الطفل الوحيد عندما يكبر..!؟
السلام عليكم أنا صاحب الاستشارة تحت عنوان "الطفل الوحيد عندما يكبر"، و"الطفل الوحيد عندما يكبر م".
كتبت إليكم منذ سنوات وها أنا ذا أعود لأكتب عن خبرات مضافة، وأخطاء، وبعض النضج وبعض التراجع، تطورت مهاراتي الاجتماعية لحد كبير، أصبحت لا أخشى الناس كسابق عهدي، اكتسبت ثقة في نفسي -بفضل الله- جعلتني أقتحم بعض الأبواب التي طالما ظلت مغلقة في وجهي.
واجهت الناس، خضت العديد من المواقف التي لم أكن أتوقع أن أخوضها مثل إلقاء presentation أمام جمع كبير من الناس، بل وشهد لي الكثيرون بالبراعة في ذلك. تعلمت السباحة، أدمنت الرياضة. بدأت أشعر بأني محترم ومرغوب فيه في بعض المجتمعات التي تواجدت فيها، وكونت عددا من الصداقات، تطورت حاستي الجنسية تجاه النساء بشكل كبير ولكن....... وكأني في حرب مع نفسي طوال هذه السنوات، صراع دائم ومعاناة يومية حتى لا أنتكس، ومازلت أشعر أني على حافة الانتكاس في أي لحظة.
أشعر أني غير قادر على الصمود أمام ضغوط الحياة، والإحباطات التي أعترف أني أواجهها بكثير من السلبية وأجعلها قادرة على إضعافي وانتكاسي. نوبات اكتئاب شديدة، تعثر في الحياة المهنية، كسل، لا مبالاة أحيانا، يأس، تعلق -أشعر أنه تعلق مرضي- بأحد الأصدقاء أو أحد المحيطين إلى حد البكاء إذا شعرت بأن الأمور بيننا لا تسير على ما يرام.
وبالطبع أنا لا أبين ذلك لأني أراه شاذا وغير مقبول، فأعيش به كابتا معاناتي وفي نفس الوقت شاعر بالسخط على نفسي لأني أعاني مثل تلك المعاناة من أجل مشاعر في غير موضعها، رغم أن تلك المشاعر في الأغلب هي اهتمام ورغبة في العطاء ليس أكثر. وأصل إلى القاع فعلا حينما أرتد إلى رغبتي الجنسية السادية تجاه الرجال، أغرق في ذلك المستنقع من مشاهدة الأفلام وخلافه.
وتطور الأمر إلى الدردشة مع أصحاب الرغبات المازوخية من الذكور والممارسة على النت، ثم التعرف عليهم ومقابلتهم وللأسف الممارسة الفعلية، وذلك كله دون اتصال جنسي فأنا لا أرغب في أي اتصال جنسي، الموضوع كله تحت بند domination, bondage, feet....... وأجد نفسي تحت سيطرة هذه الرغبة لدرجة تنسيني أولوياتي- حرفيا- حتى أني كنت أذهب للعمل متأخرا لأني منذ الصباح أمام الكمبيوتر وفي الأغلب لم أنم الليل بطوله.
لدي رغبة لبناء صلة قوية مع الله، أحاول لأجلها الإكثار من الطاعة، ولكن كالعادة تفتر الهمة وأكتفي بالفروض. أنعم الله علي بآداء الحج في هذا السن 25، من حيث لا أحتسب، وكنت قد سافرت وأنا في قمة الضياع، وجدت نفسي هناك استمتعت واجتهدت لآداء المناسك على أكمل وجه، ولم أجد نفسي أدعو إلا بالهداية، مع أني كنت مكتئبا وحيدا وبلا عمل.
عدت وأنا في حالة من السمو الروحاني لم أكن أتخيل أني سأعيشها يوما ما، ولكن سرعان ما فترت وتراجعت تراجعا مضنيا، وجدت نفسي في حالة شرسة وكانها تدميرية من العبث، خلطة من الوحدة والملل والتعثر المهني واللامبالاة متزامنة مع الممارسات السادية.
وتراجعت رغبتي الجنسية نحو النساء تراجعا شديدا. أعلم أن الجنس ليس كل شيء وأنا كلامي متمحور حوله، ولكن ذلك من باب رغبتي أعيش نظيفا، رغبتي في بناء عائلة تحقق لي إشباعا عاطفيا وتملأ الفراغ الذي أعيشه. فأنا لا أشعر بالألفة مطلقا لا مع العائلة ولا مع الأصدقاء، ورغم تطور مهاراتي الاجتماعية إلا أني ما زلت لا أعرف كيف أتعامل مع الناس وأجد نفسي شديد الحساسية ودائما متشكك في نوايا الآخرين تجاهي وعاجز عن كسب الأصدقاء عزمت على رؤية طبيب نفسي وحجزت بالفعل. فات الميعاد ولم أذهب، ولا أخفي عليكم أني أشعر بخجل شديد من الذهاب.
