رسالة طويلة ومتشابكة التفاصيل..!
السلام عليكم ورحمة الله؛ مبدئياً فأنا أنظر إلى نفسي وينظر إليَّ الآخرون، باعتباري إنساناً عظيماً من الناحية العقائدية والفكرية والأخلاقية، وهذه ليستْ نرجسية، وإنما هو تقرير لحقيقة وتقدير إيجابي للذات يفيدني بصورة كبيرة، ولكني أعتبِر نفسي مختلاً من الناحية النفسية والجسدية، وهذه هي المشكلة التي أريد التحدث عنها، وسوف أهتم بإيراد معظم التفاصيل وبالترتيب، بناءً على طلبكم، وأشكر لكم مقدّماً سعة صدركم.
حتى وقتٍ قريب، كنتُ أظنّ أنني مُصَاب بمعظم الأمراض النفسية التي في الدنيا! ومعاناتي بالفعل كانتْ متنوعة، إلا أنني اكتشفتُ في النهاية أنّ معظم معاناتي ترجع إلى إصابة قديمة بالسحر، وهذا موضوع يطول شرحه، وعلاجه له مجال آخَر غير الطب. ولا يهمني الآن سوى الإقرار بالمشكلتيْن الرئيسيتيْن وهما:
- إصابتي بالرهاب الاجتماعي
- وإصابتي باضطرابات التفضيل الجنسي.
وأنا أعتقد أنّ لهما أسباباً حقيقية واقعية ولا علاقة لهما بالسحر، لذا سأركّز حديثي عليهما فقط إن شاء الله أنا الابن الأكبر، ولي أختان وليس لي إخوة ذكور، ظهرتْ عليّ بوادر النبوغ والتديّن منذ نعومة أظفاري، وهذا هو السبب الذي جعل والديّ يعلّقان عليّ آمالاً كبيرة، وجعل غلطتي وخطئي لا يُغتفَر، فأنا لستُ طفلاً عادياً، وإنما كنتُ مشروع ملاك لا يخطئ! وهذا هو السبب الذي جعلني أشعر بضغوط وأعباء كبيرة منذ الصغر، ظلت تتفاقم حتى انفجرتْ في الكِبَر بصور رديئة.
ظهرتْ عليّ أيضاً بوادر إصابتي بالرهاب الاجتماعي في وقت مبكر جداً من حياتي، بل منذ ولادتي، وهذا بشهادة والديّ أنفسهما، ولاحظتُ ذلك على نفسي في بداية المرحلة الابتدائية، فقد كنتُ أشعر دائماً برفض للناس ولمجتمع الناس، أظن أنه كان في البداية مجرد رفض، ثم تحوّل إلى خوف مَرَضِي بالتدريج، كنتُ دائماً أشعر بأني أريد أوضاعاً مثالية، وكنت حانقاً على التخلف والتردّي الذي رأيتُ عليه مجتمعي، وهذا سرّ رفضي لهم، لهذا السبب لم أستطع الاندماج مع أقراني، وكنتُ دائماً أفضّل الانعزال وحيداً بعيداً عنهم، وهذا كان بالنسبة لي هروب من وضع غير مُرضِي، لاحظ أبي الحبيب ذلك، ولهذا أجبرني على الاختلاط مع الناس، وكنتُ أفشل في ذلك، وكان هو يزداد إصراراً على هذه المحاولات، ثم انتهى به الأمر إلى اتهامي بالانطواء، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يوبّخني فيها أحد والديّ وينتقص مني، وقد كانت هذه بداية إحساسي الحقيقي بالمشكلة.
