رجل في جسد امرأة
منذ طفولتي كنت أميل إلى اللعب بالألعاب الذكورية والملابس الذكورية وأيضا كنت ألعب مع أقربائي الذكور ألعاب تتسم بالخشونة وكنت الزعيمة الدائمة عليهم، لم أكن أعي مشكلتي في تلك المرحلة، على العكس بعض أقاربي وبصيغة المزاح كانوا ينادونني بصيغة المذكر ببعض الأحيان للعبي الدائم مع أبنائهم الذكور، مرت الأيام وبلغت 11 عاما مرحلة البلوغ وهنا بدأ عذابي مع علامات الأنوثة من حيث العادة الشهرية وظهور الثديين........ الخ.
حاولت بشتى الطرق إخفاء معالم أنوثتي، كنت أكره جسدي وما زلت أكرهه، أكره الماكياج لم أضعه قط أكره الأزياء والفساتين ولم أكن أحب حضور المناسبات خوفا من ارتداء الفساتين أكره ترقيق الحواجب وأمقت النساء لذلك، كنت أحب بذلات الرجال وملابسهم وأحذيتهم وكيف يحلقون ذقونهم، في تلك المرحلة عشت أيام عصيبة أيام المدرسة والجامعة لم يكن لي صديقات وما زلت لأني لا أجد نفسي بينهن ولا أهتم باهتماماتهن كالماكياج والأزياء وقصص الحب مع الشباب؛
كنت أريد أن أصادق الشباب كما أشعر في داخلي فاهتماماتي مثلهم تماما، عانيت كثيرا من الوحدة والحزن في فترة مراهقتي فأنا لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، وأهلي زادوا الأمور تعقيدا أكثر فأكثر فمجرد خروجي من البيت للترفيه عن نفسي معناها التعرض للاغتصاب والمعاكسات مما جعلني أمقت اليوم الذي ولدت به كفتاة، تقدم لخطبتي شباب كثيرون لكني لم أكن أحمل لهم مشاعر الحب والانجذاب وكيف ذلك وأنا مشاعري مشاعر رجل، في سن ال 20 تقريبا بدأت الانجذاب نحو الفتيات وأستثار عند رؤية فتيات جميلات، أعجبت بفتيات كثيرات ولكني لم أكن أفصح عما في قلبي علانية وإنما كنت أسعى جاهدة للفت أنظارهن وكنت دائما أنجح في ذلك وكن يحببنني ويحاولن التقرب مني لمصادقتي ولكنني كنت أبتعد خوفا من أن يكشف أمري وأيضا أن أقع بالحب ومن ثم العذاب لأن تلك العلاقة لن تنتهي بزواج كما أريد وأتمنى حياة رجل كاملة مع زوجة صالحة وأبناء صالحين.
أشتاق إلى هذه الحياة، لأني منذ أن تعديت 30 عاما أشعر بوحدة رهيبة وخاصة أن الأجواء العائلية دائما مشحونة ومتوترة بين والدي وبيني وبينهم أيضا، أبي عصبي وعنيف ومؤذي بكلامه لا ينفق علينا كما يجب، أمي أيضا عصبية ومزاجية إلى أقصى حد وأنا في نظرها أسوأ فتاة في العالم وتفضل بقية إخوتي عني منذ الصغر ووالدي مثلها وهم الاثنين يمقتون بعضهم البعض، لا أذكر أننا في الأيام العادية اجتمعنا على سفرة واحدة إلا في رمضان أو قررنا الذهاب في رحلة للترفيه عن أنفسنا، فحجة أبي المصاريف ثم المصاريف، لم أذكر يوما منذ أن بلغت أن احتضنني أحدهم بكل حب أو قبلني على وجنتي، وما يزيد همي تساؤلات الناس ونظراتهم نحوي كيف أن هذه الفتاة الجميلة لم تتزوج إلى الآن ما هو السبب؟
أقاربي ينظرون لي نظرة إشفاق لأن كل أبنائهم وبناتهن الأصغر مني سنا تزوجن أنا الوحيدة من عائلتي من جهة أبي ومن جهة أمي التي بقيت بلا زواج، لا أحد يعلم بعذابي أريد أن أصرخ أيها الناس إنني رجل أنصفوني وأعطوني حريتي أن أعيش رجلا بينكم بحرية وأنال حقي بالزواج وإنجاب الأطفال، كل هذه الأمور جعلتني أعيش وحيدة في عالمي، أقضي وقتي بغرفتي ما بين الكمبيوتر لمدة 5 ساعات متواصلة والنوم ولا أخرج منها إلا لقضاء الحاجة أو الطعام أو العمل، لا أجلس مع أهلي لأنه لا توجد حوارات مشتركة بيننا، وإذا حاولت التقرب منهم قوبلت بالمشاكل والنفور بمعنى آخر أنا سجينة بسجن انفرادي ولكن بمحض إرادتي منذ 6 سنوات تقريبا أريد أن تساعدوني:
- كيف أصارح عائلتي بأنني رجل إنهم لا يتقبلون مني أي شيء فما بالكم بهذه المسألة حتما سأتعرض للأذية.
