قصة حياتي
أنا طالب أنهيت الدراسة الثانوية في العام الحالي تربيت في أسرة متوسطة الحال تتكون من أب ضعيف الشخصية لا يهمه سوى جمع النقود واكتنازها للمستقبل وأم تحكم المنزل وتسيطر على الأب، تربيت منذ الطفولة وأنا ملاصق لأمي لا أذهب إلى مكان إلا وهي معي تذهب بي إلى المدرسة حتى الصف السادس الابتدائي، حتى أني كنت أذهب معها إلى الكوافير، يمكن القول أني تربيت في مجتمع نسائي، ومن عادتي أني صامت أحيانا ومنعزل ومضحك وغير اجتماعي، أحس باختناق من تواجد أناس كثيرين.
بدأت أتعرف على العالم الخارجي من الصف الثالث الإعدادي، وبدأت حكايتي من الصف الرابع الابتدائي، أحسست بميول غير طبيعية إلى أقدام الرجال وأفواههم ولكن ليسوا أي رجال بل ذوي القوام القوي وذوي البطش على الآخرين، وكنت أستلقي على السرير وأغطي نفسي بالغطاء وأحك عضوي الذكري به وأنا أتخيل أني أقبل قدم أحد زملائي قليلي التربية الذين يضربون زملائهم بدون سبب، وأنا أحك عضوي الذكري ينزل سائل لا أعلم ما هذا وقتها، ولكن بعد أن ينزل أعود إنسان طبيعي لا أحس برغبة في تقبيل أي قدم رجل، واستمرت الحالة هكذا حتى أنني لم أحتمل التخيل، فكنت أتسلل ليلا إلى غرفة أبي -فهو ينام على سرير منفصل عن أمي- وأقبل قدمه وفمه وهو نائم حتى أني كنت أمص أصابع قدمه من كثرة عشقي إلى أقدام الرجال وهو يدعني أفعل هذا ولا يقول لي شيء، مع إنه كان يشعر بي، وعندي أخ أكبر مني سناً كان منعزلا مثلي ولكن مع مرور الوقت أصبح قز اللسان، حتى أنه ضرب أبي ذات مرة، فحليَ في عيني وفعلت مثلما أفعل مع والدي بالضبط، ولكنه كان لا يشعر بي لأن نومه ثقيل جدا، وكنت أحرص على ألا يشعر بي حتى لا يعايرني بذلك أو يقول لأمي فتضربني.
وكنت أيضا في المرحلة الابتدائية أقبل يد زميل لي وهو يقبل يدي، لكن لم تسمح لي الفرصة أن أقبل قدمه أو أي زميل لي آخر لا يحترم الآخرين ذو سلوك سيء، مع العلم أن أساتذتي يحترمونني لحسن خلقي وأدبي وأقضي الصلاة في وقتها وأصوم منذ الصف الثاني الابتدائي -هذا ما عودتني عليه أمي-، وبعد ذلك ارتقيت إلى المرحلة الإعدادية فسمعت مدرس الدين ذات مرة يقول أن هناك أناس ينزلون المني وأن هذا محرم فخشيت أن يكون ما أفعله هو أني أنزل المني إجبارا وهذا محرم، فحاولت منذ تلك اللحظة عدم تكرار ما أفعله، كم كان هذا صعبا علي ولكني استطعت أخيرا فعلها، ولكن استمر معي تسللي إلى غرفة والدي وأخي وتقبيل أقدامهم وأفواههم، وكما ذكرت كنت منعزل لا أخرج مع أي أحد سوى أمي فقط حتى جاءت المرحلة الإعدادية وانفصلت عن أمي.
وجاءت المرحلة الثانوية وبدأت من هنا تكوين صداقات مع الآخرين ولكن ميولي لأقدام الرجال وأفواههم ما زالت حيث في المرحلة الثانوية يريد كل طالب منهم أن يثبت رجولته على الآخر فكان ذلك يثيرني إلى أن أكون خادما تحت قدم هذا الولد أقبل قدمه طوال الليل والنهار، حتى أني لم أفهم ولم أعرف أن أصادق هذا الولد لرغبتي في مصادقته أم لإشباع رغبتي في تقبيل قدمه،
كما أني عندما أحتلم وأنا نائم ليلا أحلم بأني أقبل قدم أحد زملائي ذو سلوك الغير جيد أو قدم أخي أو أبي أو أقبلهم من أفواههم، وذات يوم قررت أن أمنع نفسي عن ذلك وبالفعل استطعت قليلا ولكن حتى حلت الأجازة الصيفية عدت كما كنت أميل إلى أقدام الرجال، مع أني في تلك الفترة التي حاولت منع نفسي فيها كانت في بعض الأحيان ميولي تغلبني، وميولي إلى النساء منعدمة منذ أن بلغت، وما زالت حتى الآن أميل إلى أقدام الرجال حتى اللحظة التي أكتب فيها إليكم.
