حياتي مدمرة تماما
السلام عليكم، ولدت لأب كبير في السن وأم كبيرة في السن أيضا فقد تزوج أبي بأمي عندما كانت فوق ال35 عام وأنجبتني أمي بعد 6 سنوات لي أخت معاقة عقليا أصغر مني بسنتين ولكن مستوى ذكائها لا يتعدى ال5 سنوات على الأكثر، أبي توفي بسبب مرض عصبي ألزمه الفراش لمدة 7 سنوات لا يستطلع التكلم ولا الحراك وتوفي وأنا في ال14 من عمري، لي إخوة من أبي يكبرونني سنا ولكنهم ظلمة وغير متعلمين وهمجيين، أصغرهم كان يعتدي علي وعلى أختي المعاقة جنسيا عندما كنا أطفالا تحت سن ال5، ومنذ ذلك الوقت وأنا أكره أن يقترب مني أحد أو يلامسني ولو على سبيل المزاح، فلا أطيق أن تمسك صديقتي بيدي لو أن تحتضنني أمي، فأنا أشعر بالقشعريرة كلما حدث ذلك، كان يعتدي على أختي بسبب جهلها وكانت أمي دائمة البكاء بسبب ذلك....
أمي الآن مريضة بالسكر والضغط والقلب، أنا كنت متفوقة بالمدرسة ولكني كنت تعيسة للغاية، دائما كنت أحس نفسي أقل من الفتيات الأخريات بالرغم من تفوقي العلمي الكبير ولكن كنت أجد نفسي أبشعهن وأقلهن حظا، أنا لم يكن لي أب ولا أخوة ولا مال ولا جمال مع أنني بنظر من حولي جميلة ولكني لا أقتنع بذلك، من صغري أشعر بأني محرومة من الحب والحنان حيث أن أمي كانت مشغولة برعاية أبي المريض وأختي المعاقة ولم يكن لي كثير من الصديقات، كنت أحس أنهن يغرن مني بسبب تفوقي ومعاملة أمي الجيدة لي فأنا بنظرها وبنظر الناس شيء مميز، بسبب شكلي ودراستي، ولكني لم أثق في نفسي يوما.
كنت عندما أرى والد فتاة جاء للمدرسة لاصطحابها أرجع للبيت وأبكي بحرقة شديدة وأبدأ بشتم أبي بيني وبين نفسي لأنه هو سبب ما نحن فيه من تعاسة بسبب مرضه، فهو غائب عني واخذ تفكير أمي، ووقتها كنت لا أجرؤ أن أجلس في مجلس مليء بالناس دون أن أكون خائفة وأرتجف خوفا من نقدهم لي، من نظرة غير محببة، خوفا من تعليق سيء،... لا أدري ما تسمونه رهاب اجتماعي أم عدم ثقة بالنفس ولكني كنت أرفض عروض كثير كانت تقدمها المدرسة والجامعة بسبب خوفي من الوقوف أمام الناس، حيث كنت أرتجف كثير وأشعر بسخونة تسري في جسدي تجعلني أشعر بالشلل فأتلعثم بالكلام وأضع نفسي في موقف حرج... كنت أخاف كثير من كل شيء عندما أسمع أحدا يصرخ أخاف وأرتجف قبل أن أعرف سبب الصراخ.
من سن ال12 أصبحت ألجأ إلى أحلام اليقظة، حيث أشعر من خلالها أني سعيدة جدا، أشعر من خلالها أني خرجت عن واقعي المؤلم، كنت أتخيل نفسي وسط عائلة سعيدة تحب بعضها، وكنت أتخيل نفسي في مواقف كأنني بطلة فيها ومحبوبة ومغمورة بالحب والحنان من الآخرين، وكنت أنخرط بشدة في هذه الأحلام لدرجة أن من يجلس بجانبي يراني أبتسم أحيانا وأحيانا أبكي وأحيانا أتلفظ ببعض الكلمات فجأة،.....
