السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
منذ نهاية عام 2007 عندما كنت في المسجد في ليلة 27 رمضان وكنت جالسا وكان الشيخ بين الصلوات يتحدث عن شيء ثم ذكر اسم الرسول صلى الله عليه وسلم وكنت وقتها أبتسم فجاءني خاطر أو هاجس يقول لي أنت تبتسم إذا أنت تسخر من الرسول صلى الله عليه وسلم أو من الدين (نعوذ بالله من ذلك)، وكنت قد سمعت فتوى لأحد الشيوخ ينقلها عن شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله بأن من يفعل ذلك يقتل وإن تاب فكنت ما قد فهمته وقتها أن من فعل ذلك فليس له توبة أصلا وأنه انتهى كل شيء وكان هذا هو مدخل الهاجس أو ما علمت بعد ذلك بأنه وسواس، ظللت مهموما حزينا إلى أن ذهبت إلى طبيب نفسي وحكيت له القصة فقال لي هذا يسمى وسواس قهري وكتب لي علاج فافرين 100 حبة واحدة مساءا فقط.
مجرد كلامه لي جعلني أشعر بالراحة وخرجت وقتها سعيد جدا وشعرت براحة شديدة، في نفس اليوم كنت أتكلم مع أمي فجاءني حديث نفس بشيء كفر والعياذ بالله فأصابني الهم مرة أخرى، أخذت العلاج ولم أدوام عليه ومن هنا بدأت معي قصة الوسواس القهري تحول الأمر إلى أن كل فعل أو كلمة أو أي شيء أفعله يوسوس لي بأن ذلك كفر والعياذ بالله، بعد ذلك قرأت على الإنترنت عن موضوع الوسواس القهري وعلمت أنه منتشر بشكل كبير وله صور كثيرة فقد يأتي في الطهارة أو في الصلاة أو في العقيدة أو أشياء أخرى.
كنت كل فترة أذهب إلى الطبيب ويصف لي علاج دوائي مثل أنفرانيل أو فافرين أو فلوكستين وكنت أتناول الدواء بدون انتظام (لأني وقتها لم أكن أعلم موضوع البناء الكيميائي أو التراكمي للدواء)، بدأ الوسواس يهدأ بفضل الله عز وجل ثم بفضل قراءتي وسماعي لكتب العقيدة ولعل هذا الوسواس كان سببا في دراستي لهذا العلم العظيم (علم العقيدة والتوحيد) وتعلمت أشياء كثيرة وعلمت أن الإنسان تقبل منه توبته مهما فعل حتى لو ارتكب كفرا والعياذ بالله وأن الإنسان لا ييأس من رحمة الله عز وجل طالما لم تغرغر روحه وطالما لم تطلع الشمس من مغربها، ومن هذا المعنى كنت أتعامل مع الوسواس كلما وسوس لي بشيء أقول له حتى لو كان هذا حقيقيا فأنا أتوب وأشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد رسول الله، والله عز وجل رحيم غفور ودود تواب سبحانه وبحمده، وهدأ الوسواس كثيرا بعد سنتين منّ الله عليّ بنعمة الزواج وتم عقد النكاح الحمد لله (كتبت كتابي).
بعد كتب الكتاب بحوالي 12 يوم ظهرت الوساوس في صورة أخرى (الوسوسة في الطلاق) فأصبح الآن هناك نوعان من الوسوسة فتحول شكل الوسواس إلى أن كل حركة أو كلمة أو أي شيء يوسوس الوسواس ذلك على أنه (....)، ذهبت إلى طبيب نفسي جديد فوصف لي مجموعة أدوية (فافرين 50 + أنفرانيل 50 + سيكودال 1 +نيروتوب 200 + فيتامين) وبعد 21 يوم تحسنت كثيرا من الوساوس الدينية ولكن بقي الوسواس الآخر وهو الوسوسة في () لم أكمل العلاج الدوائي أو لم أنتظم عليه (لعدم معرفتي بموضوع البناء الكيميائي أو التراكمي للدواء).