أنعم الله علي منذ خمسة أشهر بالابتعاد تماما عن المثيرات السادية وكل ما يتعلق بها، ولكني دائما ما أخاف من الارتداد، حيث أني ابتعدت من قبل لما يقرب من سنة ثم عدت أكثر شراسة. أما ما دفعني دفعا إلى الكتابة إليكم هذه الأيام هو ما ذكرته عن حالات التعلق المرضي بأحدهم، أعيش هذه الحالة بعنف هذه الأيام، داخليا فقط، فلا أعبر عنها مطلقا، ويتصاعد همي فأجد نفسي أتعامل مع ذلك الشخص بتوتر غير مقصود يفسد العلاقة أصلا, و أجد نفسي أتعمد إظهار ما هو يناقض ما بداخلي تجاه هذا الشخص، وإن حدث أن عبرت بأي لفتة بسيطة أشعر بالندم الشديد وربما أتوهم أن الطرف الآخر شعر بالذعر أو الضجر تجاهي وأنه ينسحب بعدما شعر أني مبالغ في مشاعري.
أنا طيب، ومتواضع، وأحيانا ساذج، ولكني في داخلي ربما سعيد بهذه البراءة، وأقول دائما لأن أبيت مظلوما خير من أن أبيت ظالما، أشعر أن بداخلي طاقات من الخير ولكنها مكبلة، مشكلتي الأساسية أني غير مكافح، لا أكمل طريقا بدأته، ولكني بالفعل أشعر أني أخرج من تحت سيطرتي وأقع تحت سيطرة اليأس والملل والوحدة، وربما استعذبت ذلك أو استسهلته.
أعلم أن ذهابي لطبيب سيساعدني كثيرا،
ولكني أستمر في التأجيل وأراهن على الأيام، أو على الإرادة، أو على حدوث معجزة.......
27/10/2011
رد المستشار
أهلا ومرحبا بك من جديد...
هذه هي المرة الثالثة التي تراسلنا على الموقع، فأهلا بك الآن وكل وقت، ما ذكرته في الجزء الأول من رسالتك سرني كثيراً إذ أن هناك درجة كبيرة من التحسن واكتساب مهارات لم تكن موجودة من قبل، منها: تعلم السباحة، لعب الرياضة وهي خطوة رائعة، ففي رسالة سابقة ذكرت أنك لم تمارس أي نوع من الرياضة في حياتك، وذهبت من أجل والدك ولم تكمل، لكن الآن أخذت الخطوة في تعلم رياضة والاستمرار، إن نقطة الاستمرار نقطة في غاية الأهمية ذلك أن تغيير نمط الحياة يمكن أن يساعدك كثيراً، حاول تذكر عدد مرات ممارسة العادة السرية أثناء الانضمام للرياضة بشكل منتظم!! لا شك أنها كانت إما متوقفة أو عدد أقل بكثير...
الأمر الثاني هو تكوين عدد من الصداقات، من قبل ذكرت أن عندك صديق أو اثنين فقط، كما لم تحافظ على تلك الصداقات، ولكن يبدو أنك بذلت -ولا تزال تبذل- كثيرا من المحاولات لإقامة واستمرار العلاقات مع الأصدقاء، أحاول هنا أن أكون مرآتك التي ترى فيها التقدم إلى ما وصلت إليه، عليك أن تعطي نفسك حقها ولا تظلمها... أليس كذلك؟
الأمر الثالث اكتساب الثقة في النفس، نقطة تطور طيبة جدا، ما عليك سوى أن توقف الأفكار السوداوية مثل "أنا في صراع دائم ومعاناة يومية حتى لا انتكس"... قل لنفسك كلمات إيجابية مثل "أنا نجحت"، "سأستمر في النجاح"، "لكل جواد كبوة"، "أنا أقدر، أنا أستطيع"... وكافئ نفسك كذلك.
الأمر الرابع الدال على التحسن هو تطور أحاسيسك ناحية النساء، وهذه نقطة أساسية بالنسبة لك، ولا أتفق في المصطلح الذي أطلقته أنه "انتكاس"، ولكنك في بداية التغيير فيما يتعلق بمشاعرك ناحية الجنس الآخر، ومن الطبيعي ألا يحدث التغيير بين يوم وليلة ولكن المهم أن تستمر في المحاولة وتشجيع نفسك بحيث تزيد الفترات التي تشعر بها بمشاعر ناحية الإناث وتقل الفترات التي تشعر فيها بمشاعر جنسية تجاه الذكور، وتأتي بعدها خطوة وهي أن مشاعرك نحو الذكور تظل داخلك دون التعبير عنها على أرض الواقع، بينما التعبير عن مشاعرك ناحية الإناث على ارض الواقع، وندعو الله أن ييسر لك خطوات ناجحة نحو الزواج.
أما موضوع الممارسة الفعلية مع ذكر التي قمت بها، فإن أتتك تلك الرغبة بعد ذلك تذكر تلك الأحاسيس بالندم والذنب وعدم الرضا عن الذات، واجعلها مشاعر تساعدك على عدم التوقف.
النقطة الأخيرة هي أنك حددت موعد بالفعل مع طبيب نفسي، ولم تذهب، وهو أمر يحدث كثيرا لدى الأشخاص الذين يفكرون في الذهاب للطبيب، ولكن معظم الناس يحددون موعد آخرون ويلتزمون به، من قبل لم تأخذ تلك الخطوة، توكل على الله واذهب لطبيبك، فالمقابلة أفضل من الكتابة على المواقع، ناقش معه النقاط الجوهرية، وتذكر أننا لسنا في زمن المعجزات.
تحياتي......