السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا في كثير من الأحيان أخاف المواجهات المؤلمة يعني لو في زول عيان طوالي أضع في بالي إنو الزول ده حااموت لكن ما أخاف أرد على أي كلام مهما كان كلامي قاسي ولا أخاف من الظلام والأماكن الغريبة. لكن عندي خوف غير طبيعي تجاه المرض يعني مثلا عندي شقيقي في بريطانيا عيان بالفشل الكلوي أنا بقفل الموبايل عشان ما أسمع أصحابه أقول أنه متألم ولا أسمع حسه فيه نبرات ألم بعدين ممن أتخيل أنه أمي أو أبوي ماتوا وأسترسل في الخيال إلى أن أبكي بدموع حقيقية.
ولو زول تغالط معي وأنا أعرف الحقيقة أخلي وما بقدر أقول أي كلام سيء لأحد حتى لو أساء لي لدرجة ناس البيت بقولوا أنو ما أكلمه بي أي شيء عشان ما أقلبها ليهم محزنة يقال أنني حنينة مع العلم أنا ربتني جدتي لأنه أمي كانت حبلى بأختي الأصغر وأنا عمري 4 أشهر.... أرجو المساعدات رغم أني شخصية قيادية وأتولى المهام وأنجز فيها والآن أنا في نقابة العاملين بجامعة الخرطوم ويمكن أن أناقش أي موضوع وأقول رأيي بصراحة شديدة.
13/7/2011
رد المستشار
الخوف من المرض يكون لدى قلة من الناس هاجساً قوياً لدرجة تجعلهم يذهبون لمقابلة الطبيب طلباً للمشورة. عندما تصبح المخاوف من عدة أمراض جسمانية مختلفة ومن أمراض متنوعة فإن الشخص يُقال أنه مصاب بوسواس المرض (التجسد)، أما عندما يتركز الخوف حول عرض بعينه أو مرض واحد ولا توجد أي مشاكل نفسية أخرى فنحن نتحدث عن حالة رُهاب المرض (أو وسواس المرضHypochondriacal Disorder )
إن رُهاب المرض يختلف عن كل أنواع الرُّهاب الأخرى لأنها مخاوف لموقف يصعب على المريض الهرب منه. إن المشكلة التي يخاف منها موجودة داخل جسده. لذا لا يستطيع تجنب أو وقف الرهاب أو الهرب منه، عكس الأشخاص الذين يخافون الكلاب، أو من السفر بالطائرات.
إن السعي اللانهائي في طلب الطمأنة Reassurance Seeking لدى أناس ذوي مخاوف من وسواس المرض أو لديهم هواجس قهرية يشبه إلى حد بعيد الإدمان، فهذا الشخص الذي يطلب الطمأنة يقل عنده القلق بصورة مؤقتة ولكن التوتر سرعان ما يتراكم ثانية مما يحتاج معه إلى إعادة طمأنة مرة أخرى خلال عدة أسابيع، أيام، أو دقائق، أي تصبح الفترات ما بين طلب الطمأنة قصيرة. هذا يذكرنا بأولئك المدمنين على المخدرات والذين تظهر عليهم أعراض انسحابية حين يتوقفون عن تلك المخدرات ولكنهم يشعرون بتحسن لمدة من الزمن بعد تعاطيهم "المعلوم". كلما أصبح الإدمان قوياً كلما تزداد الحاجة إلى المخدر من ناحية الكمية وفترات التعاطي.
قد يؤدي الخوف إلى قلق دائم وبحث مستمر في طلب الطمأنة إن الأشخاص الذين لديهم مخاوف من المرض قد يكونون في حقيقة الأمر في حالة صحية ممتازة. هذا الخوف، رغم ذلك، يكون مستمراً ويشغلهم عن أداء نشاطهم اليومي، أكثر من كونهم قد أصيبوا بهذا المرض الذي يخشونه. وكما قال أحد الأشخاص مرة: "إن الخوف أكثر ألماً من الألم الذي نخشاه". يفحص المريض دوماً كل أجزاء جسده أملاً في وجود أي دلائل على المرض. لا آفة جلدية أو تحسس عضوي يكون أمراً تافهاً وغير جدير بالاهتمام عند تلك الحواس القوية لدى المريض بالرهاب. فهو يسيء فهم تلك الأحاسيس النفسية. قلق المريض نفسه قد يولد أعراضاً مرضية جديدة مثل آلام البطن وتقلصاتها، والناتجة عن انقباضات المعدة، وهكذا يعزز تكهناته المتشائمة.
