رهاب أم شخصية تجنبية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أولا أحب أن أشكر القائمين على الموقع جزيل الشكر على ما يقدمونه فوالله إنه لدعم كبير للعديد من الناس وربنا يجعله في ميزان حسناتكم أما عن مشكلتي باختصار فأتوقع أنه لا جديد وقد سبق طرحها هنا أكثر من مرة مشكلتي هي الرهاب الاجتماعي منذ أيام الطفولة ولكنه يتنامى مع تقدم سني ليصبح أشد ضراوة وأكثر تعقيدا وأظن أن سببه يتمثل في عدة أشياء أظن أنه كان لها الأثر في هذا التكوين:
1- نحافتي الشديدة حيث طولي يتعدى 174 سم ووزني لا يتعدى 55 كيلو
2- أنني لم أنجح يوما في الاندماج مع الأطفال الآخرين فكنت دائما في صغري أظن أنني فاشل وأنهم جميعا أقوى مني وأقدر مني على التصرف هذا بالإضافة إلى أنني كنت الأسوأ دائما في الألعاب الرياضية والنشاطات..... باختصار لم يكن هناك ما يزيدني ثقة في نفسي ويرفع معنوياتي فلم يكن هناك ما أستطيع أن أفتخر به
3- المشاكل المستمرة بين والداي وطريقتهم في التربية وحب انعزالهم في الغالب على الناس.... أسرة إلى حد ما منعزلة رغم أن والدي شخص اجتماعي إلى حد ما وناجح في عمله والحمد لله
4- أنني تربيت في السعودية منذ الطفولة وحتى دخولي الجامعة بصراحة في السعودية كانت المشكلة موجودة ولكن كان هناك وسائل للترفيه والخروج من الأجواء الكئيبة حيث كانت لي شلة أصدقاء تعرفت عليهم في الابتدائي والإعدادي واستمرت معي إلى آخر 3 ثانوي (في المرحلة الثانوية لم أكون أي علاقات جديدة ولكني حافظت على القديمة) وبصراحة كانوا أصدقاء جيدين وكنت أخرج معهم كثيرا وكنا من أعز الأصدقاء وكنا نتسكع بصورة شبه يومية إلا أنه عند الخروج وبرفقتنا أشخاص غرباء في الشلة أشعر بخجل وتوتر شديدين وأتمنى لو ينتهي اليوم سريعا لأعود إلى البيت مرت الأيام وطلعت نتيجة الثانوية والحمد لله كلنا جبنا نتائج رائعة وعملنا حفلة كبيرة لم أستمتع بها أيضا لوجود أشخاص كثيرين لا أعرفهم.
ورجعت مصر وكان لي رغبة أني أدخل كلية الطب لكن لقناعاتي السخيفة لم تكن لدي الجرأة لاتخاذ القرار فأخبرت أبي أن الطب كلية صعبة وأنا مقدرش عليها (لأني قليل المذاكرة) نصحني إني أدخل هندسة وأبقى مهندس مدني زيه عشان هو يساعدني في الكلية ويساعدني بعدها في العمل –ورغم الحساسية بيني وبين الرياضيات –وافقت على هذه.
المشكلة أنا لما رجعت مصر حياتي اتقلبت رأسا على عقب أولا لأن لي أقارب كتيير لازم أعرفهم وأسلم عليهم وأستقبلهم لما يزورونا وآخد أرقام تليفوناتهم لدرجة أني لما بقى حد يجينا كنت بأعمل نفسي نايم ولما حد يتصل عليا أعمل التليفون على الصامت وماردش وكبرت المشكلة بعد الأجازة لما دخلت الكلية للأسف معرفتش أصاحب أي حد ولا أندمج في أي نشاط وكنت في الترم الأول حاسس إني هاسقط لأني جاي من السعودية والمناهج هنا صعبة وكنت حاسس أن السبب في كل ده إني جبان.....