- ما هي الفحوصات المخبرية والنفسية التي يجب أن أجريها للتأكد بأنني امرأة أم رجل وأرجو ذكر الفحوصات بالتفصيل وبأسمائها العلمية، وبالمناسبة الشعر على جسمي غزير ولكني أنزعه باستمرار: (مع أنني لا أتضايق من وجوده ولكن أمي تلومني دائما وتقول لي ألا تشمئزين من منظره عندما يصبح طويلا).
- ما هي المخاطر من التحويل للجنس الآخر وهل أستطيع الإنجاب وممارسة حياتي الجنسية بشكل طبيعي- وهل من الممكن بعد العمليات التجميلية أن أحصل على بنية رجل كالعضلات صلابة العظام والطول وغيره.
من قلب حزين ووحيد أطلب مساعدتكم لكي أريح نفسي وأفرح قلبي وآنس وحدتي، كم أشتاق لامرأة تضمني وتمنحني الحب والحنان بلمسة منها أنسى شقائي وعذابي وتبادلني الأحاديث في كافة المواضيع،
أبادلها كل ذلك وأكثر حيث أنني الأمان والقوة بالنسبة لها،
كم أتمنى أن أرزق بأطفال من زوجتي يملؤون حياتي بالحب والحياة، هذا ما أتمناه لا أتمنى أكثر من ذلك، لا أريد أموالا ولا عقارات ولا أي من ذلك أريد حبا حقيقيا يملأ حياتي.
01/09/2011
رد المستشار
الأخت الفاضلة؛
هناك صراع بين تركيبتك الجسدية وتركيبتك النفسية فأنت كما ذكرت عبارة عن رجل في جسد امرأة، وهذا ما يعرف باسم "اضطراب الهوية الجنسية"، وليس معروفا حتى الآن السبب الحقيقي لهذه الحالة، حيث لم توجد حتى الآن علامات بيولوجية تفسر هذه الميول وكل ما قيل عن اضطرابات الهرمونات في فترة التكون الجنسي أو فترة الطفولة لم يتأكد بعد، وربما تكون العلاقات بالوالدين هي المحدد الأكثر احتمالا لاضطراب الهوية الجنسية لإضافة لعوامل بيئية أخرى تؤدي إلى تكون هوية جنسية متناقضة مع التركيبة الجسدية.
وفي مثل هذه الحالات لا نجد في الكشف الطبي أو الفحوصات أشياء ذات أهمية، وأنت كما ذكرت لديك علاقات الأنوثة كاملة مثل نمو الثديين ونزول الدورة الشهرية أما ظهور شعر في جسدك فهو لا ينفي الأنوثة وقد يوجد لدى كثير من الفتيات والسيدات بسبب زيادة هرمون الذكورة الذي تفرزه الغدة الجاركلوية. وأنت تحتاجين لمساعدة طبيب نفسي يحدد معك أبعاد المشكلة وكيفية مواجهتها، وكيفية الوصول إلى حالة من التوازن النفسي بين هذه المتناقضات.
وبخصوص العملية الجراحية فهي لن تجنبك من الزواج أو ممارسة الحياة الطبيعية مع أنثى فضلا عن صعوبة إجرائها لأسباب قانونية ومهنية ودينية حيث أن مثل هذه العمليات ممنوعة في كل الدول تقريبا بناءا على الاعتبارات المذكورة. وعدم إجراء العملية لا يعني بقاءك في العذاب ولكن هناك وسائل كثيرة لتخفيف معاناتك، وترددك على الطبيب سيفتح لك أبوابا كثيرة لذلك، وسيصبح بمثابة مساعد لك في إدارة هذه الأزمة.
أما من ناحيتك فمن المفيد أن لا تنظري إلى الحياة من منظورها الجنسي فقط، وأن تهتمي بمساحات أخرى في حياتك كالعمل والهوايات والعلاقات الإنسانية والأنشطة الروحانية.
وللمزيد من المعرفة حول هذا الموضوع أحيلك إلى المقال التالي: "التحول الجنسي بين الطب والدين" وإلى مقالات أخرى مشابهة على الموقع تحوي تفصيلات كثيرة عن الموقف الطبي والموقف القانوني والموقف الديني من عمليات التحول في الداخل والخارج.
واقرئي على مجانين:
خلل التناغم الروح/جسدي: اضطراب الهوية الجنسية
خلل الهوية الجنسية: رسالة مختصرة
عيوش وخلل التناغم الجنسي الروح/جسدي
ابنتي واضطراب الهوية ورفضها العلاج م
تائهة بلا عنوان
أنثى تحمل مشاعري ذكوريه
ذكر أم أنثى؟ خلل الهوية والتقصيات الهرمونية
وأسأل الله أن يخفف عنك معاناتك وأن يساعدك على التكيف مع هذا الأمر ويجعل لك من كل ضيق مخرجا.
ويتبع >>>>>>>>>: قلب حزين م. مستشار