لم أكن من النوع الذي يبوح بغضبه أو بضيقه، بل كنتُ من النوع الصامت دائماً والذي يكتم حزنه بداخله، ولا أعلم لماذا أنا هكذا، وهذا سبب رئيسي أيضاً لشعوري بالكبت فيما بعد وأنا كبير، فالمسئولية مسئوليتي أنا أيضاً، ولا أجرؤ على تحميلها كلها على والديَّ. أظن أنّ تركيبتي النفسية المختلّة ومزاجي المتعسّر، يعود في جانب وراثي كبير إلى أمي، وأنا لا أستطيع أن أصفها بـ"الحبيبة" مثلما وصفتُ أبي، وهذه مشكلة كبيرة أيضاً في حياتي، فأمي كانت أيضاً رهابية، ولو أنها تحسّنتْ فيما بعد عندما صقلتها الحياة، وكثير من المشاعر السلبية التي وجدت نفسي مصاباً بها كالحساسية الزائدة وتقلّب المزاج والكتمان والشك والارتياب والوساوس وضعف البنية النفسية عموماً، كل هذا إنما ورثتُ قدراً كبيراً منه عن طريق أمي وعائلة أمي الممتلئة بأفراد مُصابين بأمراض نفسية.
حتى نهاية المرحلة الابتدائية، لم تكن حياتي سوى تركيز في الدراسة والتفوّق والالتزام الأخلاقي فقط، ولا أذكر لي أية أنشطة لهو أو ترفيه حقيقية كباقي الأطفال، اللهم إلا في النزهات التي كان أبي يقوم بها معنا إلى الأماكن العامة. غير ذلك لم أندمج مع الأطفال إلا فيما ندر، وعن كره وليس عن حُب! يعني لم أكن أستمتع بذلك. وخلال هذه المرحلة استمرّ أبي في اتهامه لي بالانطواء، بينما كانتْ أمي عصبية دائماً (والعصبية لم أرثها عنها لحسن حظي، فأنا هادئ).. وهذه العصبية كانت تتحوّل إلى توبيخ وضرب متهوّر أحياناً، وأيضاً أبي كان يضربني أنا وأختي كثيراً، فلم يكن يحتمل الخطأ في أبنائه عموماً وفيَّ أنا خصوصاً، فكما قلتُ لك: لم تكن غلطتي أنا بالذات مغتفرة! وكل هذا التوبيخ المتكرر، أفقدني ثقتي بنفسي بالتدريج، ولا أستطيع إنكار أنّ المدح كنتُ أسمعه كثيراً أيضاً من أبي وأمي، ولكن توبيخهما جرحني جرحاً عميقاً، وكان تأثيره عليّ أكبر من المدح، ولا أعلم لماذا!
وعلى العكس، كانت أختي التي تصغرني مباشرةً ذات بنية نفسية قوية، فقد كانت تتحمّل كل هذا بحلاوة روح وخفة ظل كما يقولون، أختي هذه ولدتها أمي بعدي مباشرةً، فالفارق العمري بيننا يتجاوز السنة بقليل، وقد علمتُ فيما بعد أنّ أمي فطمتني مبكراً، ربما عند إتمامي عاماً بالضبط، فقد كانت أمي ضعيفة وعصبية في وقتٍ واحد، ولم تكن تستطيع احتضان طفليْن في وقتٍ واحد، وربما كان هذا سبباً في توتر علاقتي مع أمي فيما بعد وأنا كبير.
لديّ مشكلة كبيرة وهي عدم إحساسي بحنان الأم، أحبّ أمي حباً عقلانياً وليس عاطفياً، فهي امرأة محترمة وعاقلة ومتديّنة وبها كثير من الصفات الحسنة والجميلة، لكن كل هذا أنا لا أحتاجه، وإنما أحتاج الحنان، أحتاج للحب ولتلك العاطفة الدافئة التي يشعر بها كل شاب مع أمه، وهذا ما أفتقده.
علاقتي بأمي على المستوى الظاهري جيدة جداً، وأدعو الله لها باستمرار، وهي تحبّني بشدة، وأنا أعلم ذلك لكن حبها دائماً لا يصل إليّ، وأحياناً أشعر بالنفور منها، فأنا أيضاً لا أستطيع احتضان إنسان ذا مظهر غير جيد، وأمي منذ فترة كبيرة وهي مهملة في نفسها لدرجة أني لا أستطيع النظر إليها أحياناً! وهي أحياناً تشعر بهذا وتحزن فأضطر إلى تمثيل الحبّ أمامها مراعاةً لشعورها هي، فتسعد هي وأظلّ أنا الحزين للأسف!!