ودخلت في حالة اكتئاب شديدة وبعدها مبقتش أتصل على أصحابي القدام وعلاقتي بيهم بدأت تضعف نتيجة لتباعد المسافات ومشكلة زيادة أني اكتشفت أن عندي رهاب من الجنس الآخر بصورة مبالغ فيها جدا أكثر من الخجل من الأولاد 100 مرة فمثلا لو واحدة كلمتني وشي يقلب ألوان وأتلعثم وأحاول أخلص بأي طريقة.... لدرجة أني لما بشوف واحدة ماشية من الدفعة بتاعتنا باشوف طريق تاني أمشي منه؛
أظن السبب أني حاسس أني أقل رجولة من البنات وأيام الثورة زعلت جدا لما كنت بشوف ولاد بلدي بيعملوا ثورة وأنا قاعد في بيتنا زي الجبان صحيح أنا منزلتش مش عشان أنا خايف من الرصاص لكن عشان مش عارف أنزل مع مين ولا أعمل إيه لوحدي بين ناس مش عارفها بقيت لما أتأخر عن محاضرة ما أحضرهاش عشان ما أدخلش من قدام الناس ويشوفوني كنت حاسس أني مراقب دايما وأن الكل بيأخد فكرة سلبية عني مع أني عارف أن دي تخاريف لكن مش قادرأقاومها على أرض الواقع ولما كان الدكتور يوزعنا على مجموعات ويكون في مجموعتي بنات ولازم أتعامل معاهم أقوم مضحي وخلاص والدكتور طبعا يديني صفر (هي حصلت مرة واحدة الصراحة).
المهم خلص الترم الأول وجبت جيد جدا مرتفع يكاد يكون امتياز، وطبعا اتفاجئت لأني كنت فاكر إني هاسقط المشكلة إن الموضوع ده لا رفع معنوياتي ولا عمل أي أثر بالعكس زاد الاكتئاب في الترم التاني وزادت عزلتي عن الناس ومبقتش أذاكر خالص وطول اليوم قاعد في البيت على النت مش بأخرج أما عن سبب عدم المذاكرة هو أن الاكتئاب مش مخليني أركز إلا لو كان في امتحان وحسيت بالخطر بالإضافة إلى أني لما شفت هندسة حسيت أن في مواصفات لازم تتوفر في المهندس وأنا ما أنفعش ليها أولها يكون شخصية قيادية ودبلوماسية وقادرة على حل المشاكل وتكوين علاقات عشان تساعده في شغله وأكيد قوة شخصية وأنا معنديش أي حاجة من دول.
وعدى الترم التاني وجبت جيد جدا مرتفع برضه والحمد لله وطبعا تفاجئت بالنتيجة جدا برضه لأني ما كنتش بذاكر غير يوم الامتحان وعديت إعدادي هندسة وحبيت قسم هندسة حاسبات واتصالات لكن نفس المشكلة معنديش الجرأة إني آخد قرار وخدت بنصيحة والدي وكتبت رغبة أولى هندسة مدنية ودلوقتي قاعد وحيد وطول النهار على النت ونفسيتي تعبانة ومش بأنزل من البيت ومش بأقابل حد وقررت إني أشوف دكتور نفسي وكلمت أبويا بعد تفكير دام أكتر من سنة وخدت القرار السؤال دلوقتي أروح لدكتور تحليلي أم دكتور معرفي وسلوكي؟؟ وإزاي أفرق بينهم؟؟ وهل في دكاترة سلوكيين في اسكندرية أو مراكز خاصة؟؟ وهل أنا شخصية تجنبية أم أعاني من الرهاب الاجتماعي وما الفرق بينهم؟؟
وهل الدواء الكيميائي أثره واضح ويمكن يساعد فعلا ولا زي ما بقرأ في المنتديات ملوش فايدة؟؟
وآسف على الإطالة
15/09/2011
وتحت عنوان: رهاب أم شخصية تجنبية أرسل نفس السائل يقول:
ما الفرق بين الرهاب الاجتماعي والشخصية التجنبية وما حل كل منهما؟؟
15/09/2011
رد المستشار
الأخ الكريم أهلا ومرحبا بك ونرجو منك السماح فقد كان التأخير في الرد خارجا عن إرادتنا.
