خروجي إلى مناطق أخرى يقلقني ويشعرني بالخوف..!؟
السلام عليكم..
أود شرح حالتي بالتفصيل, في البداية أنا ممرض ولكن حاليا لا أعمل منذ تخرجي من 2 سنة في مجال التمريض وذلك بسبب أنه وفي السنة الأخيرة فقط من الجامعة -وهي بداية المشكلة- شعرت بضيق نفس بسيط وتعرق وسرعة ضربات القلب خلال صلاة التراويح هذا الأمر تكرر لمدة 10 أيام، وذلك بسبب الضغط والحرارة وهو أمر ليس لأول مرة يحدث معي بل يحدث في أغلب الأحيان ولكن في تلك المرة سبب لي الحالة النفسية التي أنا بها الآن وذلك بشكل مفاجئ، أنني ربطت بين ما شعرت به وما سوف أراه في مادتي العناية الحثيثة والصحة النفسية في ذلك الفصل، وبالفعل بدأت المخاوف من المرض وأن يحصل لي ما أشاهده في هذين القسمين (وهذا يحدث لأول مرة ولم يحدث خلال أول 3 سنوات في الجامعة أبدا وكنت مستمتعا في تخصصي وفي تدريبي العملي) واستمرت هذه الحالة حتى نهاية السنة الأخيرة, بعد تخرجي لم أعمل في التمريض وعملت في مجال الدعاية الطبية فخفت بشكل كبير جدا المخاوف من المرض حتى أنها اختفت بشكل شبه تام..
لكن حقيقة ما أعاني منه حاليا هو كالآتي أنه عندما أخرج إلى منطقة خارج منطقتي أشعر كأن شيئا سوف يحدث لي (دوخة، قلق... الخ)، يزداد هذا الشعور كلما كانت المنطقة أبعد طبعا هو في الغالب شعور وتفكير يلازمني وأحيانا يتحول إلى قلق جسدي (تعرق, سرعة ضربات القلب) يختفي ويذهب، أشعر بالراحة أحيانا، بالقلق أحيانا، وأحيانا أخرى قليلة أذهب إلى خارج منطقتي ولا أشعر بأي شيء (ولكن لله الحمد لم يحدث لي شيء مما أفكر فيه أبدا, حتى أنني ذهبت إلى العمرة ولم يحدث لي أي شيء سوى ما قلته سابقا من شعور وتفكير وتقلب في الحالة), وكذلك عندما يكون الجو غائما يحدث لي ما قلته سابقا (مع العلم أن فصل الشتاء كان من أحب الفصول لدي).
أما أكثر ما يزعجني وبشكل كبير جدا هو أنه عندما يسافر صديق لي أو قريب إلى منطقة بعيدة أشعر وكأنني أنا الذاهب إلى تلك المنطقة وكأنني أريده أن يعود وبأنني سوف أتوتر وأقلق إذا لم يعد, هذه الحالة خلال ال3 سنوات, لازمتني في أول سنة ثم اختفت بشكل شبه تام لمدة سنة ونصف والآن عادت لي من شهر 3-2011 إلى الآن وبشكل قوي, فأنا أشعر وكأني في صراع داخلي لتحدي هذه الحالة ونبذها وتحقيرها وما إلى ذلك، ولكن أشعر أحيانا بأنها أقوى مني وتتغلب علي وتصل لدرجة القلق الجسدي (يستمر لفترة بسيطة) يأتي ويذهب على فترات، وهذه الحالة تشتد عندما أكون أعاني من التعب والإرهاق من قلة النوم فهي تسيطر علي عندما أكون متعب ومرهق, وتكون خفيفة أو حتى معدومة عندما أكون مرتاح ونائم بشكل كافي, طبعا هي ليست حالة عاطفية أبدا, لأني لم أعاني منها سابقا أبدا ولا مما ذكرته سابقا أبدا طوال حياتي, ولا يوجد تاريخ مرضي أو وراثي لدى العائلة بالكامل ولا يوجد أحد بالعائلة يعاني من أي حالة نفسية, عائلتنا متماسكة والحمد لله واقتصاديا وضعنا ممتاز التزامي الديني ممتاز, لا يوجد تغير في حياتي، أنام وآكل بشكل طبيعي، علاقاتي بأصدقائي ممتازة, لكنها أثرت على عملي وهي سبب عدم عملي في المشافي وكمندوب للدعاية الطبية أو الخروج في رحلات أو مناطق بعيدة مع الأصدقاء؛
كما أنني عاطل عن العمل وحظي بالحياة عاثر للآن والحمد لله وهذا ما زاد من الحالة سوء، كثرة الفراغ وقلة الحظ والشعور بالإحباط نوعا ما نتيجة العطل عن العمل، وحقيقة أنني لم أتحصل على عمل أصلا وليس بسبب الحالة فقط, باختصار حالتي هي الشعور والتفكير وسيطرة هذه الأفكار أحيانا وتحولها أحيانا لقلق جسدي, تناولت دواء denaxit ولكن لم أشعر بتحسن أبدا, تناولت دواء solotic 50 mg وهو نفس تركيبة الزولفت بناء على استشارة طبية من على الإنترنت حبة لمدة 3 شهور خلالها لم أشعر بأي تحسن رفعت الجرعة إلى 2 حبة لمدة شهر ولم أشعر بتحسن ولم أستمر على العلاج بسبب الفلوس وبسبب أنني لم أتحسن.
