ولا زال الحلم قائم..!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ بداية أحب أن أبدي شكري لكم على هذا المجهود الرائع والمتجلي في موقعكم الموقر. مر علي وقت طويل وأنا مترددة في طرح مشكلتي لديكم مع العلم بأني قد قرأت معظم المشاكل المشابهة لمشكلتي ولكني أحببت عرضها لعل أجد حلاً جذرياً لما أشكو منه.
أنا فتاة أبلغ من العمر العشرين لا أعاني من أي مشكلات عضوية ولا نفسية من عائلة مقتدرة ولله الحمد يسود بين أفراد أسرتي المحبة والإيخاء... طبعاً تتسألون أين هي مشكلتي سأعرض لكم الآن مشكلتي، عندما علمت أمي بأمر حملها بي ظنت بأنها حامل بمولود ذكر لا أعلم ما هي الأسباب التي جعلتها تعتقد ذلك قد تكون أعراض الحمل التي مرت بها مشابهة للأعراض التي شعرت بها عند حملها بباقي إخوتي الذكور ولذلك سارعت على اقتناء ملابس الأطفال الذكور ولكن مع مرور الشهور علمت بأن المولود أنثى فسعدت بذلك هي ووالدي وشكروا الله وحمدوه.
مرت بي الأعوام وأنا طفلة لا أفهم شيء من الحياة ولكن كل ما أذكره بأني منذ طفولتي وأنا متعلقة تعلق كبير بكل ما هو صبياني من ملبس وألعاب، وتطور الوضع إلى أن أصبحت أشعر بالخجل من كل ما يمد للأنوثة بصلة فأنا لا أستطيع ارتداء الملابس البناتية لأني لا أتقبلها علي وأشعر بالخجل الشديد منها، لا ألعب بالدما وألعاب الفتيات لأنها لا تناسب عقليتي الذكورية، أذكر في يوم من الأيام ذهبت إلى أمي حينها كنت أبلغ الرابعة من العمر سألت أمي لماذا ربي خلقني أنثى أنا لا أريد أن أبقى أنثى أريد أن أصبح ذكرا... ردت علي حينها بأن الله شاء أن يخلقني أنثى.
مرت بي الأعوام والسنوات وحالي هو حالي حتى أنني إذا جلست مع نفسي ألعب, دائما أضع نفسي موضع الذكر في حياتي لم ألعب مع نفسي ومثلت دور الأنثى لأنه هذا الدور لا يناسبني ولا أتقن تمثيله حتى في عقلي الباطن لا أملك القدرة على تخيل نفسي أنثى، تعبت كثيرا من هذا الوضع أشعر بأني أحيا في مسرحية هزلية لا تنتهي علي تمثيل دور الأنثى إلى مالا نهاية سئمت هذا الوضع تعبت نفسيتي وضاق بي الحال, عندما بدأت أكبر كبرت معي ميولي الذكورية، أذكر أول مرة أعجب فيها بفتاة كنت في الصف الخامس الابتدائي أصبحت أتخيلها معي في تخيلاتي وطبعا في هذه التخيلات أكون أنا الذكر فيها.
استمر بي هذا إلى أن أصبحت في الصف السادس تعرفت على فتاة أخرى كذلك أعجبت بها وأصبحت أتخيلها معي على نفس الحال ولكن بدأت تخيلاتي تتطور إلى أمور أنتم أعلم بها من حب وعشق وإلى ما ذلك من أمور عندما وصلت سن البلوغ أصبحت أرتدي الحجاب وأصبح لا بد علي أن أتستر كسائر الفتيات ولكن هذا الأمر سبب لي إحباطا شديدا فدائما كنت أقف أمام المرآة وأراقب وجهي هل ظهر لي شعر الشارب واللحية على وجهي أم لم تظهر وأنا كذلك لا زلت إلى هذا اليوم أراقب وجهي وجسمي على أمل أن تظهر فيني مظاهر بلوغ ذكورية بدلا من هذه المظاهر الأنثوية التي تزداد بروزا يوما بعد يوم.
