة غلط بيعملها ومن غير ما تحسي.... أعمل إيه؟؟؟
تطلقنا مرتين بسبب الموضوع ده... بيقولي ما تقلليش من نفسك وتقارني نفسك بالموضوع ده.... ولو فضلت حاطة جوازنا في كفة والموضوع ده في كفة عمرنا ما هنعرف نعيش....
أنا محتارة وتعبانة قوي... أحيانا بحس أنه نزل من نظري قوي ومش قادرة أحترمه.... أرجوكم جاوبوني بخبرتكم على حيرتي دي.......
جزاكم الله خييييير...
09/06/2011
رد المستشار
الزوجة الفاضلة إس إس "ss" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة، أتمنى أن أكون قادرا على إنارة الطريق لك بالمعرفة قدرما أستطيع دون فحص واقعي للحالة.... أما شعورك بالراحة فإني أسأل الله أن تكون المعرفة نورا يرشدك إليه.
نعم يا "إس إس" هناك فعلا هذا النوع من الإدمان للتشات الجنسي عبر الإنترنت أو الهاتف أو ما قد يكون من صور الاتصال المتسارعة التطور هو أحد أنواع الإدمان السلوكي Behavioral Addictions فنحن أطباء النفس المعاصرين بعد أن كان عندنا فقط إدمان ما يشربُ أو يشمُّ أو يحقنُ أو يتنفسُ وكلها موادُّ نفسانية التأثير Psychoactive Substances ،أصبح عندنا أيضًا إدمان ما يؤكل أو ما يفعل، أي أصبح الإدمان إدمانَ سلوك نفساني التأثير Psychoactive Behavior بعدما كان الإدمان سابقا إدمان مادة نفسانية التأثير، ومثالا على ما يؤكل نجد إدمان الشيكولاتة أو السكريات والنشويات بوجه عام، ومثالا على ما يفعل نجد إدمان اللعب وإدمان المقامرة وإدمان الشراء وإدمان الألعاب الإليكترونية وإدمان الجنس وإدمان التريض إلخ.... إلا أنني لا أستطيع اعتبار زوجك مدمنا فعلا دون فحصه.... خاصة وأني عالجت من كان يكذب على زوجته مدعيا إدمان التشات الجنسي لأنه يخفي على زوجته مازوخيته مثلا أو ساديته أو غيرها... وسامحيني إن أضفت إلى شكوكك شكا جديدا...
إدمان التشات الجنسي هو أيضًا أحد أشكال الاضطرابات ذات العلاقة بالشذوذات الجنسية Sexual Preference -Related Disorder الاعتمادية على الإلكتروجنس التبادلي عبر الشبكة Cyber Sex Dependence والطبيعة التبادلية مهمة هنا فالمرضى بهذا النوع من الاضطرابات ذات العلاقة بالتفضيل الجنسي هم مدمنو ممارسة جنسية تبادلية مع أشخاص آخرين في أماكن أخرى، داخل غرف محادثة أو أيا من إمكانات الإنترنت المتعاظمة........ وهؤلاء في مجتمعاتنا موجودون وموجودات ويؤسفني كثيرون وكثيرات والعدد في الليمون! فكثيرات يظهرن أعضائهن الجنسية لآخرين عبر كاميرات الإنترنت مثل يفعل بعض المثليين في مجتمعاتنا فيعطون ظهورهم أكرمك الله للكاميرا!...
إذن فعلا هناك أحد أشكال الإدمان السلوكي يدعى إدمان التشات الجنسي وقد يكون زوجك أحد ضحاياه فماذا أنت فاعلة؟.... وقبل محاولة الإجابة علي أن أرد تفصيلا على سؤالك (هل هذا حقا إدمان؟؟ يعني حصل له حاجة في مخه بتخليه يعمل كده) فهذا حقا إدمان لكن كونه إدمانا لا يعني بالضرورة ما تفهمين أو تحسبين من حدوث حاجة في مخه... وإنما حصلت له حاجة في سلوكه في ضميره وليس في مخه، فالحقيقة أنه قانونا مسئول عما يفعل بمعنى أن القانون البشري لا يعفي زوجك ولا أيا من أمثاله من مدمني الجنس من المسئولية أمام القضاء والله تعالى أعلم بما يكون يوم القيامة! ولا أدري هل سيعتبر مريضا أو معذورا بشكل أو بآخر؟ أم سيبقى حكم القضاء فيه هو نفس حكمه في من تشتكي من اغتصبها معللة تمكنه منها بقولها أنه قدم له حاجة صفراء كمشروب ضيافة! أي أن هذا النوع من المرضى يأتي للفخ كل مرة برجليه مختارا... ولو حتى طلبا للراحة من نزوة أو نزعة ملحة فإنه يبقى مختارا!
زوجك ربما يكون مدمنا ربما يكون معذورا.... أهم شيء والذي لا جدال بشأنه أن يكون جادا في طلب العلاج... وربما يكون من الأفضل له ولك أن تقفي فعلا بجانبه لكن فقط إذا كان يسير في طريق العلاج، وأفضل أنواع العلاج لهذه النوعية من الأمراض هو العلاج المعرفي السلوكي...
أسأل الله أن يعينك ويسهل لكما الطريق وأهلا بك دائما على مجانين.