مشكلتي أريد أن أعرف ماذا بي؟ لماذا أفعل هذا ولا أكون مثل باقي البشر أميل إلى النساء؟ وهل سيؤثر هذا علي عندما أتزوج؟ إن لم أعالج من هذا مع العلم أن هذه المشكلة لا يعرفها سوي أنا بالطبع، حتى أني ذات مرة تحدثت مع طبيب نفسي ولكنه قال لي يجب أن تأتي إلى العيادة ورفض حتى أن أكمل له باقي مشكلتي إلا بعد أن أذهب إلى العيادة، أرجو منكم الرد سريعا لأن هذا الأمر يزعجني كثيرا.
28/07/2011
رد المستشار
على الرغم من أن الشذوذ الجنسي يتجه نحو مواضيع جنسية غير مألوفة وغير مقبولة اجتماعيا خارج الإطار التقليدي للممارسة الجنسية الطبيعية, إلا أنها ليست نادرة الحدوث.
بدايةً أريد أن تعرف ثلاثة أشياء، وهي الفيتشية والمازوخية والميول الجنسية المثلية:
- الفيتشية والتي تسميها أنت بحبك أقدام الرجال (أميل إلى أقدام الرجال أو عشقي إلى أقدام الرجال) فيتشية القدم ( Foot Fetish ).
- والمازوخية ( Masochism ) كما يبدو واضحا (أكون خادما تحت قدم هذا الولد أقبل قدمه طوال الليل والنهار... أحسست بميول غير طبيعية... ولكن ليسوا أي رجال بل ذوي القوام القوي وذوي بطش على الآخرين).
- والميول الجنسية المثلية والمتمثل في القبل والأحضان واللمس بما في ذلك مداعبة الأعضاء، وحتى الممارسة الجنسية المثلية الصريحة والكاملة والتي لم تحدث منك.
الفيتشية هي نوع من أنواع الشذوذ أو الانحرافات الجنسية التي تتعلق بالتفضيل الجنسي أو الإيثار الجنسي بجزءٍ ما من جسد المرأة, وهذه الحالة تكاد أن تكون خاصة بالذكور وتعود جذورها إلى مرحلة الطفولة والبلوغ. فمصدر اللذة هنا هو الرمز الجماد أو بعض الأشياء والمتعلقات الخاصة التي يستخدمها الجنس الآخر.
فمثلا, فبدل من أن تثير الفرد امرأة، يثيره حذاؤها أو فستانها أو ملابسها الداخلية أو المنديل أو حمالة الثديين أو قطعة من الثياب كالجوارب أو القميص أو القفاز، وأحيانا الشعر أو القدم وأحيانا البلاستيك أو الجلد أو حتى العرق، أي أن المثير للرغبة والارتواء الجنسي هو شيء غير حي. فالتعلق الجنسي بالأشياء التي تخص الجنس الآخر إلى درجة بلوغ النشوة من جراء لمسها أو رؤيتها وأيضا اقتنائها, هو انحراف تعلق شَبَقي بالأشياء يعرف بالفيتشية.
ولكي نشخص فيتشية القدم أو المازوخية لابد من توفر شروط لاعتبار التفضيل الجنسي أو الإيثار الجنسي بجزءٍ ما من جسد المرأة أو المازوخية باستقبال الألم الجسدي والإذلال والإهانة. وهنا لا بد لك أن تقرأ معي عن تشخيص التفضيل الجنسي أو الإيثار الجنسي حسب الدليل التشخيصي الأمريكي الرابع المراجع (DSM-IV-TR-1994):
يتميز الأشخاص في هذه الفئة بأنهم من الذين يعانون من الاضطرابات الجنسية والمعروفة باسم Paraphilia ، (التفضيل الجنسي أو الإيثار الجنسي) أي الذين يمارسون النشاط الجنسي خارج الإطار التقليدي. والاضطراب الجنسي حسب الدليل تعرف الشذوذات الجنسية بأنها اضطرابات جنسية أولية تتميز بوجود تخيلات أو نزعات أو سلوكيات جنسية مزعجة ومتكررة وتتعلق بمثير جنسي غير مقبول اجتماعيا.