لقد تعبت من كل شيء مرت بي السنين وفي كل عام أعجب بفتاة ولكن في حياتي لم أتجاوز مرحلة الإعجاب ولم أظهر إعجابي لأي من الفتيات التي أعجبت بهن أكتم كل ذلك في قلبي حتى لا يطلق علي أحدهم يوما ما لقب الشاذة خوفا من ربي وعلى سمعة عائلتي، صدقوني أنا لست شاذة ولكن مشاعري وأحاسيسي وعقلي وكل شيء فيني يصرخ بأني ذكر ولست أنثى، تعبت من هذه المعضلة التي سببت ولا زالت تسبب لي التعب النفسي.
أكتب لكم هذه الكلمات وأنا أشعر بقلبي يعتصر من الألم والقهر, كثيرا ما أحلم وأنا نائمة بأني ذكر ولي شارب ولحية تكرر هذا الحلم في منامي لأكثر من مرة. أريد أن أعرض لكم المشاعر التي أشعر بها حتى تحللون وضعي بشكل سليم وصحيح، مثلا إذا مرت بجانبي فتاة وكانت ترتدي كعب وصوت كعبها عالي في المكان هذا الشيء يثيرني ويوقظ مشاعري الذكورية, إذا مرت فتاة وكانت متعطرة ورائحة عطرها تخللت أنفي فهي توقظ بداخلي مشاعر كذلك إذا حدث تلامس سواء مقصود أو غير مقصود من أي فتاة فإن عقلي يقحم إلى تفسيرات وأحلام وتخيلات لا تظهر إلا في عقل رجل.
صدقوني تعبت إذا نظرت إلى امرأة ترتدي زي ضيق فأنا أثار منها، أنا تعبت من كل هذا، إذا سمعت صوت فتاة وكان صوتها رقيقا وتتجلى فيه نغمة الدلع أشعر بالجنون وأبدأ بالتخيل إذا رأيت فتاة جميلة ومتزينة أتخيلها وأحلم بها!!!! ماذا أفعل وأنا بداخلي كل مشاعر الذكورة هذه كثيرا ما أشعر بالتعب مما أعاني فلست أستطيع تقبل نفسي كأنثى ولست أستطيع المضي قدما والعيش كذكر مثلما أتمنى هل أنا رجل محتجز في داخل جسد أنثى أم ماذا أرجوكم أعينوني في ما ابتليت!!
جسديا لدي شعر كثيف في اليدين والقدمين كما أنه يظهر لي شعر في الصدر وفي المنطقة عند الحلمتين شعر ثخين! كما أن هناك شعر ليس بقليل عندي بالشاربين وقليل من الشعر في المنطقة قرب الأذنين أشبه بالشعر النامي عند الذكور في بداية مرحلة بلوغهم، بالطبع أنا أعاني منذ الطفولة بعدم الثقة ولا أحب الاختلاط أبدا أحب الجلوس في المنزل دائما ومع مرور الأيام فهمت هذا الشعور بعدم الثقة فأنا لا أحب أن أجلس في مجالس النساء لأني لا أعتبر نفسي واحدة منهم، عندما أرى أقاربي من الذكور أحسدهم لأن رب العباد خلقهم ذكورا بينما أنا خلقت أنثى.
أقسم بربي وأنا أكتب لكم هذه العبارة أشعر بالقهر والدموع تكاد تخترق مقلتي من الألم ماذا أفعل أعينوني تعبت هل أنا رجل أم أنثى من أكون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أخيراً أحب أن أنوه إلى نقطة مهمة أنا لي إخوان ذكور وإناث أكبر وأصغر مني مما يعني بأنه لا مجال للتأثر بإخواني الذكور كما يتخيل البعض،
أرجوكم لا تتجاهلوا مشكلتي, وأعتذر على الأخطاء الإملائية واللغوية في رسالتي
كما أنني أحب أن أطلب منكم عدم عرض أياً من معلوماتي الشخصية شاكرة لكم حسن التعاون.
01/09/2011
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
أعجبني اختيارك للاسم المستعار وهو "الأمل" ورغم اختلاف مفهومك حول الأمل عن مفهمومي إلا إني أرى جمر تحت الرماد يمكن أن نعيد اشتعاله ليدفئ قلبك بمشاعر الرضا ويوصلك للتوافق والسعادة.