إن علاج رُهاب المرض يتبع نفس الأسس التي يقوم عليها علاج بقية أنواع الرهاب ما عدا أن المثير الذي يحتاج المريض أن يعرّض نفسه له موجود داخل عقله أكثر من وجوده في العالم المحيط به. إن الشخص الذي يخاف المرض يجب تعريضه بصورة منتظمة عن طريق فكرة أنه قد يكون مصاباً بالسرطان، أمراض القلب، الإيدز أو أي مرض آخر.
يمكن سؤال المصاب أن يتخيل مثل هذه المشاهد لمدة ساعة كل مرة حتى تصبح هذه المشاهد لا تثير قلقه ولكنها تضجره فقط. فالمرأة التي تخشى السرطان قد تعطى عينة من ورم سرطاني في زجاجة مقفلة تحتفظ بها في منزلها كي تراها كل يوم حتى يذهب عنها روعها. يُطلب من نفس المرأة أن تعلق في جدران حجرة نومها ومطبخها صوراً ومواضيع (مقالات) عن مرض السرطان كي تتعود عليها وتتوقف عن الهروب من مجرد التفكير في السرطان.
أساس العلاج: الامتناع عن إعادة الطمأنة حتى تطرد الفكرة التي يخاف منها المريض، عندها يتوجب عليه أن يتعلم تحملها كما يفعل سائر الأفراد الآخرين. إن الطلب المتكرر لإعادة الطمأنة بصورة أو أخرى، يذكرنا بمدمن الكحول الذي يصحو من النوم وهو يرتجف. إنه يجد أن رشفة واحدة من الكحول سوف تعيد له هدوءه ولكن الرجفة سرعان ما تعود ويزداد الاقبال على الكحول وتستمر هذه الدوامة -الحلقة المفرغة- إن التوقف التام عن تناول أي نوع من أنواع الكحول هو الطريقة الوحيدة للاقلاع عن إدمان الكحول على المدى الطويل. نجد بالمقابل أن إدمان طلب إعادة الطمأنة يمكن كسره بالامتناع كلياً عن هذا الطلب.
إن مبدأ الامتناع عن إعادة الطمأنة هو أمر سهل الاتفاق عليه ولكنه صعب عند التطبيق. نجد أولئك الأقارب والذين تم تدريبهم لمدة سنوات، إلا انهم يجيبون المريض: "أنت بخير يا عزيزي" ومع ذلك فإن التدريب المتكرر عادة ما يساعدهم على تغيير هذا السلوك. إن الطبيب المعالج كذلك، هو أيضاً، قد يحتاج أن نعلمه كيف يمتنع عن القيام بالمزيد من الفحوصات والكشف إذا اقتنع إلى أنها غير ضرورية. تصبح الحاجة إلى الامتناع عن إعادة الطمأنة ضرورة لأن المصاب برُهاب المرض يتوجب عليه أن يتحمل ذلك الشعور بعدم الراحة من كونه غير متأكد بأنه مريض أم لا.
كل فرد منا في لحظة من اللحظات قد يتساءل عما إذا كانت تلك البقعة التي ظهرت على يده قد تتحول إلى ورم سرطاني أم لا، ولكننا قادرون على محو هذه الفكرة من أذهاننا. كذلك يحتاج المصاب بُرهاب المرض إلى ان يطور نفس هذه المقدرة ولكنه لا يستطيع حتى يتوقف عن طلب إعادة الطمأنة. عند بدء العلاج، حين توقف إعادة الطمأنة، قد تزداد وساوس المرض لدى المصاب عدة ساعات أو أيام قليلة ولكن إذا تمكن الشريك (الشريكة) من القيام بدوره بصورة صحيحة ودائمة ولم يفقد الأمل، عندها تبدأ الوساوس في التلاشي تدريجياً. عادة ما يتطلب الأمر من الشريكين أن يكونا على اتصال دائم مع المعالج طلباً للمساعدة والمؤازرة لأنه من الطبيعي وضد غرائزنا الامتناع عن طلب الراحة والطمأنينة لأولئك الذين نحبهم حتى ولو كانت هي ما نتمناه على المدى الطويل والسلام.