ويجب أن تكون التخيلات أو النزعات أو السلوكيات مستمرة ومتكررة لمدة طويلة لا تقل عن ستة أشهر. وأن تتسبب هذه التخيلات أو النزعات أو السلوكيات في التأثير على الأداء اليومي للشخص أسريا أو اجتماعيا أو وظيفيا أو غير ذلك. وبشرط أن لا يكون هناك نوبات اضطراب نفسي أولي مثل الهوس المصحوب بانفلات جنسي أو مع استخدام المخدرات كالكحول أو الأمفيتامين أو الكوكايين أو حالة طبية عامة مثلا ورم في المخ.
وحسب هذا الدليل التشخيصي الأمريكي الرابع المراجع (DSM-IV-TR-1994): فأنت تعاني من اضطرابات الإيثار "التفضيل الجنسي"، وهذه تتضمن على سبيل المثال لا الحصر الفيتشية, فأنت تقبل قدم والدك وتمصه (وأقبل قدمه وفمه وهو نائم حتى أني كنت أمص أصابع قدمه) وفعلت الشيء نفسه مع أخيك (وفعلت مثلما أفعل مع والدي بالضبط ولكنه كان لا يشعر بي لأن نومه ثقيل)، وتميل إلى وتعشق أقدام الرجال (من كثرة عشقي إلى أقدام الرجال... ميولي لأقدام الرجال... وما زلت حتى الآن أميل إلى أقدام الرجال حتى اللحظة التي أكتب فيها), وتخيلات جنسية مازو خية مع نزوع أو ميل إلى الضعف والذل (يثيرني أن أكون خادما تحت قدم هذا الولد أقبل قدمه طوال الليل والنهار... أحسست بميول غير طبيعية إلى أقدام الرجال... ذوي القوام القوي وذوي البطش على الآخرين).
وحسب هذه الدليل التشخيصي المذكور أعلاه, فما تعانيه هو الفيتشية والمازوخية. فأنت تعاني من كل هذه السلوكيات أو التخيلات المستمرة والمتكررة منذ طفولتك, للحصول على اللذة الجنسية والإشباع الجنسي.
ولكن مع الملاحظة أنه لا يمكن تشخيص الفيتشية إلا إذا كان الأداء الجنسي الكامل مع الشريكة مستحيلاً, أو الفشل في إقامة علاقات جنسية مرضية للطرفين... وهنا يجب أن تدرك بأن ما سبق من حديث هو عن الرجل الفيتشي وعلاقته بالمثير له جنسيا من متعلقات خاصة بالأنثى أو يخص جسدها كما هو مذكور أعلاه.
صحيح أنك تعاني من فيتشية القدم (هي إحدى اضطرابات الإيثار أو "التفضيل الجنسي"), مع نزعات أو سلوكيات أو تخيلات مازوخية (لا ترقى إلى الاضطراب المازوخي) تشير إلى الضعف والمهانة. وكلتاهما (فيتشية القدم والسلوكيات المازوخية) مستمرة ومتكررة منذ طفولتك وبما أنك لا تعاني من مرض نفسي أو تستخدم مواد إدمانية. فهنا يمكنني أن أعطي تشخيصا أولياَ وهو اضطراب ذي علاقة بالشذوذات الجنسية ( Paraphilia-Related Disorders ).
والحقيقة أن فيتشية القدم لها علاقةٌ بالمازوخية وتعبر عن هذا حين تقول (يثيرني إلى أن أكون خادما تحت قدم هذا الولد أقبل قدمه طوال الليل والنهار... أحسست بميول غير طبيعية إلى أقدام الرجال...). والاهتمام بالقدمين ليس إلا تعبيرًا عن الرغبة الدفينة التي تربط الإهانة والخضوع للذل.
ملاحظة: ولكي أكون دقيقا بما يخص مازوخيتك التي ترجع بدايتها إلى طفولتك ورغم تعزيزك الميول الجنسية المازوخية للتخيلات بممارسة الاستمناء, وطالما أنك لم يسبق أن مارست الجنس أو كنت عاجزا عن الممارسة الكاملة مستحيلاً مع الشريكة بدون هذه التخيلات معها, هنا أتحفظ عن القول أنه اضطراب مازوخي.
