الخوف من المجتمع والخجل وعدم الثقة بالنفس..!؟
السلام عليكلم ورحمة الله وبركاته؛
بدايةً أشكر لكم جهودكم المتواصلة وجزاكم الله خير على ما تقدموه أنا حقيقة أعاني من عدة مشاكل وهموم لعلي أختصرها في هذا الموضوع قتلتني العزلة والوحدة أريد تكوين صداقات في المجتمع لا أعرف لماذا إذا قابلت شخص ما أشعر برهبة وخجل شديد حتى نبرة صوتي تتغير ولا أستطيع التكلم!!
ربما من الأسباب قصر قامتي ونحافتي وشكلي الطفولي رغم أني في سن الـ19 لكن من يراني يقول أن عمري 13 سنة أو أصغر، فحصت في المستشفيات وقالوا أني سليم ولا أعاني من أمراض، فقدت ثقتي بنفسي وتأثرت في دراستي بعدما كنت مجتهد وأحصل على شهادات تقدير أصبح مستواي العلمي في الحضيض وحصلت على نسبة متدنية وأنا الآن مقبل على مرحلة جامعية بعد خمسة أيام وأخشى الاختلاط بالناس وأخشى أن يروني بهذا المظهر وأيضا أخشى أن أفشل دراسياً أريد أن أستعيد ثقتي بنفسي وأتغلب على مشاكلي ولا أخاف من المجتمع وأكون علاقات مع أصدقاء جدد!!
أتمنى منكم المساعدة
وشكرا لكم.
01/09/2011
رد المستشار
صعوبة مشكلتك ليست في كيفية إصلاح شكل قامتك ولا في كيفية اكتساب مهارات التواصل بقدر صعوبة تغير طريقة تفكيرك لأنها السبب الحقيقي في تضخيم هاتين المشكلتين، فلو كان طويل الهامة عريض المنكبين هو من يحظى بالاهتمام والإعجاب لما كان سيدنا علي بن أبي طالب، ولما كان سيدنا عبد الله بن مسعود، وانظر لنا اليوم لأي من المشاهير بغض النظر عن تقيمنا له وقل لي كم وقف أمام بنيته الجسمانية وكيف كانت ستؤول حياته لو وقف عليها ينعي حظه ولا يرى غيرها؟
أتذكر قامة كونداليزا رايس، شيمون بيريز، محمد هنيدي، أحمد حلمي، أبو تريكه، الشيخ أحمد ياسين يرحمه الله، طه حسين.... إلخ، لو اختزلت نفسك في الشكل ستبقى حبيسة طول العمر، والكارثة الحقيقية أنك تتألم لأنك لن تحظى باحترام وحب وإقبال الناس بسبب ذلك من وجهة نظرك رغم أن الحقيقة التي لا جدال فيها أن البشر يحومون حول "الروح"، "الخصال"، "التميز"، "السلوك"، ولو قبلوا لشكل خارجي ولم يجدوا أمراً حقيقياً وراء الشكل الخارجي الجذاب يزهدوه ولا يقيمون له وزناً.
تركت نفسك تغرق في تفاصيل الشكل والمقاسات ونسيت الأهم للبشر ولك أهذا منطق؟، أيضع أصحاب العاهات الصعبة بصمتهم على التاريخ والبشر والعلم وتظل أنت حبيساً أسيراً للمظهر؟، ما أجملك في عين الآخرين حين تكون ودوداً، ما أبهرك في عين البشر حين تكون متميزاً، ما أكملك في عين من يتعاملون معك حين تكون صاحب أخلاق رفيعة؛
أتعلم أن مشكلة قوامك هي ابنة عم مشكلتك في الصمت والوحدة!، فكلاهما خرجا من تحت عباءة واحدة اسمها "ضعف الثقة بالنفس"، فنظرتك لنفسك حين اختزلتها زيفاً وزوراً في شكلك ومقاسات كتفك وصدرك وغيره جعلتك من الداخل تؤثر الصمت فماذا ستقول، وما أهمية ما تقول، وكيف سيقابل الناس ما تقول... إلخ؟، فاخترت الوحدة المؤلمة بسبب مزيف وغير حقيقي، أتضحي بشخصيتك وعقلك وتميزك الدراسي لأجل الهواء!.
انتبه لتقصيرك الشديد في تفكيرك وحق نفسك ولا مانع إطلاقاً أن تمارس رياضة تساعدك على اكتساب مظهر يرضيك أكثر وهي كثيرة، وكلما وجدت لديك رهبة كلما تيقنت أن صمتك سيجعل مشكلتك تتضخم حتى تأكلك فلا مفر من المواجهة إذن ولتكن مواجهة ناضجة مفيدة كأن تكون متدرجة ومستمرة حتى تؤتي نتائجها ولقد تحدثت عن بعض التمارين التي تساعد على مواجهة الرهاب الاجتماعي وضعف الثقة بالنفس أرجو قراءتها بوعي ولكن تذكر أنها مجرد معينات وأن الأصل في مشكلتك هي طريقة تفكيرك التي لا تملأ إلا رأسك أنت.
واقرأ أيضًا:
الرهاب الاجتماعي حلقات الإدامة والعلاج
سرعة البديهة الاجتماعية والذكاء العاطفي
خجولة فوق العادي وأتمنى أكون جريئة!
أصدقائي: كيف أمزح معكم؟
قصر القامة والمدح السلبي والانعزال
نحافة: عدم رضا عن الجسد Body Dissatisfaction