عملت إيه في حياتي بل إيه هي حياتي أمنياتي؟
أنا إنسان نادم على إني عشت هذه الحياة أنا شاب بل أنا شيخ بل أنا مجهول بل أنا جماد بل أنا حيوان، بل أقل من الحيوان ماذا فعلت بيَ السنون أنا أريد أن أبكي أريد أن أبكي في حضن إنسان أريد أن أشعر بالحنان بالدفء بالأمان.
أنا أمي ووالدي عايشين ولكن تكثر الخناقات بينهما لأتفه. أتفه الأسباب يتخانقوا على عشرة جنيه2 جنيه مثلا على أن أمي هزرت مع أبويا وقالت له كلمة بتهريج البيت ينقلب وتبقى الشتائم والسباب ملء البيت من قبل والدي ومن يوم مولدي لم أشعر بالأسرة ولا بالأم ولا بالحنان ولا بالأب لماذا كل هذا لقد ضاعت سنين عمري كاتم في قلبي وعايش ولم أتكلم وأخويا أيضا طالع لأبي، وأنا لا استحمل ويستمر في الشتائم ويزعق والجيران خلاص إتفضحنا أبويا وأخي فضحنا سنين وسنين أحاول أن أنسى هذا العذاب أكتم في قلبي ليس لي أصدقاء حقيقيين وليست لي صديقة أشكو لها.
ولكني لا أستطيع لأن رجولتي تمنعني إني أضحك على هذه الرجولة الآن أصبح عندي23سنة ولم أجد وظيفة مناسبة، أمي جرت على وظيفة لأخويا لحد ما عينته في مركز محترم بماهية محترمة، ولم تشعر بما بداخلي ولم تتحرك إلا القليل يمكن يكون ما بيدها حيلة ولكن حتى على الأقل تشعرني بأنها عملت حاجة، أنا أعرف أنها غلبانة جدا وأنا أحبها جدا ولكن.... كل ما أتكلم تقول بكرة هتتعين، وهأتعين بكام (120)جنية ماذا أفعل وأنا حاصل على منحة للكمبيوتر لمدة ستة اشهر وأكملتها ولم أحصل على وظيفة علشان الخبرة ووو....!
أنا كنت بأشتغل في المطاعم قبل ذلك ولكني لا أريد أن أرجعلها تاني لأسباب كثيرة.....
ماذا افعل تاني أريد أن أكسر الصخر ولكن لا يوجد صخر أريد أن أكافح الوسطي تقف أمامي كيف وعائلتي تريد أن تبقني محلك سر، كما أنا أيضا لا خطوة للأمام ولا أي حاجة أمي طيبة جدا جدا وأنا أحبها وأتعذب من اجلها ووالدي أيضا أحبه!! ولكن الكثير والكثير.... أنا لا أريد أن أغضب الله فيهما ولكن أريد أن أسافر أريد أن أعمل أشتغل أريد أن أنحت الصخر، ووالداي يبنون لأخي شقة في ورث أبويا أنا بلا شغل بلا أصدقاء وكيف أخلي الناس تحبني وأيضا زملائي يحبوني كيف هذا؟!
عشان تنجح لازم تكون شخصيتك جيدة ما هي هذه الشخصية ما مكونتها ما سماتها أنا متخرج من كلية تربوية، أنا زهقت وبفكر إني اخرج من هذا المنزل، بل من الدنيا بحالها ولا ارجع ولا أريد أن اعتمد على والداي في الأكل والشرب والمصروف، أريد أن انطلق أن أعمل مشروع ولكن القيود هي العيلة وتقاليدها هتقول هتشتغل وكذا، وكذا عيب طبعا ولما أكون ناوي خلاص أدخل في مشروع من مشاريع الدولة مثل الصندوق الإجتماعي أقول الوسطة خربت كل شيء، اللي ابن وزير أخذ قرض وسافر ورجال الأعمال مش ها يسبونا العملية نصب في نصب، ماذا افعل؟
يا ليتني لم أدخل هذه الكلية التي سوف تأتي ب(120)جنية في الشهر والتي أنا في انتظارها وظيفة حلوة أشتغل بعد الظهر لها معاش كويس ويمكن يكون لها مستقبل كويس ها هها ها ها....
