لا أدري ماذا حدث لي..!؟
منذ أن عرفته والدموع لا تفارقني لا ليل ولا نهار والحسرة تتخللني والألم يدمي قلبي ويتعذب كل قلبي, كبت مشاعري طوال الـ 17 عام الماضية من حياتي على أمل أن أجد ذلك الفارس النبيل الذي سيحارب العالم من أجلي ويأتي إلي على حصانه الأبيض ونسكن في بيت تملؤه المحبة والدفء, هذا ما كنت أعتقد في أحلامي وأوهامي, التي لا تمت للواقع الكاذب بشيء.
أنا التي أقحمت نفسي في هذه المشكلة وأنا التي يجب أن أخرج نفسي منها، الحب شيء مقدس لدي, ولكنه ليس كذلك بالنسبة له, قصتي سأرويها لكم وأعتذر عن الإطالة, أنا عمري 18 سنة في حياتي لم أقترب من الحب ولم أدخل في علاقة "وكنت أرى بأن الله هو المسير لي فسيجعلني ألتقي بمن هو من نصيبي ويراه الأفضل لي ومع ذلك كنت أرسم في خيالاتي صورة فارسي، أنا في طبعي لا أثق في الناس بسهولة وليس لدي الكثير من الصديقات ولا أحب الخروج خارج المنزل ولا أحب التحدث كثيرا" ولكن لي كاريزما فعند خروجي أجد الجميع يريدون التعرف علي ويهتمون بي.
أنا الحمد لله, حسنة المظهر وأخلاقي عالية ومتدينة والحمد لله, أهتم بالقراءة والإطلاع أكثر من أي شيء آخر, ولكني مللت منهم فقررت الدخول إلى عالم الإنترنت والصداقات في الواقع الافتراضي كان كل شيء طبيعي, سنتين من عمري في الإنترنت ولم أميل إلى أحد وكانوا كلهم كأصدقاء وصديقات فقط، ولكن قبل شهر تعرفت على شاب ما, كان اسمه مألوفا لي ولكني لم أعرف أين وجدت هذا الاسم من قبل, المهم طلب مني أن نتعرف على بعضنا البعض وفعلا تعارفنا معا ولكن بعد مدة ليست بالطويلة أتى إلي وقال بأنه "يحبني" في بادئ الأمر شككت فيه ولكن مع مرور الوقت وجدت نفسي أحبه بكل مشاعري وأخلص له, وأنا صدقته ووثقت فيه؛
عندما صارحني بمشاعره لم يكن قد رآني ولا سمع صوتي حتى, ولكن بعد أن اعترفت له بحبي له تواصلت معه عن طريق الهاتف وهو حتى الآن لم يراني وهو الولد الوحيد الذي يعرف رقم هاتفي, ولكن بعد فترة عرفت بأنه ابن ملياردير كبير, والبنات كلهم بيجروا وراه ومنتظرين بس يعبرهم بكلمة, ’نا شفت اسمه في مجلة وشفت صورته كمان وتأكدت بأنه لا ينتحل شخصية هذا الشاب، كيف لشاب بهذه الوسامة وهذا الثراء وهذه الشهرة والأخلاق أن يعجب بفتاة من الإنترنت لم يراها ومن الممكن أن تكون كاذبة ويترك كل الفتيات اللاتي يجرين وراءه والحسناوات ويحب فتاة يمكن أن تكون قبيحة أو معاقة لا قدر الله أما أن يكون أحبني بصدق أو يتسلى بي وهذا ما أخشاه أنا تأكدت منه وهو لا يكذب في شيء من المعلومات عنه التي قالها لي, والذي تأكد لي من ذلك هو أخو صديقتي "جزاه الله ألف خير" وهو موضع للثقة.
ولكن كيف يمكن أن يحبني هل يكذب علي؟ هل أتركه؟ أم أصدقه وأبقى معه؟ هل أنا مثل سندريلا؟ هل ستتكرر قصتها بطريقة مستحدثة أم ماذا؟؟ أنا حائرة وخائفة ومترددة وصرت أشك فيه كثيرا وهو يتضايق من شكوكي هذه (خصوصا وأن الفتيات لا يتركونه وشأنه), ومن غيرتي عليه_ ماذا أفعل دلوني وبسرعة لو سمحتوا,,
لم يعلم أحد بما حدث لي إلا أنتم وأريد منكم ردا وأرجو أن يكون في أسرع فرصة ممكنة لأني أتعلق به كل يوم وكل ساعة وكل ثانية
ولكم جزيل الشكر....
01/09/2011
رد المستشار
متى ستهبطين للواقع يا ابنتي؟، فلقد قلت بلسانك أنك تعيشين خيال لا يمت للواقع بشيء، فالواقع أن الحب شيء كبير ومهم ولكنه ليس شعوراً فقط يحلق في السماء دون مسئولية، فهو شعور مسئول، والواقع أن الله خلقنا بروح وعقل ومشاعر وسلوك وكلهم معاً هو أنت، فكيف تتعرفين على آخر من خلال كي بورد وسماعة أو تليفون؟، كيف تعرفينه كروح وتفكير ومسئولية وسلوك وقدرات وعيوب ومميزات؟،
الواقع أن الحب حين لا يرتبط بالزواج والواقع الذي يمر به الطرفان لن يكتمل أبداً، أما رأيت حال المحبين ونهايات قصصهم؟، لماذا قصص الحب لا تكتمل رغم جاذبية وأهمية وروعة الحب؟، لأنه لم يرتبط بالواقع الذي يعيشه الطرفان ولا الزواج فاختلت العلاقة وفشلت، فلن أتحدث كثيراً كما أسهبت فيه من حب الإنترنت الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، ولكن ضعي النقاط فوق الحروف حتى لا تجرحين نفسك بنفسك ثم تبصقين على الحب كما فعل الآخرون، فالحب يرتبط بالواقع والزواج فأين أنت منهما في تلك العلاقة؟، كيف هو واقعك وواقعه هل يتناغمان؟، هل يتكاملان؟، هل يتكافئان؟، وأين الزواج من تلك العلاقة؟، أم سنحب ونغير فقط؟،
أرى منك عقلاً أراهن عليه، فانتبهي لنفسك واسأليها السؤال الصحيح، فسؤالك عن هل يحبني، هل أثق به، هل يحب شخص غني ومشهور مثلي كلها أصفار لا قيمة لها تأخذ من عمرك وأعصابك لا أكثر، فلتسألي نفسك إلى أين تسير العلاقة وما الذي أرتضيه لها، ولن يجيبك عليه إلا أنت.