عليّ صلوات السنوات: رياء أم حركات؟
السلام عليكم؛
أنا فتاة أعاني من وسواس قهري منذ 10سنوات -والحمد لله لقد تحسنت كثيرًا- لكن هناك سؤال يؤرقني، أنا الآن في ال23 من عمري، لكن عندما دخلت الكلية سكنت في المدينة الجامعية، وكان الوسواس أكثر في الطهارة والصلاة، وأنا أحب صلاة الجماعة، فكنت أمثل الصلاة أمام زميلاتي في الغرفة وأسجل في كراسة أن علي صلاة كذا يوم كذا..، وتكرر الموضوع كثيرًا حتى امتلأت الكراسة بما علي من صلوات كثيرة، إما صليتها ولم أقتنع بصلاتها وقررت إعادتها، وإما لم أصلها أصلًا.
وكنت أكتب أيضًا الصلوات التي كان يصعب علي صلاتها خارج المنزل، والصلوات التي أعتقد أن علي صلاتها في اليوم الذي أنتظره بدون غسل بعد آخر نقطة دم من العادة الشهرية، وكثرت على الصلوات التي يجب قضاؤها...
فما حكم هذه الصلوات هل يجب علي صلاتها، مع العلم أني لا أتذكر أيها صليته وأيها لم أصله أصلًا؟
أرجو الرد السريع، وجزاكم الله خيرًا.
18/8/2011
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
أختي الكريمة، سامحك الله وغفر لك تقصيرك وما أضعتِه من صلوات...
لم أفهم سبب تمثيلك للصلاة أمام صديقاتك، أهو الخوف من أن يلاحظوا وسوستك فيها؟ إذا كان الأمر كذلك فإن فعلك هذا كان يزيد الوسوسة ويغذيها حيث تتجنبين التعرض للمثير الذي يثير الوسوسة والقلق لديك....
وعلى كل حال لابد لك من قضاء ما تركته من صلاة، وأظن الأمر سهل إذا كانت الكراسة ما زالت معك، وإن كان هناك صلوات لم تسجليها، فحاولي تقديرها.
وذلك -مثلًا- بأن تقولي: كنت أصلي فرض الظهر والعصر أمام الطالبات، دون باقي الصلوات، فهذا يعني أن علي هذين الفرضين فقط في فترة الدراسة البالغة كذا شهرًا، وهناك أيام لا صلاة فيها في الشهر...، فتطرح من الحساب...
بهذه الطريقة تحسبين بشكل تقديري كم عليك من الصلوات التي تركتها فلم تصليها، وتقومي بقضائها، أما ما لم تقتنعي به من الصلوات، ولم تتأكدي من أنه باطل، فهذا من الوسوسة وليس عليك قضاؤه، لأن علاج الموسوس ألا يعيد صلاته ولا يكررها ولا أي جزء منها، مهما بلغ به الشك، وعلى هذا ليس عليه أن يقضيها من باب أولى...
أعانك الله وشفاك، وإياك أن تكرري ما فعلت مرة أخرى.
* ويضيف د. وائل أبو هندي الأخت السائلة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك، يمكنني أن أضيف هنا تخمينا ربما لم تنتبه له أ. رفيف غالبا لأنها لم تسبق لها الإقامة بمدينة جامعية في مصر زمن الفرعون المخلوع حيث لا فرق بين غرف السكن الجامعية وعلب السردين، وهذا التخمين هو احتمال وجود الوسوسة بالرياء كسبب لما تشتكين منه، ومعنى هذا أنك لم تكوني تمكثلين الصلاة وإنما كنت تعتبرين نفسك تمثلينها وبالتالي فإني أتوقع أن تشارك مجيبتك أ. رفيف الصباغ هنا وربما أعطتنا رأيا آخر...
اقرئي على مجانين:
ودارت ماكينة الوسوسة! رياء شرك وسوسة
وسواس الرياء في المسلمين
الرياء والوسواس القهري
التعليق: ربما يكون تخمينكم صحيحًا يا دكتور وائل، ولكني أستبعده حسب ما ورد، وأرجح أن يكون سبب تمثيلها لأجل ألا تلاحظ الأخريات وسوستها...، فقد فرقت بين ما قامت بتمثيله من الصلوات، وبين ما صلته ولم تقتنع بصلاته، إذن لو كان وسواس رياء لقالت: صليت ولم أقتنع. ثم إنها تحب صلاة الجماعة، وهذا يكون عادة لأن الإمام يحمل عنها كثيرًا مما توسس فيه من أفعال الصلاة. ولا يفصل بيننا إلا السائلة التي لم توضح عددًا من الأمور، كهذا الأمر، وكذلك ما قالته عن مكوثها يومًا بعد آخر نقطة دم في الحيض، ولا أعلم لماذا؟ إذ المفترض أن تغتسل فورًا بعد انقطاع الدم الخالص وما يلحق به، فهل تفعل هذا لوسوسة أم لوجود إفرازات تعد من الحيض؟ لم تذكر..