أنا أعلم أنها غير حقيقية وأنا لست كذلك ولكني كنت أندمج معها اندماج غير طبيعي لدرجة أني أكون حزينة بشدة بسبب موقف مع أحد الأشخاص وعندها أجلس للتفكير والتخيل والأحلام أصبح سعيدة جدا وأنسى كل شيء، أمي كانت تلاحظ علي هذه الأعراض وكانت تتهمني بالبلاهة وكان ذلك يؤثر في كثيرا، كنت أتخيل أني أعشق شخصا وهو يبادلني الشعور وكنت سعيدة بذلك، وفي الثانوية العامة حصلت على مجموع 97 في المائة وكنت سعيدة جدا، ولكن تقدم لخطبتي أحد أقاربي غير متعلم وأبله مما جعلني مضحكة في العائلة، وكان معه سلاح قوي يضغط علي فيه حتى أوافق وهو أختي المعاقة... فإخوتي من أبي لن يتولوا رعايتها عند موت أمي، لذلك سوف أرعاها أنا... وإن تزوجت برجل غريب سوف لن يتحمل أختي، لذلك يجب أن أتزوج شخصا من العائلة....، ولكني رفضته بشدة والآخرين رفضوه لأنهم يعلمون الفرق في التفكير بيني وبينه.
هذه التجربة حطمت معنوياتي كثيرا وحطمت آمالي في فارس الأحلام الذي أحلم به كل يوم، جاءتني فرص زواج كثيرة بعدها كلها رفضتها بسبب خوفي من ابتعادي عن أمي وأختي، كنت أخاف كثيرا عندما تخرج أمي وتتأخر، أحس نفسي لوحدي فأبدأ بالبكاء، هذا وأنا في سن كبيرة يعني 20 و18 سنة، كنت عندها أجلس لوحدي أبكي لتعاستي وحظي وأفكر في مستقبلي التعيس بسبب أختي وأن ليس لي ظهر في هذه الدنيا.... كان إخوتي من أبي يأتون ليضربوها غلا وحقدا منهم علينا فكنت أشعر بالخوف من الزمن ومما سوف يحصل لي ولأختي لو ماتت أمي، كنت أبكي ساعات طويلة قبل النوم بسبب هذا الموضوع، حيث أني لا أشعر بالأمن فما بالك لو فقدت أمي أيضا.
عندما أصبحت 19 تعرفت إلى شاب اسمه م في بلدي ولكنه ينوي السفر إلى أمريكا، وجدته مميزا ولقد جذبتني طريقة كلامه ومجاملته وعمق تفكيره وإحساسه... كنت في البداية لا أشعر بشيء تجاهه ولكن مع كثرة الكلام معه أحسست أنه يحبني كثير ويحس بي ويقدر ظروفي، كان يسألني كيف كنت تستطيعين العيش في كل هذه الظروف الصعبة بدون شخص يحبك ويهتم بك، بصراحة أنا وجدته وكأني وجدت عالم آخر، أشعرني بحب عميق لم أشعر به من قبل وكأني أصبحت أعيش في دنيا جديدة ملونة رائعة، كان يهتم في كل تفاصيلي وكان يغار علي كثيرا، وكان مخطوبا لابنة عمه التي في أمريكا كان يحبها نوعا ما وبعد عودتها إلى أمريكا تركته لأنها تحب غيره، فحقد عليها كثيرا وفقد الثقة في كل الناس جراء ذلك وطلب من أهلها أن يبقيها على ذمته حتى يحصل على الفيزا ليسافر إلى هناك، وفعلا سافر م إلى مصر في أول فترة تعارفنا وانتظر سنة ونصف حتى أخذ الفيزا وسافر، ولكن في فترة مكوثه في مصر مررنا أنا وهو بمشاكل جمة.