أريد التخلص من هذه الحالة الغريبة علي وخصوصا هذه الحالة الأخيرة التي ذكرتها لكم لأنها هي أشد ما يزعجني حقيقة فما التشخيص الدقيق لحالتي؟
وما العلاج المناسب لها (إذا بالإمكان وصف أدوية لي موجودة بالأردن)؟؟
وما نسبة الشفاء من هذه الحالة النفسية؟
وهل هي مرض نفسي أم حالة نفسية؟؟
آسف جدا على الإطالة..
وأتمنى إجابة وافية وكاملة على حالتي, وشكرا جزيلا لكم..
7/11/2011
رد المستشار
السيد الفاضل..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياك الله، وأهلاً بك على شبكتنا..
أما بالنسبة لاستشارتك، فمن الواضح من خلال وصفك أنك تصف حالة من ارتفاع القلق تصل إلى درجة من أعراض الفزع "نوبات الفزع أو نوبات الهلع Panic attacks " وهي حالة تعبر عن ارتفاع درجة القلق الذي يحدث بسبب الاستثارة الأدرنالينية العالية للجسم بشكل يحفز الجسم، لكن بدون أن يكون هنالك سبب خارجي حقيقي لتلك الاستجابة الأدرينالينية المرتفعة واستثارة الجهاز العصبي والأعضاء المسؤولة في الجسم عن هذا الوضع، ولو كان هنالك سبب فإن هذه الاستجابة تكون طبيعية، مثلا تخيل أن ماتور سيارة يعمل بدون أن يكون فيها سائق؟ فسيكون هذا غريباً، وهذا ما يحدث بنوبة الفزع فجهاز الأمان في الجسم يعمل والاستجابة للقلق تعمل لكن بدون أي سبب – هذا ما يعتقده الشخص- لكن الحقيقة أن هنالك أسبابا خفية مثل (فكرة: قد أتعرض للانتقاد، أو شعور: أشعر بالضيق بشكل غريب، أو سلوك: يبدو أنني تصرفت بطريقة غير جيدة، أو عرض جسمي: اشعر بأنني غير قادر على أخذ نفسي بشكل كامل، أو أشعر بأن قلبي يدق بسرعة أكبر من اللازم) كل ما قد ذكرته لك الآن نسميه Triggers أو هي المحرشات الخفية التي تتسبب في إطلاق الفتيل لإشعال الاستجابة الأدرينالينية بشكل مبالغ فيه، وهذا لأن دماغنا أصبح يدرك هذه المحرشات بشكل كارثي Catastrophesing Thinking ، بشكل ترك إدراكنا للأمور بشكل مبالغا به يجعل استجابة الجسم مبالغا فيها.
أما عن الخوف من الابتعاد عن مكانك "منطقة الأمان" كما نسميها، فهذا معناه أنه قد أصبحت أعراض القلق مرتبطة بما نسميه "رهاب الساح Agoura phobia " أو Agoraphobia وهي من أشكال الرهاب الذي يجعل الشخص يخاف من الأماكن الواسعة أو البعيدة أو الممتدة، لأنه على الأغلب يخاف أن يحدث له شيء في هذا المكان ولا يجد شخصا قريبا منه أو مركزا صحيا قريبا ليساعدوه، لذلك وكأول خطوة أخي الكريم أنصحك بقراءة كتاب بعنوان "مرض القلق" من سلسلة عالم المعرفة الكويتية يمكنك أن تحمله عن الإنترنت مجاناً وهو من أكثر الكتب المفيدة عن القلق، ويصف ما تعاني منه بالتفصيل، ولكن مع ذلك يبدو أن مراجعتك لمتخصص في العلاج السلوكي مهمة جداً لمساعدتك على علاج المشكلة، أتمنى أن تتابع معنا وتقرأ الكتاب ثم تراسلنا لنتابع سوياً خطتك العلاجية إن أمكن، نتمنى لك الشفاء العاجل ولك منا كل التحية..
واقرأ على مجانين:
نفسي عصابي رهاب ساحة Agoraphobia
التعليق: سني 40 سنة من المغرب وأعاني من الخوف الشديد والرهاب كل هذا سببه نوبات الهلع وهذا منذ 10 سنوات،
وبينما كنت أبحت في الإنترنت عثرت على كتاب يتطرق إلى القلق و مما زاد طيني بلة حين وصلت إلى صفحة حيث تطرق الكتاب إلى الإقرار بأن ضحايا نوبات الهلع كمجموعة تموت بسرعة أكبر وفي سن أصغر على الإجمال من المجموعة السوية...
لقد أفزعني ذلك كثيرا وصراحة زاد هذا من تخوفي ومما أنا فيه. المرجو تأكيد مذى صحة هذا،
جزاكم الله خيرا. في انتظار ردكم بفائق الصبر.