أعاني من اضطرابات جنسية
أنا شاب في 28 من عمري مشكلتي هي الوسواس القهري الذي ورثته عن أمي، بدأت أعراض هذا المرض تظهر منذ أن كان عمري 18 سنة فكل مشكلة بسيطة تتفاقم معي وتتضخم وتصبح كبيرة، فأنا مصاب بوسواس غسل اليدين عدة مرات، لكن مشكلتي الكبيرة هي أنني أشك أن أكون شاذ جنسي.
كنت مدمن عادة سرية وأفلام إباحية كل يوم، في ليلة مارست العادة سرية مع إثارة مؤخرتي لتفادي الملل، بعد انتهائي شعرت بذنب كبير لأنني أتيت مؤخرتي وعزمت على أن تكون آخر مرة أمارس فيها العادة سرية، وفي اليوم الموالي دخلت للإنترنت لقراءة المواضيع التي تتحدث عن العادة سرية لأقلع عنها فأنزلت علي كالصاعق عندما اكتشفت موضوعا على أن عادة سرية تسبب شذوذ فركبني وسواس أن أكون شاذا جنسيا؛
وفورا أحسست بقشعريرة في مؤخرتي فزاد هلعي وخوفي فأصبحت القشعريرة تراودني وصور لممارسات شاذة تسيطر على أفكاري، أحاول مقاومتها وأشمئزها لكنها تعود طيلة 3 أيام بلياليها دون انقطاع لم أنم فيها سوى ساعات!!
وفي يوم رابع قررت أن أبدأ صلاتي ولجوئي إلى الله لكن ازدادت حالتي سوءًا بإحساسي برعشة في جسمي ولا أستطيع النوم من شدت خوفي وهلعي بدأ عندي إحساس مزعج في كل النصف السفلي لجسمي يشتد وأنا في اليوم الثامن وكل يوم الإحساس الغريب يشتد وأقاومه كل ثانية.
أكتب لكم هذه الرسالة، هل يعقل أن أكون قد أصبحت شاذا في هذا الوقت الوجيز؟!، بدأت فكرة الانتحار تقوى في نفسي فأنا أفضل الموت ألف مرة على أن أصبح شاذا، أرجوكم ساعدوني في ظرف أسبوع تحولت حياتي إلى مصيبة وجحيم لا يطاق, ولماذا كل هذه الآلام في النصف السفلي لجسمي؟ هل هي شهوة شاذة؟ تشتد كلما جاءتني تخيلات قهرية أنني أمارس الفاحشة؟ لقد زرت طبيبا نفسيا أمس ووصف لي ديفاريوس لمدة 6 شهور.
14/07/2011
رد المستشار
الأخ الفاضل الحبيب، أهلا ومرحبا بك على الموقع.
تعاني من البداية من الوسواس القهري الذي انحصر في أفكار وقهورات النظافة، ويبدو الأثر البيولوجي والوراثي موجودًا، لكنك لم تشر إلي هل تم علاجك نفسيا أم لا؟
ومرضى الوسواس القهري يعانون من أفكار أوتوماتيكية Automatic Thoughts كأنها معتقدات (مشكلة بسيطة تتفاقم معي وتتضخم وتصبح كبيرة، تحولت حياتي إلى مصيبة وجحيم لا يطاق) وهو ما نطلق عليه التضخيم أو التهويل Magnification & Minimization بمعنى تهويل أو تكبير تأثير السلوك السلبي.
(شعرت بذنب كبير، فأنزلت علي كالصاعق) وأنت أيضًا تفكر بطريقة كارثية Catastrophization وتقع أيضًا في فخ الاستنتاج التعسفي Arbitrary Conclusion أي الاستدلال اللامنطقي: بمعنى استنباط نتيجة من حدث ما في ظل غياب دليل على ذلك (اكتشفت موضوعا على أن عادة سرية تسبب شذوذ فركبني وسواس أن أكون شاذا جنسيا).
التمثل الشخصي (أخذ الأمور على محمل شخصي) Personalization أي تفسير الأحداث من وجهة النظر الشخصية للمريض، فما يراه هو الصواب فقط. (وكل يوم الإحساس الغريب يه كل ثانيةشتد وأقاوم)، وبالتالي فإن ما تعاني منه من أعراض حاليا هو من أعراض القلق الناتج عن الأفكار السابقة، حيث يفسر العلماء أعراضك المرضية (يرى بارلو 1988Barlow ) أن الإدراك يلعب دورا مهما في الوسواس، وبالتالي يستجيب المرضى استجابات وجدانية سالبة مبالغ فيها للتوتر، ويعتقدون أن الأشياء خارج نطاق سيطرتهم، وأن بعض الأفكار خطيرة وغير مقبولة على وجه العموم.
وبالتالي يناضل لتجنب هذه الأفكار، فيفشل مما يزيد التوتر فيزيد من مشاعر العجز وفقدان السيطرة، فيستخدم القهورات كمحاولة للسيطرة على الأفكار. وهذا يرجع غالبا لخبرات طفولية مرتبطة بطقوس دينية أو اجتماعية مرتبطة بالأمن والسلامة وهذا يشعره بالارتياح عند فعلها، لذا يتجه العلاج إلى دراسة المعتقدات الدينية والاجتماعية بصورة واعية.
وفي النهاية أنصحك أن تبدأ من فورك العلاج النفسي مع العلاج الدوائي ولا تخَف من محتوى أفكارك فهي لم تخرج عن نطاق الوسواس القهري ولكن تغير المحتوى فقط وهو ما قد تفسره جلسات العلاج النفسي... وفقك الله.
واقرأ على مجانين:
وسواس الشذوذ الجنسي OCD Homosexual Anxiety
الشذوذ الجنسي والوسواس القهري: علاج وسواس المثلية