السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
أنا عندي وسواس قهري، كيف أتخلص من إحساس أنني مسئولة عن كل شيء أو أنني يجب أن أحصن عائلتي بشكل مستمر طوال اليوم خوفًا عليهم من حدوث مكروه أو حسد لهم بتقصيري في تحصينهم
وكيف أحقق التوكل على الله وحده
وشكرًا.
17/6/2011
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛
جميل أن يكون لدى الإنسان حسٌ بالمسؤولية، وأن يقوم بتحصين نفسه بالأذكار، لكن المشكلة عندك تكمن في الإفراط في هذين الأمرين...
المتوكل هو الذي يقوم بالأسباب مع علمه أن الله هو الذي يخلق النتائج، وليس ما قام به من أسباب...، فأنا أحصن نفسي وأهلي إطاعة لله تعالى باتخاذ أسباب الحماية، لكن فعلي هذا ليس هو ما يحميني، وإنما الله تعالى، وذلك عند قراءتي للأذكار...
تقولين لي: أنا أعلم هذا، ولكني أبقى قلقة، وخائفة من أن يصيب أهلي مكروه إذا قصرت...، وأقول لك: إذا كنت تعلمين هذا، ومقتنعة به تمامًا، وتحاولين التطبيق، ومع هذا يسيطر عليك الخوف والقلق، فاعلمي أن هذا القلق مصدره الوسواس وليس قلة إيمانك أو توكلك، وللوسوسة علاج آخر غير معرفة حقيقة التوكل:
أولًا: إذا كنت مؤمنة بأن قراءة الأذكار سبب للتحصين، فلا فرق إذن بين أن تقرئيها أنت، أو يقرأها شخص آخر من أفراد الأسرة، لهذا إذا أردت الخلاص من الوسوسة، مع الاستمرار بالعمل بالسنة في التحصين وطلب الحماية من الله، فحصني نفسك مرة واحدة في الصباح، ومرة في المساء، وليحصن كل فرد في الأسرة نفسه بنفسه، وإن كان هناك أطفال فاجعلي شخصًا آخر يحصنهم...
فإن استمر القلق معك بعد هذا، فتجاهليه قدر الإمكان وانشغلي عنه، وذكري نفسك حينها أن الله تعالى وعدنا بالحماية إذا اتخذنا الأسباب، وقد تم اتخاذها، وليس من شرط الحماية أن تقومي أنت شخصيًا بالقراءة... أرجو أن تعملي جادة بهذه النصيحة، وستجدين نتيجتها الطيبة بإذن الله تعالى...
ثانيًا: اعلمي أنه لا أحد يخلو من البلاء في هذه الدنيا، وإصابة أحد من عائلتك بمكروه –لا قدر الله- ليس كارثة، ولا يمكن دفعه دائمًا، لأنه قانون رباني يسير على كل البشر، لكننا نأخذ بالأسباب قدر الإمكان ونترك الباقي على الله...، وقد تمضين عمرك خائفة قلقة، تكثرين التحصين والدعاء، فإذا أراد الله تعالى أن يمضي أمرًا قدّره، أنساك أو شغلك عن الأذكار فوقع القدر!! وإذا أراد الله أمرًا يسر أسبابه... فلا تكثري القلق والتفكير في: ماذا لو أصاب أسرتي مكروه؟ وهل علي مسؤولية في ذلك بتقصيري؟ هذا أمر مقدر منذ الأزل، ولا يغير قلقك منه شيئًا...
عافاك الله وشفاك، وحماك وأحبابك من كل سوء.
واقرئي على مجانين:
من سمات الموسوسين فرط الشعور بالمسؤولية والذنب
إضعاف مشاعر القلق والخوف والذنب
التعليق: السلام عليكم أستاذة رفيف أولا أسجل إعجابي الشديد بك وبما تكتبين فأنا أشعر أنني أمام عقلية نادرة، عقلية موزونة جدا..بارك الله فيك وزادك علما ورزقك الإخلاص...
قرأت الرد ولكن أشعر بحيرة ما بين أن الأذكار تحصننا وبين أن البلاء أيضا مقدر لنا، هل عندما أنسي الأذكار فيقع القدر الذي كتبه الله لي أكون وقتها مقصرة؟ وماذا إن قلتها فأصابني ضرر؟ وهل الجزاء أني نسيت مرة الأذكار أن أصاب بالبلاء؟
الله لا يظلم، الله كريم رحيم حاشاه أن يظلم أحدا فكيف إذن هذا الإشكال الذي أشعر به؟