أشعر بأنّ الوضع مقلوب بين أبي وأمي، فأبي على العكس من ذلك إنسان ودود وجميل ومثالي ودافئ العاطفة إلى أقصى الحدود، وأنا أحبّه بجنون، ولا أشعر أني أحبّ أحداً في الدنيا مثلما أحبّه، يا ربّ بارك لي فيه. أعلم أنه انتقدني وأنا صغير، وقسا عليّ كثيراً لكني غفرتُ له ذلك، واعتبرته شيئاً طبيعياً بالنسبة لكونه في الماضي أباً شاباً، والفورة دائماً في دم الشباب، بالإضافة إلى أنّ عاطفته الحقيقية ظهرتْ في كبره، ولكن أمي هكذا منذ الماضي وحتى الآن، وأنا لا أستطيع تحمّل وجود أم عصبية وأحياناً تتحوّل إلى آمرة وناهية في المنزل، لا أستطيع تقبّل هذا أبداً!
عند وصولي للمرحلة الإعدادية، حدث أول نزول لي إلى الشارع لألعب الكرة مع أقراني، وقد كانت هذه المرحلة مثالية وهادئة بالنسبة لي، لأنني كنتُ محبوباً من الجميع في الشارع، وأحياناً كنتُ أتحوّل إلى قائد لزملائي، ولكن هذا لم يخلو من بعض المنغّصات، فقد شهدتْ هذه المرحلة بداية إصابتي بالسحر من شخص يكرهني ويكره تفوّقي على ابنه في الدرس الخصوصي، وهذا السحر كان سبباً في تنامي المشاعر السلبية والأفكار الغريبة داخل رأسي، بالإضافة إلى اكتشافي لضعفي الجسدي وجبني، أثناء مشاجراتي مع أقراني، ثم كانت السنة الأولى الثانوية وهذه سنة محورية في حياتي للأسباب الآتية:
- كانت بداية بلوغي وتحوّلي إلى شاب
- هي أكثر سنة انطلقتُ فيها مطلقاً لبهجتي وعفويتي العنان، لتتجه في كل مكان.
- برغم هذه البهجة، فقد شهدتْ هذه السنة حادث اعتداء جنسي غير مباشر عليَّ، وسأشرحه بعد قليل.
- للأسف لم يكن بلوغي طبيعياً، وإنما اكتشفتُه عن طريق العادة السرية، التي كنتُ أزاولها قبل بلوغي بعام كامل، ثم حدث الإنزال عند البلوغ، وحدث معه إدمان شديد لهذه العادة، ظل مستمراً حتى الآن وللأسف!
- في هذه السنة أيضاً كانت بداية مصاحبة الرهاب الاجتماعي باحمرار في الوجه، وظل هذا مستمراً حتى الآن وللأسف!
وطالما أننا وصلنا إلى هنا، فلابد من توضيح شيء هام بخصوص نظرتي للجنس، كانت أول مرة شعرتُ فيها بالإثارة الجنسية (أو الانتصاب) كانت وأنا طفل في الابتدائي، وكانت بسبب وقوع بصري عن غير قصد على (رجليْ) المدرّسة، حدث هذا عن غير قصد بسبب جلسة جلستها وهي غير مبالية، وعندئذ شعرتُ بشهوة، ثم كانت رؤيتي أيضاً بالمصادفة لعروض الأزياء على التلفاز، وبالصدفة البحتة كان الجزء المتعرّي منهنّ هو الأرجل من الأسفل، عند اكتشافي للعادة السرية (في المرات الأولى بدون إنزال) كنتُ أتخيّل مشاهد قريبة من المشهديْن السابقيْن، يعني كنتُ أركّز على تعرّي الأرجل مع مصاحبة تخيّلات أخرى عن باقي أجزاء الجسد.
وعند وصولي للبلوغ (والإنزال مع العادة السرية)، اختفتْ من رأسي تماماً تخيّلات الأرجل للنساء، وحلّت محلّها شهوة قوية جداً وطبيعية تجاه الجماع الحقيقي، وكان تفكيري طبيعياً جداً في هذه الفترة تجاه النساء والجنس، ولكن حدث اعتداء جنسي (من الوراء) وبشكل غير مباشر (بدون تعرّي)، ذات مرة من رجُل، استغلّ وسامتي وشكلي الطفولي البريء لعمل هذه الفعلة الشنيعة أثناء وقوفه خلفي في الأتوبيس! وحينئذ لم أستطع المقاومة، لأنني دائماً صامت، وخفتُ من فضح نفسي إذا تكلّمتُ، بعد هذا الحادث، حاولتُ نسيانه، لكني لم أستطع، بل أتذكّر أنني مرة مارستُ العادة السرية على تخيّله مرة أخرى للأسف!