بالنسبة لمشكلتك فأنت حلها ولا أحد سواك لا أحد سيساعدك ما لم تبدأ أنت بمساعدة نفسك، الأمر ليس صعبا اسأل نفسك ممَ تخاف؟ ما الذي تخشاه؟ واكتب إجابتك في ورقة ولنفرض مثلا أن إجابتك جاءت مثل: لأني أخاف من الإحراج، لأني أعتقد أني غير قادر، أخشى الإصابة الجسدية، أخشى النبذ من الآخرين وهكذا.
اكتب كل ما تخشاه في ورقة ثم عاود النظر بإمعان فيما كتبته وسوف تفاجأ أن أفكارك هي سبب معاناتك فإن كنت تخشى الاستهزاء من الآخرين فكيف تتوقع منهم غير ذلك طالما أنت تستهزئ بنفسك.
عزيزي إنك تجذب ما تفكر به، نعم الأمر بهذه البساطة إذا فبدلا من التفكير فيما لا تريده أو فيما تخشاه فكر فيما تريده وما تتمناه، اكتب في ورقك ما تريده على أنه واقع واشعر به أو استشعره في ذاتك وسوف تفاجأ أن تصرفاتك كلها أتت على شاكلة أفكارك الجديدة.
ثق بنفسك أولا وتقبل ذاتك واستحضر كل المشاعر الإيجابية بداخلك وفتش عن إيجابياتك بدلا من سلبياتك فبالطبع أنت مميز في شيء ما فهذا أمر موجود في كل البشر ويمكنك بالصبر والتغيير أن تنال ما تود أن تكونه وهذه الرحلة المتجهة نحو النفس سوف تكون من أمتع رحلاتك فلا أجمل من أن نبني أنفسنا.
إذن فليكن مقصدك الأيام القادمة هو بناء الشخص الذي تتمناه فقط أغلق عينيك وتخيل الشخص الذي تود أن تكونه واشعر به داخلك وكن على ثقة من أنك سوف تكونه يوما من الأيام واقطع على نفسك عهدا بأنك لن تتحدث عن نفسك بالسوء بعد اليوم وأتمنى منك أن تعاود قراءة مشكلتك لتنظر إلى كم الكلمات السلبية التي عبرت بها عن نفسك (لأني الأسوأ، لم أنجح يوما ، لم يكن هناك ما أستطيع أن أفخر به.....الخ)
اقتحم الحياة يا عزيزي ولا تخف فلكل شيء بداياته التي دائما ما تكون صعبة فبدون التلعثم لن تعلم كيف تتحدث بلباقة وبدون فشل لن تعرف كيف تنجح ثم لمَ تنغص عليك حياتك بهذا الشكل خذ الأمر ببساطة وهون على نفسك فلن يأتي خبر احمرار وجهك لأنك كلمت فتاة في نشرة أخبار الجزيرة! ولن توصم بالعار لأنك لم تشارك الشباب ثورتهم في ميدان التحرير كل ما عليك هو أن تجرب ثم تخطئ لتنجح بعدها.
تعرف على الناس دون أن تنتظر منهم تقييما لك فأصدقاؤك اليوم كانوا غرباء عنك بالأمس أليس كذلك؟
وبالنسبة لسؤالك عن الفرق بين الرهاب الاجتماعي والشخصية التجنبية يمكنك مطالعة الرابط التالي
الشخصية التجنبية أم الرهاب الاجتماعي؟
واقرأ أيضًا:
الشخصية التجنبية... في بحر الحياة
الشخصية التجنبية والحياة على الهامش
ماذا أريد وماذا حققت؟ الشخصية التجنبية!
اضطراب الشخصية التجنبية: نصائح عملية
اضطراب الشخصية التجنبية... راجع المختص
وفي نهاية الأمر لا بأس من أن تذهب لطبيب نفساني وسوف يرشدك أكثر للعلاج وسوف يقوم معك بوضع برنامج سلوكي لعلاجك إن شاء الله واعذرني فأنا لا أعلم كثيرا عن أطباء النفس في الإسكندرية ولا أستطيع أن أرشح لك أحدا بعينه ولكن كما يقول المثل المصري "اللي يسأل ميتوهش"
وفقك الله وتابعنا باخبارك