بعد حوالي 7 شهور أصبت بحالة حزن وبكاء بدون سبب وضيق وزهق ذهبت لطبيب نفسي جديد فقالي لي هذا اكتئاب ثانوي نتيجة للوسواس ، بعد حوالي 4 أشهر (كان فرحي ودخلت) وكان الاكتئاب موجودا حتى أني لم أستطع الجماع نتيجة عدم انتصاب العضو جيدا فذهبت للطبيب فقال لي هذا نتيجة الاكتئاب وأعطاني أعشاب طبيعية وتم موضوع الجماع الحمد لله ولكن الاكتئاب ظل موجودا وأيضا الوساوس في () ذهبت لطبيب نفسي في القاهرة فوصف لي (فافرين 200 ، أفكسور 150 ، أريببركس 10 ) تعافيت من الوسواس بشكل كبير بفضل الله ولكن الاكتئاب موجود ولكن ليس بنفس الشدة،
ذهبت بعد ذلك إلى مجموعة أطباء لعلاج موضوع الاكتئاب (الوسواس خف كثيرا) ومن هؤلاء الدكتور المحترم وائل أبو هندي ولكن لم أستمر مع الدكتور وائل نظرا لأنه في بلد آخر، ذهبت إلى طبيب نفسي في بلدي (هذا أكثر دكتور تعاملت معه) فوصف لي (فافرين 200 + ويلبترين 300 ) استمريت على العلاج لمدة سبعة أشهر متواصلة بانتظام تحسنت كثيرا جدااااااااا من الوساوس ومن الاكتئاب بفضل الله عز وجل (يبدو أن الولبترين كان جيدا في التعامل مع الاكتئاب) أو هل بسبب أن في هذه السبعة أشهر رزقني الله عز وجل بطفلي العزيز حفظه الله، هل تصادف أخذي لهذا الدواء مع وقت ولادة ابني الحبيب،
الآن بدأت أشعر بالزهق أحيانا والكآبة مع أني مواظب على الدواء هل الاكتئاب يعود من جديد، هل الاكتئاب لا يزول نهائيا حتى مع تناول العلاج، أنا الآن ذهبت إلى الطبيب في بلدي وأنا مستمر على نفس العلاج وقد أضاف لي الطبيب عقار دوجماتيل 200 نصف قرص ليلا وقال لي أن سبب الاكتئاب أو الزهق الذي أشعر به الآن قد يكون بسبب أن الاكتئاب قد ينشط عند بعض الناس في شهري 9،10 ،
أنا الآن أتناول العلاج الدوائي فقط فهل أنا بحاجة إلى شيء آخر غير العلاج الدوائي مع أني قد تحسنت الفترة الماضية السبعة أشهر مع العلاج الدوائي فقط!! وإذا كنت أنا في حاجة إلى علاج آخر كالعلاج النفسي المعرفي أو العلاج السلوكي فما العمل إذا كان لا يوجد في بلدي أطباء نفسانيون يقومون بأنواع العلاجات الأخرى غير العلاج الدوائي،
سؤال خاص للدكتور وائل أبو هندي لقد زرت حضرتك في عيادتك بالزقازيق مرتين على فترتين متباعدتين أي زيارة ثم بعد حوالي 5 أشهر زيارة أخرى ولكني لم أتابع معك لأني في بلد آخر فهل إذا تمكنت من زيارتك مرة أخرى في عيادتك في الزقازيق أو القاهرة هل هذا يضايقك لأني لم أكمل معك بعدما زرتك (سامحني يا دكتور)، أنا أحترمك كثير يا دكتور وائل بارك الله فيك .
13/10/2011
رد المستشار
الأخ الفاضل "Mohamed" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، حاولت أن أتذكرك ولم أفلح... وبكل تأكيد تسعدني زيارتك وقتما تيسر بفضل الله....