في بداية الأمر كان اهتمامنا ببعض جنونيا لحد التملك والغيرة الجنونية والراحة والثقة، أخبرته بأسرار حياتي وأخبرني بأسرار حياته ولكن لغبائي أفشيت أسراره لزوجة أخي التي كنت أعتقدها صديقتي، ولكن غيرته الشديدة زادت وتحولت إلى شك فكان غير مسموح لي أن أسلم على رجل حتى لو كان محرم لي وغير مسوح لي الخروج من البيت، وغير مسوح لي أن أنزل للمواد الميدانية في الجامعة بسبب غيرته وشكه في الناس، كان يثق بي ثقة عمياء وكان يشك في أحيانا بدافع الغيرة... أظن أن ثقته بنفسه اهتزت من تجربته الأولى لذلك يحاول أن يثبت رجولته في علاقته معي ولا يريد أن يدع لي أي ثغرة لأبتعد منها عنه، أخبرته مرة على سبيل المزاح أني عقد قراني فجن وشرع بالبكاء ودخل في حالة هستيرية وصراخ فتفاجأت لما فعل ولمكانتي عنده...
وبالرغم من كل ذلك كان يخرج مع فتيات أخريات ويكلمهن على الموبايل دون علمي ولكني كنت حبيبته الوحيدة، كان يخبرهن عني كثيرا ومدى حبه لي.... كان مغرورا جدا عندما يجد فتاة جميلة حتى لو أمامي فإنه يحاول أن يلفت نظرها ليجعلها تجري وراءه. كنت ألح عليه أن يتقدم لخطبتي ولكن بسبب ظروفه الاجتماعية لم يكن يستطلع، فأرسل أخوه الكبير 42 سنة ليطلب من أمي أن تحجزني له حتى يرجع من أمريكا، ووافقت أمي.
أمي كانت معترضة في علاقتنا فقط على كثرة المكالمات بيننا وانشغالي به عن الدراسة وتدني مستواي الدراسي بسبب انشغالي به، وكانت تكره علاقاته الكثيرة وصياعته هههه.... كنت إذا زعل مني أبكي بدون توقف وأترجاه أن يسامحني، وهو بدوره يقسو علي كثيرا حتى لا أكرر الغلطة، ولكن هو مسموح أن يغلط كما يشاء لأنه رجل ولا يحق لي أن أكلمه، كنت أتقبل كل هذا ولا أتقبل فكرة أن يتركني، إلى أن اشتعلت نيران غيرتي عليه لأقصى حدودها فقمت بإرسال رسالة إلى القنصل الأمريكي في القاهرة ليرفض معاملته، وأخبره بزيف العلاقة مع ابنة عمه....
علم م بالرسالة ولكني خوفا منه وخوفا على منظري أمامه لم أخبره أني أنا الفاعلة، في هذه الحركة خسر م 13 ألف دولار وأهله تعبوا كثيرا حتى يعرفوا من هو الفاعل دون جدوى، ولكن أخوه الكبير كان متأكد من أنه أنا لأنه لا مصلحة لأحد غيري لو رفضت المعاملة ولكنه تحدى كل أهله وأخبرهم أنهم لا يعرفوني، كان يقول لهم هي ملاك لا تؤذي أحد مستعد أن أصدق أن أبي فعل ذلك وليس هي، وفي ليلة سوداء اعترفت له بأني الفاعلة بالخطأ ذلة لسان، كرهني وأخذ يشتمني ويبكي وكلم أمي وأخبرها أنه لم يعد يريدني وأصبح يكلم البنات أمامي وعلى علم مني ويحضنهن ويقبلهن على علم مني وأخذ يكلم زوجة أخي ويضاحكها أمامي...
بقيت على هذا الحال 8 أشهر، حتى بداية شهر أغسطس الجاري أنا غير قادرة أن أبتعد عنه برغم قسوته، في لحظات كان يضعف ويخبرني أنه يحبني ولا يستطيع أن يبتعد عني ولكن ما فعلته به لا يغتفر، كان يجعل صديقاته يكلمنني ويخبرنني أنه لا يحبني وكنت أبكي للفتاة وأحكي لها لا م يحبني أنا، وهي تشتمني وأنا خوفا منه لا أستطيع أن أمسها بكلمة، كنت أتحمل كل هذا وبعدها يحس بتأنيب الضمير ليصالحني ويقول لي كلمات رقيقة تجعلني أطير فرحا.
