أرغب في معاشرة أختي
الدكتور وائل أبو هندي، السلام عليك؛
أنا شاب مصري عمري21 سنة، أعيش مع أسرتي المكونة من أبى وأمي وأختي وهي أكبر مني بسنتين بسبب عمل أبى الدائم وعدم تفرغ أمي لنا، فقد تعودنا أنا وأختي منذ الصغر على أن نعتمد على بعضنا وكنا ليس فقط أخ وأخت ولكن كنا أصدقاء، كنا نتعود بعد العودة من المدرسة أن يحكى كل منا للآخر ما حدث في اليوم الدراسي من مشاكل وحكايات.
حينما كان عمري 9 سنين وكانت هي11 سنة، في ذلك العمر لم نكن نعلم الشيء الكثير عن الممارسة الجنسية، إلا أنه حدث ذات ليلة أننا كنا نشاهد من خلال ثقب الباب أبى وهو يمارس الجنس مع أمي من الخلف، مما رسخ في ذهننا أن هذه هي الطريقة التي تتم بها الممارسة الجنسية.
وذات يوم كنت في البيت بمفردي مع أختي، كان أبى وأمي بالخارج، بدأنا أنا وأختي نلعب مع بعض لفترة ثم بدأنا نلمس بعضنا وتبادلنا القبلات، ثم بدأنا نخلع ثيابنا ونتحسس الأماكن الحساسة، وبعد ذلك مارسنا الجنس من الخلف مثلما رأينا أبى يفعل مع أمي.
بعد ذلك اليوم كررنا ذلك مرتين وبعدها حدث أن شاهدتنا أمي ونحن نتبادل القبلات فغضبت جدا ومنعتنا من اللعب معا وقامت بضربنا، بعد ذلك اليوم لم نجد الفرصة أو حتى الشجاعة لكي نفعل ما كنا نريده إلا أنه خلال السنين التي مرت منذ ذلك الوقت لم تغب أختي عن تفكيري كانت مشاعري نحوها تزيد يوما بعد يوم، وكنت أحاول أن أعبر لأختي عن حبي لها، في بعض الأحيان كنت أجدها متجاوبة معي وبعض الأوقات كانت تصدني.
عندما بلغت17 سنة كنت وصلت لمرحلة أنني كنت أحلم بأختي يوميا في أحلامي وحينما أمارس العادة السرية كانت أختي في تفكيري دائما، وحدث في ذلك العام أن أبى سافر إلى السعودية للعمل هناك، مما أعطاني الفرصة لكي أكون مع أختي بمفردنا، حيث كانت أمي مشغولة دائما مع صديقاتها.
فذات يوم وحينما كنت مع أختي نشاهد التليفزيون حاولت أن أتحدث معها عن مشاعري الجياشة نحوها، في البداية قالت أنها تعتقد أن علينا أن ننسى ما حدث بيننا حينما كنا صغار، ولكن حينما بدأت ألمسها فإنها لم تعترض وبدأت أقبلها ولم تمنعني أيضا ولكن حينما حاولت أن ألمس ثدييها فإنها أوقفتني وأخبرتني أن علينا ألا نتهور، وأصبح بعد من المعتاد أن نتبادل القبلات واللمسات حينما نكون بمفردنا ولكنني كنت أرغب في أكثر من ذلك، إلا أنها لم تمنحني قبولها.
ولا أدري ماذا أفعل الآن، فأنا أحبها بشدة وأحيانا أفكر في أن نهاجر أنا وأختي إلى بلد آخر حيث لا يعرفنا أحد وأن نتزوج هناك ونعيش معا، وقد تحدثت مع أختي عن هذه الفكرة، وفي البداية فإنها اعتقدت أنني أمزح، ولكن حينما وجدتني جادا فإنها قالت أنه بالرغم من أن الفكرة غير عادية فإنها لا تعتقد أننا يمكن أن نفعل ذلك لأسباب عديدة.
أنا لا أعرف ماذا أفعل؟.
ولكم جزيل الشكر
14/2/2004
رد المستشار
عزيزي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
العلاقة الجنسية بالمحارم وجدت في المجتمعات البدائية القديمة، ولكن الأديان كلها جاءت وحرمتها، وأجمعت على ذلك تقريبا كل المجتمعات لما في ذلك من تدمير للعلاقات الأسرية وتشويه لصلة الرحم وانتهاك لكل قيم العفة والشرف والجمال التي ميز الله بها الإنسان.
