حياتي انتهت في لحظة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا بنت، -آسفة- أقصد واحدة تدرس في كلية عملية، وهذه آخر سنة لي، الذي حصل أنه جرت لي حادثة بسيطة عن طريق شطاف المياه قضت على كل شيء، حياتي، مستقبلي، سمعتي، شرفي، كل شيء...
ذهبت للدكتورة وقالت لي: إنه انفض جزئيًا. طبعًا انهرت حينها، ولم أعد أنطق، أسمع صديقتي تكلمني، ولا أريد أن أرد عليها، وبقيت هكذا، ونمت، وطوال الليل أحلم بهذا، وأقوم من النوم فزعة، وفي اليوم الثاني رجعت للدكتورة مرة أخرى، وقلت لها: أنا أعرف أنه لا يوجد شيء اسمه: "انفض جزئيًا" هو إما "انفض" أو "لا" ومعنى "انفض جزئيًا": أنه انفض! لم تنكر وقالت لي: لا تحزني، أنت لم تخطئي، وعيشي حياتك، ولا تشوشي نفسك.
أنا لا أعرف كيف أعيش حياتي بعد هذا، وأحس أني إنسانة حقيرة، وأقل من الناس، وليس لي حق في العيش بشكل طبيعي، ولا أريد أن أعيش بشكل طبيعي، لن أدخل باقي امتحاناتي، ولن أكمل دراستي، ولن أفعل شيئًا... أتمنى أن أهرب من البيت إلى مكان بعيد لا أحد يعرفني فيه، حتى لا تتضرر عائلتي، وأخواتي، وصاحباتي. لو انكشف الموضوع يومًا من الأيام، وسيقال: إن أهل فلانة لم يربوها، وتصبح العائلة كلها هكذا. ولن تبقَ صاحباتي اسمهنّ: صاحبات فلانة، والطيور على أشكالها تقع.
أنا هكذا أصبحت مساوية لواحدة عاشت حياتها في الحرام، وأنا -أقسم برب العزة- ما عرفت شابًا واحدًا في حياتي. أحس أن حياتي وحياة الناس الذين من حولي تدمرت كلها، لا أستطيع أن أعيش هكذا، أحس أنه من السهل جدًا أن ينتحر الإنسان في مثل هذه الحالة ويريح الناس الذين من حوله منه ومن مشاكله.
أنا أهلي مسافرون، وأعيش في مصر، طبعًا لم أخبرهم، لأنهم لن يفعلوا شيئًا، وليسوا من نوعية الأهل الذين لو أخبرتهم لتصرفوا بعقل.
أعرف أن حضرتك، يمكن أن تفكر وتقول لي: لا يهم ما دام أنك تعرفين أنك جيدة. لا، لأنه في المجتمع الذي نعيش فيه هذا هو الدليل الوحيد على العفة والشرف. من الممكن أن تقول لي: من أين سيعرف الناس هذا؟ أبسط الفرضيات أن أهلي –طبعًا- سيلحّون عليّ من أجل أن أتزوج، وأنا سأقول: لا. وسيشكون في الأمر أخيرًا، وسيقومون بفحصي، وسينكشف الأمر...
بالمناسبة، أنا أتعالج من اضطراب وجداني ووسواس قهري، وبعض عيوب أو اضطراب في الشخصية. كلمت الدكتور الذي أتعالج عنده، وحكيت له، وحله الوحيد: أن أجري عملية.
أنا أرى أن العملية حرام، وحرام أيضًا أن أكون مساوية لإنسانة عاشت حياتها في الحرام، وتقوم بستر نفسها. والدكتورة التي قمت بالفحص عندها، ترى أنه ليس من النافع أن أقوم بشيء.
أنا قضي عليّ، وليس عندي أحد أكبر مني أستطيع مناقشته، صاحباتي في نفس سني، ورغم أن اثنتين منهن تعرفان، لكن هما من سني، والحمل ثقيل عليهما. وأيضًا فأهلي لطبيعتهم لا ينفع أن أقول لهم شيئًا.
الدكتور النفسي يرى أن الحل الوحيد هو أن أجري العملية. الدكتورة وأنا نرى أنه حرام، وأني هكذا أقوم بستر خطأ لم أفعله. وفكرة أن أهرب من أهلي، لا أعرف بَعْدُ متى؟ وكيف سأستطيع تنفيذها؟ وفكرة أن انتحر لها ألف طريقة، لكنها تحتاج قليلًا من الشجاعة، إن كنت ما زلت سأبقى حيّة!
هل من الممكن أن يعرفني أحد كيف أعيش وأنا أحس بالعار، والاحتقار في داخلي؟ لماذا أكمل امتحاناتي المتبقية، وأنا على هذه الحال لن أعمل طبيبة في حياتي؟ ماذا أفعل؟
30/06/2011
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أختي الفاضلة...
أرى أنك تضخمين الموضوع كثيرًا، ليس من جهة ردة فعل المجتمع الظالمة، ولكن من جهة أنك أغلقت الأبواب كلها في وجهك، ولم تجدي إلا حلولًا في غاية القسوة، ربما هذا بسبب الاضطراب الوجداني والوسواس الذي تعانين منه...
ترى لو هربت من البيت، هل ستنقذين شرف أهلك أم ستصبحين أنت وهم حديث الأهل والجيران والأصدقاء؟ ماذا سيقول الناس لو علموا أنك هربت؟ أقل ما يمكن أن يقال أنك وجدت رجلًا فهربت معه، وسيقولون أنك قليلة تربية!!! إذن امسحي هذا الحل من ذهنك...
ولو انتحرت –لا قدر الله- هل دخول جهنم أسهل من فقد الغشاء؟؟؟ نحن لا نصبر على نار الدنيا، فكيف بنار جهنم؟ وقد وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «أُوقِدَ عَلَى النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى احْمَرَّتْ، ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ، ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ، فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ». ما رأيك؟ هل أنت مستعدة؟ هذا عدا عن أنواع العذاب الأخرى الموجودة لا أراك الله إياها...
ثم شأنك غريب يا أختي!!! لماذا تشعرين باحتقار الذات وأنت لم تذنبي؟ ولماذا تعاقبين نفسك وأنت لم تذنبي؟ مرة تقولين: أنا لم أذنب لهذا لن أجري عملية، ومرة نراك تعاقبين نفسك معاقبة المجرمين!!!
أمامك حلان لمعالجة الأمر: إما أن تطلبي من طبيبة (واثنتين أفضل) أن تكتب لك تقريرًا بما جرى معك، وتشهد فيه أن الإصابة كانت بسبب حادثة وليس لسبب آخر...، وأنت لم تذكري ما الذي جعل شطاف الماء يؤذيك، فإن كنت تمارسين العادة السرية، وتخجلين من ذكر السبب الحقيقي، فيمكنك ذكر سبب آخر مقنع وغير مخجل في التقرير....، ولا تبرزي هذا التقرير إلا للخاطب الذي سيأتي إليك بعد أن تتم الموافقة المبدئية. ولا تقولي: إذا غيرت السبب فأنا أكذب، لأن مثل هذا الكذب جائز لستر النفس والمعصية.
فإن كان مجتمعك لا يقتنع بمثل هذا ويصر على الاتهام رغم ذكر الأعذار، فالحل الوحيد أن تجري عملية...، لا أدري -ومشكلتك هي ما ذكرت- أين وجه الحرمة في إجراء العملية؟؟ أنت مضطرة –لا أقول لترقيع الغشاء- بل لترقيع عقول الناس في مجتمعك!! إذا كانت أذيتهم لا تزول إلا بهذا فلست مضطرة لأن تعيشي هذا الألم النفسي، ولأن يصل بك الأمر إلى الانتحار والانسحاب من المجتمع بالكلية، ولست مضطرة لجلد الذات إلى هذه الدرجة...، أصلحي ما تضرر منك بالعمل الجراحي، وأنهي معاناتك المتضخمة هذه...
ضعي الأمور في مواضعها، ففقد الغشاء لا يحطم الفتاة، ولكن يحطمها كلام المجتمع، فتخلصي من كلامهم بالطريقة المناسبة، وعيشي حياتك الطبيعية، فشخصيتك ليست منحصرة في هذه القطعة!!!
واقرئي على مجانين:
الترقيع: غياب العقل، والتفتيش في السرائر: مشاركات
فض الغشاء بالإكرنبج: ثم الترقيع! مشاركة
الضائعة: ترقيعٌ أمِ صراحة؟؟
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>> ثناقطبي ووسواس قهري وغشاء م