تسألين من تكونين لو رجعت لأول رسالتك لرأيت تعبير الإدراك العميق التلقائي عن نفسك بأنك فتاة أي أنثى قد تكوني أنثى غير متقبلة لذاتها أو غير سعيدة بحالها ولا واثقة من نفسها ولكنك في جميع الأحوال تدريكن أنك أنثى.
هويتنا تحددها نوعية الهرمونات السائدة بالإضافة إلى النواحي المعرفية والقيمية التي نتعلم من خلالها تقدير الأمور المختلفة بدرجات متفاوتة من التقبل أو الرفض، وفي حالتك رغم وضوح أثر هرموناتك الأنثوية على جسدك التي تصفين تزايد تأثيرها يوميا يبقى الجزء المعرفي منك أكثر تقديرا للذكورة وهذا التقدير يدفعك دفعا لتمثل دور الذكورة.
وجود شعر زائد على جسمك لا يجعلك ذكر فكل أنثى لها نصيب من هرمون التسترون ويتحكم بالباقي الجينات الوراثية ولو كنت بنيتي الوحيدة التي تعاني من مشكلة الشعر لما وجدت كل تلك الابتكارات والإعلانات عن وسائل إزالة الشعر مثل استخدام الليزر لإزالة الشعر غير المرغوب فيه بصورة شبه نهائية وهو الخيار الذي يمكنك اللجوء إليه لترتاحي من التشويش الذي يثيره وجود الشعر على جسدك.
لا يوجد لديك اختلاط هرموني بل سوء توجيه نفسي لأن تكوني ذكر حيث رويت لك من بداية حياتك تلك الحادثة بتوقع والديك عن جنس المولود وصدقا لم يمر علي كثير من الناس ممن ينتظرون الحمل بأنثى فهل هذا يجعل من جميع الإناث كارهات لأنفسهن بناء على رغبة وتوقع الوالدين، اختلاف شكلك أو بنيتك عن الصورة النمطية للإناث قد يكون مصدر عدم ثقتك بنفسك وانسحابك من العلاقات الاجتماعية مبكرا فبقيت أسيرة أوهامك وربما تعليقات سمعتها في طفولتك وخزنتها.
إن استطعت أن تحددي ما تكرهينه في كونك أنثى وكذلك فيما تحبينه في الذكورة تكوني قد قطعت شوطا بعيدا في التخلص من معاناتك، فقد يكون مصدر معاناتك شعورك بعدم قدرتك على تحقيق معايير الأنثى المثالية التي يفرضها المجتمع مثل التوقعات العالية وغير المنطقية من الإناث دون أن تكون معايير صادقة ولا دقيقة للأنوثة ولا للذكورة من حيث الشكل والسلوك والاهتمامات، من بين التوقعات المستفزة من الإناث أن يكن لطيفات وليس محتوى اللطف المتوقع سوى الغباء والعجز وعدم التعبير عن الرأي، أو التوقعات حول الأنشطة والاهتمامات وحصرها في أنشطة غير بدنية وهو الأمر الذي قد لا ينسجم معك.
ما ذكرته من دلائل على ذكورتك من تأثير صوت الكعب العالي أو العطور ما هي الا محتويات لقنوات الإثارة عند الذكور والإناث (الحواس) وما يحدد صورة هذه المحتويات هو الإدراك المعرفي الانتقائي أي أن الإنسان يختار ما يستجيب له فغيري خياراتك تتغير مشاعرك.
توقفي عن إقناع نفسك بأنك تكرهين كينونتك وقد لا تستطيعين ذلك دون مساعدة نفسية متخصصة فلا تتأخري في طلبها أكثر من ذلك.
واقرئي على مجانين:
خلل التناغم الروح/جسدي: اضطراب الهوية الجنسية
عيوش وخلل التناغم الجنسي الروح/جسدي
ابنتي واضطراب الهوية ورفضها العلاج
تائهة بلا عنوان
خنثى هل أكون؟