السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وبعد طول انتظار ها أنا أرسل لكم مشكلاتي لعلي أجد عندكم الحل أو التوجيه.
لا أعلم من أين أبدأ ولكن سأحاول أن ألخص لكم ما أعانيه بإذن الله؛
مشكلتي الأولى: وهي أني أعاني من التأتأة والتي أسبابها جينية لأن أسرتي فيها الكثير يعانون منها وقد قرأت كثيرا عن حل لهذه المشكلة وحتى على موقعكم هنا ولكن لم أجد ما يشفيني، زرت طبيبا نفسيا قال لي لا تلتفتي لها وحاولي تجاهلها الصراحة استغربت من رده المهم تزيد تأتأة عند التوتر وحالات الانفعال العاطفي، أتمنى أن أجد لها حل فهي تحد من طموحاتي جدا وتدخلني في مواقف محرجة.
مشكلتي الثانية: إن لدي إحساس دائم بالدونية وأن أي شخص آخر أفضل مني، عصبية جدا، لدي عدم رضا عن نفسي وألوم نفسي كثيرا على أي شيء حتى لو لم يكون خطئي، المهم من خلال تحليلي (المتواضع) عن أسباب هذه الأحاسيس السلبية هو أن أبي في صغرنا كان يعاملنا على هذا الأساس أن الآخرين حاجاتهم مقدمة على حاجاتنا وكان يذلنا أمام الآخرين فهو عصبي جدا كان يصرخ في وجهنا أمام الشخص الآخر لكي يحس الشخص الآخر بالرضا المهم في طفولتنا أنا وأخواني تعذبنا كثيرا ولازلنا نتعذب والحمد لله، إلى الآن أبي لا يقدرنا ويهيننا حتى بعد أن كبرنا ويحسسنا بعدم الثقة في نفسنا وأننا لا ننفع لأي شيء، ربما هذا صحيح ولكن هذا الذي زرعه هو فينا.
مشكلتي الثالثة: أبي زوجني لشخص وأنا عمري 17 سنة، الحقيقة أنا لم أرفض لأني في ذلك العمر كنت ساذجة جدا ولا أعلم معنى الحياة الزوجية، المهم انفصلت عن زوجي بعد مدة بسيطة من زواجنا وهو كان يرفض الانفصال لذلك رفعت عليه قضية في المحكمة ودفعت له ذهبه وفلوسه لكي يطلقني، والحمد لله تم طلاقي والحقيقة طلاقي لم يؤثر في نفسيتي فأنا راضية بقدر الله والحمد لله ولكن المشكلة في أني أخاف من المستقبل، يعني كل أحد يتقدم لي أخاف أنه يكون زوج غير صالح وأقع تاني في نفس المشكلة، المهم الآن متقدم لي زميلي في الجامعة وبصراحة أنا أحبه جدا وهو أيضا، ودرسته كثيرا وفيه صفات كثيرة ممتازة فهو شخص مسئول وملتزم و...
بس المشكلة في أنه يخنقني جدا، يعني ممنوع الخروج وحتى لو خرجت يكون معاي بالتليفون أو يحدد لي زمن محدد أمشي وأرجع فيه، ويتحكم في أي حاجة في حياتي، ولمن أشكي له يقول لي هو يعرف الشارع في إيه وأنه يخاف علي، وأنا خايفة أتقبل الوضع الآن لكن بعد الزواج يبقى لي صعب، وفي مشكلة أنه لسه ما كلمش أهله إني كنت متزوجة وهم مبسوطين مني قوي بس أخاف بعد ما يعرفوا أني متزوجة يغيروا رأيهم.
معلومات عني: أمي متوفية من 8 سنين، نعيش أنا وأختي الصغيرة مع أبي، أنا جميلة جدا (كما يقولون)، حاصلة على الماجستير في الإدارة في انتظاركم بفارغ الصبر.