كان يمر بظروف سيئة ماديا فقمت ببيع جوالي لأرسل له الثمن وبعت ذهبي من وأنا صغيرة وأرسلت له النقود ولكن دون علم منه فهو يظن أن هذه النقود من أمي ولو علم أني بعت الذهب لقاطعني وأرجع النقود، طول ال8 أشهر كنت أترجاه أن يسامحني، ولكن دون جدوى، وقبل سفره بأيام أصبح طيبا معي وأخبرني أنه يحبني ويردني له ووعدني أنه سوف يعطيني رقم جواله عندما يصل هناك، ولكنه صار يتحجج أنه لم يشتري رقم مع علمي أنه معه رقم، التمست له عذرا لأني كنت في مصر أتصل فيه كثيرا وأحرجه أمام الأخريات بكثرة اتصالاتي....
هو الآن يخبرني أنه من المستحيل أن يضيعني لأني لا أشبه أحدا وهوا يحبني حد الموت ولكنه لم يعطيني رقم جواله ولا يخبرني بما يحدث معه لأنه يظن أن أجهزة الكمبيوتر مراقبة من قبل بيت عمه الذين ينتظرون غلطة يمسكوها عليه حتى يسحبوا منه الإقامة، من لحظة سفره حتى الآن والله لم أتوقف عن البكاء كل يوم أجلس 24 ساعة على اللابتوب أنتظر دخوله على الإنترنت، أحبه حد الجنون ولا أتخيل حياتي بدونه، كل شيء أربطه به عندما أرى سيارة أتذكره وهو يركب السيارة، عندما أرى الطعام أتذكر ما يحب وما يكره من الطعام، كلما رأيت شابا أتذكره، صدقني لا أستطيع النظر لأحد لا أحد في قلبي وعقلي غيره، أحسه الدنيا بما فيها لا أتخيل أن رجلا سوف يلمسني غيره، لا أجد الأمان إلا معه.
في لحظات حزني الشديد أمسك صورته وأصير أكلمه واشكي له لأنه لا يسمع لي، أحس نفسي مجنونة بتصرفاتي، دائمة السرحان، أصبحت أحمل مواد وأرسب فيها بسببه، وبسبب خوفي من فقدانه، خسرت كل صديقاتي وكل الناس وتركتهم على اعتقاد من أنه يكفيني ولا أحتاج أحدا غيره، أصبحت أمي تضربني بسبب تعلقي به وأخبرت أخي الكبير فصار يتفنن بعذابي وبضربني ضربا مبرحا، ولكني مستعدة أن أتحمل أكثر ولكن يبقى معي هو لا أرى غيره بالدنيا هو وفقط هو.
أصبحت ألتزم بالصلاة حتى أدعو له بالتوفيق والنجاح وأن يجعلني من نصيبه، أرجوك أخبرني ماذا أفعل وما هي مشكلتي، لا أريد حلا بأن أتركه لأني لا أستطيع أبدا حاولت مرارا ولكن دون جدوى، مع العلم أحلام اليقظة مازلت مستمرة بها ولكن آخر سنتين كان هو بطلها، وأصبحت أتكلم أثناء هذه الأحلام بشدة وبصوت عالي ولا أحس بوجود شخص بجانبي لو كانت أمي بجانبي.
