السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أولا أقوم بشرح بسيط عني: أنا في فترة المراهقة، وكنت أمارس العادة السرية دون أدنى علم مني بذلك، فأنا أجهل تماما ما معناها والله، وأقسم بالله لم أكن أعرف بأنها تسمى بذلك الاسم أو أن لها علاقة بالجنس، فأنا كنت أظنها شيئا طبيعيا في بادئ الأمر، وذلك كان عندما كنت قبل البلوغ، ولكني لاحظت أنها شيء غير طبيعي عندما بلغت، ولشدة حيائي خجلت من أن أسأل في ذلك الأمر، ولكن بالصدفة سمعت عنها كلاما بسيطا لم أفهمه، ولكن الذي عرفته أنها محرمة.
وكانت مشكلتي هي أني لم أعرف أني أمارسها بالفعل إلا من موقعكم، وبعدها قررت الإقلاع عن الشيء الذي أفعله، ورددت بداخلي وقلت: سواء كانت العادة بالفعل أو غير ذلك فيجب أن "أبطّلها"، وظَللت كذلك كثيرا، ولكني كنت أمارسها أيضا دون أن أدري، فأنا عندما سمعت عنها كلاما سمعت أنها تتعلق بالعلاقات الجنسية، وأنا حينما كنت أمارسها بعد البلوغ لم أتخيل شيئا من تلك الأشياء أبدا فكان كل الذي أتخيله هو تحقيق هدفي مثلا الحصول على المجموع المرتفع الذي أرغب فيه ليس أقل أو أكثر، ولكن أشعر بتلك الرعشة التي ذكرتموها في أحد ردودكم.
9/10/2003
رد المستشار
الأخت السائلة، أتكلم معك بشكل علمي هادئ قدر استطاعتي، وأبدأ بشرح العادة السرية لدى البنات والتي أقترح لها اسمًا هو الاسترجاز -عند الإناث- ليكون مقابلاً للاستمناء -عند الذكور-؛ لأن البنت لا تستمني، وليس لها مني كمني الرجل، ولفظة استرجاز على وزن استفعال مشتقة من لفظ الإرجاز (وهي لفظة معربة من الكلمة الإنجليزية Orgasm أظن أن معربيها هم أساتذة الطب النفسي في طب عين شمس)؛ والإرجاز هو ذروة النشوة التي تنتهي عندها دورة الاستجابة الجنسية التي تبدأ بالمثيرات السمعية أو البصرية اللمسية الحقيقية أو المتخيلة، ثم تستمر باستمرار استثارة الأعضاء التناسلية فتتعاظم الاستثارة إلى حد الوصول إلى القمة المتمثلة في الإرجاز، وبعدها يسترخي الجسد، ويشعر الإنسان بما يشبه الراحة بعد تفريغ حمل معين أو طاقة معينة.
والنشوة التي تصاحب الإرجاز بالمناسبة هي أعلى كمية نشوة يتحملها الجهاز العصبي البشري. ومعظم من يمارسون الاستمناء من الذكور (والذين هم ثمانية وتسعون بالمائة من الذكور والباقي يكذبون كما قرأت على أحد مواقع الإنترنت ومعظم من يمارسن الاسترجاز من النساء (وهن ما بين السبعين والثمانين بالمائة) –يكتشفون الأمر بالمصادفة البحتة أثناء اكتشافهم لأجسادهم وتعرفهم عليها.
وما حدث معك لم يكن غير نوع من استكشاف الذات بما فيها الجسد، يفعله كل صاحب ذات وكل صاحبة ذات من مخلوقات الله، وما حدث معك ويحدث مع الآخرين أيضًا هو أنك اكتشفت أن لمس منطقة معينة من جسدك -وهي منطقة البظر وما حولها- يعطيك شعورًا لذيذًا متعاظمًا إلى حد حدوث الإرجاز (الذي تسمينه الرعشة)، وبما أنك أنت "استفعلت" ذلك الإرجاز بنفسك فالعملية تسمى عملية استرجاز.. المهم أن استكشاف الجسد لا علاقة له بالأخلاق ولا علاقة له بالدين؛ لأن الكل سيتكشف جسده شئنا أم أبينا.