وأعتقد أنّ هذه هي نقطة التحوّل في الانحراف الجنسي الذي أصابني فيما بعد ولا زلتُ أعانيه، ربنا ينتقم من معدومي الضمير! عند وصولي لآخر سنة في الثانوية حدثت لي عدّة فجائع، كان أساسها السحر، فقد تحوّلتُ إلى إنسان مُشوّه تماماً، وتعثرتُ دراسياً بسبب سرحاني وتعسر مزاجي وأفكاري الغريبة عن الانتحار والهروب من التعليم.... إلخ وكان ضمن المواقف السيئة، موقف لفتاة كانت تدرس معي، وأصابني الارتباك والاحمرار ذات مرة وأنا أكلمها، فسخرتْ من هذا الاحمرار، وكان هذا بداية إصابتي المزمنة به، تلك الإصابة التي أصبحتْ تعوق خط سير حياتي الطبيعي الآن.
بعد ذلك استفحلتْ أزماتي، وظللتُ حوالي 6 سنوات بدون دراسة ولا عمل ولا حتى علاقات مع الناس، وعرفتُ حينئذ التدخين والمخدرات والكحوليات، وتحوّل حب والديّ لي إلى نفور ومشاكل ومشاجرات، وفقدتُّ أيضاً علاقتي الدافئة مع الله، تلك العلاقة التي كانتْ تهوّن عليّ مصائب الدنيا بما فيها، فأصبحت بدونه كالناقة التي شردتْ هائمة بعيدة عن صاحبها، أثناء هذه الـ 6 سنوات، كنتُ أحاول الدراسة والعمل، وكنت دائماً أفشل، بالذات في العمل الذي حدثت لي فيه أسوأ المواقف في التعامل مع الناس، بالإضافة إلى فشلي أيضاً في بناء علاقة عاطفية سليمة مع أي فتاة، كانت تلك العلاقات تبدأ دائماً قوية وبطريقة سوية، ثم لا يلبث أسلوبي المتخنّث في التعامل معهنّ أن يكون سبباً في فشل العلاقات.
لهذه الأسباب كلها هممتُ بالانتحار مرتيْن ولم تنجح المحاولتان، وفي خلال هذه الفترة، كنتُ كلما فشلتُ في علاقة عاطفية مع فتاة، ألجأ إلى الإفراط في العادة السرية والهواجس الجنسية كنوع من التعويض، ثم حدث أن وقع بصري على أول مشهد للفيتشية والمازوخية في حياتي، وكان ذلك على الإنترنت، وقد شعرتُ للأسف بالاستمتاع به وأصبحتُ أزاول العادة السرية عليه بإفراط، كان ذلك عندما بلغتُ 24 عام! وقبل هذا كانت تصوراتي الجنسية طبيعية، وخالية تماماً من تخيل التفضيل الجنسي، وكنتُ أشاهد الإباحية على فترات، ولكن كممارسات طبيعية.
مع استمرار استمتاعي بالفيتشية عند بلوغي الـ 24، حدث بعدها بشهور قليلة أنني أردتّ تجريب الجنس الطبيعي، وكانت هذه المرة الوحيدة التي مارستُ فيها الجماع الحقيقي في حياتي، طبعاً خارج الزواج وللأسف! لم أستمتع بالعلاقة، ولم يحدث لي الانتصاب إلا بصعوبة، ولم أستطع الإنزال إلا عندما قامت معي الفتاة بدور البديل عن العادة السرية، بديلاً عن الإيلاج، طبعاً كان ذلك سبباً في فقدي أكثر لثقتي في نفسي وإفراطي أكثر في استمتاعي بالفيتشية كمشاهد وتخيّلات وممارسات للعادة السرية، ولم أنفّذ هذا في الواقع الحقيقي، ولن أنفذه أبداً.
