مشكلة بيني وبين والدتي وما أعاني منه
حدثت مشكلة بيني وبين والدتي مع أني لم أرتكب في حقها أي شيء، فهي شخصية مسيطرة وشديدة وقاسية وتفرق في المعاملة بيني وبين إخوتي وتذهب لزيارة كل الناس وكل الأقارب وكل إخوتي إلا أنا، أمي عاشت حياة غير سعيدة مع والدي الذي كان يكبرها بحوالي 20 سنة وكان والدي رحمه الله شديد جدا معها وكانت وقتها والدتي طيبة ولكن بعد وفاة والدي أصبحت أمي قاسية وشديدة، زوجي رجل طيب جدا ويحبني ويعاملني معاملة حسنة جدا ويحاول أن يعوضني عن هذا النقص ولقد شعرت وتأكدت أن أمي تغار مني لهذا السبب وقد قال لي أحد الأطباء أن أمي تعتبرك منافسا لها، وأنا أشبه والدتي في الشكل.
الأعراض التي أشعر بها:
الشعور بضيق في التنفس عند الحديث في أمور تضايقني.
الشعور بضغط البطن والقولون العصبي على القلب.
في بعض الأحيان حدوث تقلصات في القولون العصبي (مغض شديد جدا)، وقد يحتاج لحقنة مسكنة وقد كشفت عند الطبيب الباطني وأخبرني أن القولون سليم.
ضربات القلب تكون سريعة وغير منتظمة.
الشعور بالعصبية والقهر والرغبة في أخذ الثأر.
الشعور بتأنيب الضمير بمجرد الحديث في موضوع والدتي لأني أخاف الله وأكره الغيبة.
الصراع بين الضيق من أمي وإرضاء الله عز وجل. عند الحديث في التليفون مع أمي أو أي شخص متضايقة منه أشعر بهذه الأعراض.
ملحوظة: انقطع عني الطمث وأشعر الآن بأعراض غريبة مثل العرق الشديد والشعور بحرارة شديدة في جسمي، والشعور بالكآبة أحيانا والشعور بأني كبرت في السن وأتساءل أين عمري وفيما مضي.
والدتي لا تشعر بأنها فعلت أي شيء تجاهي، الآن أمي تعاملني معاملة حسنة ولكني لا أستطيع أن أنسى ما فعلته معي وعندما أتذكر ما فعلته معي أشعر بالتعب. أنا أتناول Alprazolam 5.0 قرص صباحا وقرص مساءا لتهدئتي ولا أستطيع النوم بدونه، أتناول أدوية أخرى لعلاج القولون والروماتيد: كرتيزون (قرص واحد)، داجستين، دوجماتيل السن : 55 سنة الوظيفة: موظفة (أذهب للعمل يومين فقط في الأسبوع)
ملحوظة: كتب لي الدكتور دواء نفسي لا أذكر اسم الدواء تناولت منه قرص واحد فقط ولم أتحمل الأعراض الجانبية له حيث شعرت بحموضة شديدة جدا وشعرت بضربات في رأسي وشعرت بتنميل في الأطراف فما هو علاج حالتي وهل أنا بحاجة إلى أدوية لعلاج حالتي، وهل الأدوية لها آثار جانبية وهل تلخبط شيء في المخ كما يقول البعض أو تؤثر على الأعصاب،
أرجو وصف العلاج المناسب لحالتي، وما هي مدة العلاج؟
شكرا وجزاكم الله خيرا.
15/09/2011
رد المستشار
حضرة الأخت "نادية" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
سأبدأ أولاً بإخبارك هذه القصة، ومن ثم أجيب على رسالتك:
كان الأستاذ في المدرسة يريد أن يوزع نتائج مسابقات الإنشاء على تلامذة الصف. وإذا به ينادي باسم "إبراهيم" وعلامته ثمانية من عشرة. مدحه وأثنى عليه مشيداً بالأفكار الجميلة التي وردت في تلك المسابقة. ثم وزع باقي المسابقات على باقي التلاميذ.
