من أنا؟ لا أعرف ذاتي؟!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا فتاة جامعية أبلغ من العمر عشرين سنة بدأت هذه الحالة معي من خمسة سنوات تقريبا بوساوس غريبة، من أنا؟ سؤال يتكرر معي دائما في بداية الأمر كنت أعتقد أنها مجرد وساوس، لكن الأمر تدريجيا بدأ يتطور معي، أصبحت شيئاً فشيئا أفقد ذاتي ومعرفتي بنفسي، في البداية بدأت أعطي نفسي مجالا لهذا السؤال الغريب ولا أجد له جوابا فأنا أعرف اسمي، أسماء إخوتي كل شيء حولي ولكن أعيش في حالة تناقض مع نفسي حتى وصلت الآن لدرجة أنني لا أعرف نفسي.
أحس باكتئاب فظيع ورغبة في البكاء ولا أرتاح إلا عند أداء الصلوات، ولكن ما أنتهي حتى تعود هذه الحالة، أصبت بالأرق في الفترة الحالية لا أستطيع النوم أو أستيقظ بعد ساعات قليلة أسأل نفسي ما التالي، وماذا بعد ذلك، وماذا أريد من حياتي،...
أصبحت أحس بأنه ليس هنالك من يفهمني، لا أحد من أهلي عند كلامي معهم أحس بأنهم لن يفهموا ما أحس به، فأبكي وتأتيني رغبة في البكاء بمجرد الحديث معهم تدمع عيناي وعند حديثي مع أختي أجد بأنني مهما وصفت في حالتي لن تفهم علي تعرضت في حياتي لكثير من مواقف الفراق مما أثر الشيء الكثير في شخصيتي؛
كانت شخصيتي قوية وذكية ومتفوقة ولكن هذه الوساوس الآن تؤثر على حياتي بشكل كبير أصبحت أكره قسمي، وأكره دراستي، أكره جميع من هم حولي من أصدقائي من خمسة سنوات، ومع بداية المرض كنت قد تعرفت على شاب من النت وتطور الأمر بيننا إلى أحاديث يومية إلى أن أصبح هو روتين يومي بحياتي، كان بمثابة العلاج لي، ولكن كل فترة وفترة كانت تحدث بيننا مشاكل تجعلني أبتعد عنه فقد خانني أكثر من مرة، وقد تظن دكتوري الفاضل بأنها مجرد قصة حب ولكن كانت بالنسبة لي بمثابة العلاج لي من تلك الحالة، ولكن بعد كل مشكلة أبتعد عنه أحس بأنني أفقد ذاتي أكثر وأكتئب بزيادة، قد أكون لم أحبه بل مجرد أن اعتدت عليه وبعد كل فترة تركنا بعض فيها كنت أصاب بحالة من الجنون والهذيان وأصر بأن أرجع وأعود له، وكل مرة كنا نعود فيها كان يجرحني فيها أكثر وأكثر إلى أن وصلت حالتي لهذه الحالة؛
عودني أن يكون معي دائما وأنه لن يتخلى عني، تقدم لخطبتي لكن تفاقم المشاكل أدى إلى إنهاء كل شيء بيننا، صدقني لم أعد أريده، بل أريد ذاتي، أريد أن أتخلص من هذه الوساوس وأعود من جديد تلك الفتاة المتفوقة دراسيا، أحس بأن حالتي بدأت بالتدهور تأتيني كثيرا الرغبة بالموت والخلاص من هذه الحياة مستواي الدراسي جدا متدني مما سبب قلق أهلي علي لأنهم لم يعتادوا على ذلك مني.
أرجوك أخبرني دكتوري ما الحل كيف أستعيد ذاتي ونفسي لقد أضعت ما يكفي من حياتي وأنا أتجاهل هذا الشيء ما زال يقتلني هذا السؤال من أنا؟
سؤال غريب وغبي لكن لا أدري لماذا يسيطر علي هل هو وسواس قهري أم ماذا وما الحل؟
30/06/2011
رد المستشار
الابنة الفاضلة "فتاة الكون" أهلا وسهلا بك على مجانين وعذرا لتأخري في الرد عليك، حيرتني كلماتك فعلا يا فتاة الكون ففي سطورك الأولى تتكلمين عن فقدانك معرفتك بذاتك بمعناها الوسواسي المسمى اختلال الإنية وتشيرين إلى قدرتك على تجاهله وعدم الوقوع في فخ الفحص الذاتي المتكرر لإحساسك بذاتك أو هويتك، وهذا دليل واضح على أنك صاحبة إرادة قوية وقدرة على الفهم العميق.
إذن ما الذي يحدث بعد ذلك؟ تقولين: "ومع بداية المرض كنت قد تعرفت على شاب من النت وتطور الأمر بيننا إلى أحاديث يومية إلى أن أصبح هو روتين يومي بحياتي" إذن فقد هربت من وسواس اختلال الإنية إلى وسواس العلاقات الإليكترونية ووسواس الحب وغيرها من صنوف الوساوس المستترة أو غير النموذجية..... والتي بقدر ما تلهيك وتعطيك بعضا من الراحة لنفس القدر تضعك في خطر دائم وتوتر دائم وكرب في كرب! وبهذا تصبح الوساوس متموجة مع حالتك النفسية أحيانا تجدين نفسك طائرة محلقة في الفضاء الإليكتروني وأحيانا تضيع منك نفسك فلا تعرفينها .....
الحمد لله أن الصلاة ما تزال سلاحا لم تضيعيه يا ابنتي واعلمي أن أثرها الإيجابي وإن تقطع مطلوب أن تطلبيه فإذا صحت جملة (أحس باكتئاب فظيع ورغبة في البكاء ولا أرتاح إلا عند أداء الصلوات)... فهذا يعني أنك تأخذين مضادا للاكتئاب خمس مرات يوميا فهل هو كذلك؟
أعلم أن لا ليس كذلك مثلك مثل معظم البشر.. لكن لديك سلاحا ينصح باستغلاله دائما أبدا يا فتاة الكون....، يساعدك في دحر الاكتئاب إذا أحسنت استخدامه وحبذا لو وجهته أيضًا للقلق وللتساؤلات التوجسية حول الهدف وحول المصير (ما التالي، وماذا بعد ذلك، وماذا أريد من حياتي،...) أو فاستخدمي أيا من طرق مناجزة التوجس.... والتعامل مع القلق المتعمم واقرئي في ذلك: عائد من الخليج: تمارين الاسترخاء
هل المشكلة هي إصلاح علاقتك به تلك التي تبدو غير صالحة؟ أم المطلوب هو التخلص من القلق أم الاكتئاب أم الوسوسة؟ أم أن المطلوب هو خلطة للتخلص من هذه الخلطة من القلق والاكتئاب واختلال الإنية حيث تذكرني الأعراض والعلامات في حالتك بمشكلة من أوائل استشارات مجانين هي:
اختلال الإنية وخلطة القلق والاكتئاب
لم تسهبي في وصف مواقف الفراق التي أثرت في شخصيتك، ولا أظن أن الأمر بالضرورة مؤثر يا فتاة الكون ولكن تابعي واذكري التفاصيل لعل افتراضك يكون صحيحا...
لا أستطيع الجزم بوجود اضطراب وسواس قهري كامل، ولا حتى أستطيع التأكد من سؤالك "من أنا؟" وسوسة أم مجرد سؤال وجودي عادي ربما طبيعي،..... وأنا لذلك أضعك في تصنيف خلطة القلق والاكتئاب حتى تتجمع لدي معلومات تكفي للتشخيص ثم العلاج ثم محاولة استعادة ذاتك.... فتكونين مثل زرقاء الإنترنت:
عذراء وتود الرحيل عنه وعن ذاكرته: متابعة3
أهلا بك دائما على مجانين.