ثم تعاليْ إلى تلك البنت البريئة التي تستكشف جسدها، وقد تكون حُذرت من أمها تحذيرًا غير واضح فيما يتعلق بأعضائها الجنسية، وقد لا تكون حذرت من أمها لأن الأم تخاف من أن تتسبب في فتح عيون بنتها البريئة على الجنس، أو ربما لأن الأم نفسها تخجل أو لا تعرف شيئًا، المهم أن الكثيرات من البنات الصغيرات (وربما كن حتى المراهقات من جيلي أنا، وكن حتى قبل سن الزواج من جيل أمك) لا يربطن ما بين أعضائهن التناسلية والرجل حتى على مستوى التخيل، وأنا هنا لا أناقش اعتبار ذلك خللاً من عدمه، لأن البنت ستتعلم يومًا ما قريبًا أو بعيدًا ما دامت تريد ذلك.
ولكنني أقول كل ذلك لأقول لك إنني أصدقك، وأوضح لكل من يقرأ مشكلتك وردي عليها أنك صادقة بالفعل في كونك كنت تمارسين العادة السرية أي الاسترجاز دون وجود ارتباط لها بالجنس، فالمسألة كانت بالفعل أبسط من ذلك (إحساس لذيذ يتملكني عندما أفعل كذا فأنا أكرر كذا لأنه لذيذ)، وما دام إحساسًا لذيذًا فإن من الممكن أن يرتبط في وعينا وفي لاوعينا بكل ما يعطينا إحساسًا لذيذًا، مثل التفوق والنجاح في تحقيق الأمنيات، ومثلما قد لا تكون هناك علاقة واضحة في ذهن من تسترجز في سنك الصغيرة ما بين الجنس وفعل الاسترجاز فإنني أقول: إنه لا علاقة للأمر بالأخلاق، إذا كنا سندخل الوعي الجنسي في الأخلاق... لا يشترط أن تفكري في الجنس أنا معك، ولكن لا بد أن تكوني على وعي أكثر بجسمك وبسلوكك الجسمي؛ لأن للأمر علاقة بالتأكيد بضرورة فهم الإنسان لسلوكه وتنظيم هذا السلوك كما يوجب علينا ديننا الإسلامي.
فأما مشكلتك الأولى وهي أنك تخافين من أن تكوني بسبب استرجازك البريء قد تعودت على أشياء قد لا يفعلها زوجك معك فلا تشعرين معه بالسعادة الجنسية، وهو ما أقول لك إنه غير صحيح! وإن صح في حالة أو حالتين فيستحيل أن يصح في حالتك، على الأقل وأنت لم تبرحي منطقة البظر، وبالمناسبة البظر هو العضو المكافئ للعضو الذكري (القضيب) في الأنثى، ونستطيع اعتباره عضوًا ذكريًّا غير مكتمل النمو، وهو من ضمن مراكز الإثارة العالية للبنت، ولكن للبنت مناطق أخرى عديدة يمكن منها أن تستثار وأن تسترجز، فالرد الذي قرأته أنت على صفحة مشاكل وحلول ربما جاء لتبرير حالة معينة من عدم القدرة على الوصول إلى الإرجاز أثناء اللقاء الجنسي مع زوجها، وهو ما قد تسميه صاحبته بالبرود الجنسي، وقد يكون التعود على طقوس معينة أثناء الاسترجاز لفترة طويلة سببًا في تعطيل قدرتها على الوصول إلى الإرجاز مع زوجها بعد الزواج، ولكنه في معظم الأحوال سبب وحيد من بين مجموعات ومجموعات من الأسباب، وقد يصح في واحدة ولا يصح في ألف واحدة.
كما أن الكثير من الذي لم يظهر على الصفحة من تفاصيل (تضطر الصفحة إلى حجبه أحيانًا للعديد من الأسباب التي لا مجال لذكرها هنا) قد يكون هو الذي يوضح لك الأمر؛ لأنه من الممكن أن تكون ممارسة الاسترجاز بطرق معينة غالبًا ما تكون عنيفة أو فيها شيء يتعارض بشكل أو بآخر مع العلاقة الجنسية الطبيعية بين الرجل والمرأة، هنا في مثل هذه الحالات فقط يمكن إرجاع البرود أو عدم الإشباع لدى الأنثى إلى الأنثى ذاتها، وهكذا أظنني أجبت على مشكلتك الأولى.
