أفكار سحرية لا أذكار ولا استغفار
أنا فتاة تراودني أفكار تسلطية لا أعلم هل هي وسواس قهري أو لا؟ أي عندما أبدأ بقراءة أذكاري لابد أن أقرأها ثلاث مرات، وإذا وصلت إلى المرة الثالثة تأتيني فكرة أني لم أقلها بشكل صحيح، وتستمر هذه الفكرة إلى أن أصل إلى حد التعب، وأحيانا أريد البكاء لأني لم أعد أقوى على تكرار الأذكار.
وأيضا عندما أسمع شخصا يستهزئ بشخص أستغفر كثيرا بنفس الطريقة الأولى وتأتيني فكرة أني لو لم أستغفر سوف أصاب بنفس الشيء المستهزأ به، مثلا لو شخص استهزأ من شخص أعرج تأتيني فكرة أني لو لم أستغفر سوف أصاب بالعرج. وأيضا عندما أود أن أضع شيئا في مكان ما، لابد أن أضعه ثلاث مرات، وعندما ألمس شيئا لابد أن ألمسه ثلاث مرات.
وأحيانا عندما ألمس بعض الأشخاص أو بعض الأشياء تأتيني فكرة أني قد تلوثت يدي وأنهم سوف يسببون لي أمراضا ومشكلات، وأذهب لأغسل يدي، ولابد أن أغسلها ثلاث مرات، تأتي نفس الفكرة الأولى وتجعلني أشك في نظافة يدي وأظل أغسلها كثيرا.
وأيضا عندما أقرأ بعض الكلمات أو أسمعها أظنها موجهة لي فمثلا عندما أقرأ أو أسمع كلمة "سعادة" تأتيني فكرة أن يومي سيكون سعيدا، أو حياتي ستكون سعيدة، وعندما أسمع أو أقرأ كلمه "شر" أظن أن يومي سيكون فيه شر أو حياتي سيكون فيها شر.
مع العلم أني أرتاح للرقم 3 وحرف السين والصاد، وأحب أن أقرأ الكلمات المحتوية على هذين الحرفين. أفيدوني جزاكم الله خير.
15/09/2011
رد المستشار
أهلًا بك يا "candygirl" وبكل الموسوسين على صفحة مجانين؛
صدق ظنك يا "candygirl" فمعاناتك عبارة عن وسواس قهري، والأفكار الغريبة التي تأتيك عبارة عن أفكار تسلطية تدفعك لأفعال قهرية (مثلا تكرار الأفعال كالقراءة، وغسل اليد، ووضع الأشياء...)، وتظهر في حالتك طريقة التفكير السحري Thinking Magical بوضوح، فأنت تربطين بين الأشياء ربطًا غير منطقي، (الربط بين الاستغفار ثلاث مرات وبين الوقاية من داء المستهزأ منه، والربط بين غسل اليد ثلاث مرات وبين الوقاية من الأمراض، الربط بين الكلمة التي تقال أمامك وبين الأحداث التي يمكن أن تجري في حياتك). فهذا كله ربط سحري غير منطقي.
والوسواس يا غاليتي قابل للشفاء، وخاصة إذا تم العلاج في وقت مبكر، أما التأخر في ذلك فغير محمود العاقبة.
وعلاجك ذو شقين: دوائي، ومعرفي سلوكي، فأما الدوائي فهذا لابد فيه من الذهاب إلى الطبيب النفساني، ومن المقابلة العيادية لمعرفة ما يناسبك من الأدوية والجرعات. والأدوية المستخدمة في هذا من عقاقير الم.ا.س.ا (مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية Selective Serotonin Reuptake Inhibitors) وليس لها علاقة بالمهدئات ولا تسبب الإدمان.
وأما العلاج المعرفي السلوكي فهناك من الأطباء من يحسنه، والأكثر لا، فإذا استطعت أن تجدي طبيبًا ماهرًا به فقد وفقك الله لخير كبير، وإلا فيمكنك الاستفادة من برامج العلاج الذاتي الموجودة في نطاق الوسواس القهري على هذا الموقع. ويقوم العلاج المعرفي بتصحيح أفكارك فيما يتعلق بموضوع وساوسك، ومناقشة الربط غير المنطقي فيها.
أما العلاج السلوكي فيتلخص في تعرضك للمثير أي للمواقف التي كانت تثير فيك الوسوسة والأفكار التسلطية، وتدفعك للطقوس القهرية (العد، التكرار، الغسل، التلفظ بالكلمات التي تحوي السين والصاد....)، مع منع نفسك عن أداء هذه الطقوس.
سيتسبب هذا الامتناع في البداية بقلق متزايد مزعج، لكنه ما يلبث أن يخف تدريجيًا إلى أن يتلاشى بعد مدة وجيزة بشرط الاستمرار على الامتناع من أداء الطقوس.
أسأل الله لك الشفاء، وطمئنينا عن أخبارك بعد ذهابك إلى الطبيب.
واقرئي أيضًا:
حكاية الماس والماسا؟ ضد الاكتئاب والوسوسة
برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري(4)
التوبة للمذنبين والاستغفار للموسوسين
التفكير السحري في الموسوسين
التفكير السحري عند الموسوسين