11/08/2011
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله على شبكتنا أختي الكريمة، وبالنسبة لما وصفته من معاناتك من التأتاه، فهذه التأتأه من اختصاص أخصائيي النطق والتخاطب، وهم القادرون على تشخيص هذه المشكلة وأسبابها وعلاجها بالطرق الصحيحة، لكن بالنسبة للاختصاصي النفسي يأتي دورنا إذا ثبت أن التأتأة هذه ليس لها سبب عضوي، أو أنها كما وصفتِ تزيد مع التوتر والضغوط، فإذا لم يكن سببها عضوي وكان السبب النفسي ورأها، فهي قد تقع ضمن عدد من التشخيصات، لكنها عموماً تعكس درجة من التوتر والخوف الاجتماعي؛
أما في مثل حالتك إذا كانت عضوية وتزيد مع التعامل مع الآخرين أو بسبب التوتر، فهذا معناه أن حالات التوتر قد تسبب ضغطاً وشداً على المناطق التي تكون مسؤوله عن إخراج الأصوات والسماح للهواء بالمرور لإخراج الصوت، وشد هذه المناطق يصعب هذه العملية فتزيد التأتأة، أما إذا ارتبطت أكثر بالخوف نتيجة وجود آخرين، فهي قد تكون من أشكال "قلق الأداء" Performance Anxiety أي أنك عندما تكونين في الموقف، تفكرين كيف أنك ستتعرضين للإحراج أو أنك بالتأكيد ستتعرض للانتقاد أو قد يلاحظ الآخرون ذلك، وعندها تحدث عملية التوتر والقلق، ونتعرض للشد خاصة في المناطق التي ذكرت سابقاً؛
لذلك نحن بحاجة التعلم لطرق التعامل مع الآخرين، من خلال طرق التواصل، والحديث بهدوء قدر الإمكان، التفكير بما سنقول للحظة ومحاولة التركيز على الرسالة بدقة، التنفس ببطء وهدوء أثناء الحديث، عدم ربط الموقف التفاعلي بأن الآخرين سيلاحظون أو يستهزئون، وعدم محاولة ((قراءة أفكار الآخرين Mind Reading ))، حيث يتوقع الشخص أنه يستطيع التنبؤ بالسبب وراء كل سلوك للآخرين، وكأنه يستطيع معرفة ما يفكر به الآخرون، ولكن دائماً يربط هذا التنبؤ بأنه غير كفؤ، أو أن الآخرين قد يحجونه، أو لا يعتبرونه.
أما بالنسبة للشعور بالدونية وعدم الثقة بالنفس واعتبار أنك على خطأ دوماً وتلومين نفسك، فإن كنا مخطئين فعلاً تعتبر قدرة الشخص على الاعتراف بخطئه وذنبه، من أعلى ما يمكن تقديره، لكن نرى أن بعض الناس يبالغون في درجه تحملهم لمسؤولية ما يحدث معهم، أو من حولهم، ويتهم نفسه على كل خطأ فيقول: أنا السبب، إنه ذنبي، مع العلم أن كثيرا من الأمور التي قد يحمّل نفسه مسؤوليتها في واقع الأمر ليست ذنبه، وحتى ليس له قدرة على التحكم بها.
- وهذا يؤثر على الشخص فنراه شعور الشخص بالذنب لأنه هو محور الخطأ في أي شيء يحصل.
- تحمل مسؤولية مبالغ فيها، دون داعٍ فعلي لذلك.
- تحمل فشل وأخطاء الآخرين، للشعور بالمسؤولية عن كل ما يحدث.
- تحمل مسؤولية 100% من الحوادث حولك، لا يدع لك فرصة لوضع الأمور في نصابها، وتعلم الآخرين من خطئهم.
الخوف من الحزم في الأمور الواجب الحزم فيها خوف من جرح مشاعر الآخرين، وبالتالي لوم الذات لتسببه بجرح مشاعر الآخرين.
- وما يعزز هذه الطريقة في التفكير المبالغة في تقدير قدرة الشخص على التحكم بالأمور.
- اعتبار أن كل ما يصدر من أمور، وأفعال الآخرين، وتفاصيل محيطة بالشخص، هو مسؤولية الشخص المباشرة.
- اعتبار أن تحمل درجة عالية من المسؤولية، وحتى لو كان بشكل مبالغ به، هو درجة عالية من النضج والقوة.
وهذا ما عززه تربية والدك الانتقاديه وتحميلكم المسؤولية الزائدة على كل شيء وكأنه يريد منكم القدرة على التحكم بكل ظروف الحياة، لكن لنتذكر أختي وأخي القارئ أن الإنسان الذي يعاني من هذه المشكلة يجب عليه ما يلي في طريقة نظرته للأمور:
- إن تحمل المسؤولية كاملة لكل ما يحدث لا يعطيك فرصة لتقييم الأمور في سياق صحيح.
