تصحيح البوصلة على مفترق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بداية كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم الطاعات..... هناك عدة قضايا وأمور أود أن أستشيركم فيها:
* الحسد: فكما قال سيد الخلق والمرسلين أن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب...، ومؤخرًا ألاحظ على نفسي أنها كلما سمعت عن شخص تفوق علي في مجالي أو غيره تأججت في قلبي نار تحرقني وتكويني. وعلى ما يبدو هذا ما يدعى حسدًا فلا أريد أن أسمع أن فلانًا تفوق علي!!! لذلك أريد أن أتخلص من هذه الآفة الخطيرة، وخصوصًا أنها تعتبر من أمراض القلوب الخطيرة، فما هي الوصفة الطبية للتخلص منه؟ فمثلًا سمعت أن أبا بكر الصديق كان لا يندم على شيء فاته من الدنيا أبدًا!! لكن للأسف الدنيا دخلت إلى قلبي من حيث لم أشعر فهل يجور للإنسان المسلم أن يحب الدنيا وزينتها؟ وهل هذا يتناقض مع حبه للآخرة؟... وكيف بإمكاني أن أجعل الدنيا بيدي وليس في قلبي كما قال أحد الصالحين؟
* التعثر الدراسي: فصراحة أصابني تعثر في المدة الأخيرة في الدراسة وتردى مستواي الدراسي وذلك بسبب إهمالي لها والمبالغة بالاهتمام بقراءة استشارات موقعكم حتى أني كدت أنهيها!!! (لا أتهمكم بل أتهم نفسي) وغيرها من مواقع تطوير الذات..... وعندي في الفترة القريبة امتحانات وهي فرصتي الذهبية لتحسين حالي والرجوع للتفوق الدراسي وهنا تأتي مشكلة الشرود الذهني وعدم التركيز في الدراسة!!!
ومثلًا أفكر: ما هي نتيجتي في المادة التي أدرسها؟ وماذا سيحدث إن رسبت بها؟ وماذا سيحدث إن تفوق علي أحد زملائي وما إلى ذلك من أفكار....
فكيف هي السبيل في التركيز بالدراسة وإهمال هذه الأفكار التي قد تكون هدامة وتؤثر علي كثيرًا!!!
* الحكمة: قال الله تعالى: "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا" فما هو السبيل للوصول إلى الحكمة؟ وهل هناك من خطوات وأسباب توصل المرء إليها، أم إنها غير مكتسبة ولا يمكن التمرن عليها للوصول إليها؟
* القرآن: كلما بدأت برنامجا لأثبت ما نسيت من القرآن لا يستمر إلا أياما أو في أحسن أحواله أسابيع بعدها يصيبني فتور وعدم انضباط واتركه...، وأخاف أن أكون من الفئة الظالمة لنفسها المذكورة في القرآن الكريم فكيف أنجو بنفسي مع الأخذ بعين الاعتبار الضغط الدراسي؟ وكيف أكذب الأفكار السوداوية التي تأتيني بأنه قد طبع على قلبي وأصبحت من فئة المنافقين لا سمح الله لذلك لن يرجع القرآن مرة ثانية إلى صدري (لا قدر الله)؟
* ضيق الصدر والغم والهم: هل هناك من تفسير لهذه الأمور إذ إنني في البداية ظننت أنه تعصف بي أزمة نفسية ولكن تبين بعد زيارة أخصائي أني لا أعاني من علة نفسية بحمد الله ولكن ربما المبالغة في الطموح والتفكير الزائد في الأمور تؤدي بي إلى هذه الحال فكيف الموازنة بين الطموح وطمأنينة الصدر؟ نعم ذكرتم في السابق في ردكم الكريم أنه علي أن أعمل أقصى ما لدي ثم الرضى بالنتائج مهما كانت لكنّي أجد نفسي تتمرد على هذا المفهوم، فكيف أربيها وأقنعها؟!
