أين أجد القوة ..!؟
لدي طفل يحتاج للخضوع للكثير من العمليات الجراحية -الحمد لله مؤمنة بقدر الله- لكن إذا دخل غرفة العمليات وانتزعوه من بين يدي تبدأ معدتي بالتمزق من الألم أحاول الصمود لكن أظل أستفرغ ساعات وقد يستمر الأمر يوما أو يومين طبعا لا أقدر على الوقوف بجانب وحيدي بهذه الحالة -أستعين بأمي لتكون مرافقة له- أحاول التجلد لكن كل مرة يحدث بنفس الطريقة، أظل أبكي قبل بشهر وأمرض شهر -تعبت من هذا الضعف- من أين أجد القوة -
لا تقل لي أبوه سيساندك-
انفصلنا منذ زمن ولا يعرف ابنه حتى؟
28/07/2011
رد المستشار
ترتبطين بولدك ارتباطاً مرضياً أوقعك في أزمة نفسية أخذت شكلها الخارجي في صورة تقيؤ ووهن قد يصل لثلاثين يوماً، فالخوف على أبنائنا وحزننا على ما يمرون به من آلام وأوجاع أمر طبيعي ولكن حين يتضخم هذا الإحساس لدرجة أن يقعدنا عن الدور الذي يجب أن نقوم به فهو مؤشر لأن الوضع خرج عن المساحة الطبيعية فدورك تجاه ولدك حين يخضع لعملية أن ترافقيه أنت، وتقفين بجواره وتراعيه، لا أن تتركي المهمة لوالدتك فتقوم بدورك ثم ترعاك شهراً بجانب ولدك، لذا فالقصة أكبر من قصة خضوعه لعمليات خصوصاً حين تكون متكررة، ولأنك لم تتحدثي عن أي تفاصيل تخص تجربتك ولا زوجك السابق ولا أسرتك ولا المشاعر التي تعانينها فسأضطر أن أتحدث حديثاً مبتوراً فأختزله في اقتراح لكيفية التعامل مع موقف عملياته وإن كانت كما قلت حديث حول عرض المشكلة وليس حقيقتها والاقتراح سأضعه في صورة نقاط تعينها كالتالي:
* تذكري دوماً أن العمليات التي يقوم بها ولدك تجعله يتحسن ليقوى على ممارسة حياته بشكل أفضل.
* تذكري أنك إنسانة قوية وهذه حقيقة فأنت تتحملين عبء رعايته وتربيته وحدك منذ حدوث الطلاق، فالقوي لا يجوز له أن يترنح كلما خاض تجربة كتجربة عملية ولدك وهو يعلم أن دوره أن يقف معه في تلك الأوقات ليرعاه.
* استعيني بالله العلي العظيم بأن يشفي ولدك ويعينك على رعايته وحفظه من كل سوء.
* ناقشي أسباب قلقك وهلعك وقت خضوعه للعمليات ماذا تشعرين، مما تخافين، لماذا تخافين، ما الذي سيحدث، وكيف ستتعاملين إذا حدث مكروه، لتتعرفي على حقيقة مشاعرك التي تقبع في الداخل لتتمكني من الرد عليها ومواجهتها والتحاور مع الأفكار التي تتعلق بها؛ فمثلاً يكون الحديث مع نفسك قريب من هذا؛ هل أشعر بالخوف على ولدي من العملية؟، فهذه ليست المرة الأولى، ونحن نتعامل مع طبيب كفء ونتعامل مع مستشفى نطمئن لها منذ فترة، هل أخاف أن يحدث له مكروه أثناء العملية؟، لماذا تلك المرة؟، ولكنني شعرت بذلك من قبل كثيراً ولكن لم يحدث شيء؟، لماذا أشعر أنهم ينتزعوه نزعاً مني؟، لماذا أتشبث به هكذا رغم أنه ذاهب لأمر سيريحه ويجعله أفضل؟، إذن أنا أخاف الوحدة، أخاف أن أكون وحيدة، أخاف من الضعف حين أكون وحيدة، إذن أنا أتعامل مع ولدي بمراهقة، فهو سيتحسن بعد العمليات ولكن المشكلة في أنا فلدي مشاعر عميقة بالخوف من الوحدة أو أي أمر يهددك لم تتحدثي عنه معنا، فهذا الحوار مهم وسيجعلك تضعين يديك على حقيقة الأمر لتبدئي في التعامل معه بشكل صحيح.
* يمكنك القيام بتمرين ذهني فيه تجلسين في مكان هادئ بعيداً عن أي تشويش، وتغمضي عينيك لتتصوري الموقف الضاغط عليك وكأنك تشاهدين نفسك فيه من بعيد، فتتخيلين أنك ذهبت إلى المستشفى وحان وقت دخول ولدك لغرفة العمليات وكلما وجدت علامات القلق والخوف والاضطراب عليك بدأت تظهر اخرجي بعيداً عن المشهد حتى تهدئي ثم عودي إليه مرة أخرى وأضيفي للمشهد مرحلة جديدة كأن الممرضة بدأت تأخذه وأنك تسلمينه لها فلو وجدت نفسك تتعرضين للضغط اخرجي من المشهد حتى تهدئين ثم عودي مرة أخرى إليه مع إضافة جديدة وهكذا حتى تتمكني من خوض الموقف تماماً وخروجه من العمليات وأنت قوية تنتظرينه لتراعيه وتقفي بجانبه، ولكن بشرط أن تعيشي الموقف بكل حواسك تماماً فتتخيلين ماذا ترتدين مثلاً وتشمين رائحة المكان، وترين ملامح ولدك جيدا وتتخيلين المكان بشكل تفصيلي قدر الإمكان، وكلما عدت للمشهد تعودي أقوى مما كنت عليه حتى تنهيه على خير تماماً.
أسأل الله أن يشفيه ويثبتك ويحفظكما من كل سوء.
ويتبع>>>>>: الخوف حتى التقيؤ م
التعليق: الأخت العزيزة هلا : هل تعلمين أنه ما استودع الله شيئآ إلا حفظه؟ فاستودعي ابنك قبل العملية أو أي شيء الله الذي لا تضيع ودائعه.
أكيد أنت تخافين عليه كثيرآ و لكن هل تخافين أكثر من أم سيدنا موسي؟ يقول الله تعالي في سورة القصص: "وأوحينا إلي أم موسي أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك و جاعلوه من المرسلين" ... هل تتصورين كم اليقين والتوكل علي الله تعالي؟ هل إذا خفت علي رضيعك تضمينه لصدرك أم تلقينه في البحر؟ ولكن اعلمي أن اختيار الله لنا دائما هو الخير فلا تخافي ولا تحزني ولا تجزعي وتوكلي عليه سبحانه وفوضي أمورك كلها إليه فهو الكافي،
يقول الله تعالي في سورة الزمر: "أليس الله بكاف عبده" .. نقطة هامة جدآ أنصحك بها: لابد أن تتذكري دائمآ: عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه، فالدنيا دار فناء كل شيء في فيها كتب عليه الفناء.
أتمني أن يديم الله عليك نعمة ولدك وأن يحفظه بحفظه ويمتعه بالصحة والعافية،
ولكن كيف سيكون حالك إذا كان كل حياتك واهتمامك وتعلقك بولدك ثم تركك وسافر مثلا بعد أن يكبر؟
حاولي ضبط مشاعر تعلقك به حتي لا تتعبي كثيرآ.