ثناقطبي ووسواس قهري وغشاء
سيدتي أ. رفيف؛
شكرا لك على الرد، أعتقد أنني صرت أهدأ وأكثر قدرة على التفكير بعقلانية الآن، رغم أني لم أنسَ ما حدث ولا يزال الألم والأسى في داخلي، ما زلت لا أستطيع أن أهنأ بانتهاء فترة امتحاناتي بعد الكثير من العذاب، لا أستطيع أن أهنأ بأشياء أخرى كثيرة، كنت أحلم باليوم الذي ستتحقق فيه، طبعًا أحلامي كانت قبل أن يحدث الذي حدث.
في تعليقك على فكرة الانتحار أوافقك الرأي، أما بالنسبة لتعليقك على فكرة الهروب فبالعكس، أول ما سيأتي ببال أي أحد هو أنني خطفت ثم قتلت، وهذا لن يجلب العار لأي أحد، ولكن بقليل من العقلانية في التفكير اكتشفت أنني -بغض النظر عن أني لا أعرف إلى أين أذهب، وكيف سأدبر حياتي- ستواجهني مشكلة كبيرة وهي: بأي هوية سأعيش؟ لو عشت بهويتي واسمي الحقيقيان فمن السهل العثور عليّ بالتأكيد، سيبلغ أهلي عن اختفائي، لو عشت باسم مستعار كيف سيمكنني التقدم للعمل بأي وظيفة؟ هذا إن لم ينشر أهلي صوري أثناء البحث عني.
على أية حال أدركت الآن أن هذا الحل لن ينفع أيضًا، تعليقًا على قولك بأن أطلب تقريرًا طبيًا لا يمكنني ذلك، لأنه يتطلب وجود الأم أو الأب أثناء توقيع الكشف الطبي، وهما مسافران، كما أنه يطلب أن يكون التقرير بمستشفى حكومي وفور وقوع الحادثة، وأنا ذهبت لطبيبة في عيادة خاصة، وبعدها ب 3 أيام (أي لا توجد أي فرصة للحصول على تقرير طبي، والذي قد يعد دليل البراءة الوحيد).
بالنسبة للعملية سألت، وعرفت أنها ليست حرام شرعًا، ولكنها ليست شرعية قانونًا. لا أعرف أين ولا كيف أعثر على طبيب يوافق على عملها، حتى لا أعرف كيف أبحث عنهم. أخاف أن أذهب إلى طبيبة في عيادتها أكره أن أرى نظرة الاتهام في عينيها، أكره أن أراها تنظر إلي وكأني ساقطة (عذرًا على اللفظ)، فكرت في البحث عنهم عن طريق الانترنت، فوجدت طبيبين في دبي، راسلتهما للحصول على معلومات عن العملية وتكلفتها، (لا سبيل لي لعملها في دبي، ولكني أردت أن أعرف معلومات عنها وفكرة عامة عن التكلفة)، وكانت الصدمة بأنها تكلف 36 ألف درهم أى ما يعادل 54000 جنيه. وطبعًا كفتاة ما زالت تحصل على مصروفها من أبويها لا يمكنني حتى تدبير ألف جنيه من المبلغ.
أشعر أن الدنيا تغلق أبوابها في وجهي، قررت أن أتصالح مع نفسي، وأن أحاول نسيان ما حدث ولو قليلًا حتى ترتاح، ولكن ما إن قررت هذا حتى وجدت 3 من عائلتي يحدثونني عن الزواج، وعن أني يجب ألا ارفض من يتقدم لي حتى من قبل أن أراه، كانت في داخلي تصرخ وتريد أن تقول لهم: كفى لا تعرفون ما احتمل. حاولت إقناعهم أنني أريد فقط إكمال دراستي، لكنهم لم يقتنعوا، لا أعرف ماذا أفعل؟
أعرف أنني أطلت عليك، وأنني، أدخلتك في تفاصيل لا علاقة لك بها، فقط أردت أن أعرف رأيك فيما يجب علي أن أفعله.