لكن ما سر توجسك أني قد تضايقني زيارتك لي؟ هل -لا قدر الله- رأيت مني ما فسرته على أنه ضيق منك؟ أخشى أن اكتئابك يجعلك تقع في فخ تفسيرات وتقييمات معرفية سالبة التأثير عليك فتستنتج خطأ أنك مصدر ضيق للآخرين ولا أحد يتحملك طويلا وبهذه الطريقة يعزز اكتئابك نفسه لأنها طريقة تفكير تسوق إلى الاكتئاب أصلا، وهناك عيوب معرفية عديدة تجعل مرضى الاكتئاب يشعرون بذلك ويعتقدون أنهم مرفوضون أو معرضون للرفض من قبل الآخرين.... حتى أن بعضهم يكتب بضعة سطور يحكي فيها مشكلته لمجانين ثم يعتذر عن الإطالة –صادقا في مشاعره- بينما هو لم يطل بالأصل.
لست أتذكر بالطبع ماذا قلته لك في المرتين اللتين تشير إليهما لكن إذا كانت الوسوسة بالطلاق قد أصابتك فلابد أنك ذكرتها لي وساعتها لابد أني شرحت لك كيفية التعامل مع وسواس الطلاق، لكن من أهم القواعد التي أذكرها لكل مرضاي أنني لا أقبل العلاج الذي يقوم على تحاشي مصادر القلق أو الخوف لأنه يؤدي إلى تثبيت المفاهيم الخاطئة الكامنة خلف المشكلة المرضية وفي أحسن الأحوال يستطيع التحاشي تسكين المشكلة لا إنهائها ولأن العلاج القائم على التحاشي ليس علاجا سلوكيا بالأساس ولأنه... ولأنه..
بالتالي ضايقني جدا أنك كتبت الوسوسة في الطلاق مرة واحدة ثم بعد ذلك استبدلت لفظة الطلاق بقوسين متعانقين!... والله أعلم بدلالات تعانقهما مثلما هو أعلم بدافعك لهذا الترميز هل للاختصار أم للتحاشي؟ فمن المشهور عند الموسوسين بالطلاق أو الخلع أو غيره من أصناف الوساوس تحاشي النطق بالكلمة أو الاسم
فهناك من يتحاشى كلمة الطلاق وهناك من يتحاشى لا كلمة الطلاق كلها بل حرف الطاء في أي كلمة.. وهناك من يتحاشى ذكر كلمة سرطان لأنه قد يتسبب في الإصابة به،....إلخ ..... لكن للطلاق والخلع خصوصيتهما في ثقافتنا الإسلامية نظرا لوجود قوة ظاهرة للألفاظ بالفعل....
على كل إذن أيا كان دافعك فإن من الخطأ عند الموسوس بالطلاق أن يتحاشى كتابة الكلمة ولو حتى بقصد الاختصار بل التعرض هو المطلوب يا "Mohamed"....
واقرأ على مجانين:
وسواس الطلاق: أيضًا قهري
من وسواس لوسواس: حتى الطلاق!
العلاج الدوائي الذي تتناوله أُحسن اختياره غالبا... والدواء والله ما قصر يا "Mohamed" لكنك فعلا تحتاج علاجا معرفيا سلوكيا.... ونستطيع على مجانين تقديم معلومات عن العلاج المعرفي السلوكي وبرامج مساعدة ذاتية معرفية سلوكية اقرأها وطبق ما استطعت وتابعنا بأخبارك.
واقرأ أيضاً:
ما تود أن تعرفه عن العلاج المعرفي السلوكي
العلاج المعرفي مشاركة
العلاج المعرفي للاكتئاب (17)
إما علاج سلوكي معرفي ونصائح أو بلاش!
الوسواس القهري في الأفكار، علاج معرفي!
علاج الاكتئاب المعرفي: فتح الكلام