ماء الرجل: المني والمذي والودي

رد المستشار

 أهلًا بك يا حمزة وباستشارتك على صفحة مجانين؛
يخرج من الرجل من السوائل ثلاثة: 1- المني، 2- المذي، 3- الودي.

1- أما المني: فقد جاء ذكر صفته في الحديث الذي رواه أنس بن مالك أن أم سليم حدثت: أنها سألت نبي الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأت ذلك المرأة فلتغتسل. فقالت أم سليم: واستحييت من ذلك، قالت: وهل يكون هذا؟ فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: نعم، فمن أين يكون الشبه؟ إن ماء الرجل غليظ أبيض، وماء المرأة رقيق أصفر، فمن أيهما علا أو سبق يكون منه الشبه)). [رواه مسلم].

قال الإمام النووي في شرحه: (قال العلماء: مني الرجل في حال الصحة أبيض ثخين، يتدفق في خروجه دفقة بعد دفقة، ويخرج بشهوة وبتلذذ بخروجه، وإذا خرج استعقب خروجه فتورًا ورائحة كرائحة طلع النخل، ورائحة الطلع قريبة من رائحة العجين، وقيل: تشبه رائحته رائحة الفصيل [ولد الناقة إذا فصل -أي فطم- عن أمه]، وقيل: إذا يبس كانت رائحته كرائحة البول، فهذه صفاته، وقد يفارقه بعضها مع بقاء ما يستقل بكونه منيًا، وذلك بأن يمرض فيصير منيه رقيقا أصفر، أو يسترخي وعاء المني، فيسيل من غير التذاذ وشهوة، أو يستكثر من الجماع فيحمر ويصير كماء اللحم، وربما خرج دما عبيطا [أي خالصًا طريًا]،........؛

ثم إن خواص المني التي عليها الاعتماد في كونه منيا ثلاث: أحدها: الخروج بشهوة مع الفتور عقبه. والثانية: الرائحة التي شبه رائحة الطلع كما سبق، الثالث: الخروج بزريق [زرق: رمى] ودفق ودفعات. وكل واحدة من هذه الثلاث كافية في إثبات كونه منيا، ولا يشترط اجتماعها فيه، وإذا لم يوجد شيء منها لم يحكم بكونه منيا، وغلب على الظن كونه ليس منيا، هذا كله في مني الرجل. وأما مني المرأة فهو أصفر رقيق، وقد يبيض لفضل قوتها، وله خاصيتان يعرف بواحدة منهما: إحداهما: أن رائحته كرائحة مني الرجل. والثانية: التلذذ بخروجه وفتور شهوتها عقب خروجه).

والمني طاهر عند الشافعية والحنابلة، نجس عند الحنفية والمالكية وتطهير الثياب والجسم منه واجب عند من قال بالنجاسة، وندبًا عند من قال إنه طاهر. وبما أنك من أهل المغرب، والمذهب المالكي هو المنتشر هناك، فأقول: مذهب المالكية أنه لا يجب الاغتسال من خروج المني إلا إذا خرج بشهوة، أما إذا خرج لوحده من علة أو غير ذلك فلا غسل... هذا باختصار.

2- وأما المذي: فهو سائل أبيض رقيق (شفاف) وقد يكون أصفرًا، ويخرج عند أقل شهوة (أي تحرك في القلب)، وهو نجس باتفاق العلماء. يجب تطهير المواضع التي أصابها من الجسم والثوب، ويلزم منه الوضوء فقط دون الغسل.

3- الودي: وهو أبيض كدر ثخين، يخرج بعد البول، وقد يخرج عند حمل شيء ثقيل، كذلك هو نجس باتفاق العلماء. ويجب فيه الوضوء فقط، كما يجب فيه تطهير المواضع التي أصابها من الجسم والثوب.

فهذه هي أوصاف ما يخرج، فقارنها بما ترى، ولعل ما تراه هو الودي حيث ذكرت أنك تراه بعد البول، وعلى كل حال لا يلزمك في مذهبكم أن تغتسل ما لم تشعر بالشهوة الكبرى التي تتسبب بنزول المني عادة.

المستشار: أ. رفيف الصباغ