وقد حاول باحثان هما آدم ونيل (1967) أن يدرسا هذا الأمر من الناحية البيولوجية البحتة فقاما بتتبع حالة18 طفلا كانوا ثمرة زواج محارم (أو بالأصح زنا محارم) فوجدا أن خمسة منهم قد ماتوا، وخمسة آخرين يعانون من تخلف عقلي وواحد مصاب بانشقاق في الشفة وسقف الحلق، وهي نسبة مفزعة خاصة إذا عرفنا أن العيوب الخلقية في عامة الأسوياء حوالي 2% وأغلبها تكون عيوب غير ملحوظة.
لذلك خلص هذان الباحثان إلى أن زنا المحارم لو انتشر فإنه يمكن أن يؤدي إلى انتهاء الوجود البشرى من أساسه، وربما يكون هذا جزء من الحكمة من التحريم الديني والتجريم القانوني والوصم الاجتماعي.
والمعدلات الحقيقية لمثل هذه العلاقات غير معروفة على وجه التحديد نظرا لتردد المتورطين عن الإفصاح عنها، ولكن بعض الدراسات التي تمت (مع قصورها) وجدت أن النسبة تتراوح بين 1-2% في المجتمعات الغربية، ولا توجد دراسات عربية منضبطة - حسب علمي - تعطينا فكرة عن مدى انتشار هذه المشكلة في المجتمعات العربية، ولكننا نرى بعض الحالات في العيادات النفسية.
والتقارير تفيد بأنه في الولايات المتحدة الأمريكية يتم رصد حوالي 35ألف حالة زنا محارم سنويا، والأكثر شيوعا هي العلاقة بين الأخ وأخته يليها العلاقة بين الأب وابنته وأقلها العلاقة بين الأم وابنها وهناك أنماط مختلفة لهذه العلاقات المضطربة نوردها فيما يلي:
1- النمط المرتبط بالظروف: وهو يحدث بين أخ وأخت ينامان في سرير واحد أو في غرفة واحدة فيقتربان جسديا أكثر من اللازم، وخاصة في مرحلة ما قبل البلوغ والبلوغ، ولهذا جاءت النصيحة النبوية الكريمة بالتفريق بين الأبناء والبنات في المضاجع
2- النمط المصحوب باضطراب مرضى شديد: كأن يكون أحد الطرفين سيكوباتيا أو يتعاطى الكحوليات أو مصابا بالفصام أو أي اضطرابات ذهانية أخرى.
3- النمط الناتج عن تعشق الأطفال أو الغلمان (Pedophilia)
4- النمط الناتج عن نموذج أبوي مضطرب حيث يشاهد الولد أباه يفعل ذلك أو يعرف أنه يفعله فيتقمصه أو يقلده.
5- النمط الناتج عن اضطراب العلاقة الزوجية حيث ترفض الزوجة العلاقة الجنسية فيبحث عنها الزوج في غير محلها (لدى إحدى المحارم)
6- النمط الناتج عن الاضطراب المرضى الشديد في العلاقات الأسرية بحيث تصبح هذه العلاقات ممزقة بما لا يعطى الإحساس بأي حرمة في أي علاقة وهذه العلاقات المحرمة ينتج عنها مضاعفات نفسية واجتماعية خطيرة نذكر منها:
1- اضطراب التأقلم: حيث تضطرب صورة العلاقة بين الشخصين وتتشوه فتبتعد عن تلك العلاقة بين الأخ وأخته أو بين الأب وابنته وتستبدل بعلاقات يشوبها التناقض والتقلب وتترك في النفس جروحا عميقة، إضافة إلى ذلك فإن كلا الطرفين المتورطين يجدان صعوبة في إقامة علاقات زوجية طبيعية مع غيرهما نظرا لتشوه نماذج العلاقات. ولا يقتصر اضطراب التكيف على العلاقات العاطفية أو الجنسية فقط وإنما يحدث اضطراب يشمل الكثير من جوانب الحياة للطرفين.
2- الشعور بالذنب وبالعار والخجل مما يمكن أن يؤدى إلى حالات من الاكتئاب الشديد الذي ربما يكون من مضاعفاته محاولة الانتحار.
3- فقد البكارة أو حدوث حمل مما ينتج عنه مشكلات أخلاقية أو اجتماعية أو قانونية خطيرة.
4- كثيرا ما يتورط أحد الطرفين أو كليهما بعد ذلك في ممارسة الجنس بشكل مشاعي فتتجه الفتاة التي انتهكت حرمتها مثلا إلى ممارسة البغاء.
بعد استعراض أبعاد ومضاعفات هذه المشكلة بشكل عام نعود إلى المشكلة التي نحن بصددها بشكل خاص، فواضح أنك تشعر بأن ما يحدث شيء غير طبيعي وقد تورطت فيه بسسب وجودك مع أختك وحدكما لفترات طويلة نتيجة سفر الأب وانشغال الأم، وأيضا نتيجة ما شاهدتماه يحدث بين أبويكما.