وأما مشكلتك الثانية: فإن الإجابة ببساطة هي أنه لا يمكن لمن تسترجز من خلال مداعبة البظر، والمناطق المحيطة به وفوقه وتحته، ولو حتى بشدة أن تؤذي غشاء بكارتها، بشرط أن تكون عارفة بالتركيب التشريحي لفرجها، أي أن تكون عارفة بمكان فتحة المهبل واتجاهها داخل جسدها؛ لأنه لا بد من إدخال شيء ما بطريقة أو بأخرى في فتحة المهبل لكي يصبح هناك خطر على الغشاء، فأين أنت من ذلك؟
وأما مشكلتك الثالثة: فإن إجابتها ألا خوف عليك أصلاً؛ لأنك كما جاء في إفادتك لم تبرحي منقطة البظر، وأما أن تكون هناك آثار لكثرة الاسترجاز على شكل الأعضاء التناسلية من الخارج، فإن ذلك لا يتوقع في مثل سنك، ولا مع الطريقة التي كنت تسترجزين بها، وأما لو أن هناك بالفعل تغيرات قد تحدث مثل زيادة حجم الشفرين الصغيرين بسبب انتفاخهما كرد فعل على الاستثارة المتكررة والمداعبة مما يتسبب في زيادة محتواهما من الدم فيظهران منتفخين بعض الشيء فهذا تغير قد يخيفك، ولكنه عابر، ونادرًا ما يبقى أكثر من عدة أشهر، وبالتالي فلا خوف عليك حتى ولو تزوجت طبيب أمراض نساء.. ثم تعالي هنا: أليس من الواجب عليك أن تعرفي تركيب أعضائك التناسلية بدل أن تعيشي خائفة كل هذا الخوف الذي لا مبرر له إلا الجهل!!
وأما مشكلتك الرابعة: وهي إحساسك بأنك لا تستحقين ما يراه الناس فيك، وأنك بعد قراءتك الخاطئة لمعلومات صفحتنا، تلك القراءة التي أشعرتك بالذنب، وبالدونية، أصلاً لا مبرر لها، لأن ثمانين بالمائة وربما أكثر من البنات يمارسن الاسترجاز سواء بعلم أو بغير علم، وأكرر ثانية أنه لا علاقة لهذا الأمر بالأخلاق، ولكن الذي يحدث هو أن معظم البنات حتى في حالة عدم ربطهن للمسألة بالجنس يشعرن بعد فترة بأن ما يفعلنه شيء غير طبيعي، أو فيه شيء ما من الخطأ غير الواضح، ولذلك يقلعن عنه أو لا يفعلنه إلا لضرورة، ولعل ذلك لأن الجنس عند المرأة مرتبط دائمًا بالحب، والأنثى التي تسترجز بنفسها تحس بأن شيئًا ما ينقصها حتى ولو لم يجل في خاطرها أن هذا الشيء هو الرجل.
واختصارًا أقول لك: إن زميلاتك أيضًا يفعلن نفس الشيء، وحبذا لو دخلن صفحتنا ليعرفن ما يفعلنه، ولكن بشرط أن يقرأن المعلومات الصحيحة بالطريقة الصحيحة فلا ينزعن تفصيلة صغيرة خاصة بمتصفحة بعينها ويعممن كلام المختص الذي قام بالرد عليها على كل البنات اللائي يمارسن الاسترجاز.
أنت يا عزيزتي لست منافقة، وليس صحيحًا لكي تتخلصي من شعورك الكاذب هذا بالنفاق أن تفضحي نفسك بالطبع أمام زميلاتك، فما كنت تفعلينه تفعله الكثيرات كما ذكرت، وليس الأمر نفاقًا أو متعلقًا بالأخلاق، وأما عندما يعرفن أن ما يفعلنه حرام وغير أخلاقي فهنا يجب عليهن الإقلاع عن تلك العادة، وإلا أصبح مشكلة أخلاقية ودينية ربما أورثتهن الشعور بالذنب والاكتئاب.
وأما مشكلتك الخامسة: فهي الاكتئاب الذي أعتقد أنه من النوع الخفيف أو المتوسط الشدة والذي قد لا يحتاج إلى علاج بعد تصحيح المعلومات الموجودة لديك عن ذاتك وعما كنت تفعلينه وأفلحت بحمد الله في التخلص منه، وأتمنى أن أكون قد وفقت في تصحيح ما لديك من معلومات غير صحيحة في حالتك؛ مما سيجعل فكرتك عن نفسك أفضل مما كانت، وأنصحك أن تبحثي عن كتاب مبسط عن التركيب التشريحي والوظائف الفسيولوجية لكل عضو من أعضاء جسدك بما في ذلك الجهاز التناسلي والأعضاء الجنسية.
أسأل الله لك التوفيق والخلاص مما أنت فيه وتابعينا بأخبارك.