وساوس نجاسة الكلاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
جزاكم الله خيرا على مساعدتكم المستمرة، واستقطاعكم من وقتكم للرد على أسئلتنا لوجه الله تعالى، تقبل الله منكم بإذن الله.
إحدى معارفي عمرها 39 سنة، متزوجة ولديها 4 أطفال، طلبت مني أن أسأل لها عن رأي الدين في عدد من الأمور الخاصة بالخوف من نجاسة الكلاب:
1- إذا لمس الكلب ملابسها وكانت متأكدة من لمسه لها فهل غسل الملابس كافي ثم تلبسها؟ أم لابد من غسلها بالتراب أولًا ثم بالماء سبع مرات مثل الطبق؟
2- نفس السؤال السابق، ولكن إذا مر الكلب من جانبها وهي غير متأكدة هل لمسها أم لا، فما حكم غسل الملابس؟
3- بالنسبة لترك السيارة في الشارع فإن الكلب يمر بجانبها أو ينام تحتها وأحيانا يجلس فوقها، فماذا أفعل، وكيف أتعامل مع السيارة؟ هل أمر من أمامها؟ هل أركبها دون خوف؟ أم لابد أغسلها أولا؟؟
4- في بعض محلات السوبر ماركت لتشديد الأمن يلف رجل الأمن ومعه الكلب حول السيارة، وعندما أدخل السوبر ماركت وأشتري الأشياء أخاف أن أضعها في السيارة لأن الكلب لف حولها.
5- ذهب زوجي لعرس كان الأشخاص اللذين فيه يربون كلابًا وقد سلم عليهم، وعندما عاد طلبت منه غسل البذلة التي كان يرتديها فرفض لأنها نظيفة وجديدة، فهل البذلة نجسة؟ كما أن الملابس التي في الدولاب بجوار البذلة، والدولاب نفسه أخشى أن يكون لحقها نجاسة؟
6- ابني لعب الكرة في حديقة بها روث حيوانات مثل الكلب، وعندما عاد نام في السرير، وعندما وجدت هذا غسلت الملايات أكثر من مرة ووضعت 5 ملايات فوق المرتبة شكا مني أن المرتبة لمسها نجاسة كان يحملها ابني عند لعب الكرة، ومع هذا لا زلت أخاف من المرتبة وأريد أن أغسلها، فهل فعلا ممكن يكون لامست المرتبة نجاسة ولابد من غسلها؟؟؟
شكرا لكم
6/10/2011
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا منى، وأهلًا بك وبمعارفك وأسئلتهم الموسوسة وغير الموسوسة... وإليك الإجابة:
1- لمس الكلب للملابس وغيرها من الأشياء: إن مجرد لمس الكلب للأشياء لا ينجسها ما لم يكن هو أو الشيء الذي لمسه مبتلًا، إذ النجاسة لا تنتقل حال الجفاف، وعليه: إذا لمس الكلب الملابس وكان جافًا وكانت هي جافة، أو لم نكن نعرف هل هو جاف أم مبتل، فالملابس طاهرة.
وإذا تأكدنا من وجود البلل على جسده، أو على الثياب أو سال لعابه على شيء وعلمنا هذا يقينًا لا بمجرد الاحتمال والشك، فهنا يجب التطهير، والأفضل للموسوس اتباع أيسر المذاهب في نجاسة الكلب وطريقة تطهيرها، وهذا تجدينه مفصلًا في استشارة سابقة بعنوان: وسوسة من النجاسة: الكلب والشك والتكرار!
2- إذا مر الكلب من جانبها وهي غير متأكدة من لمسه لها، فغسل الملابس حينها وسوسة، لأن الملابس تبقى طاهرة ما لم نتيقن ملامسة الكلب لها بالشروط المذكورة سابقًا.
3- بالنسبة للسيارة، لا مشكلة في كل ما تذكرين، السيارة لم تتنجس لعدم تأكدك من وصول النجاسة.
4- أيضًا تنطبق الإجابة السابقة نفسها على هذا السؤال، والسيارة ما زالت طاهرة، ويمكن لمسها وركوبها ووضع الأشياء فيها دون وجل.
5- لا داعي لغسل البذلة، فأولًا: كون الإنسان يربي الكلاب لا يعني أن يده نجسة،
وثانيًا: حتى لو كانت نجسة، فالنجاسة لا تنتقل لعدم تأكدك من وجود البلل في أيديهم عند المصافحة،
ثالثًا: لن ينتقل شيء من يد زوجك إلى بذلته، ولن ينتقل شيء إلى الملابس التي بجوار البذلة، ولا إلى الخزانة، لأن يد زوجك ليست متنجسة أصلًا، ولأن النجاسة لا تنتقل حال جفاف اللامس والملموس، وتخيلك لهذا الانتشار الواسع للنجاسة المتوهمة، من طريقة التفكير السحري التي يفكر بها الموسوسون.
6- أظن أنك الآن لابدّ عرفت إجابة هذا السؤال، وأنه لا ينبغي أن تغسلي الملاءات والمرتبة، حيث لم تنتقل النجاسة، وبما أنك تقولين: "لعله، وربما انتقلت النجاسة" فهذا يعني –وبالتأكيد، أن ابنك وما لامسه ما زال طاهرًا، إذا الأصل في الأشياء الطهارة، ولا يتغير هذا الأصل إلا إذا تيقنا 100% تنجسه بنجاسة ما..
وهكذا تلاحظين أن جميع الأسئلة يجاب عليها بإجابة واحدة: أشياؤك لم تتنجس أصلًا، فضلًا عن انتقال النجاسة منها إلى غيرها، لأن الحكم بالتنجيس لابدّ فيه من تيقن حصولها 100%.
واقرئي أيضًا:
وسواس نجاسة الكلب
نجاسة الكلب الفقه والوسواس !