تصحيح البوصلة على مفترق
تصحيح البوصلة على مفترق متابعة
أولا أعتذر عن كمية الاستشارات التي أرسلها لموقعكم الكريم
وأرجو أن تكون عندكم رحابة الصدر لتقبلها جميعا..... (من المحبذ ضم الاستشارات مع بعض).
بعد تنقيبي في عقلي الباطني عن سبب ضعفي وإحساسي بالدونية توصلت إلى السبب الذي يؤثر علي حتى الآن بدون وعي مني!!!! نعم فالعنف الأسري الشديد وشدة الضرب التي تلقيتها من أبي ("مصدر الأمان") جعلتني أحس بالدونية وأني لا أستحق الحياة وأني عالة على الدنيا، عفا الله عما سلف.
والآن بعد أن كبرت وأدركت أن هذا يعود إلى عيب ما في أبي وليس عيبا في ذاتي أريد أن أتخلص من هذا الشعور بالدونية والنقص، أي أنني أعتبر كل من لم يتلق الضرب أنه إنسان من درجة أولى وأعتبر نفسي إنسانا من درجة ثانية!!!
الآن لن أحمل أحدا غير نفسي المسؤولية عن هذا الوضع لأتمكن من التخلص من هذه العقدة النفسية لأنها تشكل عائقا في استمراري بالنجاح!!! صراحة حاولت كثيرا للتخلص من هذه العقدة لكن لم أفلح كثيرا في هذا حتى أني أذكر في فترة مراهقتي أني تحولت إلى العدوانية الشديدة (ظنا مني أنها تأكيد لذاتي وللتخلص من هذه العقدة) إلا أن بنيتي الجسدية غير القوية منعتني من التغلب على أقراني الذين يتفوقون علي من هذه الناحية مما رسخ هذه العقدة عندي من دون أن أنتبه.
هذا سبب لي أيضا الإحساس أني منبوذ وأني أتعرض للمؤامرة كوني ضعيفا (أو هكذا أحسب نفسي) وهي كما سمعت من حضرة الدكتور وائل أبو هندي سمات للشخصية البارونية.
والآن أصرخ بأعلى صوتي: "كففففففففففففى" لقد بت رجلا والرجال لا تقال بالأجسام فها هو الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود المعروف ببنيته الجسدية غير القوية يبشره رسولنا الكريم بأن يديه تساوي عند الله أكثر من جبال أحد!!! أريد أن أكون رجلا لا يمكن قهره والاستهزاء به بسهولة!!!
ما أريده منكم جواب أو خارطة طريق للتخلص من الآثار النفسية للعنف في الطفولة والذي ما زال يسبب لي الإحباط واليأس مهما بلغت من الإنجازات وربما يكون من أكبر المسببات لتثبيط همتي وكسلي!!!
أكرر اعتذاري عن كمية الرسائل التي أرسلتها وبارك الله فيكم والسلام.
29/09/2011
رد المستشار
الابن الفاضل "محمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ربما يكون لما تعرضت له من عنف أثناء طفولتك أثرا فعليا في مسارات حالتك النفسية لكن المآلات ستكون خيرا كلها إن شاء الله.
تصف نفسك بأن لديك سمات زورانية أو بارنوية لأنك تستشعر مؤامرة حولك أحيانا بسبب أنك ضعيف البنية قليل الثقة بنفسك.... والحقيقة يا ولدي أن الشخص صاحب السمات الزورانية غالبا ما يستشعر المؤامرة عليه لأنها سبيل أعدائه الوحيد لمواجهة قدراته وملكاته فهو أفضل منهم جميعا وأقوى منهم جميعا لو تركوه! وأحيانا كما علمني مرضاي وأساتذتي تظهر أو تتبلور سمات التفكير الزوراني عند من يفقدون حاسة السمع أو البصر... أو تتدهور لديهم تلك الحواس في الكبر ويفسر ذلك كرد فعل للشعور بالضعف الحادث لهم بعد قوة... ألا ترى ذلك مختلفا عن حالتك؟
هناك يا محمد عظماء كثيرون تعرضوا لكثير من الضرار الجسدي والنفسي في طفولتهم ولم يكسرهم ذلك فلا نستطيع اعتبار النتائج السلبية للضرار في الطفولة أمرا محتما يا ولدي..... وأما بالنسبة لضعف البنية الجسدية فلعلك أصبت حين ذكرت الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود ولعل يفيدك جدا ما كتبته مستشارتنا النجيبة أ. أميرة بدران في ردها: عبد الله بن مسعود كم نحبك ونقدرك
عندنا ملف على مجانين عن تأكيد الذات أرجو أن تكون من الذين استفادوا منه وحقيقة لا أستطيع أن أضع لك خارطة طريق خاصة لك لأن ذلك يستلزم معرفة أكبر وأعمق بك وبظروف حياتك كلها وهو ما لا يستطيعه إلا معالجك المباشر... ولكننا ننصحك بقراءة استشارات توكيد ذات وملف توكيد الذات... إضافة لطلب المعونة إن احتجتها فعليا من معالج نفساني قريب منك...
وتابعنا دائما وشارك وتفاعل على مجانين.