أصبحت أكره كل الناس ولا أثق بأحد، أهملت في نظافتي الشخصية وشكلي ومظهري لدرجة ملحوظة بسبب انشغالي بالتفكير به، لا أستمتع بشيء من حولي لو لم أكن سعيدة معه، نمت في المستشفى عدة مرات بسبب صدماتي وحزني واكتئابي، أرتجف خوفا في الليل قبل النوم وأبكي كثيرا إلى أن تتورم عيناي
01/09/2011
رد المستشار
تخونين نفسك بتصوراتك الخاطئة كعادتك، فصرت تفكرين تفكيراً غير منطقياً لا عقل فيه لأنك سلمت نفسك ووجدانك لمخاوفك التي تنهكك كل لحظة، والدليل على زيف مخاوفك رغم إيمانك العميق بها هي تصرفاتك أنت!، فأنت تخافين الوحدة والبقاء بلا أحد وتمر الأيام وتختارين بسبق الإصرار والترصد أن تقطعي كل علاقاتك مع الآخرين حتى تتفرغي لمن جعلته هوائك الذي تعيشين به، وتخافين أن تتزوجي بشخص لا يستوعب وجوب مراعاتك لأختك الصغيرة ومقابل ذلك رفضت الكثيرين في حين أنك لم تتحدثي قط عن تلك النقطة مع "م" كيف هي؟ وهل ستكون مطروحة وهو مسافر للخارج؟، تخافين أن تتوفى والدتك أطال الله عمرها وتهدرين كل وقتك وطاقتك في غير إسعادها أو القرب منها بدلاً من أن تجعلي أيامك معها أجمل أيامها وأيامك، تخافين من أثر اعتداءات أخوك للدرجة التي جعلتك تكرهين مجرد لمسات طبيعية بينك وبين زميلاتك وتعيشين ساعات وساعات في خيالات عاطفية وجسدية بينك وبين"م"!.
تخافين الفشل وتتركين ميزتك الكبيرة في الدراسة وتضيعين جهدك السابق لتتفرغي في التفكير فيه، متى ستحطمين تلك الأصنام وتعودين لرشدك؟، متى ترين الحقيقة التي تتعمدين غض الطرف عنها؟، لقد تركت نفسك نهباً لتفكير عليل يحتاج لعلاج وتعديل وتقويم، كقصتك مع الأمان؛ فتتعلمين أن الأمان لا نحصل عليه من أي آخر غير الله سبحانه ونفسك التي بين جنبيك، فمن تصور أن الأمان في المال طارت نقوده في لحظة في بورصة تتخبط، ومن ظن أنها في العمل فالبطالة تخرج له لسانها كل حين، ومن ظن أنها في بقاء الأم والأب فهناك آلاف البيوت التي تحظى بوجودهما ولم يتحقق الأمان في وجودهما أبداً!؛
ومن ظن أنه في الحب فصرعى قصص الحب التي أدمت قلوب أصحابها نراها رؤيا العين ليل نهار وهي تفشل فشلاً تلو الآخر، فالأمان الحقيقي في أن تتوكلي على من لا يموت ولا يخذل أحداً ولا يغدر بمن اقترب منه وهو الله العظيم الودود الذي لم تقدريه في حياتك طوال السنوات السابقة حق قدره، والأمان الذي يليه هو أن تتعهدي نفسك بكل أسباب القوة من علم، وخلق، وتدين، ودراسة، وعلاقات، ورياضة، وهواية، وعطاء، وإرادة، وإيجابية.... إلخ، فتطمئنين لأدواتك التي تعينك وقت الحاجة لها ولا تخونك ولا تتخلى عنك أبداً وتهدهدك وقت الخوف لأنها في النهاية تركن لمن لا يعجزه شيء، وكذلك غاب عنك حقيقة الحب واختلط عندك وتشوش بالاحتياج، وصار الاثنان عندك واحد وهما مختلفان تماماً، فلقد رأيت "م" يحدث فتيات ويقبلهن ويحضنهن أمامك بل ويكيدك بجعلهن يتحدثن إليك ليقلن لك أنه لا يحبك!، كيف يستقيم ذلك مع الحب؟