وقد بدأ الأمر كمحاولة طفولية للتقليد وحين وجدتما فيه أحاسيس معينة تشجعتما على معاودته، وفى كل مرة كانت تتثبت هذه الأحاسيس وتقوى (من خلال ما يسمى بالارتباط الشرطي) حتى تورتطما ووقعتما في المحظور.
وأنت تسأل الآن ما الحل؟
أولا: يجب أن تعلما فداحة هذه العلاقة وخطورتها من كل النواحي الدينية والأخلاقية والاجتماعية والطبية بشكل واضح وصريح، وهذا هو الجانب المعرفي في العلاج. وإذا نجحتما في إدراك الموضوع بهذا الشكل فإن اتجاهاتكما نحو هذه العلاقة تبدأ في التغير من اعتبارها علاقة لذيذة وممتعة إلى اعتبارها انحراف غريزي خطير يستوجب المقاومة وبذل كل الجهد لإيقافه، وهذا هو منتصف الطريق.
ثانيا: يجب أن تتجنبا فرصة تواجدكما معا في مكان واحد بمفردكما لأن ذلك سيحرك مشاعركما المرضية.
ثالثا: تجنبا أي ملامسات جسدية بينكما من الآن لأن هذه الملامسات تؤدى إلى تعزيز وتدعيم هذه العلاقة المرضية المحرمة والمجرمة.
رابعا: حاولا أن تكون لكما علاقات اجتماعية منفصلة خارج البيت بحيث يتم إشباع الاحتياجات النفسية والعاطفية من مصادر مشروعة، وهذا الأمر سيكون صعبا في البداية حيث أنكما تعودتما الإشباع الخاص بينكما، ولكن مع الوقت ومع تجنب هذا الإشباع المرضى ستكون هناك فرصة لنمو الإشباعات البديلة. وإذا كانت هناك فرصة لزواج أحدكما أو كليكما فإن ذلك يساعد كثيرا حيث وجد أن أغلب حالات زنا المحارم تتوقف بعد زواج أحد طرفي العلاقة حيث يتم الإشباع من مصدر مشروع فتنتفي الحاجة للمصدر المحرم أو تضعف.
خامسا: في أي مرة يحدث بينكما تفاعل جسدي يجب أن تتبعا ذلك بفعل يمحو ذلك كالصيام أو الصدقة أو أداء أي عمل خيري يتطلب مشقة، وإذا عاودتم الفعل الخاطيء تزيدون من مشقة الأعمال التطهيرية بشكل تصاعدي.
سادسا: إذا فشلتم في تنفيذ هذا البرنامج العلاجي الذاتي في خلال ثلاثة شهور فلا تترددا في طلب مشورة أحد الأطباء النفسيين فربما تكون هناك بعض الاضطرابات المرضية التي تحتاج لعلاج متخصص بالإضافة إلى أمكانية المساعدة في نجاح هذا البرنامج العلاجي.
سابعا: تضرعا إلى لله بالدعاء وعمل الخيرات لكي يساعدكما على الخروج من هذه الأزمة وتوبا إليه عما سبق وثقا في عفوه ومغفرته ورحمته.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخ السائل أهلا وسهلا بك، نعتذر لتأخرنا في الرد عليك ولا إضافة لدي بعد إجابة أخي الأكبر وزميلي الدكتور محمد المهدي، إلا أن أسجل استغرابي من غياب الوعي الديني تماما عن استشارتك، فأنت تتحدثُ وكأننا سنرشدك إلى الطريقة الجهنمية التي تتزوج بها أختك والحقيقة أن من المهم أن أنبه أيضًا إلى أن تعبير زنا المحارم الذي استخدمه أخي الدكتور محمد المهدي هو الترجمة الشائعة لكلمة Incest، والبعض أيضًا يترجمها بغشيان المحارم والبعض يترجمها بالتحرش بالمحارم، وما أود ذكره هنا هو أن العلاقة الجسدية المقصودة لا يشترط أن تصل إلى حد الزنا، وإن كنت لا أدري لماذا لم تصل في حالتكما؟ ما الذي منعكما؟ وعلى أي حال فإن حكايتك تذكرني بعدة ردود ظهرت على صفحتنا استشارات مجانين من قبل، تحت العناوين التالية: أيام في الحرام
أيام في الحرام : مشاركتان كيف يتميز الطبيب النفسي
السوداء هي نهايتك !
كنتُ وتوقفتُ وأستطيعُ ؟؟ وجزيل الاستفهام ! مشاركة
ولك منا أنت أيضًا جزيل الاستفهام!!!، وندعو الله أن يمنحك القدرة على النظر في المرآة حتى تفعل ما يجبُ أن تفعل! بعدما ترى نفسك جيدا، وبعدها خبرنا بالتطورات.