خلال العام الأخير حاولتُ إصلاح نفسي بجدية أكبر واقتربتُ مرة أخرى من الله وأقلعتُ عن التدخين وعادات التعاطي الأخرى، وبعد ذلك أنصلح حالي بصورة ملحوظة في كل المجالات، ومن ضمنها علاقاتي مع الناس، وإحساسي بالنضج الاجتماعي، وعودتي للتفوّق الدراسي ومواصلة دراستي، واستردادي لثقتي في التعامل مع نفسي ومع الناس، وحاولتُ حينئذ إصلاح الجزء الفاسد المتبقي، وهو ممارستي للعادة السرية وانحراف تخيلاتي الجنسية، وقد حاولتُ في هذا محاولات قوية وشديدة وجادة، كان أقصاها يصل إلى شهريْن من عدم الممارسة، ثم لا ألبث أنْ أقع في الوحل مرة أخرى، بعدها زادت علاقتي مع الله عمقاً، وهذا قوّى عزيمتي لإكمال رحلة التعافي.
والآن أتحدث بعد تجاوزي لمدة 30 يوم بدون ممارسة للعادة، وأشعر أنني سأكمل هذه المرة بإذن الله ونفسيتي قد تحسّنتْ كثيراً ونجحتُ نجاحاً ملحوظاً في حياتي ولكني لا أزال أشعر بحنين إلى تلك الهواجس السيئة ولا زال تفكيري في الجنس غير طبيعي أحياناً، وفي أحيان أخرى يكون طبيعياً جداً وموجهاً نحو الجماع، وفي هذه الأوقات الطبيعية أفكر في الزواج، لا سيما وأنني مرتبط بالفعل بفتاة في العلاقة التي تسبق الخطوبة (قراءة الفاتحة)، أسئلتي الآن كالتالي:
1- هل شخص يحمل ذكريات جنسية سيئة مثلي، يستطيع أن يتزوج أم لا؟
2- وهل تديّن الشخص الجاد ومقاومته الحقيقية والكبيرة لمرضه، هل لهذا اعتبار في العلاج والحكم على الشخص أم لا؟
3- وهل إذا شعر الشخص أنّ مقاومته واستعصامه المستمرّ بالله وأمله الذي لا ينقطع في العلاج، هل إذا شعر الشخص أنّ هذا كله يجعله يكاد يقترب من الإنسان الطبيعي تماماً، هل هذا يبيح له الإقدام على الزواج؟
4- وهل معاناة الشخص هذه إذا كان يستطيع السيطرة عليها بحيث لا تؤثر على الجماع بينه وبين زوجته، هل كتمانه لمعاناته داخل نفسه واحتساب هذا من باب الصبر، هل هذا يجوز له، أم أنه لابد أن يعالج نفسه تماماً قبل أن يتزوج؟
5- وهل مثل هذه الأمراض أصلاً قابلة للعلاج التام، أم أنّ علاجها الصبر والمقاومة والكتمان؟ وهل عامل الوقت الطويل في الابتعاد عن المشاهدة والممارسة كفيل وحده بالعلاج، يعني إذا قضيت سنوات متواصلة مثلاً في هجر هذه الفيديوهات وهذه العادة، هل هذا وحده كفيل بإرجاعي إلى طبيعتي؟
6- وهل هذه المجاهدة وهذا الكتمان قد يؤدي للانفجار مستقبلاً؟ بصراحة أصبحتُ أخشى الجنون بسبب هذه المقاومة العنيفة، فهل خوفي الدائم والكبير من الجنون عند بذل أي مقاومة عقلية أو نفسية، هل له مبرر؟ فوبيا الجنون هذه أصبحت تعوقني كثيراً عن بذل أي مجهود مفيد في الحياة!!!
7- أيضاً أتمنى أن أعرف لماذا هناك نساء يقمن بالممارسة السادية في هذه الفيديوهات، فأحياناً أشعر أنّ هذا ليس تمثيلاً أمام الكاميرا، وإنما ينبع من اندماج حقيقي، وهذا له دور في تفاقم الإثارة عندي، فلماذا هناك نساء هكذا أو ما الذي يجعلهن يقتنعن بأن سصبحن هكذا؟! هذا سؤال يهمني.
8 - وعن مشكلة الرهاب، كيف أستطيع أن أتغلب عليها، لأقصى درجة ممكنة؟
9- وهل مشكلة الاحمرار مشكلة نفسية فقط، أم لها علاقة بجلد الجسم، لا سيّما إذا كانت البشرة حساسة ورقيقة، وهل لها علاج بتدبيس العصب السمبساوي كما سمعنا، أم أنّ ذلك وهم؟
أخيراً، فأنا أعتقد أنّ ضعف البنية الجسدية لديّ، لها دور كبير في الخلل النفسي الذي أشعر به، فجسد الإنسان هو قاعدته الحيوية التي يبني عليها نفسه وعقله، وإذا كانت القاعدة هزيلة، فلابد أن تكون القمة أكثر هزالة! أشعر بهذا عند وقوع ردود الفعل المليئة بالتوتر والارتعاش والعرق والاحمرار والارتباك، أثناء تعاملي مع الناس، بل وحتى في ضعف وصول الدم للمخ، وإحساسي بعدم السيطرة على نفسي وأفكاري نتيجةً لذلك! فكيف أستطيع بناء جسد سليم وخالي من الأمراض، وبماذا أبدأ وعند مَنْ؟
في النهاية أعتذر بشدة للإطالة المفرطة فقد حاولتُ التلخيص، لكني لم أستطع -سامحوني- فقد تذكرتُ أنّ التفاصيل مهمة في الحكم على الشخص، فتعمّدتُ عدم إغفال شيء.
أعتذر مرة أخرى وأنتظر ردّ سيادتكم بشغف وشكراً مسبقاً لحسن اهتمامكم ورحابة صدركم.
28/07/2011
رد المستشار
أخي العزيز؛
أشكرك على عرض حالتك بهذا العمق والتفصيل، وفي هذا دلالتان أحداهما إيجابية والأخرى سلبية، أما الإيجابية فهي قدرتك على قراءة الواقع النفسي والأسري والاجتماعي بدقة شديدة والتعبير عنه ولديك استبصار قوي بمشاكلك، وأما الجانب السلبي في ذلك فهو تفرغك الكامل لتأمل ذاتك وما يتصل بها، ذلك التأمل الذي يجعلك تدور داخل حدود هذه الذات لشكل أقرب إلى النرجسية، وهذ هو أحد أسباب إعاقة تواصلك الاجتماعي، فأنت منكفئ على هذه الذات وخائف جدا عليها من أي موقف تنجرح فيه.
وعلى الرغم من أنك الولد الأكبر وبعد أختين مما يعطيك تميزا في الأسرة يعضده ذكاؤك وتفوقك ونبوغك المبكر ويجعلك في موضع صفاوة من الوالدين، إلا أنك تعرضت للكثير من الإيذاء المعنوي (انتقادات الأب وتوجيهاته) والجسدي (الضرب من الأب والأم) والإيذاء الجنسي (من الرجل الذي انتهك حرمتك في الأتوبيس)، وهذا قد سبب لك ما يسمى بالجرح النرجسي، فأنت في تقديرك لنفسك تشعر أنك شيء عظيم ومهم ولكن أحداثا أخرى تقول لك بأنك سيء، ومن هنا نفهم سر هذا الاضطراب الانفعالي المزمن، وهذه التقلبات العميقة في أحوالك وحالاتك المزاجية وتفضيلاتك الجنسية.
وهنا عنصر إضافي هام وهو علاقتك المضطربة بوالدتك والتي تحمل الكثير من التناقضات، فأنت تحبها حبا عميقا، وربما تشفق عليها، ولكنك ترفض مظهرها وعصبيتها وشخصيتها، وربما تكمن هذه التناقضات في المشاعر والفشل في العلاقة بالأم وراء فشلك المتكرر في العلاقة بالفتيات، فالأم هي الحب الأول، وهي التجربة الأولى في المشاعر فإذا فشلت العلاقة بها، قد تتأثر بعمق العلاقات التالية بالجنس الآخر.
وأنت قد قضيت أغلب طفولتك ومراهقتك وشبابك في حالة من السواء بالنسبة للتفضيلات الجنسية، وإنما استجدت عليك التفضيلات الجانبية (كالفيتيشية والمازوخية والتخيلات المثلية) فيما بعد سن الرابعة والعشرين وهذا يعطي انطباعا بأن قاعدة التفضيلات الجنسية لا بأس بها، ومع هذا فأنت تقف على الحافة، وتتورط أحيانا في تخيلات أو ممارسات غير سوية حين تعرض لك هذه الأشياء، وللأسف حين تتورط يزداد شعورك بالذنب ولوم الذات وفقدان الثقة بالنفس وتتدهور حالتك، وعلى العكس حين توقفت عن التورط في الانحرافات الجنسية واستطعت التقرب من الله تعافيت من الكثير من اضطراباتك الانفعالية وأصبحت أكثر تكيفا مع نفسك ومع الحياة.
ويبدو أنك قد مررت بحالة من الاكتئاب في الفترة التي انقطعت فيها عن الدراسة، وهي ممزوجة لأعراض القلق العام والرهاب الاجتماعي. ويغذي كل هذا إحساسك بهشاشتك الاجتماعية وضعف بنيتك النفسية على الرغم من ارتفاع تقديرك لذاتك في مناطق أخرى.
إذن فأنت دائما على الحافة بين السواء والمرض، وحين يضطرب أسلوب حياتك تتوغل في الساحة المرضية، وعلى العكس حين تصحح علاقاتك بالله وبنفسك وبمن حولك تعود مرة أخرى إلى ساحة السواء والصحة النفسية النسبية، وهذا ما يجعلك أقرب إلى ما يسمى في الطب النفسي بالشخصية الحدية Borderline Personality وفي النهاية نجيب على تساؤلاتك:
1- هل شخص يحمل ذكريات جنسية سيئة مثلي، يستطيع أن يتزوج أم لا؟
- نعم تستطيع الزواج، ولكن بعد مرحلة علاج تتجاوز من خلالها مشاكلك النفسية مع الجنس الآخر.
2- وهل تديّن الشخص الجاد ومقاومته الحقيقية والكبيرة لمرضه، هل لهذا اعتبار في العلاج والحكم على الشخص أم لا؟ وهل إذا شعر الشخص أنّ مقاومته واستعصامه المستمرّ بالله وأمله الذي لا ينقطع في العلاج، هل إذا شعر الشخص أنّ هذا كله يجعله يكاد يقترب من الإنسان الطبيعي تماماً، هل هذا يبيح له الإقدام على الزواج؟
- نعم تدينك يعيدك إلى حالة من الاستقرار والثبات الانفعالي ويجعلك قارا على التغلب على كثير من مشاكلك النفسية.
3- وهل معاناة الشخص هذه إذا كان يستطيع السيطرة عليها بحيث لا تؤثر على الجماع بينه وبين زوجته، هل كتمانه لمعاناته داخل نفسه واحتساب هذا من باب الصبر، هل هذا يجوز له، أم أنه لابد أن يعالج نفسه تماماً قبل أن يتزوج؟
- نعم فتدينك يساعدك على الابتعاد عن حافة الانحرافات الجنسية التي تراودك من وقت لآخر، والحمد لله أن هذه الانحرافات ليس أصيلة أو عميقة لديك، ولكنها في الأغلب تطهر حين تفشل علاقتك بالجنس الآخر.
4- وهل مثل هذه الأمراض أصلاً قابلة للعلاج التام، أم أنّ علاجها الصبر والمقاومة والكتمان؟ وهل عامل الوقت الطويل في الابتعاد عن المشاهدة والممارسة كفيل وحده بالعلاج، يعني إذا قضيت سنوات متواصلة مثلاً في هجر هذه الفيديوهات وهذه العادة، هل هذا وحده كفيل بإرجاعي إلى طبيعتي؟
- تحتاج بالتأكيد لفترة علاج قبل الزواج لنتخلص من الرهاب الاجتماعي والقلق العام وآثار الإيذاء النفسي والجسدي والجنسي واضطراب العلاقة بالوالدين، ويتم هذا من خلال برنامج علاج دوائي يعيد التوازن الكيميائي للمخ، إضافة إلى برنامج علاجي نفسي يعيد ترتيب مكونات النفس ويصحح الأفكار والتصورات التي ترسخت عبر سنوات طويلة من خلال علاقات مضطربة ومتناقضة داخل الأسرة.