بالرغم من أنك تعاني من سلوكيات (تقبيل ومص الأقدام) وتخيلات جنسية مازو خية, إلا أن هذه الشذوذات موجهة نحو نفس الجنس أي نحو الرجل (ولكن استمر معي تسللي إلى غرفة والدي وأخي وتقبيل أقدامهم وأفواههم... ولكن ميولي لأقدام الرجال وأفواههم ما زالت (حيث في المرحلة الثانوية يريد كل طالب منهم أن يثبت رجولته). وهذا يقودنا إلى أنه لديك ميولا جنسية مثلية والمتمثلة في التقبيل والمص لنفس الجنس. (وأقبل.. وفمه) (ولكن ميولي.. الرجال وأفواههم), (وبدأت حكايتي من الصف الرابع الابتدائي أحسست بميول غير طبيعية إلى أقدام الرجال وأفواهم ولكن ليسوا أي رجال بل ذوي القوام القوي وذوي البطش على الآخرين). وكذلك الأحلام التي ذكرتها ما هي إلا تعبير واضح عن ميولك الجنسية المثلية (أحتلم بأني أقبل قدم أحد زملائي ذوي السلوك غير الجيد أو قدم أخي أو أبي أو أقبلهم من أفواههم). أي أننا أمام حالة تمثل اضطراباتٍ متعددةً في التفضيل الجنسي.
إذن ما السبب؟
بالرغم من أنك لم تذكر إلا القليل عن طفولتك (تربيت منذ الطفولة وأنا ملاصق لأمي لا أذهب إلى مكان إلا وهي معي تذهب بي إلى المدرسة حتى الصف السادس الابتدائي حتى أني كنت أذهب معها إلى الكوافير يمكن القول أني تربيت في مجتمع نسائي) وشخصية الأب الضعيف والأم المسيطرة وطريقة تربيتهما لك, وتقمصك للدور الأنثوي من خلال ارتباطك القوي بوالدتك في فترة الطفولة. يبدو أن حياة السنوات الأولى من حياتك كانت غير مستقرة, صورة الأب الضعيف وهيمنة الأم. وكنت تفتقر إلى الحبّ من ناحية الأب وعدم القدرة على التقرب من الوالد خوفا من الأمّ. وغياب القدوة المثل الجيد لمظاهر الرجولة التي كنت تأمل أن تكون في والدك, فكنت لصيقا لأمك طوال الوقت ومرافقتها إلى مجالس النساء كما ذكرت في الرسالة. ويمكن لهذه العوامل البسيطة التي قد يجهلها الآباء والأمهات أن تؤدّي لاحقا بالطفل إلى البحث عن الحبّ والقبول من طرف آخر من نفس الجنس.
وهناك من العوامل والأسباب الأخرى لوجود الميول الجنسية الشاذة, من التركيب الجيني في بعض الحالات, إلى تعرض الجنين لخلل الهرمونات أثناء فترة الحمل, وهذه قد تودي إلى الشذوذ الجنسي. ولا أريد أن أدخل في تفاصيل هذه العوامل. وأيا كان السبب فنحن الآن أمام حالة متعددة (الفيتشية والأفكار المازوخية وميول جنسي لنفس الجنس). ومن حسن الحظ أن الأمر لم يتعد لديك مرحلة الميول فلم تحدث ممارسات جنسية شاذة مع نفس الجنس, ولو كان هذا قد حدث لتعقدت الأمور أكثر وأكثر, والمشكلة الآن أنك تعاني من ضغط الرغبات الجنسية الشاذة وتصرف طاقتك الجنسية عن طريق العادة السرية والتخيلات الجنسية.
ذكرت بأنك ملتزم دينيا (مع العلم أن أساتذتي يحترمونني لحسن خلقي وأدبي وأقضي الصلاة في وقتها وأصوم منذ الصف الثاني الابتدائي), فأنت تريد أن تقول أن ما يمنعك من ممارسة الشذوذ هو دينك, ولكنك في نفس الوقت تصرف طاقتك في العادة السرية وحتى في الاحلام, وإن تسنى لك الأمر يكون الشذوذ مع ذوي القربى.
إذن لا يكفي أن تكون ملتزما دينيا, لا بد أن تستشعر من خلال دينك قبح ودناءة بل فظاعة الشذوذ الجنسي، والصلاة والتوجه إلى الله لا يكفيان, ما لم يكن قرارك بالتغيير هو من أجل تكوين ذات جديدة.
إن أردت العلاج فعلا, اذهب إلى الطبيب.
ويتبع >>>>>>>>>> : شذوذ × الوهم مازوخية واختزالية ومثلية! م