ولكني أنظر إلى مشاريع الشباب والجهود التي تفعلها المؤسسات، ولا أستطيع التقدم يمكن أتعين أقول مشروع إيه آخد قرض وبعدها أتحبس واللصوص طلقاء بأموال البلد ومن هذا الصديق الذي سيأتي معي في القرض، يقولون نصب في نصب وسايط مليانة في البلد كوسة وهي فعلا هكذا أنا بلا هوية بلا وطن بلا أي شيء لم افعل شيء في حياتي جاءت على لحظات تمنيت إني أسافر بعيد جدا حتى لا أرى والديَّ لكي أستطيع أن أكافح وانحت في الصخر، نفسي أعمل حاجة ولكن هناك قيود مما ذكرتها تمنعني وقيد واحد حتى الآن لم أعرف ما هو الذي يمنعني؟!!!. أنا دائما منكس لا اعرف ماذا أقول؟!.. في النهاية أنا لست آسفا على الإطالة ولكني أكتب هذه المشكلة وأنا في حزن شديد وبكى ودموع.
عائلتي من6أفراد منهم أخي وأختي تزوجوا وأنا عايش مع أمي ووالدي وأخي، دائما أقول يا رب.
وشكرا
08/03/2004
رد المستشار
عزيزي أهلا بك في مجانين ونشكرك على ثقتك بنا.
لمست في حديثك النبذ والإحباط وكأنك تحمل على كتفيك جبال راسخات ولماذا تنبذ نفسك بهذه الصورة البشعة، لماذا ترسم لنفسك دربا مليئا بالنعاسات وكأنك تنظر للحياة من زاوية واحدة واتجاه واحد، أنت لست شيخا كهلا على مشارف نهاية الحياة ولا جماد تريد أن تفقد كل قوانين الإحساس، ولا حيوان يعيش لغرائزه وإشباع رغباته، كيف وضعت الإنسانية في قارورة وأغلقت عليها وحرمت شعاعها وطيفها من الانطلاق عبر نسمات الحياة؟ لماذا كل هذا الإحباط وهذا اليأس؟ أنت مازلت في عمر الزهور لا في عمر قطفها كيف تحكم على كل سنين حياتك بالعدم؟
لابد أن تنظر إلى الحياة بنظرة التفاؤل ولك أن تتخلص من موجة التشاؤم التي تلازمك وتراود تفكيرك من حين لآخر، أنت مازلت في عمر لم تتحمل فيه أي مسؤوليات ولا أعباء حياتية صعبة تجعلك وكأنك تنظر إلى الحياة وكأنها بحر هائج تعلوه الأمواج وأنت تناضل فيه بكل قواك حتى تصعد على هذه الأمواج فتصل إلى أعلى قمة عليها ثم تحملك إلى بر الأمان وكأن السنين التي فقدتها من عمرك كانت عدوا غاشما أراد النهوض بك.
الحياة يا عزيزي ليست بهذا المنظور المختنق، بل الحياة أن تكون جادا ملما بكل خبرة، وأن تتعلم من خبرة الماضي وتأخذ ما يسرك منها ليكون ذلك عونا لك في الحاضر وأنت الآن مازلت شابا صغيرا قادرا على تحقيقي طموحاتك وآمالك التي تتمناها، وإذ كنت تحكم أنت على نفسك بأنك تحمل كل أعباء الحياة فما بالك لو كنت متزوجا وتعول زوجة وأطفال، حاول تجديد حياتك وابحث عن عمل يتناسب مع رغباتك، فما أجمل وما أروع أن يجدد الإنسان نفسه وأن يجيد النظر فيما أصابها من نجاح أو فشل وأن يعيد إليها توازنها واعتدالها كلما واجهتها الأزمات.
وطبيعي جدا أن تحدث المشاكل في كل أسرة، وخاصة بين الوالدين، حاول أن تتلافى هذه المشاكل بصورة مؤقتة حتى تستقر نفسيا ثم حاول بعدها في إيجاد حلا مناسبا لها، ولا تيأس لأنك لا تعيش في دائرة مغلقة، وحاول أن تخرج من انطوائيتك الذاتية هذه وتعامل مع كل أفراد الأسرة بلباقة الحديث الشيق الممتاز حتى تستطيع الوصول إلى المنال، وبطريقتك هذه تستطيع أن تخفض هذا المؤشر الذي يعلو داخل الأسرة بالمشكلات وتصل إلى صورة إيجابية صائبة، لأنه كما قلت أن أباك متعصب جدا وأن أخوك كذلك بنفس المستوى فلابد لك أن تكون لينا متفائلا مهما اضطربت المعاملة في البيت.