5- وهل هذه المجاهدة وهذا الكتمان قد يؤدي للانفجار مستقبلاً؟ بصراحة أصبحتُ أخشى الجنون بسبب هذه المقاومة العنيفة، فهل خوفي الدائم والكبير من الجنون عند بذل أي مقاومة عقلية أو نفسية، هل له مبرر؟ فوبيا الجنون هذه أصبحت تعوقني كثيراً عن بذل أي مجهود مفيد في الحياة!!!
- نعم قابلة للعلاج بشرط أن تبتعد تماما عن مشاهدة الممارسات الجنسية غير السوية وأن تتوجه بأفكارك ومشاعرك وتخيلاتك في الاتجاه الصحيح للعلاقة وتبدأ في تجهيز نفسك للخطبة والزواج بمجرد التعافي في البرنامج العلاجي.
6- أيضاً أتمنى أن أعرف لماذا هناك نساء يقمن بالممارسة السادية في هذه الفيديوهات، فأحياناً أشعر أنّ هذا ليس تمثيلاً أمام الكاميرا، وإنما ينبع من اندماج حقيقي، وهذا له دور في تفاقم الإثارة عندي، فلماذا هناك نساء هكذا أو ما الذي يجعلهن يقتنعن بأن يصبحن هكذا؟! هذا سؤال يهمني.
- هذا ضبط صحي للغرائز والشهوات، وأنت توقف فقط انطلاق الغريزة الجنسية في الاتجاهات الخاطئة، وتهيئ لها فرصة الخروج في الاتجاه الطبيعي من خلال الزواج.... والسادية الجنسية لدى بعض النساء هي اضطراب جنسي وراءه اضطرابات نفسية وعلاقات غير سوية في مراحل النمو، وأرجو أن لا تتوغل أكثر من ذلك في هذا الموضوع.
7- وعن مشكلة الرهاب، كيف أستطيع أن أتغلب عليها، لأقصى درجة ممكنة؟
- الرهاب يحتاج لعلاج دوائي وعلاج سلوكي على يد طبيب نفسي.
8- وهل مشكلة الاحمرار مشكلة نفسية فقط، أم لها علاقة بجلد الجسم، لا سيّما إذا كانت البشرة حساسة ورقيقة، وهل لها علاج بتدبيس العصب السمبساوي كما سمعنا، أم أنّ ذلك وهم؟
- مشكلة الاحمرار هي عرض من أعراض الرهاب وقد يبقى جزء بسيط منها بعد العلاج إذا كانت بشرتك بيضاء وإذا كنت شديد الحساسية في المواقف الاجتماعية، ولا تعط هذا لأمر اهتماما.
وأما شعورك بضعف بنيتك الجسدية فيمكن تعويض بذكائك الحاد وقدرتك على الرصد والتعبير.
وثقتك بنفسك ستتحسن كثيرا كلما زادت انجازاتك على المستوى الشخصي والاجتماعي والمهني والروحي، وأنت تحتاج لأن تتدرب على الثبات الانفعالي وعلى تحمل الإحباطات وعلى المثابرة في العمل، وأن تتجه بحواسك وإدراكاتك بعيدا عن حدود ذاتك أو حتى دائرتك الأسرية، وأن يتسع أفق رؤيتك للحياة، الأوسع حيث تجد فيها العديد من فرص النجاح والتعويض وتخرج من دائرة الماضي التي حصرت نفسك فيها إلى دائرة الحاضر والمستقبل، وإن كانت حدثت أخطاء تربوية في الطفولة، فما زال بإمكانك إعادة تربية ذاتك، وإذا احتجت لمساعدة متخصص ـ وأنت فعلا تحتاج ـ فعلا عيب في ذلك.
وفقك الله لما فيه الخير
واقرأ على مجانين:
العصبية القاتلة: الشخصية الحدية م1
اضطراب شخصية حدية كامل المعالم
رويدة والشخصية البينية (الحدية)
الشخصية الحدية نتيجة عادية!
حبيبي شخصية حدية
ويتبع>>>>>>: الاقتراب من حافة الاضطراب م