السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
عندي مشكلة لها أكثر من سنتين وهو وسواس قهري يردد علي كل ما يتعلق بالموت ويذكرني بكل الأشخاص الذين كانوا بحياتي وكيف ماتوا رحمهم الله وأني سوف أكون مثلهم، ومع العلم أني شخص مؤمن بالله وأعرف أنها وسوسة شيطان إلا أن الحالة تزيد أكثر حتى أن في الأربع أشهر الأخيرة أصبح لدي صداع شديد وألم بالصدر وضيق تنفس.
هناك أمور أخرى بجوار هذا الوسواس وهو أنني أدرس مرحلة الماجستير وأتعرض لضغوط دراسية وأيضا خرجت من حالة عاطفية كانت صعبة جدا. بالرغم والحمد لله أنا إنسان قوي وأتخذ قرارتي بشكل سريع ولا أتأثر جدا بكل ما يحبط معنوياتي ولكن ما حصل لي قد جعلني أشك بنفسي وأحبطني كثيرا وجعلني جدا إنسانا متشائما وأي ألم أو مجرد وهم برأسي أجعل منه نهاية لحياتي وأكبر أي مشكلة لدرجة أنني أحضرت سيارة الإسعاف للبيت مرتين بسبب ضيقة في التنفس وبعد الكشف يتضح أني سليم فيزيائيا وكل ما عندي نفسي.
حاولت كثيرا أن أسترخي وآخذ فترة من الوقت ولكن كل ذلك لم يفد استخدمت الرقية الشرعية واستمريت على قراءة القرآن وأداء الصلاة بأوقاتها بالفعل حصل هناك تطور ملحوظ ولكن المشكلة لا زالت أيضا تزداد وبشكل سريع.
أخذت دواء amitriptyline كما وصفه لي الدكتور ولكن لا تغيير في الوضع. مشكلتي يا دكتور هو عندما أواجه نفسي وأن كل ما يمر بي هي وسوسة شيطان وأن كل شي قضاء وقدر وبعدها أقرر أن أجد الحل بأن أقطع الفكرة التي أسمعها من داخلي عن الموت مثلا أو أغير الموضوع وأشغل نفسي بأي أمر آخر، يزيد ألم رأسي بشكل غريب وأتعب وتأتيني ضيقة.
أرجو من الله ثم منكم أن تقدموا لي النصح والاستشارة لأنني وصلت لحالة لا أستطيع أن أكمل فيها دراستي ولا حتى أن أنام فقد زاد عندي التوتر والقلق والأرق بشكل كبير.
19/9/2011
رد المستشار
صديقي؛
أرجو أن تمارس قوتك وقرارتك الحاسمة التي وصفتها وقلتها عن نفسك، هذا هو ما سوف يشفيك ويساعدك إلى جانب الدواء إن كان له ضرورة ولكن الدواء وحده لن يبلغك هدفك على المدى الطويل.
إنه العجب العجاب أن يقول الناس أنهم مؤمنون ويخافون الموت أو يحزنون لموت الأصدقاء والأحباب، الدار الآخرة هي الحياة الحقيقية والدائمة ونحن نخاف من انتهاء الحياة العابرة المؤقتة. بدلا من الخوف والقلق ووساوس الموت، انتبه للاستمتاع بالحياة الصحية وممارستها والمضي من نجاح إلى نجاح، ما بين النجاح والآخر، لا بد وأن يمر الإنسان بلحظات الفشل التي يتعلم منها كيف ينجح مرة أخرى فيما فشل فيه وفي أشياء أخرى.
لا أدري ماذا حدث معك في علاقتك العاطفية التي فشلت ولكن من المؤكد أن العلاقات الصحية الجيدة هي التي تستمر تنمو، العلاقات التي تنتهي بطريقة غير صحية ويشوبها الكثير من الضيق والألم هي علاقات فاشلة أصلا ومبنية على أسس غير صحيحة مهما كانت كمية وقوة الحب المزعوم، أقول مزعوم لأن الحب الحقيقي ينمي ويقوي الطرفين وإن لم تستمر العلاقة الزوجية أو إذا لم يكلل الحب بالزواج فسوف يحل محله صداقة جميلة (أي إستمرار الحب ولكن بشكل آخر).
دراسة الماجستير تعني أنك إنسان متفوق وناجح عندما تريد التفوق والنجاح ولكن وصفك للضغوط ولصعوبة تجربتك العاطفية تشير إلى شيء من التوقعات الطفولية وعدم النضج العاطفي واللذان يؤديان إلى الغضب الذي تمارسه على نفسك وعلى الحياة (الوساوس والقلق والخوف والصداع وآلام الصدر وضيق التنفس) عندما لا تحصل على ما تريد أو ما بنيت آمالا حوله على أسس واهية وضعيفة (الدليل هو عدم استمرار العلاقة العاطفية وصعوبة وقع الأحداث عليك).
أعراضك أيضا في علم النفس تعني أنك لا تعيش الحياة التي تريدها بفطرتك وتعيش حياة تقول لنفسك أنك مجبر عليها وبالتالي فهي حياة مزيفة.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لمناقشة هذه الأمور وتصميم نظام حياة صحي ومتوازن
وفقك الله وإيانا لم فيه الخير والصواب
التعليق: لو.سمحت.دكتور.علاء.محتاجه.رقم.تليفون.عياده.حضرتك.دورت.علي.عنوان.أو.رقم.العياده.كتير.جدا.ومش.عارفه.أصل له.من.فضلك.محتاجاااه.جدا