الحب مشاعر مسؤولة تجعل الحبيب مسئول عن حبيبه وعن العلاقة بينها فماذا فعل لك غير الكلام؟، ماذا قدم لك من أفعال حقيقية؟، لقد سافر ورمى لك كلمات تتعذبين بها وتقلبينها يمنة ويسرة لا تسمن ولا تغني من جوع!، وتلفقين حبه لك تلفيقاً اعتماداً على كلمات كان يقولها لأخريات غيرك وأمامك ولكنك تقفين على صنم اخترعته بسبب احتياجك الشديد للاهتمام والرعاية المزيفة، فهل تدركين أنك تبكي حتى تتورم عيناك أيضاً من مخاوفك من فقد من تتصورين اهتمامه وحبه وليس هو شخصياً؟، ولم يسعفك تفكيرك فأخطأت خطئاً غاية في الحمق مع شخص يشك في أصابعه ولم يفكر أن يساعد نفسه للشفاء من فقدان ثقته بالفتيات؛ فراح يتعرف على هذه وتلك ويقبل هذه ويحتضن تلك ليؤكد بغبائه هو الآخر أن الثقة في الفتيات كذبة كبيرة فلا يشفى من شكه أبدا!،
ولا ألومك على ذلة لسانك بالاعتراف؛ فهو أفضل ما حدث معك لتفيقي من غيبوبتك التي طالت، فالحبيب حين يحب فتاته يرعاها بصونِها، وتعزيزها، ويبذل الجهد لأجلها، ولا يرى غير من يحبها لأنها تملأ كيانه وتغنيه عمن سواها، لكنه سافر لأجله هو، ولم يصن مشاعرك، ولم يغفر لك كما يتشوق الحبيب الحق لأي سبب ولو كان ضعيفاً ليسامح، هان عليه عذابك وتلذذ به رغم أنه كان في البداية يقول لك كيف تتحملين كل تلك الظروف دون من يحبك ويهتم بك فصار هو عذابك الأكبر وسبب رسوبك الأول في حياتك!، فكيف يستقيم الحب مع كل تلك الأزمات؟، فكيف تتصورين حبه لك وبأي منطق ومبرر غير تسولك الشديد لأي مشاعر حتى لو غير حقيقية؟
فأنت تحتاجين بشدة أن تحبي نفسك وتصونيها وتحترميها حتى تحصلي على الحب والصون والاحترام من أي آخر، وهذه حقيقة أخرى تجهليها فالعاجز عن إعطاء نفسه ما يحتاج لن يحصل على ما يحتاجه من آخر، وما تعانين منه الآن هو آثار الفراق وما يسببه من اكتئاب يجعل الشخص في حالة رفض للقيام بأي شيء وفقدان الرغبة لعمل أي شيء، والكسل حتى في التفكير، وفقدان التركيز، فجزاه الله خيراً على هداياه لك التي لا تتوقف حتى بغيابه!، فقد تلقين بكلماتي في أقرب سلة مهملات، ولكن ستمر الأيام وتمر المواقف التي تجعلك تبحثين عن سطوري من جديد فحاولي أن تحتفظي بها قريبة منك، وتأكدي أن رفضك لكلماتي؛ لأنك ترفضين أن تري الحقيقة التي ستسطع يوماً شئت أم أبيت، فنفسك ومشاعرك أغلى ما عندك يا ابنتي فلا تهدريهما فيما لا يستحق ولمن لا يستحق، ولا تتركي احتياجك الشديد يلعب بك كريشة في مهب ريح، وتماسكي وتخطي آلامك التي تضخمت بسبب طريقة تفكيرك ومن منطلق احتياجك بقوة وبطولة لتكوني ما كنت تتمنين أن تكوني عليه فهو الأصح والأبقى، وتذكري ما قلناه عن حقيقة الأمان، وأن هناك غيرك الكثير ممن يعانون مما تعانيه من ظروف ولكنهم اختاروا ألا يكونوا قصص فاشلة بتحديهم وتكيفهم الصحي مع ظروفهم، وخلقوا لأنفسهم ألف بديل وبديل، وجعلوا لحياتهم ألف سبب وسبب فلا تكوني أقل منهم.