واعلم أن الفراغ هو أساس كل المشكلات، فلابد أن تغتنم خمسا قبل خمس كما وضح ذلك سيد البشرية ومعالج الإنسانية صلى الله عليه وسلم حين قال (اغتنم حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلديك الحياة مغلفة بالصحة والشباب فانتهز فراغها قبل فوات الأوان، فالعمل ليس مقتصرا على المطاعم فقط بل العمل يوجد في مجالات كثيرة، اخرج من خيوط العنكبوت التي تغزلها حولك وإذا كنت تشعر باهتمام أمك نحو أخوك فهذا لا يفقد اهتمام ومحبة أمك لك، أما إذا كنت لم تشعر بالأسرة ولا بالأم ولا بالحنان ولا بالأب، حاول جاهدا أن تبحث عن هذا في نطاق الأسرة.
ولأنك عندما ترى الشتائم والسباب مليء به البيت من قبل والدك تهرب وتنسحب من الميدان، بل كان عليك أن تقوم بحل هذه المشكلات وأن ترى فيما يغضب أباك وتقوم بتصحيحه بصورة متدرجة وتكون فطنا لينا وبالتالي تستطيع أن تمتلك كل كيان الأسرة، ويقدم عليك الأب بصرامة أسلوبه يجدك بحرا هادئا فيلجأ إلى شاطئه وتقدم عليك الأم لتعطيك من كنزها الثمين وهو حنان الأمومة الذي أنت لا تراه، ويلجأ إليك أخاك صديقا وحبيبا، فأنت الذي كسوت نفسك بالإحباط ووضعت لنفسك دربا لتضع عليه حراسا من اليأس.
اخرج من كل هذه القيود الذاتية، وابحث عن عمل شريف في أي مجال، كيف بالله عليك أن تكون جالسا في بيتك فيكون لك أصدقاء تشكو إليهم مشاكلك ومخاوفك المستقبلية وتحقق آمالك وطموحاتك، اخرج من قيودك المغلغلة، ولا تكن كالطائر المنكس، ودائما لا تنظر للمستقبل من القمة ولكن أنظر إليه من العمق والبداية إلى الأعلى فالأعلى حتى تصل إلى القمة وكأنك على مشارف سلم درجات كلها خطوات في الحياة وكل درجة سلم لابد لها من جهد وعمر حتى تصل إلى الدرجة التي تليها ولا تنظر إلى أي عمل من منظور سلبي قبل أن تنظر إليه وترى إيجابيته.
فما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه يوما بعد يوما ويتعرف على عيوبها ويرسم طريقها على المدى القصير وعلى المدى البعيد، فالإنسان أحوج ما يكون إلى مواجهة مستمرة مع نفسه وذاته ومع حياته حتى تستقيم له النفس والحياة، وخذ هذه الحكمة من أفواه المجانين (الحياة مليئة بالحجارة فلا تتعثر بها بل اجمعها وابنِ بها سلما تصعد به نحو النجاح).
وأخيرا أقول لك: أنني ربما قسوت عليك في بعد الزوايا ولكنها القسوة البناءة، فكم أتمنى أن يتضح لك تماما أن مع المعاناة تكون الحياة الأكرم للإنسان فكم من عالم ناجح أذاقته الحياة مرارتها كئوسا مريرة واستطاع أن يواصل ويواصل فالمعاناة يا أخي تولد الإبداع وتكتب بحروف من نور علامات النجاح لمن أراد أن يصل، فلابد أن تكون داخلك القوة المضادة لليأس والقدرة على التجديد الذاتي فأنا أتنبأ لك بالإبداع إذا قاومت ضعفك أمام مشاكلك.
ألم ترَ عميد الأدب العربي طه حسين؟
الذي ألقبه أنا بقاهر الظلام وغيره من العلماء والأدباء الذين كتب الله عليهم المعاناة ثمن النجاح دعواتنا لك بالتوفيق والسداد وتابعنا بأخبارك وملاحظاتك فمرحبا بك أخا نساعده ومشاركا نسعد به عبر صفحتنا استشارات مجانين وغيرها
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخ العزيز السائل أهلا وسهلا بك، وأشكرك على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، وأما ما أود إضافته فقط بعد الإجابة الشاملة للأخ الزميل الأستاذ هاني فكري، هو فقط إحالتك إلى الردود السابقة على صفحتنا تحت العناوين التالية:
عسر المزاج والاكتئاب
التفكير النكدي
الاكتئاب الدائم أم عسر المزاج
علاج الاكتئاب المعرفي : فتح الكلام :
وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين، فتابعنا بأخبارك.
ويتبع>>>>>: متاعب شاب: أم تفكير نكدي ؟ مشاركة