أقدر لك مجهودك وأعتذر عن إزعاجك، وإذا أردت ألا تجيبي على استشارتي فلك الحق في ذلك، هي مشكلة اجتماعية أكثر منها نفسية، بغض النظر عن تأثيرها النفسي عليّ نهارًا وليلًا، حيث ما زالت تراودني كوابيس ليلية (أغلبها متعلق بافتضاح أمري)، وأستيقظ فزعة لاكتشف أنه كان مجرد كابوس.
شكرًا لك سيدتي، شكرًا لكم جميعًا
14/07/2011
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا lili مرة أخرى، وشكرًا على مشاعرك الطيبة...
لا تدعي الحزن يتملكك فالله تعالى سيجعل لك مخرجًا وفرجًا قريبًا...، لا تهتمي كثيرًا لكلام الناس بالنسبة لحثك على الزواج، فلا أحد يستطيع إرغامك على شيء، ثم حتى لو جاء الخطاب فليس بالضرورة أن يتم الأمر بهذه السرعة، تصرفي بشكل عادي مع الخطّاب، وعندما يوافق أحدهم فلديك ألف حلّ، قد لا يعجبك هو أصلًا فالأمر سهل، وقد يعجبك ويكون الله تعالى قد يسر لك حلًا يسترك، أو يمكنك على أقل تقدير أن تقولي: هو لم يعجبني، وليس لأحد عليك سلطان...، فلا تستعجلي الخوف والهمّ.
ثم أقول لك شيئًا: صحيح أن مجتمعنا لا يقدر مثل هذا، لكن الحكم على المجموع ليس حكمًا على الجميع، وإذا التجأت إلى الله لا بدّ أن يكرمك بمن يسترك ويقدر ظرفك، أعرف اثنتين لهما حالة مشابهة:
الأولى: خطبت وعقدت العقد غير أنها لم تثبته في المحكمة، ودخل بها الزوج قبل الزفاف، ثم أرادت الانفصال، فرفض لفظ الطلاق ولا شيء يثبت زوجيته قانونًا ولا بين الناس، وعانت كثيرًا كثيرًا ريثما أخذت حريتها منه...، وجاءها الخطاب مرة أخرى...، فكانوا يوافقون عليها وتسير الأمور على ما يرام، حتى إذا كان قبل العقد أتى والدها فأخبر الخاطب على انفراد، فيتركها من فوره!!! وهكذا إلى أن تزوجت أختها بشاب متدين، وعلم بالقصة، فأخبر صديقًا له متدينًا مثله، فتزوجها وسترها وانتهى الموضوع...
والثانية: تزوجت من رجل مجنون، ولم تعرف بداية لأن أهله دلسوا عليها...، وبعد أن تم الزواج أذاقها الأمرَّين، ففرت منه وطلّقت...، أيضًا أحضرت لها صديقتها المقربة أخَ زوجها ليخطبها (وهو من المتدينين أيضًا)، فتزوجها، ولم يخبر بأمرها أحدًا –حتى والديه وإخوته- حفاظًا على كرامتها بين أهله، وهي الآن تعيش بأهنأ بال معه...
ثقي بالله وأكثري الدعاء، ولا بدّ أن يرسل إليك من يسترك ويقدر وضعك كما أرسل إلى هاتين، فكرمه سبحانه يعمّ الجميع...
أسأل الله تعالى أن يجعل لك من عسرك يسرًا في أسرع وقت، وأتركك في رعايته وحفظه.
التعليق: أنا متفقة تماما مع كلام الدكتورة ولازم يكون إيمانك بالله قوى جدا لأن مفيش حد ممكن يكون أحن عليك أوحاسس بك أكثر منه فحاولي تتقربي منه أكثر بالصلاة والدعاء والصوم وخاصة أننا على أبواب شهر كريم
وأنا فعلا بدعيلك من كل قلبي إن ربنا يسترها معك ومعي ومع كل بنات المسلمين اللهم آمين..........
وحاولي متفكريش كتير في الحكاية دي وخلك مؤمنة بفكرة( أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )
أختك امل