سعيدة عليكم
مسيحية مصابة بالمازوخية لجأت لي أرجوكم ساعدوني أنقذها
معذرة مش عارفة أنا بعت رسالة ما أعرفش وصلت وله لا، معذرة لو كانت وصلت ودي التانية بس أصل الحالة مش يتسكت عليها ممكن تضيع في أي لحظة، كنت سألت باختصار عن إزاي أتعامل مع حالة مصابة بالمازوخية أنا طالبة طب لكن مش عندي معلومات كافية وأتوسم فيكم الخير فأنتم رمز في الطب النفسي.
إزاي أعاملها؟ أتكلم معاها في إيه؟ أجاوب عليها بأيه لما تقول لي عامليني خدامة؟ هل لها علاج دوائي ولا لأ؟ ممكن تتعالج ولا ميؤوس منها؟
دي كانت أسئلتي عارفة أنكم مشغولين لكن بإذن الله لن يحرمكم الله الأجر أبدا
ساعدوني بسرعة أرجوكم قبل ما تنتحر لأنها فعلا حاولت وأنا عاجزة يا رب يجعلكم سببا في شفاءها
11/08/2011
رد المستشار
قبل أن أبدأ يا صديقتي, في شرحي لك ما هي الماسوشية, فكل طلبي منك يا حبيبتي أن لا تفهميني خطأً؛
إن الانحرافات الجنسية بالذات ليست مجالا للهواة, غير المتخصصين، كل دراستنا في كلية الطب لم تؤهلني لطلب مثل "اجعليني خادما عندك أكنس وأمسح بدون أجر" أو "أنا لا أريد من الدنيا إلا أن أبوس أقدامك" أو "أنا رجل ابن ناس جدا لكن أحب أتشتم وأتهزأ من الستات" وغير ذلك من الطلبات التي لا أستطيع ذكرها على الهواء. والتي بالتأكيد تساعد على تشخيص الماسوشية.
النقطة الثانية الخطيرة جدا في رسالتك هي التهديد بالانتحار، إننا نتمرن عليها جديا في دراستنا, تقييم جدية الانتحار, ولأي مدى يتلاعب بنا العميل أو يقولها لمجرد لفت الانتباه أو التخويف أو التلاعب، إنه تقييم مفصل ومسألة مدروسة, بها أيضا المحاولات السابقة ومدى جديتها, وتقييم لشخصية العميل ومدى يأسه والظروف المحيطة به.
باختصار أنت تلعبين يا صديقتي في منطقة بالغة الخطورة، أي تقييم خاطئ قد يعني أذى مباشرا لك وللعميل.
اختلف الأطباء النفسانيون كثيرا في الماسوشية، وذلك تبعا للمدرسة النفسية التي ينتمون إليها، ولكن أجمل التفسيرات التي أفضلها شخصيا هو تفسير فرويد، وهو باختصار يصف الشخص الماسوشي بأنه فرد لا يحصل على اللذة الجنسية إلا عن طريق الألم أو الأهانة
وقد أعطى فرويد أهمية كبيرة لطريقة التربية من الطفولة المبكرة. من أب غائب أو متباعد يشعر الطفل بالرفض وبعدم الجدارة، وأم تشعره دائما أنه المسئول عن الاضطراب الموجود في جو الأسرة مما ينمي عنده الإحساس بالذنب ويبدأ في معاقبة نفسه، ونجد أن إحساسه بعدم الجدارة والخزي والذنب يكبر معه ويبدأ في (عقاب) نفسه.
إن الإهانة المتكررة والتعذيب والألم الذي يبحث عنه في علاقاته المتعددة ما هي إلا وسيلة منه للعودة إلى الماضي ومحاولة إصلاح العقدة من جديد، ودائما على أمل أنه في العلاقة الجديدة سيجد من يتقبله, من يملأه, من يكمله، وبالطبع هذا كله على مستوى لا شعوري، وبالتأكيد لا يحدث هذا, إذ لا يقبل بتلك العلاقة المريضة إلا شخص مريض، وغالبا ما تتكون أزواج من شخص سادي وشخص ماسوشي، وإذا حاول ذلك الشخص إقامة علاقة مع شخص طبيعي فغالبا ما تنتهي تلك العلاقة بسرعة وبصورة درامية, لأن الشخصية الماسوشية كأغلب الشخصيات المتطرفة تتميز باعتمادية عالية تخنق الشخص الطبيعي فيبتعد..
والأمل الوحيد في علاج تلك الشخصية هو كسر الدائرة الاعتمادية وجلب الوعي بتأثير الطفولة على حياته الراشدة, مسامحة النفس واحتضان الطفل الداخلي هي جزء أساسي من العلاج يحتاج إلى علاقة علاجية واعية, يتحمل فيها الطبيب عبئا كبيرا إذ غالبا ما يحاول المريض الممارسة معه ليقنع نفسه أنه طبيعي وأن لا ضرر مما يقوم به.
ولهذا يا صديقتي فإنه كما قلت لك حقل ألغام لا تدخليه منفردة إن كنت بلا خبرة في التعامل مع هؤلاء المرضى, وانصحيها بطلب مساعدة متخصصة ولا تتورطي أكثر من ذلك ولا تجعليها تشعرك بالذنب بعدها إن رفضت والسلام.
واقرئي أيضًا على مجانين:
مازوخي مخادع ولوريتا ليست سادية
حمار كلب حيوان: مازوخي حتى النخاع
المازوخية الحائرة العلاج أم الرجل المناسب؟
التعليق: السلام عليكم ورحمة الله
أنا أشكر الدكتورة منال جداً للاستفادة الكبيرة اللي استفدتها من الرد ..
أنا بعثت باستشارة هنا من 3 اسابيع وأنتظر الرد عليها .. وكانت تحتوي على شكوى مثل هذه .. ماسوشية
والتفسير الذي قرأته هنا أفهمني شيء مهم جداً داخل نفسي المجروحة ..
والمرض ده أكبر علاج له إنه يتفهم ..
لو فهمت ليه أنا بقيت ماسوشي .. وتأكدت أن هو ده السبب بجد .. ساعتها العلاج هيكون مسألة وقت .. ووقت قصير كمان إن شاء الله .. أهم شيء أفهم سبب الإصابة ..
تحياتي لكل القائمين على الموقع ..
وأتمنى الشفاء لكل المرضى ..
good man