السلام عليكم،
أشكركم على موقعكم الرائع، بارك الله جهودكم. أنا مخطوبة (منذ سبعة أشهر)، خطيبي يسبب لي حيرة كبيرة فأتمنى أن أجد لديكم المشورة تمت الخطبة بعد السؤال عنه والاستشارة والاستخارة، ونحن متقاربان في العمر والمستوى الاجتماعي والتعليمي، (يحبني منذ زمن)، طموح، مؤدب وسمعته جيدة، ملتزم بالفروض الدينية الأساسية، شخص يعتمد عليه حيث أنه متحمل لمسئولية أسرته الكبيرة (بعد تخلي والده وأخيه الأكبر عن مسئولياتهما) وكما تعرفون نحن في (اليمن) بلدي مجتمع محافظ فليس بإمكانه زيارتي أو الخروج معي، ولكن يسمح له فقط بالاتصال هاتفيا، وكانت الرؤية الشرعية، ولكن المفاجأة أنه لم يتصل بعدها بل اكتفى برسالة مباركة فيها الكثير من الود والإعجاب؛
بدأت بعدها بفترة بمراسلته لأني أريد التعرف عليه أكثر، وأصبح كل تعارفنا عن طريق الشات ورسايل الموبايل، وعندما أقول له أن نتحدث في الهاتف يقول أنا رجل إلا في هذه النقطة أخجل مثل البنات وينعقد لساني وتزداد ضربات قلبي ولا أدري إلا وقد أقفلت الهاتف، ولا أعرف كيف أكلم فتاة حتى في الجامعة، وحتى عرضت عليه أن أتصل أنا فرفض، والعجيب أنه متحدث لبق وذكي جدا ويستطيع كسب قلوب الآخرين بسهولة، فقد استمعت له أكثر من مرة وهو يكلم والدتي وإخوتي، ولازلت مستغربة حتى اليوم من هذا التناقض؟
ورغم أنه يحبني ومتأكدة أنه يكن لي في قلبه أضعاف ما أحمله في قلبي تجاهه إلا أنه لا يهتم بالتواصل معي بل قد تمر فترة طويلة دون أن يحدثني عن أخباره أو يسأل عني، وأحس أني أتنازل كثيرا وأبدأ بالسؤال عنه وأحاول أن أهتم بكل تفاصيل حياته، وأشاركه فرحه وحزنه، ولكنه يتجاهل أي مشكلة أحكيها له، أعرف أن الرجال لا يهتمون بهذه التفاصيل لكن ليس إلى هذه الدرجة، وعندما أصر أن يستمع لي يحاول قليلا ويعود لتجاهلها، وقد أخبرته بهذه الملاحظة فقال أن أوضاع البلد تجعله متضايقا وأنه يكون مشغولا وليس عن تعمد، ومع أني نبهته إلا أنه مصر على تجاهل حياتي، فتوقفت عن مشاركته إياها وأكتفي بالرد عليه فقط، وأحس أنه يشعر أنها تافهة فأغلبها عن مشاكل الدراسة والامتحانات وآرائي في الثورة والحياة بشكل عام ولكنها بالنسبة لي ليست كذلك كما أنه يحب التطنيش بل أجدها صفة أساسية فيه، فحتى الآن لم تحصل بيننا مشكلة وتناقشنا فيها بجدية، وتنتهي برسائل موبايل، أقول له ألا تخاف من عدم تفاهمنا وأن يكون مؤشرا لعدم استقرار حياتنا؟
فيقول لي: أنت حبيبتي و(قريبتي) وأنا راض بك مهما كانت عيوبك، لذلك لا أجده متحمسا للتعارف العميق بيننا ويقول لي أني لست رومانسية وأغلب كلامنا تحقيق، مع أني أحاول أن أكون ودودة ولا أوجه أسئلة مباشرة، وأيضا لا أحب أن أتمادى لأنها فترة خطبة هو شاب وسيم وقد أخبرني كيف أن الفتيات تقوم بملاحقته، وأن قلبه اختارني من بين كل البنات، (فعلا حصلت مواقف أمام أخي من فتيات)، ويحاول أن يثير غيرتي، وأنا أتجاهله لأني لا أريد أن يأخذها نقطة ضعف لي، فقال لي: أن المرأة إذا لم تغر على الرجل سيفعل ما يحلو له، فأخبرته أن ما يضبط سلوكنا الضمير والخوف من الله وليس وجود رقيب في حياتنا، وأحس أنه يقوم بهذا لكي نسرع في تحديد موعد الزفاف، ولكن أيضا أحسه مغرورا بجماله.
