ما من قيمة للحياة
إدوارد جون سميث قبطان السفينة "تيتانيك" -إرنست همنجواي - أدولف هتلر -إسماعيل أدهم كاتب مصري شاب حصل على الدكتوراه في الرياضيات من جامعة موسكو أيام ثورة الشيوعية الماركسية، الشاعر اللبناني خليل حاوي – الدكتورة درية شفيق مؤسسة أول حزب نسائي في مصر -زنوبيا ملكة تدمر - الملكة كليوبترا - هينريك هيملر, عسكري ألماني -كريستينا أوناسيس
هؤلاء أشهر من انتحروا على الإطلاق لديهم كل شيء وانتحروا الملك، الفن، العلم، المال، الغنى، ولكن الحياة بائسة بكل المقاييس, هؤلاء أعقل العقلاء وجدوا الدنيا تافهة تافهة أعطتهم كل شيء ولكن غادروها بملء إرادتهم وبشجاعة منقطعة النظير. في الوقت الذي اعتبروا مرضى مجانين.
كيف ستأتينني تلك الشجاعة؟ متى؟ لأغادر دون رجعة؟
أسألك ما أسهل وأسرع طريقة لتلفظ أنفاسك الأخيرة؟
28/07/2011
رد المستشار
كيف أخلص من حياتي؟!
سؤال يستحق التفكير, وأعتقد أن من يسأله لا يريد فعلا الخلاص من حياته لأن طرق الخلاص كثيرة ولا تستأهل الكثير من المساعدة، إن ما يستحق السؤال فعلا هو كيف أجد شجاعة مواصلة حياتي، شجاعة المواصلة هو السؤال الصعب والطريق الأصعب وليس سؤالك يا صديقتي.
لا ريب أن الأسماء التي ذكرتها فعلا أسماء محترمة جدا في عالم الأدب وعقول قوية، كيف وصل بها التفكير في الحياة إلى الموت؟؟
الإجابة بكل بساطة يا صديقتي أن الحياة لديهم فقدت المعنى، العلاج بالمعنى Logotherapy هو أسلوب رائع تجدين به شجاعة الحياة، كيف؟؟ اسمعي لي جيدا؛
بدأ هذا العلاج طبيب نفساني يدعى فكتور فرانكل Viktor Frankl وتكلم عنه في كتابه الشهير (بحث الإنسان عن معنى)، تعرض فيكتور فرانكل للحبس لمدة 4 سنوات في المعتقلات النازية في أثناء الحرب العالمية الثانية، أثناء سنوات الاعتقال كان فرانكل يراقب الآخرين ويشاهد ردود أفعالهم تجاه الضغوط والتجويع والتخويف والتهديد بالموت الذي كان في كل لحظة في اليوم؛
تساءل فرانكل: لماذا يتحمل البعض المعاناة الفظيعة ويعبروا وهم متماسكين نفسياً وعقلياً؟
بينما البعض الآخر لم يتأقلم مع الأحداث ولم يحتمل فينتحر أو يدخل في اكتئاب وأمراض جسدية ثم يموت بعد ذلك
يرى فرانكل أن الحياة بآلامها تشبه معسكرات النازية فالحياة مليئة بالضغوط والصعوبات والمخاوف والقلق ولكن بصورة أقل من المعتقل لذلك يمكن تطبيق النظرية التي خرج بها من المعتقل على الحياة بوجه عام ..التحدي الكبير الذي وصل إليه فرانكل هو أن:
الإنسان يستطيع أن يتغلب على الظروف الصعبة التي يعاني منها ويتغلب على متاعبه النفسية ومشاعره السلبية إذا كان: عنده معنى وهدف لحياته, الفكرة الأساسية هي أن المعنى هو أقوى حافز ودافع للإنسان فوجود المعنى والهدف يخرج أفضل ما فينا.............
وكان هناك رأيان:
1- أن اللذة والمتعة هي أقوى دافع وحافز للإنسان لكن
- البحث عن اللذة والمتعة يدمر الإنسان
- كلما أخذ منها كلما احتاج لمقدار أكبر للحصول على نفس المتعة
- الإنسان يبتدع ويختلق أمور أكثر وأكثر لمزيد من المتعة واللذة
2- الدافع الأساسي ليس اللذة لكن هو البحث عن أن أكون الأول أو الأعظم والأفضل... البحث عن القوة، السلطة على الآخرين، المال، المنصب، القوة
- قال الفيلسوف برتراند راسل Bertrand Russell "عندما يحصل الإنسان على كل ما يتمناه فهذا هو أول الطريق الذي يؤدي للانتحار"، الإنسان يجد أنه وصل إلى أقصى ما يمكن أن يدركه وما زال داخله عدم شبع،. أكثر شيء يثير المشكلات عند الإنسان هو الخواء الداخلي أو عدم وجود معنى للحياة.
الشخص الذي لديه معنى وهدف أكبر منه يستطيع تحمل الحياة ويصل إلى التوازن النفسي ويصبح التحدي الحقيقي هو أن تفكر في الآخر وتخرج خارج ذاتك وتقوم بتسديد احتياجات الآخرين وسوف تشعر بتحقيق الذات بالتوازن النفسي, ولكن لن يحدث نفس التأثير لو كانت خدمة الآخرين بهدف الحصول على المقابل.
(أن تعمل شيئا في الظلام بدون مقابل هذا هو الإشباع الحقيقي)
الألم جزء من نسيج الحياة نراه كل يوم يستطيع الإنسان تحمل الحياة والألم أفضل إذا كان لديه معنى وهدف
إدراك الهدف من الألم في الحياة: الألم يقوي، يجعل الإنسان أكثر شجاعة، أكثر تفهما للآخرين
الألم ينضج ويطور الإنسان (عندما يجد الإنسان هدفاً للألم يتوقف الألم عن أن يكون مؤلماً)
أتمنى إن يكون لما عرضته عليك (معنى..) والسلام.
التعليق: استشارتك أقرأها في وقت أنا نفسي أشعر فيه بأنني لا أرغب في الحياة وأنني أشعر بكثير كثير من الألم ويصعب علي احتماله.
ربما الشيء الوحيد الذي يجعلني لا أقدم على فكرة الانتحار هو أنني لا أريد أن أغضب الله علي ولولا ذلك لكنت في عداد الأموات منذ زمن. وربما كنت استرحت من كثير من المشاعر المؤلمة التي أحيانا أشعر أنها فوق احتمالي.
تستطيعين أن تقولي أن لدي أمل أنه حتى لو لم أستطع أن أعيش حياة بدون ألم لدي أمل أن تكون آخرتي بلا ألم. أما إذا تخلصت من حياتي فبذلك قد ضمنت أن تكون آخرتي عذاب لا ينتهي.
ربما كاد ضعفي يغلبني أوقاتا فلم يجعلني أفكر بذلك الترتيب إلا أنني على كل حال مازلت على قيد الحياة أي أنني لم أنزلق لتكون آخرتي أسوأ من دنيايا.