- هنالك أمور أعلى من قدرتنا على التحكم بها، فهي ليست مسؤوليتنا.
- لأي مدى واقعي هي قدرة الإنسان على التحكم بالحياة وبأحداثها، وفي الآخرين؟
- كلنا نحتاج لتوجيه الأمور، أو الآخرين بطريقة صحيحة وتحميلهم مسؤولياتهم ليتعلموا وينجزوا ويتقدموا، ولا يكونوا اتكاليين على من يتحمل المسؤولية عنهم.
- إن كنت مسؤولاً عن كل الأخطاء، فأنت مسؤول عن إعادة تقييم الأمور بالشكل الصحيح.
- إذا كنت تقول أنا السبب في أمر ما وواقعياً هو غير ذلك، فانظر للأمور كأنها قطعة من (الكعك) مقسمة إلى 6 أجزاء وأعطي كل جزء من الأجزاء الستة للمسؤول عن هذا الجزء مباشرة، (كعكة المسؤولية Responsibility Pie ) عند تقسيمها، تعطينا حقيقة حصتنا من المسؤولية والتي لا تتجاوز قطعة واحدة من 6 قطع.
◊ أما موضوع الزواج والخوف من ما قد يحدث مستقبلاً فهذا ينطبق عليه ما نسميه قراءة المستقبل Fortune Telling أو "التفكير التنبؤي" ونعرفه بأنه توقع أن الأشياء السيئة سوف تحدث، مع الشعور القوي بأن هذا التنبؤ حقيقي، أي أن الشخص يتصرف وكأنه يستطيع معرفة ما سيحدث في بعض المواقف المستقبلية، وكأن الشخص يقول في نفسه:
0 أنا بعرف شو رايح يصير معي.
0 مش ممكن أنجح في شيء بعد هيك.
0 هيك قدري أضل تعيس.
0 انكتب علينا الهم أو الفشل.
- وهذا يؤدي إلى شعورنا بالإحباط والنظرة السلبية للذات لاعتقادنا أن الناس لا يقدروننا.
- الشعور بأننا مملون، أو أن الآخرين يخفون عنا أنهم لا يقدروننا، أو كثرة التشكك في حب الآخرين لنا.
- القراءة الخاطئة والتفسير الخاطئ للمواقف بحيث نراها ستؤدي لمشاكل كبرى ونتخيل أسوأ سيناريو.
- الشعور بالهم والجزع بسبب توقع شيء سلبي في المستقبل وعدم القدرة على رؤية شيء إيجابي.
- الخوف على أفراد العائلة والمقربين لتوقع حدوث السيئ في المستقبل.
مما يسبب القلق الدائم، وكأن الشخص مهدد دائماً وفعلاً لتوقعه شيء سلبي لا بد حدوثه، فتصبح أفكارنا وخوفنا الذي كان على أساسه بنيانا أفكارنا كأنهما أمر واقع ويحدث حقيقةً.
ولكن تذكري أختي الفاضلة:
- إذا كنت في بعض الأحيان تقفزين للنتائج السلبية والتوقعات الصعبة فانتبهي لنفسك، واسألي نفسك إذا ما كنت تستندين على معلومة، أم هو حدسك فقط.
- تذكري أن المستقبل سيكون فيه تفاصيل لست مطلعةً عليها، وقد تكون الأمور أسهل مما يصوره لك حدسك.
- لا تفكري في عبور الجسر قبل أن تصليه، فقد يكون الأمر أسهل مما تتوقعين.
- التوقع في الخيال مخيف أكثر من الواقع الحقيقي في معظم الأحيان.
هذه إشارات وعبارات سريعة لك أختنا الكريمة، عسى أن ينفعك الله بها، وهو النافع رب العرش الذي يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى، نستودعك الله تعالى.
التعليق: قراءة أفكار الآخرين Mind Reading )
قراءة المستقبل Fortune Telling
كنت أظن أن هذه الأمور إيجابية ومفيدة ولكن من خلال الرد يمكن أن تكون سلبية فهل يمكن أن تسهبوا قليلا في هذا الموضوع من فضلكم