أيضا مما يضايقني أنه أحيانا يشبهني بفنانات فهذه تشبهك وتلك أنت أكثر جمالا منها، وأخرى لو أن عينيك تشبهها، ولو تتعاملي مثل تلك في مسلسل كذا، الصراحة ورغم أني أعرف خطأ ما أفعل فإني أقول له وما رأيك بالفنان فلان المشارك معها في ذاك الفيلم أو المسلسل، عله يكف عن إثارة مثل هذه المواضيع ولكنه فعلا يحزن ويتضايق ففيه الكثير من الغيرة التي لا يستطيع أن يخفيها مثلي.
رغم أن خطيبي مهندس إلا أنه لا يقرأ، وقد صرح لي أنه لا يقرأ عن الزواج وبناء الأسرة وأن أدله على المواقع والكتب المهتمة، وفعلا أهديته الكتب والمواقع ولكن لا أدري هل حقا سيقرأ؟ أم فقط يثبت لي حسن النية فأعتقد من لم يتعود على القراءة تصبح أمرا ثقيلا عليه، ولا أستطيع توجيهه أكثر، فقد أخبرني أنه يتجاهل طلباتي (غير المادية طبعا) خوفا من أن أحوله إلى طفل فشخصيتي قوية، مع أنه شخصية قوية ومحبوبة من الجميع أهله وأهلي ولديه شبكة اجتماعية واسعة أيضا موقفه من الثورة فهو يخبرني أنه مع الثورة ولكنه لا يستطيع المشاركة فيها فأخوه أحد عناصر الحزب الحاكم النشيطة، وسيتسبب في مشكلة عائلية كبيرة لو ذهب للمشاركة في الساحات، فأخوه متعصب جدا وقد ثار عندما علم أني أشارك فما كان من خطيبي إلا أن أجابه إجابة لم تعجبني فقد أخبره أني رقيقة وأخاف ولابد أن من أوصل الخبر كاذب، وعندما ثرت لماذا لم يدافع عن حريتي، قال أنه لا داعي للمشاكل وأنه يفخر بي، هل أكتفي بكونه محايدا مع أنه من بيئة أغلبها معادي للثورة، مع أني وأنا فتاة أخرج دون علم أهلي الخائفين علي وأشارك بما استطعت، هل أعذره لاختلاف البيئة والتربية؟، مع أني لم أستطع تقبل الأمر حتى الآن.
وكان آخر المشاكل أنه وجد وظيفة جديدة، لم يستشرني، لم يشاركني فرحته، واكتفى برسالة يخبرني أن أدعو له، حتى لم يخبرني أي تفاصيل عنها، باركت له ثم انتظرت أن يخبرني اليوم التالي أي تفاصيل ولكن لم يفعل، فأرسلت له رسائل حادة من استهتاره بي وأني لا أمثل شيئا في حياته، وللأمانة أنا عصبية ومشاكسة أحيانا كثيرة، وتقريبا مر شهر ونحن على هذا الحال لا يرد علي أبدا وأنا مستمرة في مسلسل مناشدته للخروج عن صمته طبعا بأساليب مختلفة لم يكن من بينها الود، هل يصمت الرجال كل هذه المدة دون أن يكون قد قرر فسخ الخطبة؟؟
حقا أنا في حيرة أحس أن بداخلي شيئا تجاهه يمنعني أن أتركه مهما كان خوفي من اختلافنا، أتذكر مميزاته وأتذكر عيوبي الكثيرة أيضا، لا أدري هل هو الحب فقلبي ينقبض عندما أفكر بأن مكروها قد يحدث له، أم هو حبي لحبه لي وكلماته الصادقة التي أحسها عبر الشاشات وحبي لغيرته ورجولته وتحمله مسئولية أهله بالكامل مع أنها قد تضايقني في المستقبل لأنها ستأخذ من وقته لحياتنا فبما أن تعارفنا أغلبه برسائل الموبايل فأغلب الوقت عندما أراسله هو مشغول بمستقبله أو حاجات أهله أو هواياته حتى أني أتسأل لماذا يتزوجني إذا كان لا يجد لي في حياته وقتا من الآن، أم لأن التعارف الكتابي هذا هو ما يمنعه من الاهتمام بي حيث أنه قد صرح لي بضيقه من هذا التعارف بدون صوت أو صورة ومع هذا لا يستطيع الاتصال وحتى رفض المجيء إلى جامعتي، هل هو انجذاب طبيعي بين رجل وامرأة، فهو الرجل الأول في حياتي؟!!؛
هل هو الواقع الذي يفرض علي أن أتنازل عن ذلك الفارس الذي في مخيلتي، هل هي شفقتي عليه فقد عاش ظروفا صعبة في طفولته وتحمل المسؤولية مبكرا إلا أنه استطاع أن يكون مختلفا وناجحا وأن يحترم المرأة ويكون منفتحا في بيئة صعبة ومغلقة، أم هو القدر وكفى، حقا لا أدري مشتتة جدا لأستطيع الذهاب إليه ولا الرجوع إلى نفسي، سبعة أشهر من الحيرة بين يديكم أتمنى أن أجد كلمة تخرجني من الدائرة وتكشف لي ما خفي عن بصيرتي،
أتمنى حذف البلد وأن تجيبني الأستاذة أميرة بدران فأنا معجبة بها كثيرا،
وأعتذر على الإطالة.
28/07/2011
رد المستشار
نحن لا نتزوج شفقة أو مجاملة، ولا يجوز أن نتزوج ونحن على غير اقتناع كامل بشريك الحياة، فخطيبك يا ابنتي يختلف عنك تقريباً في كل المساحات يختلف عنك في طريقة التفكير في اهتماماتك، في همومك، في رؤيتك للقضايا،..الخ، ولن يشفع له أنه وسيم أو أنه يتحمل المسؤولية منذ صغره، فهو للأسف "عاجز" عن أن يقوم بعلاقة جادة أو عميقة في حياته، بل يتحلى بالكثير من سمات الشخصية الهستيرية، فأتمنى بما أنك قارئة جيدة أن تقرئي في سماتها لتتعرفي أكثر عليها، ولعل ظروفه التي لم تحدثينا عنها أثرت عليه في علاقته بالأنثى من الأساس فهو لا يقوى على أن يدخل معها في علاقة عميقة حتى وإن أعطاه الله الوجه الحسن والذكاء في التعامل والقدرة على جذب الأنظار والذي يجعل الفتيات يحمن حوله؛
ولن أطيل في حديثي حول هستيريته وإن كانت واضحة لي، ولكنني سأحدثك حديث العقل الذي يجب أن يعلو على صوت القلب الآن، فهو يتحدث عن الرومانسية ولا يمارسها على المستوى العملي، يزعم أنه يحترم المرأة وهو لا يقوى حتى على سماعك أو احترام همومك ولا أقول مشاركتك، يختلف معك في القضايا العامة ووجهة النظر فيها بل ويطلب منك تزييف موقفك الحقيقي كما حدث في موقف الثورة ومشاركتك فيها، فلماذا ترتبطين به؟؛
هل لأنه وسيم وتمنته فتيات كثيرات ولكنه جاءك أنت؟، أم لأنه ذا مروءة مع أهله رغم شعورك بأن هذا سيكون سبباً في ضيقك؟، أم لأنه يقول دون أن يترجم عملياً أنه يحبك ومنذ زمن؟، فهو شخص غارق في حياته الخارجية بجدارة تعود على أن يكون كالفراشة ينتقل هنا وهناك ويحبب فيه الجميع دون أن يتورط في علاقات جادة أو حقيقية تحتاج لجهد وعطاء على المستوى النفسي أو الوجداني، فأين تذهبين بعد الزواج منه؟؛
من سيعطيك الاهتمام بتفاصيل شخصيتك واهتماماتك وهمومك ومشاعرك غيره؟، فهو كما ترينه الآن ولا يدخر لك مفاجأة اسمها "التغيير" بسبب مروره بتجربة الزواج، فهو لن يتغير إلا إذا رأى هو ذلك وأراده، فلتكوني صادقة مع نفسك أكثر لتأخذي القرار الأنسب، فهو ذلك الشخص السطحي الصامت الغارق في التواصل الخارجي أكثر من تواصله مع نفسه أو مع شخص قريب كمن ستصبح زوجة له، فلا تجعلي الضغوط الوهمية تغلب حقيقة الأمر بينكما؛ كارتباطك بحالة الحب أكثر من ارتباطك بشخصه، أو كونه رجل مسئول أو غيره، فالاختيار المناسب يحتاج لثلاثة أمور معاً ليكون صحيحاً، القبول، التكافؤ -النفسي، الفكري، الاجتماعي، المالي... إلخ-، والأخلاق، أراحك الله من الحيرة ووفقك يا ابنتي.