لن أطيل عليكم هذه المرة أكثر من هذا لكن بالمقابل عندي طلب صغير أن تعجلوا قليلًا في الإجابة لأن الامتحانات على الأبواب، وأحتاج إلى نصائحكم الرشيدة والمفيدة، وأدرك أن بعض الأسئلة القصيرة إجابتها طويلة، ولكن أسأل الله أن يعينكم عليها وعلي أيضًا وأن توفقوني في استبصار الأمور المستعصية بارك الله فيكم، وقبل أن أختم أريد أن أبشركم بأني دعوت الله لكم في الأقصى المبارك في ليلة القدر عسى الله أن يتقبل منا الدعاء....، وكلي أمل بأن تغدقوا علي في تبصيري للطريق المستقيم لدوام السير عليه بإذن الله
ملحوظة:
صاحب هذه الاستشارة هو صاحب -على الأقل- كل ما يلي من مشكلات على الموقع
الإحباط كرة ثلج لا تتركها تتدحرج!
أنت على مفترق طرق!! متابعة
أنت على مفترق طرق!! متابعة1
على مفترق طرق متابعة2
على مفترق طرق متابعة3
عن مجانين وتوكيد الذات
01/09/2011
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛
ترسل يا محمد أسئلة كثيرة، ومشكلات كبيرة، ولكن مشكلتك مشكلة واحدة فقط لا غير!!!!
إنك لا تحبّ أن تتحرك...، وتترك نفسك تسترسل مع كل ما يلقيه إليك دماغك من أفكار...، ولكنك لا تريد أن تكلف نفسك بالبحث عن إجابتها بل تريد الإجابة جاهزة تصب في أذنك، فإذا عرفت الإجابة فإنك لا تريد أن تتحرك، وإنما تحتاج إلى من يحركك، فإن لم تجد هذا المحرك عدت فسألتنا نفس الأسئلة بأسلوب مختلف، فأجابك عليها مستشار مختلف...، فتغدق عليه عبارات الشكر وتعود إلى نومتك العميقة!!!
هذه باختصار مشكلتك! وهي التي تسبب لك الضيق... سمعت من أحد الدعاة لفتة لطيفة حول سورة الانشراح، ومما قيل: إن عنوان السورة يرشد إلى أن مضمونها يدل على سر الانشراح، وسر الانشراح هو الدأب على العمل والحركة والطاعة ((فإذا فرغت فانصب* وإلى ربكّ فارغب)).
ومما قيل في تفسير هاتين الآيتين: (إذا فرغت من أمر الخلق، فاجتهد في عبادة الحق). فلا بدّ لك لتحصيل الانشراح، من الدأب والعمل، وإلزام نفسك -مهما مالت إلى الراحة- أن تعكف على دراستك وأن تلتزم البرنامج الذي وضعته، فإذا تعبت من دراستك فاسترح بأنواعٍ من الطاعات...، نظم وقتك واضبط نفسك...
فراغك هو الذي يتيح لشتى الأسئلة أن تغزو دماغك، لكن كسلك يمنعك من البحث عن إجاباتها، ومن ثمّ العمل بها، فترميها لتفكر بغيرها وتعيد الكرة...، وهكذا إلى أن يضيق صدرك، وتشعر بالسآمة تلو السآمة من الفراغ وقلة العمل، وتبقى في دائرة: (فراغ فسآمة فكسل ففراغ فسآمة...) ...
العمل والحركة هو الدواء الذي سيحقق لك طموحك، أو على الأقل سيجعلك تسير في طريق النجاح، وبالتالي تجد ذاتك، وبالتالي تتحول علاقتك مع الآخرين من الحسد إلى المنافسة... والعمل والحركة سيشغلان وقتك ويستحوذان على تفكيرك فيكف عن التحليق مع أسئلة وتفاصيل كثيرة لن تستفيد منها.
العمل والحركة هو ما سيجعل نفسك تقتنع بأن ترضى بالنتيجة، لكنك ما دمت تحلم فلن تقنع نفسك بأية نتيجة لأنه لا عمل فلا نتيجة سوى: صفر، ولا أحد يقنع بالصفر!!
فقم وتحرك وارجع من أجل معرفة دواء الحسد:
إما إلى إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، أو إلى مختصره: منهاج القاصدين لابن الجوزي، أو لمختصر منهاج القاصدين لابن قدامة المقدسي. حسب وقتك وهمتك على القراءة... وكذلك ارجع إلى تفسير الآيات التي ذكرتها عن الحكمة، ولخّص ما قرأته وأرسله لنا لنضيف عليه...
بالتوفيق إن شاء الله
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> تصحيح البوصلة على مفترق م
التعليق: "ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير" سورة فاطر