السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
R03;
كنت أصاب بنوبات من الأرق فذهبت عني ولله الحمد، ولكن بعد أن رأيت برنامج وثائقي قناة الناشونال عن مرض الأرق المميت وكيف أن بعض الأشخاص لا يستطيعون أن يناموا حتى يبدؤوا بالهذيان ثم بغيبوبة وما يمر فيه من عذاب، رجع الأرق وأخاف أنني لا أستطيع النوم، وكلها بسبب البرنامج، كم كنت أتمنى أنني لم أتابعه وأشاهد معاناة هؤلاء الأشخاص.
وأرجو إفادتنا عن هذا المرض
وشكرا لكم.
30/06/2011
رد المستشار
صديقي؛
البرنامج الوثائقي لا شك أنه كان يعرض حالات مرضية شديدة ولكنك أيضا بالغت في تأثرك بها، الهذيان والغيبوبة يعنيان أنه في النهاية يحتاج الإنسان إلى النوم والراحة وأن الإنسان سوف ينام إن عاجلا أو آجلا لا محالة.
لكي يوجد الأرق يجب أن تكون لديك طاقة جسدية فائضة بالإضافة إلى انشغال ذهني بأفكار متعددة ومقلقة لأنك لا تتخذ فيها قرارا نهائيا بالفعل، إن لم يكن الأمر كذلك فهناك احتمال لوجود خلل كيميائي يحتاج إلى مراجعة الطبيب لوصف الأدوية والعقاقير اللازمة.
عندما تذهب للفراش، أجل التفكير في أي موضوع للغد، أجله لستة أو ثمانية ساعات فقط، لا تخف: سوف يظل الموضوع بانتظارك حتى الصباح لتفكر فيه وقد استعدت نشاطك وتوازنك الذهني، إن خفت أن تنسى الموضوع فأكتب عنوانه على ورقة قبل النوم.
استلق على سريرك وتنفس ببطء وبعمق وبانتظام واسمح لجسدك أن يسترخي بالكامل، إن كانت هناك عضلات مشدودة فوجه فكرك إليها وأصدر إليها أمرا بالاسترخاء، تخيل أنك تسير ببطء في منظر طبيعي جميل ومحايد (ليس فيه ما يثير القلق أو الحزن أو الذكريات الأليمة).
إن لم تغط في النوم في خلال عشرين دقيقة فقم من فراشك ولا تنم لباقي الليلة مع مراعاة أن تمارس شيئا تكرهه لباقي الليل: مثلا إن كنت تكره غسيل الأطباق فقم بغسيل الأطباق ولو كانت نظيفة لباقي الليل ومهما طالت الساعات، أن كنت تكره رائحة منظف ما فنظف به لباقي الليل.
كطريقة بديلة، إن لم تغط في النوم في خلال عشرين دقيقة، ارتد ملابسك وغادر المنزل لممارسة رياضة الجري لمدة ساعة على الأقل قبل أن تعود إلى المنزل.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.
واقرأ على مجانين:
انهِ معركتك مع النوم: أُنَوّمُ نفسي بالغصب!
لا أنام ليالي السهر والصبر
الأرق المزمن
قصر النوم وطول النوم!
النوم والأحلام في الطب النفسي الحديث