وقف "إبراهيم" بعدها وسأل الأستاذ: أشكرك يا أستاذي الكريم على هذا الثناء، ولكن عندي سؤال بدون إحراج ولا أريدك أن تغضب مني: ما الذي يجب أن أفعله لكي تكون علامتي عشرة على عشرة؟ أجابه المعلم بأن هذه هي العلامة القصوى التي نعطيها في مسابقة الإنشاء، ولا نستطيع أن نضع لك علامة عشرة على عشرة إلا إذا أتيتنا بشيء من الجنة.
بعد يومين، أتى إبراهيم إلى الأستاذ وقال له: يا حضرة الأستاذ لقد أتيتك بشيء من الجنة في هذا الكيس الصغير.
تعجّب الأستاذ وهو يأخذ الكيس من يد إبراهيم ويتفحّص ما بداخله فإذا بداخله بعضاً من التراب، فقال لإبراهيم إنه تراب؟!
أجابه إبراهيم نعم إنه تراب ولكن من الجنة.
عندها سأله الأستاذ: وكيف علمتَ أنه من الجنة؟!
أجابه إبراهيم: لقد مشيت خلفها في الباحة أمام الدار، وكانت ترتب كل الزوايا وتنظف المكان. كنت أتتبع خطواتها خطوة خطوة. وألتمس مما تحت قدميها بعض التراب. وأجمعه في هذا الكيس،..... إنها أمي!.... ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن الجنة تحت أقدام الأمهات؟
عندها وقف الأستاذ متحيراً ولم يشأ إلا أن يضع لإبراهيم علامة عشرة على عشرة على هذا الموقف. وقف كل التلاميذ في الصف مصفقين لإبراهيم ومهنّئين له ملامسته تراب الجنة وعلامة العشرة على عشرة.
توتا توتا توتا... خلصت الحدوتة!
يا أخت نادية، مثلك كثيرون في هذا العصر وفي كل بلدان الكرة الأرضية وليس فقط في مصر ممن يعانون من عوارض جسدية لمرض العصاب الذي اكتسح المعمورة كأنه وباء خطير معدٍ. حيث أن كل العوارض التي ذكرتِ تبدو نتيجة لتوتر الجهاز العصبي المركزي. فمن دقات القلب السريعة، إلى القولون العصبي، إلى التشنجات العضلية، فالأرق، والتوتر، وبعض الشعور بالكآبة، وضيق الخلق، والمزاج السيّئ... كلها عوارض لهذا المرض الفتّاك.
لا دخل لأمك بالتحديد، كل مَن حولك قد يكون ضحية لهذا التوتر. فمرة نتهم الحانوتي، وأخرى السبّاك، وثالثة الوالدة، ورابعة الأولاد... فإذا ما عالجنا العلاقة مع كل واحد منهم على حدى، لكننا لم نعالج المرض الأساسي ألا وهو القلق.
لعلاج القلق نوعان من الأدوية: أولاً العلاج النفسي، وثانياً العلاج بالعقاقير.
كل العقاقير التي ذكرتِ جيدة في علاج القلق والتوتر. نعم قد نضيف إليها دواءً آخر من أدوية الكآبة والذي كانت نتيجته سلبية عليكِ، فمن الممكن استبداله بدواء مختلف، ولكن في نفس الاتجاه مما قد يختاره لك طبيب الأعصاب. ولا نستطيع أن نسمي لكِ دواءً عبر الإنترنيت بدون فحص.
أما العلاج النفسي؛ فغالباً ما يكون بالعبادة والصلاة والتقرب من الله سبحانه، وإراحة الضمير من كل الشوائب التي قد تعتريه، التسليم والاستسلام للباري عزّ وجل، وتحسين المستوى الروحي بالمناجاة وبخدمة الناس والفقراء والمحتاجين.
R03;نتمنى لكِ تحسين العلاقة مع دائسة الجنة عندكِ والشفاء العاجل من التوتر والقلق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته